ابراهيم سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 2043 - 2007 / 9 / 19 - 12:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من يرضى أن يكون ثمنه مئة ألف ريال فقط .. أو أن يكون ثمن زوجته أو ابنته أو أمه أو أخته خمسين ألف ريال .. أي ما يعادل تسعة آلاف يورو .. أو ستة آلاف إسترليني .. أو ثلاثة عشر ألف دولار .. فقط !!
هذه هو ثمن الإنسان .. في حالة القتل الخطاء .. أما في حالة القتل العمد .. فيتم التثمين والمساومات .. وكأنهم في سوق الجملة في البطحاء .. كم مليون أو كم مزرعة سيتم التنازل عنها مقابل العفو عن القاتل من أولياء الدم .. مهازل لا تحدث إلا في ظل القضاء العرفي البدوي حيث ينظر للإنسان نظرة مادية صرفه وكأنه ناقة أو بعير .. وأكثر ما يثير الاشمئزاز والعار وانعدام الأخلاقيات في مجتمعنا المادي الذي تفوق على الغرب في ماديته .. هو ما نراه عند أبواب المساجد وأبواب النبلاء و العظماء و أبواب الناس المصنوعين من ذهب والماس من حشود المتسولين لجمع دية أو ثمن عتق رقبة إنسان ..!
من يستطيع تقدير الإنسان بالدراهم عند أحبابه ..؟ هل يعلم أي جرح و أي الم يسببه هذا التسعير للإنسان المفجوع عندما يقدره القضاء بدراهم معدودة مهما زاد عددها أو نقص ..؟ فكيف وهي تسعة آلاف يورو .. ؟! ما الفرق بين مهرجان البعارين والابل المسمى / مزاين الإبل / وبين الإنسان ؟ هل أصبحت قطع الأثاث وبعض المقتنيات الجامدة أثمن من الإنسان ..؟ لماذا نهبط إلى هذا المستوى .. لماذا ندخل في هذا النفق المادي من أساسه .. لماذا لا نرتفع عن الماديات .. ونجعل الإنسان فوق الأسعار والتسعير ؟ .. ألا تكفي تسعيرات الزواج .. المسماة مهور .. ؟؟
عيب وعار أن نستمر في هذا الجنون القبلي المسمى ديه ..
إليكم أخر المهازل العدلية .. عندما توفيت شابه بسبب خطاء طبي فقرر القضاء ثمنا لهذه الشابة تسعة آلاف يور .. لأنها نصف إنسان ..ودية المرأة نصف دية الرجل أو الإنسان الكامل ..بل وجعلوها شركة مساهمة المسؤولية الجنائية لوفاة الشابة تحددت في أربعة أطباء .. يدفع اثنين منهم كل واحد عشرين الف ريال والاثنين الآخرين كل واحد يدفع خمسة آلاف ريال ..!
يحيا العدل .!
إليكم الخبر من صحيفة عكاظ السعودية مع صورة الأب المفجوع الذي رفض استلام ثمن ابنته الراحلة .. وهي معيدة في الجامعة عمرها 27 سنه . ولا حول ولا قوه إلا بالله ..
[url]http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20070916/Con20070916139814.htm[/url]
#ابراهيم_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟