عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 2041 - 2007 / 9 / 17 - 12:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عجبا لشيوخ يعلمون الناس كيفية الاغتسال من الجنابة، بيد أن الجنابة الكبرى تسكنهم من أعلى رأسهم حتى أخمص قدميهم لكنهم لا يفقهون ، الجنابة ترسبت في عقول هؤلاء المرضى منذ أن فتحت عيونهم عند أول سطر من سطور سفر الجهالة، فصارت قرينا لهم في حركاتهم وسكناتهم، كان حري بهم الاغتسال من جناباتهم الكبرى والصغرى والتخلص من شيطان شرورهم قبل التوجه لعامة الناس لإسداء الرشد والنصيحة ....
عجبا لرجال دين راكموا الأموال في المصارف واغتنوا على حساب المستضعفين والمنومة عقولهم، فألفوا قناطير من الكتب تتحدث عن عذاب القبر ويوم النشر وأهوال الحشر والوعد الحق بفتح روما و شجر الغردق الذي سيختفي ورائه اليهود قبل قيام الساعة، فوجدوها تجارة رابحة تذر عليهم الربح الوفير في سوق يعج بملايين المستهلكين من أنصاف البهائم ....
عجبا لرجال دين يدققون في الصلاة والطريقة الصحيحة للتلاوة والركوع والاستقامة في الوقوف، هم لا يعلمون أنهم يصلون كالوثنيين لكنهم لا يفقهون...الصلاة عندهم حركات وتمتمات تعاد بشكل يومي فيصبح صاحبها سجينا لصلاة وثنية، بيد أن الصلاة الحقيقية هي استرخاء الروح و مناجات نابعة من الأعماق أيا كانت العبارات والحركات وأيا كان وقتها ، قد تكون صامتة لكنها معبرة ومقبولة ...
عجبا لهؤلاء الذين يطلون علينا من نوافذ رمضان بوجوههم الحالكة ليذكروننا بأهمية الشهر الفضيل وقدسية ليلة القدر وكيف يأمر الله ملائكته الغلاظ الشداد بتكبيل كبار الأبالسة "المردة" بالأغلال والأصفاد، فلا سلطة لهم على عباد الله القوامين الصوامين ، كان حريا بالله أن يكبلهم هم بأصفاده و سلاسله ويزج بهم في أقبية مظلمة ليس في شهر رمضان فحسب بل طيلة أشهر السنة....
عجبا لعمائم تزين لشباب الأمة طريق الشر فيملئون قلوبهم بالحقد الأعمى وببغض كل من لا يسير على صراطهم المستقيم .
عجبا لشيوخ لا يملون من تحذير الناس من غواية الشيطان وحبائله بيد أنهم الشياطين ولكنهم لا يعلمون...
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟