أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وعد العسكري - تجارة الجسد















المزيد.....

تجارة الجسد


وعد العسكري

الحوار المتمدن-العدد: 2043 - 2007 / 9 / 19 - 04:50
المحور: حقوق الانسان
    


لازمتني أفكار غريبة جدا مذ تعرضت لعملية الإختطاف قبل أيام ، حدثت العملية عندما كنت خارجا من جامعة بغداد – مجمع باب المعظم ، متوجها إلى مقر عملي الذي يقع في شارع المكاتب وعند دخولي للمكتب الذي أديره طلب مني أحد الموظفين أن أجلب له بعض الأشياء التي تخص العمل وأجبته أنني سأذهب لكن لاحقاً وكانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة والنصف ظهراً ، وبعد أخذي لجزء من الراحة وانشغلت بتفقد أصدقائي المحيطين بمقر عملي أصبحت الساعة الثالثة إلا ربع وحينها تذكرت طلب الموظف الذي يعمل في مكتبي فخجلت من تأخري على طلبه وذهبت إلى السوق القريب منا والذي يجاور الأقسام الداخلية الكائنة في باب المعظم ، وأثناء رحلة البحث عن حاجيات الموظف تذكرت مع نفسي أنا أيضاً لي حاجيات لابد من أقتنائها ، أكملت شراء حاجيات صديقي الموظف الذي يعمل معي ثم توجهت إلى شارع المواد الإنشائية المقابلة للأقسام الداخلية لشراء علب أصباغ كنت أحتاجها لعمل لوحة إعلانية لمؤسستي الصغيرة والمتواضعة حيث في الشارع المذكور تباع الأصباغ الدهنية والمائية وأثناء ذلك لاحظت عقارب الساعة وهي تشير إلى الرابعة إلا ثلث حينها أدركت أنا في خطر محتم . لاحظت في الشارع لم يكن أحد فاتحاً لمحله سوى صاحب الأصباغ الذي كان معه مجموعة من الشباب المجتمعين في محله وكانوا يتحدثون بصوت عال ينتقدون الوضع اليومي الذي يعيشونه من إنعدام للأمن ونقص الخدمات ..وغيرها ، أثناء ثنائي على صاحب المحل بالشكر والتقدير واستدرت لأرتب أغراضي التي أصبحت كثيرة فإذا بمجموعة من الشباب الذين كانوا جالسين في محل بيع الأصباغ يسحبون مني أغراضي لا لسرقتها لكن للسيطرة علي ، وأثناء ذلك تجمهر علي قرابة الثلاثة أو أربعة أشخاص يسألوني من أين أنت وهم يسحبونني وهم يتكلمون معي سحبوني إلى شارع خلف محلات الأصباغ يبدو إنه شارع الموت كما عرفت فيما بعد ، أجبتهم أنا عراقي مسلم من بغداد وبغدادي أباً عن جد .. أجابوني ساخرين من الذي حفضك هذه الكلمات .. وبعد الإهانات التي تلقيتها وذهابهم بي لأحد البيوت أنا حينها قد فقدت الإحساس بالأمور وكأنني أحلم ..إذ لم أمر بهكذا موقف في حياتي أساق إلى الموت وأنا أتمشى مع خدم عزرائيل لقبض روحي أقتادوني إلى منزل بعدما أعصبوا عيني وانهالت علي الشتائم بأنواعها ثم الركلات والرفسات والصفعات أهنت إهانة عظيمة وبدون سبب يبدوا أن رفضي للبوح عن مذهبي أغاضهم كثيراً .. فأخبروني أنت اليوم ستكون الرقم 3 مع الذين ذبحوا .. تملكني الخوف وبكيت بكاء صامتا لاحظوني أبكي ودموعي تنهال على خدي طبعا بكيت على أهلي الذين ينتظرون رجوعي يومياً في الساعة الخامسة عصراً وأنا أجلب معي بعض الأشياء مثل الفواكه والخبز وغيرها من إحتياجات المنزل ، بكيت وأبكيت القتلة معي أظن أنهم وجدوني غريباً بعض الشيء فجلس أحدهم يستجوبني بطريقة غير مباشرة وقد بين أنه يشفق علي قال لي من أنت قلت له أنا عابر سبيل ، قال لي أهلك ، قلت مالهم ؟ قال من أين قلت له أصلي من بغداد وصدقني ياأخي لم أوذي نملة في حياتي وأنا مستغرب لما يحصل معي هكذا ألم يقول الله وما جزاء الإحسان إلا الإحسان .. فأنا كثير الإحسان مع الناس الغرباء حتى أحسن إليهم قبل أهلي وأخوتي .. أجابني هل أنت شيعي أم سني قلت له أليس السني شيعياً والشيعي سنياً ألسنا أخوة ؟ بدأ يحدثني كيف أن جيش المهدي قتل أخوته الثلاثة وهم نائمون ليلاً في المنزل وقال لي لقد ذبحت العديد من الشيعة إنتقاماً لأخوتي أجبته الله يعينك ويهدي أعصابك ويغفرلك بس أخي حرام هذا العمل طبعا صفعني صفعة شعرت أن طبلة أذني قد خرمت ، إلا أنني لاحظت أن هذا الشخص هو قائد للمجموعة لكن لم يظهر ذلك في بادئ الأمر وكان كما يقول المثل العامي بي لزمة يعني من الممكن أن أخلص نفسي منه لأنني أعرف الناس أثناء الكلام هل هم قياديين أم إنقياديين وغيرها .. لا أطيل عليكم أجبته أسمع ياهذا بما أن سلامتي متوقفة على إعترافي سني أم شيعي أنا شيعي وأحب علي بن أبي طالب والحسن والحسين والعباس عليهم السلام ، طبعا أنا تشاهدت قبلها ثم أعلنت له ، لكنني تفاجأت برده وأنا أحبهم لكني أكره جيش المهدي قلت له أخي أنا لست منهم أنا مدرس وملتهي بعملي حدق في عيني وكأنني أرى في عينه آلاف من الناس يصرخون وهم يذبحون فزعت وخفت خيفة تكاد تغميني أجابني يبدو أن كلامك صحيح فأنت فقير وبسيط ثم قال لي سأعفي عنك لو كان عندك صديق من منطقتنا تذكرت أنا لي أصدقاء كثر لكن لا أعرف عناوينهم سوى واحد منهم كنت أطلبه مبلغ من المال ولم يرده لي فقلت له فلان الفلاني فتعجب ومن أين تعرفه قلت أنه صديقي ثم أرسل حاشيته إلى صاحبي وأتوا به بعد أقل من ساعة فعندما رآني صاحبي أستغرب الأمر وأخذني بالأحضان فقال لهم لماذا هو هنا قالوا له شيعي قال وما في ذلك قالوا شكينا أنه من جيش المهدي قال لهم بهذه اللهجة : " عمي يا جيش المهدي يادنيا أصلاً لو تعرفون هذا شكد خوش ولد وطيب جان هسة تبوسون راسه من الطيبات الي مسويها لكل الناس ، عمي عوفو والولد بكفالتي " لم يردوا طلب صاحبي فأطلقوا سراحي بعد مرور ساعتين أو أكثر قربت الساعة من السادسة مساء ثم أخذني لمنزله وأطعمني وسقاني ثم قال لي من الذي جاء بك هنا هل انت جائز من نفسك أم الدين الذي تطلبنياه الذي جابك قلت له عمي لادين ولا بعدين آني مسامحك ، لم أطل كثيراً فخرجت من دار صديقي خفية لتفادي الوقوع بيد مجموعة ثانية من الإرهابيين بعدما هربني من مكان لا أتذكره الآن ثم ذهبت لمنزلي وقفلت الباب على نفسي في غرفتي بقيت 3 أيام مصدوم ثم تعقدت نفسيتي قليلاً .
كانوا يتاجرون بالأجساد يقتلون ليأكلون هناك من يدفع لهم وكانوا يبتزون الناس بطلب الفدية ويطلقون سراح جثثهم وبدون أرواح . المال .. المال .. المال ، لعنة الله على الإرهابيين ولعنة الله على المال .
أما أنا اليوم أعرض نفسي للنساء العوانس اللاتي يردن الزواج ويشعرن بأن القطار قد فات ، أقول لهن أنا مستعد للزواج من أي بنت إمرأة مطلقة أرملة أي شيء على أن تكون لها جنسية أمريكية أو أوربية مقابل أن تسحبني للبلد الذي تقيم فيه ، إنقذوني أنقذكم واشكروا الله ولا تتبطرون .
إنها تجارة الجسد ، أبيع نفسي للنساء حياً أرزق على أن يأخذوا من أهلي مال مقابل جثتي التي قد تجزء إلى عدة أجزاء ، تجارتي أشرف من تجارتهم فأنا أمنح النساء الحياة والأمل ، وهم يمنحون أهل الضحايا العيش بذكرى فقيد قد لاينتسى .



#وعد_العسكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاما إلى روحك الطاهرة
- في حضرة الجسد
- دور المرأة في التربية
- أفكار زينبية
- الإشراف التربوي التعريف والأهداف والطرائق
- حرب المعلومات
- جرائم الإنترنت
- الليبرالية: نشأتها ومجالاتها
- العتاب
- الدبلوماسية .. البعثات الخارجية (أهدافها و مسؤولياتها)
- طريقة المناقشة إحدى طرائق التدريس
- معنى العنف سايكولوجياً وسوسيولوجياً
- المجتمع المدني في الفكر الاسلامي
- المنهج التاريخي في النقد (المفهوم ، النشأة ، الأسس ، الأعلام ...
- الرقص مع الشيطان
- المنهج الانطباعي النشأة التاريخية للانطباعية( مفاهيمها وأسسه ...
- فوائد الأعشاب في علاج الأكزما وحب الشباب
- الغربة والحنين عند السياب
- التدريس الفعال .. الدواعي والتعريف والعلاقة والأدوار
- حقوق المرأة في الإسلام


المزيد.....




- الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- معاناة النازحين اللبنانيين مستمرة
- الأمم المتحدة: غوتيريش يرحب باعلان وقف اطلاق النار بين -إسرا ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يدين الهجمات الإسرائيلية على لبن ...
- وزير الخارجية الإيراني يلتقي الامين العام للأمم المتحدة
- الوفد الجزائري يطرد تسيبي ليفني من منتدى الأمم المتحدة لتحال ...
- وفد جزائري يطرد وزيرة خارجية إسرائيل السابقة من منتدى للأمم ...
- عراقجي يؤكد على التنفيذ الفوري لأمر المحكمة الجنائية الدولية ...
- معاناة النازحين في غزة تتفاقم مع قسوة الطقس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وعد العسكري - تجارة الجسد