أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاضل عباس - ثقافة الاعتدال














المزيد.....

ثقافة الاعتدال


فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 2043 - 2007 / 9 / 19 - 12:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الخطأ الاعتقاد بان جميع مشاكل الشرق الأوسط لا تحل إلا عن طريق العنف ، وهو ما يعنى تأصيل ثقافة العنف في المجتمعات تحت مبررات ليس لها علاقة لا بالإسلام ولا بالأعراف الدولية ، فعلى الرغم من أيماننا بحق الشعوب في التحرر من الاحتلال كما نص على ذلك ميثاق الأمم المتحدة إلا إن تحول التحرر في بعض الدول إلى حالة من الإرهاب والعنف التي تقتل الأبرياء وتقطع الرؤس يستوجب معه أعادة النظر في فهمنا لبعض المفاهيم ووقف هذا الخلط .
فعندما ننظر إلى حالة العنف في المنطقة فإننا نجد إن دعاة العنف يتمسكون به لأسباب باطلة تماماً ومن ضمنها محاولتهم الربط بين العنف والإرهاب والإسلام واعتبارهم للتفجيرات التي تقتل الأبرياء هي الطريق إلى الجنة !! ، وهنا نؤكد على إن الإسلام كمنهج قد رفض الغلو والعنف ودعاء إلى الاعتدال لان الغلو في الدين والتفسير المتشدد للقران الكريم قد ولد الانحراف والإرهاب ومن ثم إضعاف المجتمع ، كما إن الإسلام عندما يحث على الاعتدال أنما يؤكد على الطبيعة السوية للانسان ، فالعنف لا يحقق العدالة بل على العكس ففي الإسلام الاعتدال والعدل يكملان بعضهما بعضاً وهو إن الاعتدال فيه العدل والعكس صحيح .
كما إن الإسلام قد حث على الاعتدال وشدد على رفض التنكر للطيبات أو محاولة تحريمها قال تعالى : " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبت من الرزق " وقال تعالى : " يأيها الذين امنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم " لذلك فان هذه الآيات تؤكد على رفض الغلو حتى داخل الأسرة وداخل المجتمع وبالتالي فان الغلو ليس من الإسلام .
ومن هنا فان التشدد والغلو في اللبس والأكل وغيرها وبالتحديد ما يتعلق بالمرأة لا يجب إن يستمر بل علينا إذا كنا نؤمن بالاجتهاد إن نستمع أيضا إلى الاجتهادات المعتدلة التي ترفض التزمت وفرض قيود على المرأة في كافة ميادين الحياة وحتى في مجال اختياراتها الشخصية .
فالإسلام ليس دين عبادات فقط بل حتى العبادات هي لغايات محدده لذلك لا يجب التركيز على كم العبادات بل على النوع وهنا توقف النبي (ص) إلى هذه المسالة المهمة ، حينما رأى شاباً منشغلاً في العبادة ومنقطعاً يستكثر منها ، فسأل عمّن يعوله ، أي مَنْ يتولى شؤون حياته ومعيشته ، فقيل له : أخوه ، فقال : أخوه أعبد منه ! الأمر الذي يدلل على اهتمام الإسلام بالعمل ونظرته إلى العبادة الصحيحة .
لذلك فان قيام بعض الشباب بالسفر إلى افغانستنان أو العراق أو أية دولة أخرى بهدف القيام بعمليات إرهابية وتركهم لأسرهم وأطفالهم وشيوخهم من كبار السن وإخوانهم بدون رعاية هو ليس عباده بل هؤلاء الإخوان والأطفال الذين يكافحون في سبيل لقمة العيش وبناء وطنهم هم خيراً منه .
لذلك فمن الأهمية إن يركز خطباء المساجد على نشر مفاهيم الاعتدال في الإسلام ورفض الغلو والتطرف في العبادة ، فالتقرب لله لا يكون بتفجير الإنسان لنفسه ولا بقتل الابراياء في المقاهي والشوارع بل يكون بالعمل على بناء الأوطان وتعليم الأبناء وصناعة الإنسان الصالح السوي القادر على مواجهة أعباء الحياة فهذه هي العبادة التي تقربك إلى الله .
وهنا فان الخطباء والمشايخ الذين يدعون إلى التطرف والغلو والتكفير فهم يتحملون وزر هؤلاء الأبرياء الذين يقتلون في الشوارع في العراق والدول الأخرى بدون سبب فقال النبي ( ص ) " من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص من أوزارهم شيئاً " .
وفى العالم الحديث ، فان الأمم التي تحقق التقدم هي الأمم المعتدلة التي تتجه نحو الديمقراطية والتنمية البشرية ولنا في تجربة كوريا الجنوبية واليابان العبرة فهذه الدول عندما كانت متشددة ويسودها الغلو الحزبي والعرقي كان مصيرها التدمير والفقر وعندما توجهت نحو الاعتدال وتوقفت الإيديولوجية المتشددة ، أصبحت من الدول الكبرى الاقتصادية في العالم وهو ما نأمل إن يسود مجتمعاتنا في الدول العربية والشرق الأوسط .



#فاضل_عباس (هاشتاغ)       Fadhel_Abbas_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس 000 بين الفتوة والدولة
- قوائم الممنوعات فى المساجد
- المقابر الجماعية لتنظيم القاعدة
- البرلمان فى البحرين .... أين الحل ؟
- فى تجربة موريتانيا والسودان
- كفاية يا نواب الحكومة
- نصرالله يحترم إسرائيل
- إرهابيون لا دعاة
- سرى جداً
- العلمانية هى الحل
- الدولة المدنية وليست الفاطمية
- محاكمة الثقافة
- حركة كفاية البحرينية
- الصحوة العمالية
- هل يستيقظ المؤتمر الدستورى فى البحرين ؟
- فى ذكرى الميثاق000 الانجازات والطموح
- طائرة القرضاوى 000 الى أين ؟
- لا تتركوا الوزارات
- فى ازمة العراق 000 الديمقراطية هى الحل
- عن المحرق وباقى الجزر


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاضل عباس - ثقافة الاعتدال