أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - العفيف الأخضر - الجابري يكتب عن العقل ولايكتب به















المزيد.....

الجابري يكتب عن العقل ولايكتب به


العفيف الأخضر

الحوار المتمدن-العدد: 627 - 2003 / 10 / 20 - 03:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 

مشكلة عقل الجابري هي عوائقه المعرفية التي تعتقله فلا يعود قادرا على التفكير العقلاني حتى، أحيانا، بتعريف الحد الأدنى، التماسك المنطقي.

لا مجال هنا لتحليل هذه العوائق. حسبي الإشارة لعائق أو لعائقين مثلا خطأ التصنيف أي تصنيف وقائع خاصة بمقولة في لفة مقولات أخرى. وهو الخطأ الذي قال عنه ريل Ryle إنه يشكل عائقا للتقدم الفلسفي الذي يتطلب تدقيق المفاهيم حتى لا تتشابه، كما يتشابه البقر في الليلة الظلماء. وهذا ما فعله الجابري بصدد العقل والعقلية (الذهنية) اللذين أصبحا عنده مفهومين متداخلين كلعبة العرائس الروسية، والحال أن الفرق بينهما جلي. العقل كلي وكوني يسلم به كل ذي عقل سليم والعقلية خاصة بجماعة معينة (قبيلة، أمة، طبقة اجتماعية مثلا) صاغت وعيها الثقافي بعادات وتقاليد وأنماط في السلوك خاصة بها. إذا كان العقل تفكيرا عقلانيا فالعقلية، خاصة لدى الثقافات التقليدية، تفكير فبعقلاني خلافا لفرضية السوسيولوج الفرنسي Levy Bruhl الذي افترض في كتابه ”العقلية البدائية“ أن التفكير البدائي ليس تفكيرا ....أي واعدا بالتطور إلى تفكير عقلاني، بل رأى فيه تفكيرا من طبيعة مختلفة، صوفيا خاليا من أية نواة عقلانية، لماذا ؟ لأنه لايقوم على مبدأ عدم التناقض العقلاني : استحالة اجتماع النقيضين، بل يقوم على منطق آخر لايعد بأي تطور إلى العقلانية هو ”المشاركة “Participation أي أن جميع الموجودات التي تبدو من منظور التفكير العقلاني مختلفة أو متناقضة تشترك في المنطق الصوفي، في وجود واحد يقبل باجتماع النقيضين. بعد سنوات راجع برول، شأن العلماء الذين يتعالون على نرجسيتهم، فرضيته وانضم للفرضية القائلة، بأن العقلية البدائية تنطوي على بذرة عقلانية، وإن كان يوجد الآن من يتبنى فرضيته الأولى.

لنرى الآن كيف يخلط الجابري بين العقل، الذي إما أن يكون عقلانيا أو لايكون، والعقلية التي يتغلب فيها الموروث على المكتسب والمسكوت عنه على المفكر فيه : ”ما يجمعنا نحن العرب بباقي العالم، هوالاختلاف : اختلاف آليات وميكانيزمات العقل الذي ننظر به إلى الآخر وإلى ذواتنا، لعل الإنسان العربي عندما يزور أوروبا أو أمريكا (الغرب بصورة عامة) سوف لن ينظر إليها بعقل كوني، بل سينظر إليها على أنها شيء مخالف له لما ألفه ولما يشبهه، وسيعرف أن هذه الحضارة التي يزورها لن تكون أبدا ناتجة عن عقل كوني هو طرف منه أبدا، إن الاختلاف هو الذي يجعل من العقل عربيا أويونانيا أو أوروبيا ولا أظن أن السيد العفيف الأخضر ينتمي إلى العقل الأوروبي طالما هو ابن العقل العربي (لا قدر الله) وما حديثه عن العقل بهذه الصفة إلا نتيجة لكونه اكتسب عقلية أوروبية وليس عقلا أوروبيا“ (مرشدي كريم : ”الأحداث المغربية 2003/8/13“ : الإنسان العربي“ الذي قد لا يكون إلا إسقاطا لعقلية الجابري عليه، سينظر أكبر الظن لـ ”الحضارة الغربية كشيء مخالف لما ألفه“ من عادات وتقاليد خاصة بعقليته العربية الإسلامية، لأنه بالضبط لم ينظر إليها بعقله الكوني العام يرى الأوروبيين ”يُجاهرون ب (المعاصي) : يشربون الخمر، ويتبادلون القبل علانية.. وهي عادة مخالفة لما ألفه في ثقافته الخاصة التي لقنته المسكوت عنه : ”وإذا عصيتم فاستتروا“. لا شك أن عقلية هذا الإنسان العربي، التي مازالت رهينة المحرمات الغبية وفقه القرون الوسطى المعادي للمرأة وغير المسلم والعقل والحرية مازالت بعيدة -إلا عند قطاع من الشباب- عن عقلية الإنسان الغربي التي تحررت من عقلية القرون الوسطى فتعقلنت وتعلمنت. لكن الإنسان العربي إياه إذا كان سليم العقل وذا فضول معرفي فسيزور المؤسسات العلمية والإعلامية والثقافية والصناعية وهناك سيلتقي بعقل كوني يتعرف عقله على نفسه فيه وسيشعر أن هذا ”العقل النظري“ لا يختلف عن العقل النظري في بلده إلا في درجة التطور، وسيفكر في الوسائل الكفيلة بجعل بلده يلحق بالغرب بالمثل سيجد أن ”العقل العملي“ الذي مازال في بلده يتمتم، قد بلغ في أوربا التي يزورها لأول مرة درجة متقدمة من التطور : فكل شيء تقريبا في الحياة الاجتماعية مفكر فيه والأفراد والجمعيات والطبقات الاجتماعية يمارسونه في ما بينهم بقدر معقول لا يثير عجبه بقدر ما يثير إعجابه.

هذا ”الإنسان العربي“ زار فرنسا وكان اسمه رفاعة رافع الطهطاوي فراعت عقله الكوني ”شموس الفكر فيها لا تغيب“ وروعت عقليته الإسلامية ”وليل الكفر فيها ليس له صباح“ وزارها بعده طه حسين وتوفيق الحكيم وسلامة موسى ومنصور فهمي ومحمود السعدي ومصالي الحاج والحبيب بورقيبة والمهدي بن بركة وعشرات غيرهم فتماهوا بعقلها الكوني ولقحوا عقليتهم الشرقية التقليدية بعقليتها الحديثة المتحررة بفضل تأثير العقل الكوني السائد فيها والذي مازال هامشيا في بلدانهم. لاشك أنهم وجدوا قدوة حسنة في ابن رشد الذي لم ير في شرحه لـ”جمهورية“ أفلاطون، غضاضة في إشاعة النساء على الرُضى منهن الأسمى أخلاقيا من بيعهن، كجوار في أسواق النخاسة، لاغتصابهن أو تزوجهن رغم أنوفهن. وهكذا فقد تعالى عن عقليته الدينية التي تحلل الاغتصاب فلم ينظر لأطروحة أفلاطون إلا بعقله الكوني الذي يرى أن ”الحسن ما حسّنه العقل والقبيح ما قبّحه العقل“ كما علمه العقل الذي لا يقبح علاقة غرامية بين راشدين راضين. وبالمناسبة فليعلم السيد محمد عابد الجابري أن ”السيد العفيف الأخضر“ مثل أخيه طه حسين لا تثير عقلية الفرنسيين المتحضرة ولا يثير عقلهم الكوني فيه إلا الرغبة في التماهي بهما، وزيارته الدائمة لفرنسا إن هي إلا فترة نقاهة من العلل التي أصابته بها عقلية ولا عقل ”شرقنا المجتر أوهاما وأحلاما كسولة/شرقنا الباحث عن كل بطولة في أبي عدي وقصي“ مع الاعتذار الحار من نزار قباني.

الجابري يكتب عن العقل بل لا يكاد يكتب إلا عنه، لكنه قلما يفكر به مثلا عندما يقيم تماثلا لا عقلانيا بين ”العقل واللاعقل“ أي العقل اللاعقلي أو ”العقل العرفاني“ أي، في نظره، العقل المضرب عن التفكير العقلاني. وهكذا ينتهك مبدأ عدم التناقض الذي لا يستقيم العقل النظري والعملي- وهما في الواقع عقل كلي واحد-إلا به، لأن القضية لا يمكن أن تكون في وقت واحد حقيقية وكاذبة بالمثل. لا يجوز أن يكون العقل لا عقلا. هذا اسمه العبث المرفوض من قوانين العقل أي مبادئه، العقل إما أن يكون عقلا أو لا يكون، أمام اللامعقول إما أن نكون أمام عقل لم يولد بعد كما كانت اليونان قبل القرن السادس قبل الميلاد، حيث كانت الأسطورة والدين سائدين أو أمام عقل -في الحالات الفردية- مريض هو من اختصاص الطب العقلي لا الفلسفة. انتهاك الجابري لمبدأ عدم التناقض الذي أطاح بكل عمارته الفلسفية سببه مفهومه الميكانيكي، لأنه غير مهضوم، للعقل الذي خيل له أن الإنسان إما يكون ابن رشد أو بن لادن، وجميع الإمكانيات الأخرى مرفوعة، وهي إمكانيات واقعية : عقل موجود بالقوة أو نواة عقل واعد وعقل موجود بالفعل، عقل يشتغل بكل أو بجل إمكانياته وعقل تعتقله العوائق المعرفية (التي اكتشفها باشلار لدى العلماء). ولا شك أن درايته الضعيفة وغير المهضومة بعلم نفس الأعماق لم تساعده على فهم الإنسان بما هو كائن في منتهى التشعب والتعقيد تتعايش في رأسه ثلاثة أدمغة : ”دماغ الزواحف حيث ( ترقد الغرائز البدائية)، القتل والاغتصاب، و(الدماغ الانفعالي)، حيث الأهواء و( الدماغ المعرفي)، حيث العقل والعمليات الذهنية المعقدة“ مثلا كشفت الأبحاث العلمية أن الطفل عند الولادة شبيه جدا بسلفه الإنسان منذ عشر آلاف عام في : سرعة التصديق، غياب الحس الأخلاقي، الجبن، الجهل، الميل إلى العنف وروح القطيع. التنشئة الاجتماعية في الأسرة والمدرسة هي التي تصنع منه إنسانا عقلانيا يحب الحياة والأحياء أو مشروع شهيد إسلامي كل همه أن يكوون قاتلا وقتيلا. ذهول الجابري، بالمفهوم الخلدوني للذهول، عن فهم الإنسان ككائن يتعايش فيه المعقول واللامعقول : العقل في أكثر صوره تطورا في خانة ”دماغه المعرفي“ واللامعقول السحري في خانة ”دماغه الإنفعالي“ وإلا كيف نفهم مثلا أن نيوتن وإينشتاين مارسا الفزياء الفلكية بالدماغ المغرفي : العقل النظري، ومارسا التنجيم بالدماغ الانفعالي : الفكر السحري الفصامي. تركا في مجال التفكير التراث الضخم الذي غير مجرى حياة البشرية والذي يسلم به أو يمكن أن يسلم به كل عقل سليم ولم يتركا في مجال التفكير ”العرفاني“ أية معادلة تنجيمية ولو تركاها لما سلم بها العقل السليم الذي يسلم بمعادلاتهما الفزيائية. فرويد العقلاني قلبا وقالبا والذي اكتشف اللاشعور أو ”اللاعقل“ وحلله إلى عوامله الأولية ومع ذلك كسر، في لحظة ضعف، تمثالا صغيرا خوفا على حياة ابنته! الغزالي الذي كتب ”مقاصد الفلاسفة“ عقلاني والغزالي الذي كتب ”التهافت“ لاعقلاني والغزالي الذي قال مايلي هاذ" ”يجوز للجبل أن ينقلب حصانا بإذن الله تعالى“ (القسطاس)، ”وقد أعود إلى بيتي فأجد أن كتابا من كتبي قد تحول إلى حصان فأكل وراث وبال“ (المنقذ)، و”توضأت للظهر في بغداد وصليت العصر في مكة“ (الاحياء). هذه حالة تعود للطب النفسي ولم تعد موضوعا للتأمل الفلسفي أو حتى الفقهي، واختراع مفاهيم متناقضة ولاشرعية فلسفية لها لتشخيصها مثل ”العقل اللاعقلاني“ و”العقل العرفاني“ التي هي من أسماء الأضداد وتناقض في الحدود (نهار مظلم) وتجاهل يكتسي شكل الفضيحة لمبدأ (عدم التناقض) في التفكير المنطقي. عقلانية الجابري المكانيكية أي غير المفكر فيها والملغومة فضلا عن ذلك بالأخطاء والتناقضات الابستمولوجية وبتجاهل التقدم الفلسفي والعلمي جعلته عاجزا عن فهم آليات اشتغال المعقول واللامعقول في الإنسان الواحد. أحد الأطباء النفسيين أكد أن كل إنسان ”سوي“ قد يمر بنوبة هذيان (جنون) مرة في الأسبوع على الأقل عندما ينخرط، وحيدا، في نوبة ضحك، أو يحدث نفسه، أو يردد كلمات مسجوعة مثلا.

إذن يمكن وصف شخص بالعقلاني عندما يكون التفكير أو التدبير العقلاني سائدين- لاوحيدين - فيه خاصة في مجال اختصاصه. تعايش العقلاني واللاعقلاني في الإنسان الواحد، الفيزياء الفلكية والتنجيم، التحليل النفسي العقلاني والفكر السحري مثلا هو الشرط الإنساني بالمعنى الفلسفي أي هشاشة الإنسان وقسوة الحالات والمواقف والظروف التي تفرض نفسها عليه فرضا.

فكر ماركس في تغيير الشرط الإنساني بالثورة الاجتماعية أي إنهاء استغلال الإنسان للإنسان وقسوة الإنسان على الإنسان، وفكر فرويد في تغييره ب”الثورة البداغوجية“ أي بالتحليل النفسي الذي يضع حدا للعصاب ولإعادة انتاجه عبر التربية الأسرية.. لكن الثورتين الموعودتين مازالتا وعدا. أما الجابري فقد قرر لاشعوريا إلغاء الشرط الإنساني بجرة قلم. عنده الإنسان، إما ”برهاني“ وإما ”عرفاني“ ولاشيء ”غير ذلك“، لكن وقائع الحياة، وهي أصدق أنباء من الكتب، تقول له إن الإنسان شيء غير ذلك، إنه كائن يشبه الإله الروماني، جانوس، ذا الوجهين المتعارضين اللذين يشكلان معا حقيقته. السؤال هو كيف ومتى يستطيع العقل أن يتصدى بنجاح لإغراءات اللاعقلاني ومتى وكيف يستطيع أن يعي عوائقه المعرفية فيتجاوزها ؟ وضمن أية شروط يحقق استقلاله ؟ لامجال لاجابة مفصلة هنا. حسبي أن أقول أن العقل المطلع بما فيه الكفاية بفضل إعادة تحيين معارفه للتخلص من المعارف التي تجاوزها التقدم المعرفي يملك حظوظا من النجاح لكي لايسقط بسهولة في إغواء اللاعقلاني أو يقع في فخ العوائق المعرفية.

لايبدو من كتابات الجابري المكتظة بالمعارف التقريبية وتلك التي انتهت صلاحيتها، إنه يجدد معارفه. وهذا من بين الأسباب التي جعلته يكتب عن العقل لكن قلما يكتب به، مثلا، بين عشرات، يؤكد الجابري أن ”الإنسان العربي يحلم“ بعقله. هكذا متجاهلا كل التقدم العلمي في حقل الدراسات النفسية والطبية، العقل لم يعد، كما كان عند ديكارت، مصدر الحب والكراهية وغيرهما من الأهواء والانفعالات، بل هو حصرا مصدر التفكير العقلاني بشهادة ”علوم الجهاز العصبي“Neurosciences التي تدرس الدماغ ووضائفه وطريقة اشتغاله وعلله. لديكارت عذره فهذه العلوم لم توجد في عصره. أما الجابري فلا عذر له. لو كان مطلعا على معارف عصره في مجال بحثه الفلسفي لكفي نفسه وقراءه شر المفاهيم الساذجة التي افقدت خطابه شرعيته العقلانية مثل ”العقل العربي“ و”العقل اللاعقلاني“ و”العقل العرفاني“ إلى آخر السلاطات المشكلة التي زج فيها تعسفيا بالعقل. ولو كان عقله أقوى من أهوائه السياسية، التي تشكل العوائق المعرفية الأساسية التي اعتقلت عقله فلم يعد قادرا على إنتاج معرفة موضوعية، لما سقط ضحية نرجسيته القومية العربية التي جعلته يسقط على غير العرب، خاصة الفرس، تخييل ”الفرقة الشريرة“ (وهو بالمناسبة تخييل ملازم للإثنية المركزية وتجلياتها العنصرية والنرجسية الدينية) جريرة نقل عدوى ”العقل العرفاني“ إلى الخطاب العربي الإسلامي العقلاني بما هيته ويسقط على العرب المسلمين تخييل ”الفرقة الناجية“ من ”العقل العرفاني“ الشرير.. ذاهلا هكذا عن واقعه تاريخية تفقا العيون، وجود ”العرفان“ إياه في النص المؤسس للخطاب العربي الإسلامي : القرآن والحديث. هل الإيمان بالإسراء والمعراج والملائكة والجن والشياطين وبسؤال القبر والحشر والنشر والجنة والنار وبقاء الشهيد حيا.. من مسلمات ”العقل البرهاني“ ؟ الفصل بجدار صيني بين العقلاني واللاعقلاني في الخطاب العربي الإسلامي الكلاسيكي ليس سديدا إذ أن العلوم الإنسانية تؤكد لنا أن الفوارق بينهما في الدرجة لافي النوع وأن العقلاني واللاعقلاني ملازمان تقريبا لكل ما انتجه الدماغ البشري الثلاثي الأبعاد، الغريزي، الانفعالي والعقلاني، في عصور ما قبل الحداثة وحتى بعدها وإن بدرجات متفاوتة. أليس التيار الفلسفي شبه السائد اليوم في العالم هو التيار اللاعقلاني ؟ العقلاني، عندما لا يجتاح حقول العقلاني الخاصة، السياسة، الاقتصاد، العلوم، التعليم، القوانين،... لاضير منه. بل قد يكون مصدر إلهام العقلاني. ألم يستعر أفلاطون عالم المثل، الذي أسس عليه عمارته الفلسفية التي مازالت تطرح أسئلتها على الفلسفة المعاصرة، من الهندسة بقدر ما استوحاه من الأساطير البابلية والإيرانية القائلة بأن كل شيء في الأرض له نظيره في السماء فدجلة والفرات يناظرهما نهران سماويان وجبال إيران لها جبال سماوية.. ؟ وهل ضارت الخطاب العربي ”البياني والبرهاني“ تخييلات ألف ليلة وليلة الجامحة التي تخاطب اللاشعور الجمعي لا العربي الإسلامي وحسب بل أيضا اللاشعور الجمعي للبشرية بلغة الرمز ؟ ألم يتمن العقلاني فولتير أن يفقد الذاكرة ليقرأها مرة ثانية ؟ أليس الهذيان، قمة اللامعقول، هو الذي يتحفنا بالفن الذي هو حسب علم نفس الأعماق ”هذيان منظم“ ؟ لكن الهذيان يولد الكوارث خارج حقله في السياسة مثلا، كما في حالة ”الأخ“ صدام الذي اتخذ قرار غزو الكويت الشهير بناء على رؤيا في المنام ومع ذلك ف” العقل العربي البرهاني“ صفق لهذا القرار الهاذي!
”الراية“

 



#العفيف_الأخضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المساواة في الإرث ضرورية وممكنة
- رهانات التعليم الديني التنويري ثلاثة : رد الاعتبار للآخر ولل ...
- عوائق توطين الديمقراطية في المجتمعات العربية
- العلمانية الفرنسية ليست ضد الدين
- ردا علي الشيخ عبدالقادر محمد العماري إن الحق والرجوع إليه خي ...
- لماذا النرجسية الدينية عائق ذهني لاندماجنا في الحداثة؟
- في سبيل تعليم ديني تنويري
- الإسلاميون والمثقفون: مشروع اضطهاد
- كيف تضافر جرحنا النرجسي ونرجسيتنا الدينية علي تدمير مستقبلنا ...
- كيف نجفف ينابيع الإرهاب؟
- تجفيف ينابيع ثقافة الجهاد والاستشهاد
- الحرب الامريكية علي العراق: أين الخلل، وما هي الدروس المستفا ...
- العراق: إلغاء الجهاد من برنامج التعليم
- ساعدوا العراق علي الانتقال من قوانين الغاب إلي قوانين العقل
- محاولة لفهم دلالة الزلزال العراقي
- الديمقراطية تقتضي الفصل بين المواطن والمؤمن
- هل تقليد العدو هو السبيل إلي الحداثة؟
- لماذا يرفع سيزيف العربي الحجر الثقيل ليقع على قدميه؟
- ماذا قالت لي الصواريخ المتساقطة عل عاصمة الرشيد؟
- لماذا كنت أول من طالب صدام بالاستقالة – الإقالة ؟


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - العفيف الأخضر - الجابري يكتب عن العقل ولايكتب به