أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - عندما يتحول الدستور إلى لعبة














المزيد.....

عندما يتحول الدستور إلى لعبة


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 2043 - 2007 / 9 / 19 - 12:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


, يتحول الوطن إلى كذبة , ويصبح راعي الرعية دجّال , أو مدع قوّال وتذهب حقوق الناس أدراج الرياح , ويصبح كل شيء من حقوق المواطنة مباح , وهكذا يحكم البلاد , إما أعور دجّال , أو أنصاف وأرباع الرجال , ويصبح الضاحك مضحوك عليه , وتنطلي اللعبة على الجميع لأنّ السيد صاحب القول الفصل , من خارج البلاد , ويظل " الأركوزات " هم الشّطار, يرددون ما يأمر به سيد الأمصار , ويتحول الرعيّة إلى رعيان , ولكل ٍ ثمنه في " البازار " وهكذا يضحي الوطن والمواطن هما المضحوك عليهما 0 أما المحلَّلون السياسيون فهم ليسوا أكثر من متذاكين , بما , وعلى ما تبقى من بقايا سفسطة , يتباهون بها أمام جهالتهم , ومن يصدقهم من رعية جاهلة , وهكذا الكل مضحوك عليه , لأنّ القانون ألعوبة , والوطن أكذوبة , والمواطن حمّال " الأسية " " كالعير يقتلها الظمأ , والماء فوق ظهورها محمول" 0
واللاعب الأكبر هو الملعوب عليه , والذكي الوحيد من الساسة وعلماء السياسة , يصبح هو الغبي الأوحد , بدراية أو بدون دراية , ولكن اللعبة يجب أن تستمر , لأن أسيادها يريدون استمرارها , لا حباً بها , بل لأنهم متورطون , ولا خيار أمامهم إلا باستمرارها حتى لو احترقت أصابعهم بها , فالذي لا يقبل بمواطنة الجميع يخسر الجميع , والذي لا يقبل بأحقيّة العيش الكريم لكل مواطنيْ بلده , يضع نفسه في خانة السَفّاحين والقتلة , لأنه يحتاجهم ليس لاحتقار مواطنيه وإذلالهم فقط , بل أيضاً لقتلهم وتصفيتهم إذا اقتضى الأمر 0 فالتآمر على المواطن هو جوهر التآمر على الوطن , ومن يرضى بأن تكون أوامره من خارج الحدود , لم تعد تهمه أرواح الناس ولا سيادة البلاد , ولكن الأكثر بؤساً منهم هم هؤلاء الذين , يلعبون دور المواطن الصالح الطيب الذي يُظهر نفسه بمظهر الوسط , كما يفعل – المالكي – والبري – والوسطي عون وصاحبهم لحود وغيرهم من الذين يخجل المرء عن ذكر أسمائهم لا لصغرهم فقط , بل لغبائهم المفضوح وارتزاقهم الذي جعلهم أمثولة بيد أسيادهم الذين هم أكثر قبحاً منهم , فتستغرب كيف يتمسّك بالسلطة بأسنانه وأرجله بشر , يدعي المواطنة والطيبة والوفاء ؟ وكيف لا يخجل طائفي بغيض من التحدث بالمواطنة والديمقراطية ؟ وهو ينبح في كل آن ٍ ليسمع صوته لأسياده خارج الحدود لكي يثبت أنه لا زال وفياً لجلادي شعبه , وتجار الكراهية بين الشعوب , أليس الدعوة للطائفية والتمسك بها والدعوة لها وتأجيجها تساوي خيانة الوطن , بل هي خيانة لشعب هذا الوطن عندما يكون كل شيء مرسوماً ومخططاً سلفاً , ( والنابحان لحود وملحود) , فأنت إذاً تبدل - سُمْير بنُميْر , وتظل اللعبة مستديمة, طالما الطائفية بكل مفاهيمها البشعة هي التي تسود , والتي تهين الداعين لها قبل غيرهم, إذن كيف يُحقق ما يدعون أنّه دستور , والدساتير في بلداننا هي مهزلة المهازل , يريدون حضارة ومدنية , ويتشدقون بالقيم , وهم صنّاع جهل وأعداء لإنسانية مواطنيهم , ويخشون من لقاء علني مع الناس , بدون الحرّاس خوفاً من أن تسحلهم الجماهير في الشوارع , على ما قدّمت أيديهم من مآس ٍ وكراهية ٍ وإذلال ٍ وجوع ٍ لهؤلاء المواطنين , الذين يتشدقون بأسمهم في كل المناسبات , أيّ بلاد هذه التي يتمنى الصغير والكبير الخروج منها حتى لو غرقاً في بحار الدنيا للخلاص من أنظمة الطغاة , ومرتزقة الزمان 0
كفاكم كذباً ونفاقاً ورياءاً أيها الحكام , أيها الساسة فلعبتكم أضحت مفضوحة ولم تعد تنطلي على أحد , لأن طوائفكم سوف تشكل جمهوريات الكانتونات والارتزاق حتى لو سال الدم من المحيط إلى المحيط 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن واللوح المحفوظ
- هل القرآن منزل من السماء!
- سور القرآن وكم هي, وفواتح السور
- كم عدد السور0 هل سقط شيء من القرآن عند جمعه 0
- مراعاة الفواصل في القرآن
- أحذروا الطائفية
- الفواصل قلقة ومتمكنة
- فواصل القرآن
- القرآن
- إخبار محمد بالغيب ومقتل الإمام علي
- يحيى الكفري – وحلاق الموتى0
- استخبارات محمد
- لماذا يريدون إبادة الشعب اليزيدي؟
- قصة الحجر الأسود
- امتيازات قريش
- العمرة
- كيف نشأ الحج
- الدين والعبادة
- الغلو في محمد
- عمل الدعاة الإسلاميين في العصر العباسي


المزيد.....




- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - عندما يتحول الدستور إلى لعبة