أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شهاب الدمشقي - تحريم الرضاع بين العقل والنقل














المزيد.....


تحريم الرضاع بين العقل والنقل


شهاب الدمشقي

الحوار المتمدن-العدد: 626 - 2003 / 10 / 19 - 06:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


 

كان من عادة العرب في الجاهلية ان يسترضعوا لاطفالهم غير امهاتهم، وكان منشأ هذه العادة كما يقول ابن القيم اعتقادهم بأن المرأة المرضعة اذا حملت يفسد لبنها ويصبح ضارا بالطفل الرضيع .

وكان العرف الجاهلي في الرضاع هو فصل الرضيع عن امه وتسليمه الى المرضعة ليعيش معها في بيتها ومع اولادها وافراد اسرتها ، حيث تقوم مرضعته – فضلا عن ارضاعه – برعايته والعناية به كما لو كان ابنها الحقيقي ، وكانت عادة الرضاع تمتد حتى تصل الى السنتين ، وقد اخبر القرآن عن هذه المدة في الآية : ( والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة ) .

فالرضاع عند العرب لم يكن يقتصر على تغذية الطفل بلبن المرضعة فحسب ، وانما كانت المرضعة تأخذ دور الأم ، فتقوم نحوه بكل ما تقوم به الأم نحو وليدها ، والعيش بين اولادها كواحد منهم ، وبذلك تنشأ مشاعر متبادلة بينه وبين مرضعته واولادها هي نفس مشاعر الطفل نحو امه واخوته الحقيقيين ، وبالتالي يصبح زواجه من الام التي ارضعته او من احد اولادها امرا مستهجنا ، ولذلك كان العرب يمقتونه ويستهجنونه .

هذه العلاقة الخاصة بين الرضيع ومرضعته هي سبب التحريم وليس اللبن الذي يتناوله الطفل كغذاء ، والذي لا يختلف في شيء عن أي غذاء آخر في انماء جسمه .

وقد اقرت الشريعة الاسلامية هذه الاعتبارات بعد الغاء التبني ، فحرّم القرآن الزواج من الأم المرضعة والأخت من الرضاعة على ما كان عليه العرف في الجاهلية ، وتوسعت السنة فاضافت اليه كل درجات النسب الاخرى المحرمة في الحديث الشهير ( يُحرّم من الرضاع ما يُحرّم من النسب ) ، ثم جاء جدل الفقهاء حول عدد الرضعات المحرمة ومدته ليزيد الطين بلة !! فقال بعضهم : دخول اللبن الى جوف الطفل قل او كثر يوجب التحريم ، في حين ذهب آخرون الى ان التحريم لا يثبت الا بخمس رضعات مشبعات .. ناهيك عن خلافهم في مدة الرضاع ، ولا ننسى بالطبع رواية عائشة الطريفة حول رضاع الكبير !!!!

اذن ....

ان عادة الارضاع واستئجار المرضعات هي عادة عربية كانت في الجاهلية وبقيت في بدايات الاسلام ، وزالت في عصرنا هذا وخاصة بعد انتشار الرضاعة الصناعية ، واذا حدث شيء من ذلك فانما يكون في حالات نادرة وعابرة تقتصر على رضعة او بضع رضعات ، وقطعا ليس هذا هو التحريم الذي فهمه عرب الجاهلية وشرّعه الاسلام ، وانما الذي استهدفته الشريعة من تحريم الزواج بسبب الرضاع هو حضانة الطفل وتربيته من قبل امرأة غير أمه مدة سنتين كاملتين ، ولذلك .. لم يعد من مبرر اجتماعي ولا اخلاقي لبقائه في تشريعنا المعاصر والتضييق على الناس بسببه بالحيلولة دون زواج فتاة وفتى من اجل خمس رضعات رضعهما احدهما من حليب الآخر او من حليب قريب له خاصة وان غالبية النساء لا يكترثن بعادة الرضاع ولا يحفظن من ارضعنهن ...وكم سمعنا عن مآس لأشخاص تزوجوا وانجبوا لتكتشف الجدة او الأم رضعة او رضعتين جمعت بين الزوجين في الماضي ....

 



#شهاب_الدمشقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غلمان في الجنة ... تساؤلات محرمة
- تعدد الزوجات .... الهم الحاضر الغائب
- الدعارة الحلال !! .. قراءة نقدية في فقه زواج المتعة
- توظيف البحث العلمي لخدمة الأهداف الطائفية
- حد الردة ... لماذا ؟؟
- النزعة الطبقية في الإسلام


المزيد.....




- حماس: اعتداءات المستوطنين يستوجب موقفا اسلاميا حازما
- حماس: منع الاحتلال اعتكاف المصلين للمرة الثانية في المسجد ال ...
- على أنغام -طلع البدر علينا-.. وفد من رجال الدين السوريين من ...
- شاهد.. الزعيم الروحي للدروز يتهم الإدارة السورية بالتطرف
- قوات الاحتلال تقتحم مناطق بالضفة وتمنع الاعتكاف بالمسجد الأق ...
- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...
- 100 ألف مصلٍ يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مأدبة إفطار بالمسجد الجامع في موسكو
- إدانات لترامب بعد وصفه سيناتورا يهوديا بأنه فلسطيني
- الهدمي: الاحتلال الإسرائيلي يصعّد التهويد بالمسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شهاب الدمشقي - تحريم الرضاع بين العقل والنقل