|
قناة الشرقية انموذجاً للاعلام السياسي المشبوه والمزيف
علي جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 2040 - 2007 / 9 / 16 - 01:07
المحور:
الصحافة والاعلام
الحديث عن وسائل الاعلام ودروها في صناعة رأي عام موحد ينسجم مع دوافعها واهدافها الاستراتيجية يكون شائكاً ومعقداً ويحتاج الى دراسة ورؤية تحليلة دقيقة ،لكن عندما يركز الحديث عن قناة فضائية واحدة ومعينة يكون اسهل وابسط لاسيما اذا كانت تلك القناة تتبنى مشروعاً طائفياً مقيتاً وتعتمد على مصادر تمويل مشبوه ومعادية للعملية السياسية في العراق.. فقناة الشرقية التي تدعي انها عراقية تستحق من جميع المثقفين والاعلاميين من الذين ينظرون الى القضية العراقية من منظور اوسع واشمل ان يقفون على حقيقة الاخبار والمواضيع التي تحاول هذه القناة بثها والتي تكشف عن مدى حقدها الدفين على الشعب العراقي وحكومته المنتخبة من خلال اتباعها اسلوباً استخباراتياً في التعاطي مع المعلومة وتناقلها بل تكاد هذه القناة تنفرد في اسلوب قلب الخبر وتزيفه وتمريره عبر نشراتها الاخبارية او شريط السبتايتل الذي يظهر في اسفل الشاشة . لوتابعنا التغطية الاخبارية لهذه القناة وحللناها بشكل موضوعي وحيادي ودون اية مزايدات سياسية نجد انها اصبحت وسيلة رخيصة بيد جهات وانظمة اجنبية تسعى من خلالها الى تقويض التجربة الديمقراطية واعادة العراق الى النظام الشمولي الدكتاتوري التسلطي ،وسياستها الاعلامية واضحة لدى الجميع فبالاضافة الى طائفيتها المقيتة فانها تحمل نفساً بعثياً وقومياًً واضحاً وهذه القناة تحاول اللحاق بركب قناة الجزيرة القطرية باتباعها اسلوباً مشابهاً لها والقائم على نظرية "خالف تعرف" بحيث انها تحاول ان تتميز عن القنوات الاخرى ليس من خلال الصنعة الاعلامية الرصينة ولامن خلال طرح المواضيع بمهنية وحيادية كما تفعل المؤسسات الاعلامية الضخمة مثل الـ"BBC" اوالـ"CNN" بل انها سارت بمنحى قناة الجزيرة بتزيف الخبر وتشويهه بشكل يجعل المتلقي امام اشكالية جدلية وتضعه امام احجية يصعب فك رموزها الاعبر ماتقدمه من اخبار تحليلة مدسوسة ومبرمجة بشكل يجعل الرأي العام يصب في صالح اجندتها المشبوهة. تهمة هذه القناة بانها بعثية وطائفية لم تاتي عن فراغ انما اتت من خلال تشخيص المتلقي لطبيعة تعملها مع الوضع العراقي الراهن وكيفية تسيسها للاخبار والبرامج التي تقدمها سواء كانت تلك البرامج سياسية او ترفيهية او اجتماعية بل حتى رياضية فالفوز الكبير الذي حققه المنتخب العراقي يستحق وبجدارة هذه الهالة الاعلامية الكبيرة لانه تحقق رغم ظروف صعبة جداً وجاء في وقت مناسب من اجل توحيد كلمة الشعب العراقي تحت مظلة واحدة اسمها العراق ،الا ان قناة الشرقة حولت فرحت الفوز الى حزن وهم من خلال استغلال الفوز وتسخيره لصالح اهدافها المتعددة وبدلاً من ان تقول ان هذا الفوز هو ثمرة الديمقراطية التي منحت للشعب العراقي وللاعبين الذين لم تعد هناك سياط تضرب على جلودهم ولاتحلق رؤوسهم اذا خسروا اية مبارة كما كان يفعل ابن الطاغية الذي تتباكى عليه الشرقية بل انها حرصت على وضع عبارة "قوميون" ولااعرف ماذا يقصدون بهذه العبارة التي من المفروض ان تكون"عراقيون" المهم ان الحديث عن الاساليب التلاعبية التي تسخدمها هذه القناة كثيرة وطويلة . وكذلك بالنسبة لتغطياتها لخبر استشهاد محافظي الديوانية والسماوة والتي سعت خلالها الى زرع الفتنة والتفرقة بين ابناء الشعب الواحد من خلال التركيز على موضوع الخلاف بين المجلس الاعلى الاسلامي والتيار الصدراللذان ينضويان في قائمة واحدة في اشارة منها الى ان اغتيالهما جاء بتخطيط مسبق من التيار الصدر لجر الطرفين الى صراع داخلي وهذا ينطبق ايضاً على احداث كربلاء التي اصبحت مادة دسمة لهذه القناة ذات النفس البعثي الواضح. وهذا الكلام ليس جديد على المتتبعيين لتغطيات الشرقية فالجميع يعرف بانها قناة بعثية قومية طائفية لكن الجديد في هذه القناة هو محاولتها تقليد الجزيرة الى درجة انها اصبحت قناة ارهابية تابعة لتنظيم القاعدة مع الاقرار بانها تفوقت على الجزيرة في هذا الجانب، والمتتبع لتغطياتها لاستشهاد رئيس مجلس صحوة الانبار الشيخ عبد الستار ابو ريشة يستطيع تشخيص ذلك بسهولة ،فالعلاقة الاستراتيجة بين ابوريشة وحكومة المالكي علاقة متينة وقوية ولاينكرها احد لان مجلس صحوة الانبار استطاع ان يهزم القاعدة في الانبار ويطهر المحافظة من براثيمهم وعُممت تجربته على محافظات سنية اخرى وهذا كله يصب في مصلحة المالكي وحكومته فلماذا تحاول الشرقية ومن خلالها سمومها اليومية ان ترمي بتهمة اغتيال ابوريشة على الحكومة سواء فيما تقدمه بنشراتها الاخبارية او من شريط السبتايتل.. فنجدها تنقل اخبار تفتقر الى العناصر الرئيسة لصناعة الخبر فانها لاتشير الى مصدر الخبر ولا الى توقيته ولا كيف وقعت احداث الخبر فمثلاُ الشرقية عمدت الى بث هذا الخبر "ابو ريشة قبل موته بايام يبعث الى المالكي رسالة شفوية يطلب منه عدم السماح لانتشار النفوذ الايراني " وخبر اخرللشرقية " العلاقة بين المالكي وابوريشة تدهورت في الايام القلية قبل وفاته" وخبر اخر" ابوريشة رفض طلب المالكي بترشيح وزراء سنة بدلاً عن وزراء جبهة التوافق واعتبر هذا الموضوع خيانة وطنية" وغيرها من الاخبار التي تحاول الشرقية من خلالها ان تعكس وجود خلاف بين الحكومة العراقية وبين مجلس صحوة الانبار وبالتالي يضعف الشراكة الاستراتيجة بين الحكومة والعشائر العراقية مما يصب في مصلحة تنظيم القاعدة الذي ينتظر الفرصة المؤاتية التي تصنعها الشرقة وغيرها من القنوات المدسوسة من اجل اعادة فرض سيطرتها على ارض الواقع في محافظة الانبار والمحافظات السنية الاخرى . الشرقية ومن خلال تغطيتها تلك كشفت للجميع بانها قناة تحلق خارج السرب فتنظيم القاعدة اعلن مسؤوليته عن الجريمة التي جاءت بتخطيط دقيق من مخابرات عربية تدرك مدى خطورة ابوريشة على تحقيق اهدافها وتطلعاتها في العراق مما يبرئ الحكومة من تهمة الشرقية المفبركة ،كما ان عشائر الانبار والشعب العراقي ليسوا سذجاً حتى تمررعليهم تلك الاكاذيب فالعراق كله يعرف من وراء اغتيال ابوريشة ومن له مصلحة في موته ، ان من اغتال ابوريشة ليست الحكومة كما تريد الشرقية ان تعكس ولاابناء العشائر الوطنية بل جهات احزنها كثيراً زيارة الرئيس الامريكي جورج بوش لمحافظة الانبار واتخاذه من ابوريشة مثلاً للرجل القوي الذي يمثل الثقل الحقيقي للسنة وليست شخصيات سياسية تتخذ من عواصم دول الجوار ملاذاً لها وتبث سمومها الطائفية لتمزيق وحدة الصف العراقي ولها علاقات مشبوهة مع القاعدة ، كما ان من اغتال ابوريشة القنوات الفضائية المسمومة مثل الشرقية التي لاطالما سعت الى النيل من مجلس انقاذ الانبار وقللت من اهمية نخوته العشائرية . لذلك ينبغي على الحكومة العراقية ان تدركة خطورة هذه القناة في تعاملها مع الملف العراقي وعليها تقع مسؤولية محاسبتها واغلاق مكاتبها وعدم التعامل معها باي شكل من الاشكال ومنع اعطائها اية اعلانات حكومية لانها تستثمر اجور هذه الاعلانات لتمويل مشاريعها البعثية الهدامة فيكفي ماتحصل عليه هذه القناة من تمويل سعودي بعثي لافشال التجربة الديمقراطية العراقية .
#علي_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشعر العربي مازال يبحث عن اميرهِ والشاعرحازم التميمي لم ينص
...
-
اسباب نشاة الارهاب في العراق ومصادر تمويله
-
جبهة المعتدلين لان تتخطى التحديات والمصاعب التي تنتظرها دون
...
-
رغد صدام و بنازير بوتو تطلعات وهمية لعودة السلطة الضائعة
-
عراق الصراع والمصالحة تجربة جديدة للحوار المتمدن لدعم المصال
...
-
الانظمة الدكتاتورية وجوه لعملة واحدة....النظام الليبي انموذج
...
-
الديمقراطية في العراق تجربة تحتاج الى فهم وادراك وممارسة
-
هل اصبحت كتلة المعتدلين ضرورة سياسية لالغاء المحاصصة الطائفي
...
-
تحديات المالكي وفرصته التاريخية لتشكيل حكومة جديدة قائمة على
...
-
فضيحة دار الحنان لشديدي العوق بين الحقيقة والوهم
-
ليس بالانقلابات والاصطفافات السياسية الضيقة يبنى العراق
-
نقطة ضوء على القضاء العراقي الدساتير والقوانين وحدها لاتكفي
...
-
الحوار المتمدن في كتاب شهري ........العلمانية مطلباً وضرورة
-
من وراء تفجير جسر ديالى........؟
-
نشوة اللذه
المزيد.....
-
معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
-
ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
-
المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد
...
-
-كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر
...
-
نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
-
التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|