|
رمضان هو شهر ٱلإنزال
سمير إبراهيم خليل حسن
الحوار المتمدن-العدد: 2040 - 2007 / 9 / 16 - 10:05
المحور:
المجتمع المدني
ما دفعنى ويدفعنىۤ إلى ٱلتفكير بمفاهيم ٱلدين وٱلكتابة عنها هو مسئوليتى ٱلشخصية فى عبادتى للّه ربِى وربُّ كلّ شىء وفى طاعتى لأمره ٱلعربىّ: "ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنّ ٱلسَّمع وٱلبصر وٱلفؤاد كلّ أولٰئك كان عنه مسئولا" 36 ٱلإسراۤء. وفهمى لبيانه ٱلعربىّ: "كلُّ نفسٍ بما كَسَبَت رَهينة" 38 ٱلمدّثر. وهذا ٱلوقت هو وقت ٱلصيام وهو شهر رمضان عند جميع ٱلمسلمين ولو كانوا يختلفون على بدايته. وفى مقالى هذآ أعرض لمسئوليتى حول مفاهيم تتعلق بهذا ٱلشهر وسبيل طاعة ٱلمؤمن لما بيّنه له كتاب ٱللّه عن شهر رمضان وإنزال ٱلقرءان فيه. وما سيأتى فى مقالى هذا هو فهمى وموقفى ومسئوليتىۤ أمام ٱلناس ومنهم جميع ٱلمسلمين بٱنتظار ٱلقيامة حيث سألقى وحدى (من دون جماعة أوۤ أمّة أو قوم) كتابا منشورا: "وَكُلَّ إنسٰنٍ أَلزَمنٰهُ طٰئِرَهُ فى عُنُقِهِ ونُخرِجُ لَهُ يَومَ ٱلقِيٰمةِ كِتٰبًا يَلقَٰهُ مَنشُورًا/13/ ٱقرَأ كِتَٰبَكَ كَفَى بِنَفسِكَ ٱليومَ عَليكَ حَسيبًا/14/" ٱلإسراۤء. وكما يحدث لى مع كلّ مسألة أنظر فيها وأسأل عنهاۤ أكتشف تأثير ٱلمفاهيم ٱلثابتة فى نفسى وأعلم أنها هى ٱلتى جعلتنى وتجعلنىۤ أرى فى كثير من ٱلأمور وٱلمفاهيم مسلّمات لا تحتاج للتفكير. وعندماۤ أخرج على مفهوم ٱلمسلّمات وأفكر فيها كشخص مسئول وأسعى ناظرا فى كتاب ٱللّه عنها تصيبنى ٱلدهشة كما حدث لى فى مسألة ختن ٱلذكور وٱلإناث بفعل سآئلة مصرية طلبت رأيا فى ختن ٱلإناث. وكما حدث لى فى مسألة ٱللحم وٱلذبح ٱلحلال ومسألة ٱلزنى وٱلبغآء وغيرها من ٱلمسآئل ٱلتى رأيت فيها ما يختلف عمّا يسلّم به جميع ٱلمسلمين. ومن بعد ٱلنظر وٱلتفكير فىۤ أىّ مسألة أقول لنفسى كم كنّت غافلا وكم كنت جاهلا. وهناۤ أنظر وأفكر كشخص مسئول بمسألة ٱلصيام وشهر رمضان. فما لدىّ من مسلمات هو فيما يتبعه ٱلمسلمون ٱلبخاريون وٱلجعفريون وهو ٱتباع جماعة تمنع مسئولية ٱلفرد. فقد رأيت أنّ ما يتبعون من مفاهيم ودين هو موروث عن ءابآئهم بتأثير ظنهم أنّ علم ءابآئهم فى ٱلدين مطلق. ورأيت أنّهم بما يظنون يسلّمون بما ورثوه عن ٱلأبآء ولا يتركون لأنفسهم كأفراد مسئولية فيما يسلّمون. فرمضان (كما يفهمون ويسلّمون فيه) هو شهر لتجويع وتعطيش أنفسهم من ٱلفجر إلى ٱلغروب. وبعد ٱلغروب يفتحون لأنفسهم كلّ ألوان ٱلطعام وٱلشراب فيأكلون ويشربون أكثر مما يأكلون ويشربون فىۤ أيام ٱلشهور ٱلأخرى. وهم يختلفون فيما بينهم حول أول يوم فيه من دون بيّنة لأىٍّ منهم. ويتبع كلّ فريق ما تأمره به ٱلسلطة وكهنوتها فى بلاده من دون تفكير ولا سؤال. وهم يقولون بأفواههم أنّ صيامهم يجعلهم يشعرون بجوع وعطش ٱلفقير فيزعمون عطفا عليه. وبما يظنون به ويسلّمون أنّ ٱلمطلوب منهم هو جوعهم وعطشهم فى شهر رمضان. فلا يرون حاجة للسؤال ولا للتفكير ولا للنظر فى قول ٱللّه: "وأن تَصُومُوا خَير لَّكُم إن كُنتُم تَعلَمُونَ" 184 ٱلبقرة. فبدأ سؤالى لنفسى عن ٱلخير فما هو ٱلخير من ٱلصيام وكيف نعلم بذلك ٱلخير؟ ورأيت أنّ شهر رمضان فى كتاب ٱللّه هو ٱلشهر ٱلذىۤ أُنزل فيه ٱلقرءان: "شهرُ رمضانَ ٱلَّذِىۤ أُنزِلَ فيه ٱلقرءانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وبَيِّنٰتٍ مِّنَ ٱلهُدَىٰ وٱلفُرقانِ" 185 ٱلبقرة. فما هى علاقة ٱلصيام بإنزال ٱلقرءان؟ وكان أول أمر أمامى قبل حمل مسئولية ٱلجواب هو فى ٱلعلم بدليل كلمة رمضان وبدليل كلمة صيام. ثمّ ٱلعلم بمأرب ٱلمؤمن من ٱلصيام فى شهر رمضان. ومن أجل ذلك فقد نظرت فى كتاب ٱللّه بعيدًا عمّا فى نفسى من مفاهيم مسلّم بها لدىۤ أكثرية جاهلة. وكذلك نظرت فيما جآء من قول فى دليل ٱسم رمضان ومختصره فى ٱلمعجم ٱلوسيط هو فيما يلى: (رمض الشيء: اشتدّ حرُّه وجفّ ماؤه. الرَّمَضُ: المطر يأتي قُبُل الخريف فيجد الأرض حارّة محترقة. الرّمضيُّ من السحاب والمطر: ما كان في آخر الصيف وأول الخريف). فما فى ٱلمعجم يبيّن أنّ ٱلكلمة تدلّ على شدّة ٱلحرّ وجفاف ٱلمآء من وجهةٍ (اشتدّ حرّه وجفّ ماؤه) وعلى مآء يسقى ٱلأرض فيزول ٱلعطش وٱلجفاف من وجهةٍ أخرى (المطر والسّحاب آخر الصيف وأول الخريف). وكلا ٱلقولين صواب ولا فصل بينهما بفعل جدلية توحّد بينهما وتجعلهما كفاتًا: "أَلَم نجعلِ ٱلأرضَ كِفاتًا/25/ أَحياۤءً وأَمواتًا/26/" ٱلمرسلات. فٱلرَّمَضُ هو حرّ وجفاف حدث فى ٱلتراب بفعل ضوء شمس ٱلصيف. وهذا ٱلرّمضُ هو ما يحتاجه ٱلتراب ٱلميِّت قبل نزول ٱلمآء عليه وٱتحاده به. وبنزوله تجرى أفعالَ فيزيآء تُكفتهما فتنفطر فى ٱلتراب ٱلميّت قوّة ٱنبات للحىِّ ومنه يخرج: "يُخرِجُ ٱلحَىَّ مِنَ ٱلمَيِّتِ" 95 ٱلأنعام. لقد سألت نفسى عن وجه ٱلشَّبه بين ٱلرَّمَضِ فى ٱلتراب وبين ٱلرَّمَضِ فى نفس ٱلمؤمن. وسألت هل ٱلصيام ٱلمطلوب من ٱلمؤمن هو سبيله إلى خروج حىٍّ من ميِّت كما يحدث فى ٱلتراب؟ وكيف ينزل ٱلمآء على نفس ٱلمؤمن ٱلرّامض لتكون له بوحدته مع نفسه حيوة جديدة؟ لقد بيّن كتاب ٱللّه للمؤمن أنّ ٱلصيام كُتب عليه كما كُتب على مؤمنين أحيآء من قبله: "يَٰۤأَيُّها ٱلَّذين ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيكُمُ ٱلصِّيامُ كما كُتِبَ على ٱلَّذين مِن قبلكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ(183) أّيَّامًا مَّعدُودَٰتٍ فَمَن كان مِنكُم مَّرِيضًا أو علىٰ سَفَرٍ فَعِدَّة مِّن أَيَّامٍ أُخَرَ وعلى ٱلَّذين يُطِيقُونَهُ فِديّة طعامُ مِسكينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيرًا فَهُوَ خَير لَّهُ وأَن تَصُوموا خَير لَّكُم إن كُنتُم تعلَمُونَ(184)" ٱلبقرة. ٱلصيام هو كتاب للمؤمن عليه أن يعلم بما فيه. فإن وجد فيه نفعا وهداية ٱتبعه وإن وجد فيه ما لا ينفع ولا يهدى تركه. وٱلصيام عن أمر أو شىء هو مسك ومنع للنفس عنه. وٱلصيام ٱلمطلوب فى شهر رمضان هو مسك ومنع للنفس عن ٱلطعام وعن ٱلشراب وعن ٱلشهوات من ٱلفجر إلى ٱلّيل (وليس إلى ٱلغروب كما يقول ٱلمسلمون). وهذا هو سبيل نفس ٱلمؤمن إلى ٱلرّمض وفيه كتاب هدايته ونفعه منه. فكيف يحدث ٱلإنزال على نفس ٱلمؤمن وماذا ينزل حتى تتفاعل نفسه به وتنبت حيوة؟ ٱلحاجة للرمض فى ٱلتراب هى خروج ٱلحىِّ منه. وصيام ٱلمؤمن هو رمض فى نفسه وحاجة لتغيير ما فيها بإنزال قرءٍ لعلم جديد عليهاۤ أو قروء جديدة أو قرءان. وإنزال ٱلقرء ٱلجديد على نفس ٱلمؤمن ٱلصّآئم هو مثل إنزال ٱلمآء على ترابٍ فيه رَمَض. فصيامه يهيئ نفسه للرّمض وٱلسقاية ٱلفاعلة فى ٱنبات حيوة جديدة. وهو عندما يرمض عليه أن يعلم بما يسقى نفسه ٱلرّامضة وسبيله إلى ذلك حتى لا يكون جوعه وعطشه من دون نفع. وبذلك يكون له علم بما كُتب عليه. فشهر رمضان "أُنزِلَ فيه ٱلقرءانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وبَيِّنٰتٍ مِّنَ ٱلهُدَىٰ وٱلفُرقانِ". وٱلمأرب من ٱلصيام هو فعل رمض فى ٱلنفس وتهيئتها لاستقبال إنزال جديد يجعلها تهتدى وتبين وتفرّق. ولا يكون ٱلإنزال سليما من ٱللغو ولا يكون كاملا من دون توفّر جميع أشراط ٱلإنزال. وأشراط ٱلإنزال على قلب ٱلمؤمن هى فى رَمَضِ نفسه ٱلذى يحدث بقطع مكان ٱلتنزيل وهو قلبه ونفسه عن جميع ألوان ٱللهو وٱللغو وملاحقة ٱلطعام وٱلشراب وٱلشهوات. وهو أمر يشبه ما يجرى فى تنزيل ٱلمناهج على قلب ٱلكومبيوتر حيث تغلق جميع ٱلمناهج ٱلأخرى أثنآء ٱلتنزيل. فٱلمؤمن ٱلذى يريد متابعة تطور إيمانه وهدايته ينزّل مناهج علمية جديدة فى نفسه فيلتحق ببيت علمٍ يختاره (معهد أو جامعة) يتابع فيه ذلك ٱلعلم ثلاثين يوما من كلِّ عامٍ من ٱلفجر إلى ٱلّيل فيصوم خلال هذا ٱلوقت عن ٱلشهوات وعن ٱلطعام وعن ٱلشراب لا يتركها تلهيه حتى يكمل ٱلإنزال فى ثلاثين يوما. فهو بٱلصيام يغلق جميع مناهج نفسه ٱلأخرى ويقوم بملاحقة ومتابعة تنزيل منهاج قرءٍ جديد أو قروء جديدة أو قرءان. وبكمال ٱلإنزال يبدأ فعل ٱلمنهاج ٱلجديد فى نفسه مغيّرا ومجدّدا ما فيها من مفاهيم سلفت فيحنف إلى مفاهيم وأعمال جديدة تزيد من قوّته وتمكّنه فى ٱلأرض لفترة أحد عشر شهرا يعود بعدهاۤ إلى ٱلصيام وإلى ٱلإنزال وإلى ٱلحنف. لقد بيّن ٱلبلاغ ٱلعربىّ أن ٱلقرءان أنزل فى شهر رمضان. وٱلقرءان هو كتاب ٱللّه ٱلكامل وٱلمطلق ٱلبيان وٱلتبيان نزل كاملا على قلب محمد فى ثلاثين يوما. أما تثبيت فؤاد محمد به وقرءانه من قلبه إلى لسانه لينطق به وإلى يده ليخطّه بها فقد جرى على فترة ٱستمرت ٱثنين وعشرين عاما. وهذا يبين أنّ حاجة ٱلإنسان لعمل ٱلإنزال وتجديد ما فى نفسه له وقته وأشراطه ٱلمتعلقة بمقدار ٱلتنزيل وسرعته ووسع ٱلمكان ٱلمستقبل. فٱللّه هو ٱلذىۤ أنزل ٱلقرءان على قلب رسوله. وٱلقرءان منهاج فيه بيان وتبيان لكلِّ شىء وهو كبير ٱلمقدار ويحتاج تنزيله إلى خبرة كبيرة. وٱلذىۤ أنزل ٱلقرءان على قلب محمد هو ٱللّه ٱلعليم ٱلخبير. وهو ٱلذى قرأه وأخرجه من قلب رسوله وعرّف يده على خطّه. وهذا ٱلأمر ٱحتاج إلى ٱثنين وعشرين عاما. أما ٱلإنسان ٱلمؤمن إن أراد تنزيل ٱلقرءان على قلبه وتثبيت فؤاده به فعليه توفير أشرط ذلك بٱلصيام شهرا كاملا من كلّ عام يقطع نفسه عمّا يلهيها ويعمل علىۤ إنزال جديد على قلبه ويَخبُرُ بما نزل. وهو بعد كمال صيامه وإنزاله يقرأ ما نزل على قلبه ويعمل بما تجدد لديه من مفاهيم فى فترة أحد عشر شهرا يعود بعدها لإنزال جديد وخبرة فيه وفى قرئه وٱلعمل به. فتكون له فى كلِّ عام مفاهيم جديدة وحيوة جديدة. ولهذا جآء ٱسم ٱلرّمض مطلقا "رمضان" ليبيّن إطلاق وقت تنزيل ٱلقرءان على قلب ٱلإنسان ٱلمؤمن فلا يثبت على قول سلف ولا يوثن على مفاهيم مات أصحابها وسلفوا. بل يبقى فاتحا قلبه ونفسه لتجديد ما فيهما كلّ عام لا يتوقف رمضه وإنزاله إلا بموته. وجآء فى كتاب ٱللّه أمر يفصّل للمؤمن عمل ٱلرّمض فى نفسه وٱلإنزال عليها فى شهر رمضان: "فَمَن شَهِدَ مِنكُم ٱلشَّهرَ فَليَصُمهُ وَمَن كان مَرِيضًا أو علىٰ سَفَرٍ فَعِدّة مِّن أيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللّهُ بِكُمُ ٱليُسرَ ولا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلعُسرَ ولِتُكمِلُوا ٱلعِدّةَ ولِتُكَبِّروا ٱللّهَ علىٰ ما هَدَ ـٰكُم ولَعَلَّكُم تَشكُرُونَ" 185 ٱلبقرة. شهادة ٱلمرء للشهر هى فى حضوره فيه بسمعه وبصره وفؤاده. وهى شهادة حىٍّ للشهر حيث مَن يموت لا يشهده. وإن ٱعترض ٱلمؤمن فى صيامه وإنزاله مرض أو سفر فعدّة من أيام أخر تكمل عدّة ٱلصيام وٱلإنزال. فعدّة ٱلإنزال لأىِّ علم جديد صوم ثلاثين يوما من كلِّ عام. أماۤ أن يكون ٱلصيام من دون إنزال فلا نفع منه وتبقى ٱلنفس على ما فيها من مسلمات سلفية ميِّتة تميت نفس صاحبها وتجعله من ٱلمتوارين عن سبيل ٱلتطور وٱلقوّة وٱلعزّ وٱلتّمكّن فى ٱلأرض. وهذا هو حال أكثر ٱلمسلمين ٱلبخاريين وٱلجعفريين. فهم يظنّون أنّ ٱلإنزال فى شهر رمضان متعلق بإنزال ٱلقرءان من عند ٱللّه على رسوله وما عليهم هو تذكّر ذلك ٱلحدث من دون ٱلعمل علىۤ إنزال جديد فىۤ أنفسهم. وبذلك ٱلفهم ٱلظَّنون يتابعون ٱلظنّ بأن ٱلصيام ٱلمطلوب منهم هو ٱلجوع وٱلعطش لذاتهما وأنه أمر مسلّم به فلا تغيير لما فىۤ أنفسهم من مسلمات لا بنظر ولا بتفكير. وأكثرهم فى نهار رمضان نآئم وإذا ٱستيقظ ورأى غيره يأكل ويشرب يغضب ويثور ويعتدى عليه بنظره وقوله ٱلفظّ. لقد رأيت أنّ فعل ٱلإنزال على قلب ٱلمؤمن يشبهه تنزيل مناهج ٱلكومبيوتر. ففعل ٱلإنزال على كومبيوتر من ٱلإنترنيت إن توقّف بسبب ٱنقطاع لمصدر طاقة ٱلكومبيوتر يحدث توقّف تلقآئىّ له. وبعودة ٱلطاقة يمكن متابعته حتى يكمل من دون حاجة للعودة إلى بدء. فما جعله ٱللّه فىۤ أنفسنا من قدرة على حفظ ما نزل بسبب قطع كماله بمرض أو سفر يجعلنا لا نعيد عمل ٱلإنزال من بدايته. وهذا هو ٱليُسر ٱلذىۤ أراده ٱللّه لإكمال عدّة ٱلصيام وٱلإنزال ثلاثين يوما. فمن يتابع علما جديدا فى بيت تعليم (معهد أو جامعة) إذا قطع متابعته لهذا ٱلعلم مرض أو سفر يعود ليكمل متابعته بأيام أخر. وعلم ٱلمؤمن بهذا ٱلأمر هو ٱلذى يجعله يعلم بما كُتِبَ عليه ليحدث فى نفسه وعيشه تطورا. وبه يعلم بكبر ٱللّه ٱلذى خلق وسوّى وجعل وهدى. كما يجعله يعلم بما فعله ٱللّه ٱلشّكور بخلقه وهدايته من دون أجر علىۤ أفعاله. لعلّه بما علم يسعىۤ إلى عمل ٱلشكر خلافة للشكور. فيعلم أنّ عمل ٱلشّكر لا يتطلب أجرا ولا مقابلا له كفكِّ رقبة وتحريرها بعفوها من دين يثقل عليها عيشها: "ويسئَلُونَكَ ماذا يُنفِقُونَ قُل ٱلعَفوَ" 219 ٱلبقرة. وكإطعام وكسوة ورعاية ٱليتيم وٱلمسكين وٱلأسير: "ويُطعِمُونَ ٱلطعَامَ على حُبّهِ مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا" 8 ٱلإنسان. فٱلذين يحكمون ٱلطوق على ٱلصيام وٱلإنزال "وعلى ٱلَّذين يُطِيقُونَهُ" هم ٱلذين قدروا على ٱلصيام وٱلإنزال وهم ٱلذين يستطيعون عمل ٱلشكر ويعفون فيفكّون ويحررون ٱلرقاب. وهم ٱلذين يطعمون ٱليتيم وٱلمسكين وٱلأسير. وٱلذين يصنعون فديةَ طعامٍ لمَن يعجزون عن ٱلعمل بسبب علّة فىۤ أجسامهم تسكنهم عنه. وحتى يكون عملهم هذا مستمرّ لا يتوقف على مناسبة بعينها يصنعون له مؤسسات ٱجتماعية تكفله وتتابعه كلّ أيام ٱلسّنة. فهل هذا هو رمضان ٱلمسلمين ٱلبخاريين وٱلجعفريين؟ وهل قولهم بأفواههم عن شعورهم بجوع وعطش وعرى ٱلفقير يجعلهم يعملون شكرا كما طلب ٱللّه من ءال داوود: "ٱعمَلُوۤا ءَالَ دَاوُودَ شُكرًا وقليل مِّن عِبَادِىَ ٱلشَّكُورُ" 13 سبإ. فحتى عباد ٱللّه ٱلذين يعملون شكرا قليل. فكيف بٱلذين يعبدون فرعون وكهنوته ٱلمجنون ويصومون رمضان بأمر منهم ولا يتفكرون ولا ينظرون ولا ينزّلون؟
#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لسان ولسان
-
كتاب ٱللّه وكتب ٱلناس
-
ٱلطبيعة
-
ٱلتصديق هو توكيد وتوثيق
-
ٱلبِغآء وٱلزِّنى
-
ٱلذبح ٱلحلال وٱللّحم ٱلحلال
-
ٱلإنسان لا يكون إلَٰها من دون ٱللّه
-
لِمَن هو ٱلكتاب؟
-
تعقيب وتوكيد
-
موقف وتعقيب
-
ٱلإنسان خليفة للّه وٱبن له!
-
تعقيب على مقال -ٱلحلال وٱلحرام-
-
ٱلحلال وٱلحرام
-
شيطُ ٱلكهنوت يَقوَى بفعل ٱلجهل
-
ٱلدِّين وٱلديمقراطية
-
ٱلقُرءَان Al Qru-an
-
ٱلفساد فى ٱلأرض
-
ٱلديمقراطية ٱلفيدرالية هى ٱلسبيل إلى ¤
...
-
ٱلشرع وٱلعلم
-
ٱلتشابه
المزيد.....
-
متورطون بقمع وتعذيب المعتقلين.. ضباط من قوات النظام السوري ا
...
-
فيديو.. لحظة اعتقال منفد هجوم -أعياد الميلاد- في ألمانيا
-
ألمانيا.. دعوات لترحيل جماعي للمهاجرين على خلفية مأساة ماغدي
...
-
السعودية تنفذ الإعدام بمواطنين بتهمة خيانة وطنهما وحرّضا آخر
...
-
هجوم ماغديبورغ: مذكرة اعتقال وتهم بالقتل موجهة للمشتبه به
-
مقاومو -طولكرم وجنين- يتصدون لاقتحامات و اعتقالات الإحتلال
-
اللاجئون السودانيون.. مأساة لم ينهها عبور الحدود واللجوء
-
الأمم المتحدة تحذر: شبح المجاعة يهدد 40 مليون شخصًا في غرب أ
...
-
تظاهرات في تل أبيب مطالبة بصفقة للإفراج عن الأسرى
-
الشروق داخل معسكرات النازحين فى السودان.. حكايات الفرار من ا
...
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|