أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عمار ديوب - في ضرورة اليسار الماركسي















المزيد.....

في ضرورة اليسار الماركسي


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 2041 - 2007 / 9 / 17 - 12:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لم يعد عالمنا العربي يحتمل مزيداً من الأزمات ، فقد شملت وعمت كل بناه وفي كل المستويات . هذه الأزمات هي نتيجة بناه الكولونيالية ، التي هي هي نتيجة علاقة التبعية لعالمنا العربي وعلاقة السيطرة للامبرياليات العالمة في وحدة مترابطة ، تخضع فيها الأولى للثانية .
بنيتنا الاجتماعية المتخلفة ، أعادت إنتاجها بصورة مستمرة برجوازياتنا الكولونيالية بفعل بناها الإنتاجية الكولونيالية ، والتي هي بالتحديد ، أنتجت التجزئة والقطرية والفكر ما قبل الرأسمالي والاقتصاد التابع ، وهي التي سمحت بالضبط باستعمار فلسطين .
الأزمات التي ما تني تتوالد وتتعمق ، وصلت في أكثر من دولة عربية ، حد تفجر البنى المحلية داخل الدولة القطرية . وبالتالي لم تعد المشكلة في الدولة القطرية فقط بل أصبحت بنيتها الداخلية في طريقها للتفجر . هذا الوضع يتلاقى عيانياً مع مشروع إمبريالي عولمي يتمثل بصفة خاصة باستمرار الاستعمار الصهيوني في فلسطين والاحتلال الأمريكي في العراق ، وبتواجد عسكري مباشر وكثيف في كل الخليج العربي.
شكل أزماتنا الراهنة ليس في انخفاض حصة القطاع الصناعي في الاقتصاد أو عدم نجاح تجربة الوحدة بين بلدين أو أكثر ، أو حتى في احتلال جزء من أراضينا وإلحاقها بإسرائيل كدولة استعمارية أو بتركيا أو إيران ، بل أصبحت تهدد كذلك تدمير مرتكزات الأمة العربية كنشؤ تاريخي ، تم ، وتكون ، وانقضى ،ولها، لغة عربية مشتركة تميزها . وجغرافيا محددة. وتاريخ ماثل في دول قديمة . وثقافة وفكر يميزها . ليصل الأمر بفعل تبعية برجوازياتنا ومن اجل مصالحها وهذا أمر طبيعي إلى تدمير البنى الاجتماعية القومية وتحويلها بنى سياسية متطرفة ، تحوّل الديني أو العشائري الأهلي والمتوارث إلى علاقات سياسية ، تحاصص باسمها . فتتحوّل الدولة بدورها إلى دولة طائفية أو عشائرية تمثل مصالح البرجوازيات العربية على اختلاف أشكالها وتؤمن لها إعادة إنتاج سيطرتها الطبقية ..
هذا التحول يتكرس ، عدا عن دور البرجوازية المباشر، بفعل تنامي تيارات ليبرالية أو ديمقراطية ، تدعم نظام المحاصصات الطائفية وتعمل من أجله ومن أجل مشروع ليبرالي اقتصادي وهمي . أي أنها تيارات سياسية تعمل من أجل نظام سياسي برجوازي وتابع .
وهم ، هذه التيارات ، يتمثل في اعتقادها بإمكانية البرجوازية العربية أن تكون برجوازية على الطريقة الأوربية باستثناء حذف مسألة العلمانية التي هي في عالمنا العربي ، برأيها الحصيف والممتلئ بالمعرفة الكلاسيكية والتراثية ، والمنتج بعد شحذ العبقرية ، من قضايا الأقليات ؟؟!! وأقصد برجوازية ذات نظام ديمقراطي وبنية اجتماعية متقدمة واقتصاد صناعي . هذا الأمر غير ممكن لأن البرجوازيات الأوربية والأصح الامبريالية العالمية الأوربية والأمريكية وغيرها توحد العالم في إطار عولمة إمبريالية . تشدد على الهيمنة وتتقاسم العالم المخلف وترسل جيوشها بدون أمم متحدة أو عبرها إلى بنتنا المخلفة . وباعتبار برجوازياتنا ستكون جزء من هذا العالم الامبريالي الفسيح ، فإن مشروعها المأمول لن يكون إلا مشروع التبعية . وهو ما جرّب على امتداد قرنين من الزمن تقريباً . وفشل فشلاً ذريعاً . وبالتالي لا إمكانية تاريخية لدى البرجوازيات العربية قديمها وجديدها الكولونيالي على تحقيق مهمات تاريخية ، قامت بها البرجوازيات الأوربية في الاقتصاد والسياسة والاجتماع والفكر ..
أي أن البرجوازية العربية هي هي مسببة الأزمات المتراكمة بحكم البنية الكولونيالية ولن يكون مصير البرجوازية التي يقال عنها أنها حصان طروادة إلا ما كان مصير سابقاتها العربيات ..
هذه البرجوازية استفادت من حقبة القطبين العالمين – الاتحاد السوفيتي وأمريكا- وعملت على تحقيق بعض المهمات الجزئية وبما يؤمن ديمومة سيطرتها الطبقية ولكن وبزوال الاتحاد السوفيتي وبفعل تطورها من برجوازيات صغيرة إلى برجوازيات كبيرة كان لا بد أن تعيد إنتاج الكولونيالية بشكلها القديم . وباعتبار الكولونيالية تعفنت ، تجزئةً ودولاً قطرية واقتصاد متخلف ونظام شمولي وحروب طائفية . فإنها أصبحت ترحب وتخضع خضوعاً مباشراً للاحتلال الأمريكي وللتدخل الامبريالي العولمي .
وبالتالي مصالح الطبقات البرجوازية ، مهددة في إستمراريتها ، وضرورة تغييرها ، كما جرى في العراق . ويجري في لبنان . والاحتمال قائم في سوريا . وكافة دول المنطقة . فإن هذه الطبقات تستنهض كل ما هو متخلف الذي صنعته بنفسها بشكل مباشر أو غير مباشر. وأقصد أن دواخل البلدان العربية وصلت حافة الحرب الأهلية ، الماثلة تماماً في لبنان أو العراق أو فلسطين أو السودان .فإن اليسار العربي الذي دخل بغيبوبة لمدة طويلة قبل وخاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ، عليه أن يعود ليتبؤ قيادة الصراع الطبقي وصولاً إلى السلطة الديمقراطية الوطنية. وبأفق مشروع قومي ديمقراطي . ووحدة عالمية تتساوى فيها أمم الأرض على قاعدة المساواة والتشارك .
نريد القول ، أن اليسار هو المنقذ من الأزمات ، ومن الحرب الأهلية ، باعتباره يهدف إلى مصلحة الأغلبية الشعبية . ولا مصلحة له في أية حروب أهلية ذات طبيعة طائفية أو عشائرية أو مناطقية . وبالتالي وجوده السياسي كحركات وأحزاب وتجمعات ومثقفين ومبدعين في كل مجالات المعرفة ، هو الذي يستنهض ويستقطب الأغلبية باعتباره لن يكون ضد مجموعة بشرية معينة بل ضد كل الأطراف التي لها مصلحة في تفجر الحرب الأهلية والتي هي تعبيرات سياسية وأنظمة سياسية تأبد سيطرة البرجوازية العربية بتأبيدها نمط الإنتاج الكولونيالي .
هذا الوجود يقتضي ، تحديد الهدف الممثل في تشكيل الدولة العلمانية الديمقراطية ، وهو ضروري – اليسار- بسبب امتلاكه أو يجب أن يعمل على امتلاك وسيمتلك بالضرورة ، ونظراً لمنهجيته المادية التاريخية وانفتاحه على كل ميادين المعرفة ، رؤية فلسفية وبرنامجاً إقتصادياً وإجتماعياً وسياسياً لصالح الأغلبية الشعبية من الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء وتحالفاتهما من بقية الطبقات .
وبالتالي ، إما أن يذهب العالم العربي - والأمر نفسه ينطبق على الأمم المخلفة الأخرى- على مزيد من الأزمات والتفكك والطائفية ويحصد قتلاً القوى والشخصيات العلمانية المشتتة تحت قيادة البرجوازيات العربية وبتدخل أمريكي وصهيوني مباشر، إستخباراتي أو عسكري . وإما أن يذهب نحو الديمقراطية العلمانية والتقدم الصناعي والتوحد القومي وإحترام حق ممارسة الشعائر الدينية تحت قيادة القوى الوطنية الديمقراطية مع هيمنة اليسار الماركسي عيلها.
ليست معركة اليسار وتحالفاته سهلة ، فالأزمات تراكمت ، وتعقدت مستوياتها ، بما فيها أزماته هو فكرياً وسياسياً وتنظيمياً . ولكن ضرورته وضرورة تحالفاته تماثل ضرورة استمرار العرب وبقية قوميات المنطقة المتظلمة وبالمثل شعوب العالم المخلّف . يؤكد ذلك امتلاكه منهجياً رؤية للحاضر والمستقبل تتجاوز بنية النظام الرأسمالي نفسه.
العراق ، فلسطين ، لبنان ، السودان ، سوريا ، وبقية الدول العربية جميعها مهددة بالتشظي والتذرر ، ولن تحمل عملية تطييفها- من الطائفية كنظام سياسي ممثل للطوائف كعلاقات سياسية- إلا خطر الحرب الأهلية بما فيها الدول ذات المذهب الواحد .وبالتالي العلمانية التي تقدم كحل ليست بكافية بذاتها كما يطرح المفكر صادق جلال العظم أو جورج طرابيشي أو أخريين0 بل إن تحقيق ضرورتها يتم عبر تقدم مشروع اليسار الماركسي . لذلك ليس من مستقبل مجتمعي للعلمانية أو الديمقراطية أو الوطنية أو القومية إلا ضمن رؤية يسارية ماركسية تحتمل في برامجها ممكنات التحالف مع هذه التيارات وتوقعن رؤاها بنى مجتمعية حداثية ، تستبدل البنى القائمة المتخلفة .
هذا التفضيل لليسار ، ليس تفضيلاً قيمياً أو أخلاقياً مع أن الأخلاق إحدى ركائز السياسة الماركسية ولا شأناً ذاتياً يستهوي القائل بضرورته ، بل هو ضرورة موضوعية ، تستدعيها الأزمات المأزقية في العالم العربي . وبالتالي أصبح التطور العربي الكلي مرتهناً بمشروع ما بعد رأسمالي ، يبدأ بما هو وطني ديمقراطي ، ويفضي إلى ما هو اشتراكي .
أخيراً ضرورة اليسار ، بدأت تتأكد مجدداً ، عالمياً ، إبتداءً من أمريكا اللاتينية والهند . وهي ماثلة بصورة ما في حركات مناهضة العولمة . وعالم العرب ليس إستثناءً خصوصياً ، ففيه بدأت نويّات هذه الضرورة . وضرورة إقلاعها هي ما يدفع بوجودها . وبالتالي وجود حركات وتحالفات وتجمعات وأحزاب ومثقفين ونقابات واتحادات يسارية هي ما يفترضه عالمنا العربي وأمم المنطقة وهي المثقلة بالأزمات ، وهو الغائب الأكبر فيها.



#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب -اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية للولايات ...
- قراءة في أزمة حركة ناشطو مناهضة العولمة في سوريا
- الشرط الامبريالي في البنية الاجتماعية المتخلفة
- عام على الحرب الأمريكية على لبنان
- المسألة الوطنية والعولمة
- عصابتان فلسطينيتان ودولة صهيونية عنصرية
- المشروع الأمريكي في ثلاث عواصم عربية
- في نقد الديمقراطية والعلمانية عند برهان غليون
- مشاكل في سلم تصحيح مادة الفلسفة
- المشروع الأمريكي في نهر البارد
- قراءة في كتاب ما بعد الحداثة
- في الدولة العلمانية الديموقراطية
- نقد بيان ووثيقة تجمع اليسار الماركسي في سوريا
- انتخابات تحالف الجبهة والمال والعشيرة
- القرارات الليبرالية قرارات مميتة
- القومية، العلمانية، الديمقراطية
- قراءة في كتاب ما الماركسية، تفكيك العقل الأحادي
- القطري والقومي ومشكلة الهوية السورية
- المرأة في زمن العولمة
- الهيمنة البديلة للهيمنة الامبريالية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عمار ديوب - في ضرورة اليسار الماركسي