قرار المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراقي حول: المسالة القومية الكردية

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 627 - 2003 / 10 / 20 - 03:35
المحور: القضية الكردية
    

ـ منذ عشرات السنين وبسبب وجود الأنظمة المركزية العربية الشوفينية في السلطة، وخصوصاً النظام الفاشي البعثي، الذي عرف الدولة العراقية على أنها دولة عربية، كان الظلم والاضطهاد القومي على جماهير كردستان، ظاهرة ملموسة وبارزة في المجتمع العراقي. فقد كانت جماهير كردستان تتعرض لأبشع السياسات الفاشية وحشيةً، إضافة إلى القمع الدموي والتصفية والبغض القومي. وأمام ذلك حصلت مواجهة مع الدولة المركزية على مستوى اجتماعي واسع وأصبحت القضية الكردية إحدى القضايا السياسية المعقدة داخل المجتمع.

ـ سعت الأحزاب القومية الكردية الى هدف الشراكة في السلطة السياسية، وقد حاولوا عبثاً التمسك بهذه المسألة، ولم يختلفوا فيما بينهم حول القوموية ومناهضة الظلم القومي. وعلى امتداد عشرات السنين تمكنت هذه الأحزاب من امتطاء موجة الاعتراض الجماهيري ضد الاضطهاد القومي وجعلوا منها رأسمالهم في كل مساوماتهم مع الدولة المركزية بغية الشراكة في السلطة السياسية.

ـ ناضل الحزب الشيوعي العمالي العراقي منذ تأسيسه ضد الاضطهاد القومي، ووقف ضده بشدة. وكذلك طرح طريقة حله لتلك القضية والتي تمثلت في البداية بقرار صادر من المكتب السياسي ثبت فيه حق الانفصال وتشكيل الدولة المستقلة لجماهير كردستان، كما وأكد على ضرورة اجراء استفتاء عام وحر في كردستان لإتاحة الفرصة أمام جماهير كردستان للتصويت على مسألة البقاء ضمن إطار جغرافية الدولة العراقية والتمتع بحق المواطنة المتساوية، أو الانفصال وتشكيل دولتهم المستقلة!. وبعد ذلك وعلى أثر الأوضاع السياسية المعلقة التي مرت بها كردستان بعد حرب الخليج الثانية، وكذلك مع الأخذ بنظر الاعتبار وجود الدولة الفاشية البعثية في العراق، طالب تنظيم الحزب في كردستان ضمن إحدى قراراته بإجراء استفتاء. وفي ذلك الاستفتاء وبموجب ذلك الوضع الخاص فإن تنظيم الحزب أوصى جماهير كردستان باختيار الانفصال وتشكيل دولة مستقلة. وحينئذ كان يمكن لذلك الحل أن يصبح حلاً عملياً وملائماً وغير باهض الثمن وكفيل، ليس فقط بمعالجة القضية الكردية، بل انقاذ كردستان من الوضع المعلق والمصير المجهول أيضاً. ناضل الحزب الشيوعي العمالي العراقي في السنين السبعة المنصرمة بشكل واسع وشامل من أجل تحقيق مضمون ذلك القرار، ولكن الأحزاب القومية الكردية كانت تعادي ة ذلك المطلب بشراسة.

 

وفي السنوات الاثنتي عشرة المنصرمة وبموجب ذلك الطرح، كان بالإمكان معالجة القضية الكردية وحلها بشكل مناسب وتقدمي وإنساني، إلا أن ذلك لم يتحقق. وبالنتيجة فإن هذه القضية قد تم حسمها بشكل آخر في خضم تحولات سياسية كبيرة. حيث أن اندلاع حرب الخليج الثالثة قد غير الأوضاع السائدة سابقاً بشكل تام. فالنظام الفاشي البعثي الذي كان سبب وجود الظلم القومي على جماهير كردستان قد انهار نتيجةً لتلك الحرب. وبهذه الصورة الغي الوضع السياسي المعلق السائد منذ 12 عاماً في كردستان وفي نفس الوقت الغي ايضاً الاضطهاد والبغض القومي المفروض على جماهير كردستان بسب كونهم " أكراداً ". وفي الوقت الحالي لا يوجد شيء بأسم الاضطهاد القومي والوضع المعلق السابق. وبهذا الشكل فإن ذلك الحل والطروحات التي تم تقديمها لمعالجة تلك المسألة قد فقدت ضرورتها وموضوعيتها.

وبموجب ذلك:

ـ فإن تعريف الدولة العراقية مجدداً بالدولة العربية يعني فرض المواطنة من الدرجة الثانية على غير الناطقين باللغة العربية وكذلك احياءٌ للبغض والظلم القوميين.

ـ إن ما تظهره الأحزاب القومية الكردية في الإطار الفدرالي وبأسم المسألة الكردية، يعتبر طرحاً رجعياً وشوفينياً وبمثابة البحث عن ذرائع للحصول على حصتهم من السلطة السياسية بثمن خلق الحروب والنزاعات والتمييز القومي بين المواطنين من الناطقين باللغات المختلفة في العراق.

ـ إن الحروب والنزاعات القومية والعشائرية، التي يتربص الشوفينيون والقومويون والإسلاميون لاستغلالها، تشكل خطراً جدياً على حاضر ومستقبل العراق، وتقذف المجتمع في دوامة الخطر المحدق، وفي نفس الوقت تفسح المجال مجدداً للظلم والبغض القوميين.

وعلى أساس كل ذلك فإن الحزب الشيوعي العمالي يعلن مايلي:

ـ سنقف بكل قوتنا ضد تعريف الدولة العراقية بصفة الدولة العربية.

ـ نرفض كل أشكال الطروحات الرجعية المتعلقة الفدرالية وسنقف ضدها بكل قوتنا.

ـ إن مناهضة وصد الحروب والنزاعات القومية وانبعاث الظلم والبغض القوميين في العراق مشروط بوجود حكومة علمانية وغير قومية تتعامل مع جميع المواطنين بمنظور متساو.

ـ إن الحزب الشيوعي العمالي العراقي يؤكد على ضرورة الطابع العلماني واللاقومي للدولة العراقية وينادي جميع المواطنين العراقيين ومن ضمنهم جماهير كردستان، لخوض النضال المشترك من أجل تشكيل دولة علمانية وغير قومية واحباط كل المخططات والمؤامرات التي يحيكها القومويون والشوفينيون، ولينضموا ويوحدوا صفوفهم حول هذا البديل والسياسة الشيوعيتين.

#الحزب_الشيوعي_العمالي_العراقي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات