أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اناهيد مصطفى - مظاهرات .. تجمعات .. مفخخات !














المزيد.....


مظاهرات .. تجمعات .. مفخخات !


اناهيد مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 2042 - 2007 / 9 / 18 - 04:03
المحور: حقوق الانسان
    


في الدول المتقدمة التي صرنا نتداول مميزاتها ومحاسنها كثيرا, رغم إن الحكومات فيها تنتخب من قبل الشعب وان فيها برلمانات منتخبة أيضا وتمثل الناس بشكل واقعي من قبل أشخاص يعيشون عيشة الناس وبينهم وبمثل ظروفهم.. رغم هذه المميزات فان الناس في هذه الدول وعندما لا يجدون استجابة من قبل الحكومة لمطلب من مطالبهم أو عندما يستجد أمر ما في حياتهم لا يجدون له قانون أو تشريع مناسب في دستور الدولة..فأنهم يخرجون إلى الشارع ليحتجوا رافعين شعارات تبين مطالبهم وانزعاجهم من قضية ما , وأناس هذه المظاهرات السلمية عادة يكونون امنين ومطمئنين أنهم لا يهددون امن دولتهم وان دولتهم لا تفكر في تهديد أمنهم أو أرواحهم جراء تلك التظاهرة .. وكثيرا ما تمنينا نحن العراقيين وفي سنوات سابقة ان ياتي يوم نستطيع ان نحتج ونتظاهر ضد قضية او امر نرفضه, مثل باقي البشر الذين نشاهدهم على شاشة التلفاز بحرية وامان
ولاشك ان الشعب العراقي ملأته الاحلام وربما قارن نفسه في لحظة ما بشعوب العالم المتحضر باعتباره مارس الديمقراطية وانتخب حكومته وبرلمانه الممثل له ( على حسب الأصول ) ورغم إن الحكومة والبرلمان مصابين بصمم تام وشامل عن احتياجات ونداءات الشعب ولان أعضاء الحكومة والبرلمان يعيشون في أبراج عاجية ليس لها علاقة بواقع الإنسان العراقي العادي الذي يعاني ما يعاني من نقص وشحه في كل شيء يمكن إن يخطر على البال من الاحتياجات الطبيعية لبقية البشر , صار من اللازم أو من المفروض على الأقل إن يصرخ المظلوم والمتضرر بل ويقفز ويركض حتى يفهم الطرف المعني انه مواطنة ( طفرت روحة وبعد ما عنده صبر ) لكن وبما إننا صرنا من الدول المتحضرة فان الاحتجاج والتظاهر يستلزم اخذ إذن مسبق يقدم للجهة المسئولة أيا كانت وعندها يخرج الناس للشارع ( ويطلعون قهرهم بالحكومة ) طبعا بشكل سلمي في جميع الأحوال وتحت ضغط أي مصيبة تحل فوق رؤوسهم .. لكن ( العراقيين مظلومين من يومهم وسبعتيامهم ) وهذه العبارة تذكرني بعراقي ( لحكة الضيم لبلغارية حيث قتله بلغاري حاقد على العرب بعد إن عمل فترة من حياته في ليبيا واعترف القاتل انه قتل الضحية دون إن يكون له سابق معرفة به ! ) .. نرجع للعراقيين المظلومين فبعد سقوط النظام السابق ودخول القوات الأمريكية وما تلاها من تعيين مجلس للحكم اقر قانون التظاهر والاحتجاج هذا ومع ذلك لم يشعر العراقيون بالقلق مادام صار بإمكانهم ممارسة هذا الحق بسهولة ( وشنو يعني تقديم طلب اصغير للجهة المسئولة قبل يوم لو يومين من المظاهرة ؟؟ ) لكن المساكين قبل إن يهنئوا بهذه الميزة نزلت المفخخات على رؤوسهم مثل المطر فصار كل تجمع مهما كان الغرض منه يستهدف بانفجار حتى صارت كلمة تجمع مرادفة لكلمة مفخخة وانفجار وقتلى وجرحى فتاب الناس ( قبل إن يرتكبوا إثم التظاهر ) عن التجمع أو رفع الصوت بشكوى وأيا كانت الجهة التي بدأت بالتفجير فان المستفيد الأكيد من هذه النتيجة هي الحكومة والأمريكان والجهة المفخخة والمفجرة طبعا لأنها صاحبة الاختراع والامتياز فلها الحق إن تكون المهاب الأول .. وصار تقديم طلب للتظاهر مثل تقديم طلب لعزرائيل ليحضر المظاهرة ويحصد من أرواح العراقيين المتجمعين بقدر ما يستطيع , فالطلبات تحول إلى أي جهة مفخخة لتقوم باللازم وتنتهي المشكلة التي كانوا ينون عرضها بكارثة اكبر منها تجعلهم يقولون ( ما رضه بجزة رضه بجزة وخروف ) ..
وللإنصاف طبعا فان المظاهرة الوحيدة التي يسمح بها بل وتخرج بتشجيع ومباركة الحكومة هي مظاهرات المشي المحمومة التي تخرج بين الحين والأخر لإحياء ذكرى وفاة أو ولادة إمام من أئمة أهل البيت لان المواطن خرج فيها أساسا وبكل تأكيد ليبث شكواه ويعرض ما حل به من مصائب إلى الواحد القهّار ! ومع ذلك لم تسلم هذه ( المسيرات ) من يد المفخخين والمعتدين بالأسلحة بمختلف أنواعها على المشاة المقهورين أساسا .. طبعا لغرض واضح وهو إن يجعلوا المتظاهرين ينظرون باتجاه هدفهم دون إن تسوس لهم أنفسهم فكرة التظاهر من اجل قضية أخرى دنيوية ! ( يروح يزور ويرجع لأهله سلامات اكبر نعمة ) وفي نفس الوقت لتذكيرهم إن الخطر الموجه ضد التجمعات البشرية مازال قائما .. ولماذا التظاهر أساسا على حكومة تحميهم ممن يريدون طمس ومحو شعائرهم المقدسة ؟!
بالتأكيد لا نطالب الناس ولا نتمنى إن نشاهد مظاهرات أو احتجاجات تجتاح شوارعنا حتى وان توفر لها الأمان اللازم وإلا ستصير أيامنا كلها مظاهرات ( على وزن أيامنا كلها أعياد ) وبتخصيص يوم للاعتراض على كل مصيبة تصيبنا أو للمطالبة بخدمة تنقصنا سنعاني بالتأكيد من أزمة جديدة اسمها المظاهرات والاحتجاجات وليس بعيدا إن ندعو لمظاهرة احتجاج للاحتجاج على المظاهرات !



#اناهيد_مصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأمن الروسي يعلن اعتقال منفذ عملية اغتيال كيريلوف
- دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد تضر باقتصاد ألمانيا
- إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانامو الأميركي
- إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال ...
- مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اناهيد مصطفى - مظاهرات .. تجمعات .. مفخخات !