|
اعمار...اعمار...خطة انفجار
حمزه الجناحي
الحوار المتمدن-العدد: 2043 - 2007 / 9 / 19 - 04:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما ان سقط النظام السابق في 9/4/2003 م حتى عم التفاءل كل شرائح الشعب العراقي وكان الجميع يعتقد ان التغيير الحاصل سيعم قطاعات الحياة كافة من اجتماعية وثقافية واعمارية واقتصادية وحتى نفسية.
التفاؤل هذا سيترجم باشهراذا لم نقل بأيام وخاصة وان العراق يرزخ الان تحت احتلال الامبراطورية الامريكية التي اصبحت هي القيًم على اعرق حضارة عرفها التاريخ والذي فارق التقدم وتراجع وتوقف عن مواكبة ركب العالم الحضاري منذ ان دخل العراق حرب الثمان سنوات الى غزو الكويت الى حصار جائر واخيرا (حرب التحرير) كما يسميها ابناء العم سام . وكانت اهم القطاعات التي تعاني اهمالا منقطع النظير هو قطاع البناء والبنى التحتية والبنى الفوقية والخراب الذي عم المدن العراقية وقصباتها حتى وصل الخراب الى عظم المواطن العراقي المسكين وبتنا نسمع ونقارن بين العراق واكثر دول العالم فقرا وابتعادا عن اضواء التقدم وكانت المقارنة دائما لصالح هذه الدول التي كانت مثار سخريتنا وتندرنا عندما نسمع بها ونحن طلاب متوسطة واعدادية واصبحنا الان نحن وبلدنا مثار لتندر لرعايا تلك الدول الفقيرة واصبح العراق يقبع في ذيل القوائم التي تخرج علينا بين الحين والاخر من المنظمات الدولية الخاصة بمراقبة الفقراء والمرضى والخراب وسوء التربية والتعليم والرياضة والثقافة والاجتماع والرشوة والسرقة والتعدي على حقوق الغير حتى اوشكت هذه القوائم وهذه المنظمات ان تقول ان العراق بلد لا يصلح العيش فيه الا للغربان والخفافيش ومن هو متخلف عقليا وجسديا وروحيا وكان رأس النظام السابق يرقص (الجوبي) على اهات واحزان هذا الشعب.
واستيقظنا صباحا في يوم 9/4/2003 ووجدنا انفسنا بلا نظام ولا رأس نظام ومن مفارقات الدهر ان نظامنا المبجل الذي يقوده اعتى طاغي على وجه التاريخ سقط عند سقوط تمثال من منصه في ساحة من ساحات بغداد.
ودخلنا العالم الجديد باقماره الفضائية واجهزته وشاشات التلفزة الغريبة والعجيبة ووزعت الدولارات على موظفي الدولة العراقية الجديدة ونحن ننتظر ان تلتفت الحكومات المتعاقبة التي اوجدتها تلك الامبراطورية التي عبرت المحيطات من اجل عيون اطفال العراق وثكالى العراق الجريح. ننتظر من هذه الحكومات وما اسرع مجيئها ورواحها وشعب مثل شعب الرافدين لم يتعود بعد على هذه التغييرات السريعة .
مجلس الحكم . اياد علاوي. ابراهيم الجعفري والان المالكي. وننتظر ان يطال التغيير مثلما طال الكراسي المتحركة لقيادات الدولة العراقية وهو قطاع الاعمار وبناء المدن والقصبات والمدارس والمستشفيات والشوارع والكهرباء والماء والقائمة تطول. وكل حكومة لها برنامج خاص بها فتلك حكومة مؤقتة ومجلس الحكم حكومة برايمر واخرى حكومة تصريف اعمال غير مخولة ونسمع بين الفينة والفينة ونرى ان هناك مشروع او برنامج لعمل مشروع او كشف معد او اموال مرصودة او اتصال بشركات اعمارية يعتد بها ولكن لم نرى سوى نتف من هذا الذي نسمعه وفجأة كما استيقظنا صباحا لنرى نظاما جديدا .استيقظنا ذات يوم لنرى الجميع اصبح مقاول وذات شركات مقاولاتية وكل مدينة فيها المئات من الشركات التي تحمل اسماء جميلة ما انزل الله بها من سلطان ولعلها شركات وهمية اصحابها ومؤسسوها وهميون ايضا فهم اما سائقي تكسيات او اصحاب عربات تجرها الخيول والحمير وفي احيان كثيرة هم امام هذه العربات [معذرة لاصحاب هذه المهن الشريفة] واصبح المقاولين اليوم اكثر من عمال البناء وعمال البلدية والعجب انهم يحصلون على اعمال ومقاولات من البلديات ومجالس المحافظات والمجالس المحلية والادارات الحكومية دون الرجوع والتاكد من صحة صدور هذه الشركات او حتى المطالبة باعمال مماثلة او حتى السؤال عن اسم الشركة التجارية وبدانا نسمع عن برامج تنمية الاقاليم وتسريع الاعمار او خطة انفجارية ولم نرى اي شيء ملموس يوازي هذه المسميات وترصد الحكومة اموال من الخزينة الى مجالس المحافظات والمجالس المحلية والادارت التي عانت الامرين من هؤلاء الدخلاء على مهنة المقاولين ,و المرصود من هذه الاموال كان يحسب على اساس الكثافة السكانية للمدينة الواحدة ومرات عديدة راينا السيد وزير المالية على شاشات التلفاز يعلن ان رصيد الاوارق من الاموال المعتمدة في البنك المركزي العراقي هو اكثر مبلغ ورصيد منذ تاسيس الدولة العراقية حتى وصل ما يقارب 42مليار دولار وسنشهد والقول للوزير طفرات نوعية وكمية في هذا المجال والرصيد يرتفع والبنوك تتخم بالدولارات والمواطن ينتظر والاطفال ينتظرون وعند السؤال متى سنشهد سقوط تمثال اخر نسمع الجواب عندما يستتب الامن وينحسر الارهاب وكأن هذا الارهاب هو المنقذ للفساد الاداري والمهني وقلة المعرفة بادارة الدولة التي يفتقر لها رجالاتنا. الجواب جاهز دائما الارهاب الارهاب وكأن السادة المسؤولين ينتظرون ان يدخل الارهاب في سبات عميق لاجل عيون الحكومة ليبدأ الاعمار الذي لم يبدأ لان الارهاب في مفاصل الدولة موجود قبل ان يوجد في شوارع وازقة المدن العراقية.
#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هدايامع سبق الاصرار والترصد
-
صندوق النقد الدولي ومن استطاع اليه سبيلا
-
الى اشعار اخر
-
من المسؤول عن هدر هذه الملايين من الدولارات؟{ 2}
-
سجل في الوفيات قبل بيان ولادته
-
من المسؤول عن هدر هذه الملايين من الدولارات؟
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|