حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 2039 - 2007 / 9 / 15 - 06:57
المحور:
المجتمع المدني
الصراعات في العالم العربي أكثر من الحصر، علي مستوي الأنظمة والعصبيات العرقية والقبلية والطائفية وكذلك الأفراد. الأنظمة في حالة خصام دائم مع معارضيها، حالة تربص مستمر، متواصل، عدم اعتراف متبادل، تشكيك في شرعية البقاء والرغبة في السلطة. العصبيات العرقية والقبلية والطائفية تغتال مدناً بأكملها في العراق وفلسطين ولبنان والصومال، لا تنجو منها نجوع وتخوم صعيد مصر وجبال الجزائر. الأفراد تحت عباءة رجال الأعمال، أي أعمال، أو بدونها، يريدون السطوة والهيلمان، علي السوق، علي الشارع، علي الجيران، علي النادي، علي الملعب، علي كل شيء، علي أي شيء.
الكل متحفز، مستنفر، رافض، ناقم، لا يري سوي ذاته، أجدر بالاستمرار، بالاستحواذ، الرغبة لابد أن تدعمها القوة، الميليشيات، سلطة الدولة خارج الحساب، أحياناً أضعف من فرض القانون، من تنفيذه، علي القوي. ميليشيات علي كل لون، تفرض أمراً واقعاً، بوضع اليد، تحتل أراضٍ، بقدر ما تطول، في غزة، لبنان، العراق، وغيرها وغيرها. الأنظمة أيضاً لها ميليشياتها، تغطيها بمسميات قانونية، أمن مركزي، شرطة، حرس جمهوري، واجبها الأوحد الحفاظ علي النظام، لا المواطن. في التجمعات القبلية يعلو مفهوم العزوة، بكثرة العدد، بالسلاح، السيطرة للأشد بأساً، من يأخذ بالثأر، من يخيف، من يرعب، لا قانون ولا غيره، القانون الأوحد في القوة والأمر الواقع.
حتي الأفراد ابتدعوا البودي جارد، للبلطجة مسمياتها القانونية، مهنة جديدة، بها يزعمون المركز الاجتماعي، انحصر فيها، مثل السيارات ذات الدفع الرباعي، ولو علي الطرق الناعمة. البودي جارد أحاداً وعشرات، يرافقون رجال ما سميت أعمال، أياً كانت، يسيرون وراء لاعبي الكرة والفنانين والراقصات وبعض المهن ولو كانت حكومية. البلطجية في صورتهم القديمة اختفوا، ارتدوا بذلة سوداء ورباط عنق، بنطلون جينز وفانلة ضيقة، حسب المناسبة، عليهم تسلط الأضواء، المعني واضح، لا قانون إلا ما يرونه ويطبقونه، بأيديهم وأرجلهم وأسنانهم.
الميليشيات، نمط حياة، بدونها يستحيل البقاء، التنفس، الكلام، هي اللسان والأذرع والأرجل، ولو كان التفتت آخر المآل، عندي ميليشيا، إذن أنا موجود، ولو لبعض الوقت،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟