أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - حماس وفتح وأخطاء السلطة














المزيد.....

حماس وفتح وأخطاء السلطة


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 2040 - 2007 / 9 / 16 - 10:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعد أن سيطرت حركة فتح على منظمة التحرير الفلسطينية وقادت الثورة بمراحلها النضالية ، وهي تعيش حالة من الغرور اللامحدود بما إنها سيطرت على القرار والمال ووجدت حولها جيوش من أهل النفاق والشقاق الذين لا يجيدون سوي لغة وهتاف ( عاش الملك مات الملك) ، هذه الجيوش التي تعتبر بعرف السياسة بذور غرست علي وجه الأرض تطير مع هبوب أول زوبعة أو عاصفة سياسية تعترض هذه الحزب ولا يتبق منها سوي البذور المتماسكة والمتثبتة بالأرض بجذور الانتماء والإخلاص ، وهذا ما حدث مع حركة فتح منذ أن بسطت سيطرتها على قطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية حيث وجدت حولها جيشاً من هؤلاء فأخذتها أشكال الانخداع وأصابها الغرور والعلو والتعالي ، وأصبحت النظرة الفوقية سمة لقيادتها ومراكز القرار بها وعم الفساد ,أصبح نهجا وطريقا لحركة فتح ، وصاحبه الظلم والاضطهاد ، متناسية أن هناك مجهر شعبي وجماهيري يدون بذاكرته كل شيء ولا ينسي ، ينتظر الفرصة المناسبة للانقضاض والثأر بصمت وهدوء ، وهو ما حدث فعلاً في الانتخابات الديمقراطية التي كانت بمثابة العقاب لحركة فتح ورموز الفساد فيها .
إن نتائج الانتخابات لم تأت اعتباطا وعفويا بل كانت نتائج لمقدمات عديدة ورسائل لم تستطع حركة فتح قراءتها والتمعن بها متوهمة بجيش أهل النفاق الذين حولها ، هذه الرسائل التي كانت ترسل لفتح وقادتها سواء بشكل عفوي أو منظم كان يتم الرد عليها بشكل مهين حيث كان يفرض علي شعبنا رموز لا تتمتع سوي بلقب حرامي أو فاسد وكأن فتح تريد أن تقول لشعبنا أذهبوا للجحيم فها هم القادة شئتم أم أبيتم ، ففرضتهم علينا بالوزارات كمدراء ووزراء ، وبالمجلس التشريعي كنواب ، وبقيادات المؤسسات ، وبقيادات الأقاليم وبكل مكان يمكن أن يرجي منه إصلاح ، وما النتيجة؟
سقطت فتح تحت غضب الناخبين وطارت من تربتها البذور مع أول عاصفة استبدال لمواقع القوة والمال والقرار ، وتلاشت جيوش أهل النفاق ، وانتقلت لحركة حماس التي بدورها حققت جماهيرية عريضة ، وسيطرت على عاطفة شعبنا ببرنامجها المقاوم وبرامجها الاجتماعية والسياسية مستفيدة من أخطاء حركة فتح وغياب القوي الأخرى التي ارتضت دور الكومبارس أو التابع .
ولكن ومنذ أن فازت حركة حماس وسيطرت على مقاليد السلطة وأصبحت بموقع الحزب الحاكم لم تدرك هي الأخرى إنها أصبحت تحت المجهر الشعبي والجماهيري ، بل أصابها الغرور الذي أصاب من سبقها فبدأت تهرب إلي الأمام وتمارس أخطاء لا يقال عنها بالعرف السياسي سوي أخطاء ساذجة رغم جيش المستشارين الذين يبدو إنهم تناسوا أن موقع المسؤولية والقيادة يختلف عن موقع الجمعيات الخيرية والحزبية ، ورغم محاولاتهم استغلال حالة الحصار التي يعيش فيها شعبنا الفلسطيني وتسخير هذا الحصار لصالحهم واستغلال عاطفة شعبنا ، إلا أن ممارساتهم على الأرض تؤكد أن الأخطاء واحدة مع اختلاف الأشكال والأدوار ومارست حماس ما مارسته فتح مع إضفاء العنف له ، وهذا ما أكدته مشاهد صلاة الجمعة الأخيرة والوقائع علي الأرض وخاصة فيما يتعلق بالتعذيب الممارس في معتقلات ومعسكرات القوة التنفيذية ، وتصرفات أفراد القسام ، وجميعها مؤشرات بدأت تعيد للأذهان مؤشر البوصلة للإتجاه المعاكس ، وتقلب الصورة ، لصالح الطرف الأخر وربما من شاهد صلاة الجمعة الأولي من شهر رمضان التي حددت لها فصائل م.ت.ف مساجد معينة ورأي حجم المصلين بها وحجم المصلين بالمساجد المحسوبة علي حماس أدرك أن شعبنا بدأ يُعد العدة للانقضاض على حركة حماس ، وبدأ يرسل لهم نفس الرسائل التي كان يرسلها لحركة فتح ولم تفهمها وتستوعبها .
والمثال الحي الذي رأيته بأم عيني هو في صلاة الجمعة الأولي من شهر رمضان حيث أن المسجد الذي كنت دائم الصلاة فيه كان لا يؤمه أكثر من خمسمائة مصلي بأكثر الأحوال ، ولكني تفاجأت عندما ذهبت ولم أجد مكانا لقدم في المسجد بل وفي الشارع المحاذي له وهو ما أثار حفيظتي للتساؤل عن السبب فعرفت أنه أحد المساجد التي تمت الدعوة للصلاة فيها من فصائل م.ت . ف
فهل نجحت حركة حماس بإعادة الجماهير لفتح ما قبل أوسلو ؟ وهل فهمت حماس وقيادتها الرسالة من شعبها وجماهيرها ؟ وهل تتعلم فصائل م.ت.ف عامة وحركة فتح خاصة من هذه الحالة الجماهيرية وتدرك أن شعبنا حي لا يموت ؟ ولا تسوقه عصا ولا أموال ؟ وهل يدرك هؤلاء أن الجماهير هي من تقول كلمتها في النهاية وإنها حية لا تموت؟
جلها أسئلة المتوقع أن تجيب عليها أحزابنا في قادم الأيام ، ولكن لا أري أن هناك من يفهم ويستوعب هذه الرسائل ، فالجميع تقوقع خلف حزبه ومطامعه الشخصية وجعل الجماهير أداة خادمة للفصيل أو للحزب ، وستبقي العصا مشرعه تهوي علي جماجم الجماهير ، والوطن ينزف ......
سامي الأخرس
16/9/2007



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقراء الجبهه الشعبية وطاحونة الفساد
- ماذا لو اعتقلت وأنا مع زوجتي وابني
- قمة طهران وتوقيت تعليق عضوية الجبهة الشعبية في هيئة منظمة ال ...
- هل تغرق سفينة حماس ببحر غزة؟
- ضرائب الضفة للرواتب والخدمات وضرائب غزة للسلاح والأعراس الجم ...
- إن كان التطرف دينكم فالتسامح عقيدتنا
- أين أبي
- عقول ساسة العراق وأقدام اللاعبين
- رساله إلي الرفيق عبد الرحيم ملوح
- مشاهد إعلامية حذاء هنية قضية وطنية
- السلطة التشريعية الفلسطينية بغيبوبة قاتله
- عبدالباري عطوان أدعوك للاستماع لقصيدة أريد أبي
- من الشرعي ومن اللاشرعي
- استبشروا خيراً الوطن بخير
- كيف ستنهض فتح وهي اشلاء ممزقة؟
- لا تقتلوا أطفالنا جوعاً
- من يسقط أولاً غزة أم الضفة؟
- لسنا جبناء ولكن ابناء وطن واحد اسمه فلسطين
- هل نحن العرب بشر؟!
- وماذا بعد يا فلسطين؟


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - حماس وفتح وأخطاء السلطة