أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء الزيدي - الحزب الوهابي ( 8 ) دعوة إلى مناهج السلف الاستعماري الصالح !















المزيد.....

الحزب الوهابي ( 8 ) دعوة إلى مناهج السلف الاستعماري الصالح !


علاء الزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2042 - 2007 / 9 / 18 - 06:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول الجاسوس البريطاني المستر همفر في مذكراته (1) :
" تعرّفت ُ على شاب يعرف اللغات الثلاث التركية والفارسية والعربية . كان في زيِّ طلاب العلوم الدينية وكان يسمّى محمد بن عبد الوهاب . كان شابـّا ً طموحا ً للغاية ، عصبيّ المزاج . وكان يقلـِّد نفسه في فهم القرآن والسنـّة ، ويضرب بآراء المشايخ ؛ ليس مشايخ زمانه والمذاهب الأربعة فحسب ، بل بآراء أبي بكر وعمر أيضا ً عرض الحائط . لقد وجدت فيه ضالـّتي المنشودة ، وعقدت بيني وبينه أقوى الصلات والروابط . وكنت أنفخ فيه باستمرار ، وأبيـّن له أنه أكثر موهبة من عليّ وعمر ، وأن الرسول لو كان حاضرا ً لاختاره خليفة ً له . وكنت أعبـِّر له عن أملي بأن يكون تجديد الإسلام على يده .
وقد قرّرت معه أن نناقش القرآن على ضوء أفكارنا الخاصة . وكنت أقصد إيقاعه في الفخ . وأخذت أسحب رداء الإيمان عن عاتق الشيخ شيئا ً فشيئا ً ، وأخذت في إذكاء روحه في أن يكوِّن لنفسه طريقا ً ثالثا ً غير السنـّة وغير الشيعة . وكان يستجيب لهذا الإذكاء لأنه يشبع غروره .
وذات مرة ، دعوته للتآخي فيما بيننا ، فتآخينا . ومنذ ذلك الحين ، كنت أتبعه في كل سفر وحضر . وكنت أهتم بأن تؤتي الشجرة التي غرسها ثمارها التي صرفت لأجلها أثمن أوقات شبابي . وكنت أكتب بالنتائج إلى لندن كل ّ شهر ٍ مرّة ، وكان الجواب يأتيني بالتشجيع .
كانت مهمّتي أن أربـّي فيه حالة التشكيك ، وكنت أبشِّره دائما ً بمستقبل زاهر . ولما كان لايريد الإقامة في البصرة ، فقد أشرت عليه بأن يذهب إلى إيران . وقلت له اتـّقِ الشيعة وتمتع ببلادهم ، فإن ّ ذلك ينفعك أكثر النفع في مستقبل حياتك .
ثم أتتني الأوامر بضرورة التوجه إلى لندن فورا ً . فتوجهت إليها . وهناك أبدى وزير المستعمرات ارتياحه الكبير من السيطرة على محمد ، وقال إنه ضالة الوزارة . وحينما أعربت عن قلقي على مصيره بعدي طمأنني الوزير وقال إن الشيخ لايزال على مافارقته عليه من الآراء والأفكار ، وقد اتـّصل به عملاؤنا في أصفهان . وتبيـّن لي فيما بعد حين التقيت بالشيخ أن شخصاً اتـّصل به في أصفهان وقال إنه أخ ٌ للشيخ محمد ، يقصدني أنا ( 2 ) .
وبقيت في لندن ، مدّة ً ، حتى أتتني أوامر الوزارة بالتوجه إلى العراق ثانية ً لتكميل الشوط مع محمد بن عبد الوهاب . وا ُمـِرتُ من قبل الوزارة بأن أتكلم مع الشيخ بصراحة . وقالوا إن عميلنا في أصفهان تكلم معه وقبـِل الشيخ العرض ، على شرط أن نحفظه من الحكومات والعلماء الذين لابد وأن يهاجموه بكافـّة السبل ، حينما يبدي آراءه وأفكاره ( 3 ) وأطلعتني الوزارة على خطتها الدقيقة التي يجب أن ينفذها الشيخ وهي :
1- تكفير كل المسلمين وإباحة قتلهم وسلب أموالهم وهتك أعراضهم وحلـّية جعلهم عبيدا ونسائهم جواري .
2- هدم الكعبة باعتبارها أثرا ً وثنيا ً إن أمكن ومنع الناس عن الحج وإغراء القبائل بسلب الحجاج وقتلهم .
3- هدم القباب والأضرحة والأماكن المقدسة عند المسلمين في مكة والمدينة وسائر البلاد التي يمكنه ذلك فيها بحجة أنها وثنية وشرك والاستهانة بشخصية النبي محمد ورجال الإسلام بما يتيسـّر .
4- نشر الفوضى والإرهاب في كل مكان .
وحينما عدت إلى الشرق الأوسط والتقيت بالشيخ وعدني بتنفيذ مايمكنه تنفيذه من الخطة . وبعد سنوات من العمل تمكنت الوزارة من جلب محمد بن سعود إلى جانبها . وأبلغتني بوجوب التعاون بين " المُحَمـَّديْن " فمن محمد بن عبد الوهاب الدين ، ومن محمد بن سعود السلطة . وهكذا اتخذنا من الدرعية ( 4 ) عاصمة ً للحكم والدين الجديد . وهكذا أيضا ً كان " المُحـَمّّـدان " يسيران على مانضع من خطط .
أصبح واضحا ً ، بعد هذا الإستعراض الوثائقي لحياة وسيرة محمد بن عبد الوهاب ، أنه كان تلميذا ً مجتهدا ً ومطيعا ً للدوائر الكولونيالية واليهودية العالمية ، التي أخذ عنها ، بشكل مباشر ، منهجه الفكري- السياسي ، وإن غلـّفه بقشور وأغطية من فكر ابن تيمية .
ولاريب في أن الدوائر وجدت في هذا الفكر السطحي ومفرداته وتخريجاته واستدلالاته واستنتاجاته خير غطاء ويافطة لدعوتها الوهابية الجديدة ، التي أسمتها – اعتمادا ً على مصطلحات ابن تيمية نفسه – الدعوة إلى مناهج السلف الصالح ، إستدراجا ً للبسطاء ، وقد حقّـقت في هذا الإتجاه نجاحات باهرة .

************************************

إبن عبد الوهاب وابن سعود : تحالف السيف والفكر السقيم

************************************

شتاء عام 1904 ، تمكـّن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود من إلحاق الهزيمة بالقوات المشتركة التابعة لآل رْشـَيد ، في معركة عنيزة . وبعد أن وضعت الحرب أوزارها ، استطاع أمير عنيزة ، مجيد بن حمود آل رشيد ، أن يهرب قبل أن تقبض عليه قوات ابن سعود ، فيما وقع اخوه عبيد أمير بريدة في أسرها . ونـُقـِل َ عبيد آل رشيد مكتوف الأيدي ليمثل امام الخصم العنيد لآل رشيد ، أي عبد العزيز آل سعود ، وليواجه مصيره المحتوم ، على يد من يدّعي إمامة المسلمين ، في الوقت الذي لايجيز الإسلام قتل الاسير .
لنستمع إلى عبد العزيز نفسه ، وهو يروي – بنشوة بالغة – كيفية قتله عبيد آل رشيد ( 33 ) ، بعد مضي ّ عدة عقود على الحدث التراجيدي :
" ضربت ُ إحدى ساقيه أولا ً ، فعقرتـُها . ثم ملت ُ بسيفي على رقبته فقطعتها . ووقع رأسه جانبا ً ، فتدفـّقت دماؤه كالعين الفوّارة . وأهويت بضربتي الثالثة على قلبه .. صدّقني [ يخاطب روبرت لاسي صديق آل سعود ومؤلف كتاب المملكة ] .. لقد رأيت قلبه وقد انفلق ، وكانت كل من الفلقتين مازالت تنبض .. كانت لحظة مفعمة بالسرور .. لقد قبـّلت سيفي حينها " !
إنه السيف ، رمز الإحتلال السعودي - الوهابي للأرض المقدسة ، والشعار الذي يزيـّن علم السعودية ، وهو فوق ذلك الإرث الذي كان هؤلاء أوفياء له إلى أبعد الحدود .
يخاطب القطب الصهيوني فلاديمير جابوتنسكي عامـّة اليهود مؤكدا ً على هذا الجانب ، بالقول :
" بإمكانكم أن تلغو كل شيء : القلانس والأشرطة والشارات الملوّنة ، الشراب المفرط والأناشيد .. كلّ .. شيء .. ماعدا السيف . يجب أن تحتفظوا بالسيف . فالقتال بالسيف يرجع تاريخه إلى أجدادنا القدامى . وعنهم أخذنا التوراة والسيف " ( 34 ) .

______________________________________________________________________________________________________


1- مذكرات مستر همفر ، الجاسوس البريطاني في البلاد الإسلامية – ترجمة الدكتور ج . خ – ص 30 – 85 ، باختصار وتصرُّف يسير .
2- ألا يمكن أن يكون المستر همفر هو الشيخ محمد المجموعي نفسه ؟
3- " حاولت جهات كثيرة ، والقبائل العربية قتل ابن عبد الوهاب ، لكنه كان ينجو كل مرّة من الموت بسبب أطراف سرية كانت تحميه وتعدّه لأهداف معينة " – سياست وإستعمار در خاور ميانه – د. عبد الصاحب يادگاري – ص99 .
4- ليس صدفةّ أن تكون الدرعية بلاد مسيلمة الكذ ّاب ( كشف الإرتياب – ص6 ) وعاصمة آل وهاب وآل سعود في آن ٍ واحد !
5- سرزمين سلاطين ( أرض السلاطين ) الترجمة الفارسية لكتاب : The Kingdom , Robert Lecey , London , 1980 .
6- لورنس العرب – زهدي الفاتح – ص 22 .



#علاء_الزيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الوهابي (7) سياحة وهّابية في الديار الرافضية !
- الحزب الوهابي ؛ دعوة إصلاحية أم حركة يهودية ؟ (6) محمد بن عب ...
- الحزب الوهابي (5) حقد تاريخي على العراق ومصر !
- الحزب الوهابي ؛ دعوة إصلاحية أم ... ؟ - 4
- الحزب الوهابي ؛ دعوة إصلاحية أم حركة يهودية ؟ - 3
- الحزب الوهابي ؛ دعوة إصلاحية أم حركة يهودية – 2
- خلافات - الدعوة - الداخلية ومصالح الناس المتوقفة !
- الحزب الوهابي ؛ دعوة إصلاحية أم حركة يهودية ؟ - 1
- هذا المنتخب الوطني الرمز ...
- لماذا غابت قناتا - شهرزاد - و - كنوز - ؟
- ماذا لو بقيت مالطا مسلمة !
- مفاهيم بالية لن تتقدموا قبل كنسها
- تاريخنا المجيد ليس تاريخنا !
- الزعيم مداحا
- لطم وحدوي
- صدى السنين – إعترافات متطرف
- القتل الوردي .. ماركة بعثية مسجلة
- جمجمة وعظمتان !
- طائف ميت
- هل سيعي رئيس الوزراء الدرس الأردني ؟


المزيد.....




- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...
- إسرائيل تكثف غاراتها على غزة وتقصف المسجد الإندونيسي
- استقبلها الآن بأعلى جودة .. تردد قناة طيور الجنة TOYOUR EL-J ...
- منظمة: 4 من كل 5 مهاجرين مهددين بالترحيل من أميركا مسيحيون
- جدل حول اعتقال تونسي يهودي في جربة: هل شارك في حرب غزة؟
- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية
- العاهل المغربي يصدر عفوا عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة ق ...
- المرصد السوري يطالب بفتوى شرعية عاجلة لوقف جرائم الإبادة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء الزيدي - الحزب الوهابي ( 8 ) دعوة إلى مناهج السلف الاستعماري الصالح !