الشيوعية في العراق سمو في الاهداف فشل في التطبيق

خضير حسين السعداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2041 - 2007 / 9 / 17 - 12:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

عرفت المبادئ الشيوعية في العراق في نهاية عشرينات القرن الماضي وبداية الثلاثينيات منه ....
وقد وصلت الى العراق على شكل ادبيات عن طريق الشيوعيين الاوائل وتأسيس الحزب الشيوعي العراقي في عام 1934 وبدأت تنتشر هذه المبادئ بين الطبقات الفقيرة في المناطق الجنوبية من العراق . حيث استهوت هذه المبادى العمال والفلاحين والكادحين والمثقفين ممن كان يعاني من الفقر والحرمان في العراق بصورة عامة والمناطق الجنوبية بصورة خاصة فبعد اكتشاف النفط في العراق وظهور اعداد كبيرةمن العمال الذين كانو يشتغلون في شركات النفط في البصرة وكركوك وخاصة بعد ان وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها نشطت الحركة الشيوعية في العراق في اوساط الفلاحين ايضا.....في ذلك الوقت الذي كانت فيه.. الارض الزراعية المصدر الاساسي للانتاج بعد واردات النفط الذي تسيطر عليه الشركات الاجنبية ... الارض الزراعية كانت بيد الاقطاعيين ولم يمتلك الفلاح منها الا جهده العضلي في هذه الارض فلا يحصل في نهاية العام الا مايسد رمقه وعائلته وغالبا ما يطرد الفلاح من قبل الاقطاع لتضيق فيه الارض بما رحبت مما يضطر الى الهجرة الى المدن ليشكلوا حزام الفقر
للمدن الكبيرة في بيوت من الصفيح او القصب كما في مدينة الثورة.هذه يمكن اعتبارها عوامل
داخلية ساعدت على انتشار الافكار الشيوعية.......
اما العوامل الخارجية هو انتشار الفكر الشيوعي عالميا عبر ظهور الاتحاد السوفيتي والمنظومة
الاشتراكية وانتصار الثورة الصينية زاد من وهج الفكر الشيوعي داخل العراق.. وتتويجا لهذا
النمو للافكار الشيوعية هو انتصار ثورة 14 تموز عام 1958 التي اطاحت بالنظام الملكي
واعلان النظام الجمهوري حيث فتح الباب على مصراعيه امام الشيوعيين لنشر افكارهم بشكل علني.... ان اغلب الانجازات التي حققتها الثورة كانت بدعم من الشيوعيين وضمن اهدافهم التي بشروا فيها في مرحلة العمل السري ومن اهمها..
1 اصدار قانون الاصلاح الزراعي وتوزيع الاراضي على الفلاحين وتفتيت الملكيات الكبيرة للاقطاعيين وظهور الجمعيات الفلاحيه
2اصدار قانون رقم 80 الذي حد من عمليات التنقيب في الاراضي العراقية والذي كان اساسا لظهور منظمة اوبك
3اصدار قوانين الضمان الاجتماعي للعمال وتحديد ساعات العمل
4ملكية الدولة لاغلب وسائل الانتاج
5نشر التعليم بين اوساط الشعب ومكافحة الامية
6الاهتمام بالمرأة واصدار القوانين التي تضن حقوقها
لقد كانت الفترة الممتده من1958الى اوائل 1963 الفترة الذهبية للشيوعيين الا انه رغم ذلك لم يستطيعوا ان يسيطروا على مقاليد السلطة لتطبيق اهدافهم التي ناضلوا من اجلها ....
ويمكن للمتتبع للشأن الشيوعي في العراق ان يوجز اسباب فشل الشيوعيين في العراق الى مايلي
1_ان العراق مركزا للفكر الاسلامي بشقيه السني والشيعي ووجود المراقد المقدسة وو جود المرجعية الشيعية في النجف والتي اصدم معها الشيوعيون بعد ثورة 14 تموز بعامين اي عام 1960 حول قانون الاحوال الشخصية و مساوات المرأة بالرجل في الميراث اضافة الى المضايقات التي عانى منها رجال الدين من الشيوعيين او من المندسين في صفوفهم على سبيل المثال تعرض المرجع محسن الحكيم الى التهجم عندما قام احد الشيوعيين بالقاء اللبن عليه اثناء مروره في احد شوارع النجف كما ذكرها حسن علوي في كتابه((الشيعة والدولة القومية في العراق)) مما جعل كثير من المتدينين ممن يتعاطف مع الشيوعيين الابتعاد عنهم اذا لم يقف ضدهم.
2- الصراع بين الشيوعيين والتيارات القومية المرتبة بالامبريالية الامريكية وبريطانيا ساعد هذه التيارات ان تقف حائلا دون وصول الشيوعيين الى السلطة خاصة وان اغلبهم تغلغل في صفوف
الجيش العراقي.
3- عدم انتشار الفكر الشيوعي بين ضباط الجيش العراقي واقتصر على الجنود وضباط الصف
ذوي الانحدارات الطبقية الفقيرة.
4-الاخطاء الكثيرة التي وقعت فيها القيادات الشيوعية في العراق وخاصة عندما ابدت استعدادها
لحل الحزب الشيوعي والاندماج مع حزب عارف كذلك تحالف عام 1973 مع البعثيين في جبهة وطنية اعطت الشرعية لحزب دموي ان يقود العراق تحت لافتة الحزب القائد متناسين الدماء التي اريقت للالاف من الشيوعيين وانتهاك الاعراض من قبل الحرس القومي ميليشيا حزب البعث..كذلك ان القيادة لم تراع الخصوصية للشعب العراقي كونه شعب تسيطر عليه المفاهيم الدينيية واخذت تثقف ان ((الدين افيون الشعوب))مما اضطر المرجعية في النجف ان تصدر
فتوى ان الشيوعية((كفر والحاد))...
4-شركات النفط التي ارعبها قانون رقم 80 والتي كانت التجربة الايرانية بقيادة مصدق طريه
في الاذهان دفع هذه الشركات للتأمروالتخطيط لمنع الشيوعيين الوصول الى السلطة بشتى الطرق والاساليب
5-موقف القيادة السوفيتية من الحزب الشيوعي العراقي ليس بالمستوى الذي كان يتوقعه الشيوعيون العراقيون وخاصة بعد انقلاب 8 شباط عام 1963حيث وقفت القيادة السوفيتية
موقف المتفرج امام المذابح التي تعرض لها الشيوعيون وانصارهم وحملات الاعتقالات التي طالت الكثير منهم. وقد شاحت بوجههاعن الشيوعيين المصريين وهم يلاقون نفس المصير
الذي لاقاه رفاقهم في العراق ارضاءا لعبد الناصر وتحقيق لمصالحهم الدولية عندما زار
خروشوف مصر
واخيرا انحني اجلالا لكل فكر يحترم الانسان بغض النظر عن شكله ولونه وعرقه ودينه وانتمائه
سواءأ كان هذا الفكر دينيا ومن اي دين كان. اوكان فكرا لمفكر عبقري يحترم ارادة الانسان في العيش بكرامة وحرية انطلاقا من قوله تعالى(( وكرمنا بني ادم )) لان الانسان اما اخ لك بالدين
اونظير لك في الخلق كما قال علي بن ابي طالب.....

#خضير_حسين_السعداوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات