أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - المرأة مثل الإعلان تجدد نفسها بالتكرار














المزيد.....

المرأة مثل الإعلان تجدد نفسها بالتكرار


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2039 - 2007 / 9 / 15 - 12:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هذه مقولة : ول ديورانت, صاحب كتاب قصة الفلسفة , وصاحب المشروع الكبير لقصة الحضارة في أربعين مجلد.

ولم تكن هذه المقولة تعبر عن المرأة في كافة العصور وإنما هي خاصة بعصر النهظة الأوروبية ولم تكن المرأة قبل عصر النهظة الأوروبية تجدد حياتها وجمالها بالتكرار إلاّ على صعيد فردي لبعض النساء في العالم وكان من بينهن كليو بترا التي أعجب بها الكبار والصغار والفنانون والمحاربون والفلاسفة والشعراء والوثنييون والكهنة على إختلاف ثقافاتهم جميعا.

وكانت كليو بترا تلبس في كل يوم ثوبا جديدا حتى يتخيل للناس والمعجبين أنها ليست كليو بترا بل إمرأة جديدة غيرها وبذلك كانت كليو بترا مثل الإعلان التجاري تجدد حياتها بالتكرار.

وقبل كليو بترا كانت المرأة تتشبه بالطبيعة من حيث عدد أيام عودة الدورة الشهرية وإكتمالها بما يقارب 28-31-يوم وهي نفسها المسافة التي يقطعها القمر حتى يصبح بدرا وبغظ النظر عن التفاصيل لكل زمن دولة ورجال وكذلك لكل زمن إمرأة ذات مظهر جديد للجمال .

وحين كانت المرأة متشابهة مع الطبيعة كانت مخيفة ومرعبة لأن الطبيعة حليفتها مخيفة ومرعبة مثل الزلازل والبراكين والكوارث ولا ننسى القول أن المرأة أيضا تتشابه في المواصفات مع الأرض الأم فأقدم إسم للأرض هو : ماما - ننخرساج -على إعتبار أن الأرض تنتج المزروعات والمرأة تنتج نوع الإنسان ....إلخ

وكان قديما بعد هذا العصر الأمومي عصر جديد حكم به الرجال مجتمع النساء وإنقلبوا عليه وتغيرت مواصفات المرأة فلم تعد متشابهة مع الطبيعة وإنما خاضعة لها لأن الطبيعة خلقها إله ذكرا وليس إله أنثى وبالتالي تغيرت نظرة المجتمع للمرأة ولم تعد خالقة بل مخلوقة مثلها مثل الذي تخلقه هي من رحمها والغريب بالموضوع أن المرأة تخلق بفعل الرحم ومن ثم تصدق أنها لم تخلق بل أن الإله الذكر هو الذي خلق.

وكما قلنا سابقا لكل زمان دولة ورجال ولكل زمان أيضا مقاييس مختلفة للجمال وأصبحت المرأة الجميلة هي المرأة الشديدة الحياء التي تتحدث دون أن ترفع صوتها على صوت الرجل حتى وإن إبتزها جنسيا وعاطفيا وبالتالي فإن المرأة الجميلة هي الخجولة جدا جدا وقد إكتسبت المرأة هذا المفهوم من خلال تعميم قوانين مجتمع الرجال الذي إنقلب على مجتمعات النساء وفرض على المرأة الجلوس في المنازل منعا لها من إشتراكها بالإنتاج والغزو والحرب لأسباب منها أن المرأة منعت من مزاولة مهنة الحرب لأن فتحة أرجلها تفتح بزاوية منفرجة تقدر ب 60 ستين درجة وهذا يجعل من خطواتها خطوات تباعدية لا تساعدها على الركض والهرولة بعكس الرجل الذي تبلغ فتحة الورك عنده 30درجة مما يساعد الذكر على الركض بعكس المرأة التي تبدو خطواتها تباعدية قياسا مع خطوات الذكر التي تبدو من خلال ضيق الحوض عنده أن خطواته تقاربية جدا وهذا ساعد على تأسيس مجتمع الصيادين الذي إنبثق عنه مجتمع المحاربين والفرسان.

وكانت المرأة على مدار التاريخ تخسر المعركة في نفس الوقت الذي من المفترض أن تنتصر به على مجتمع الرجال .

ومع مرور الزمن ودخول المجتمع المدني الحديث تغيرت النظرة للمرأة من حيث تغيرت أساليب الإنتاج فلم تعد اليوم المرأة الجميلة يتمثل جمالها بدعتها وصبرها وخجلها وطولة بالها بل أصبحت هذه المواصفات مثار إستهتار المجتمع المدني بها وهذه المواصفات هي التي يبقى بقاؤها قاهرا للمرأة وشخصيتها لقد أصبحت المرأة اليوم مثل الإعلان تجدد حياتها بالتكرار.
نعم : المرأة تجدد حياتها بالتكرار والتي لا تستطيع أن تكرر نفسها وتعيد إنتاج ذاتها من جديد ستبقى بنظر الرجل والمجتمع بنية قديمة وهشة والشاب المتحضر لا يستطيع أن يبقى مرتبطا بإمرأة تتصرف كما كانت تتصرف جدته مع جده .
والمرأة التي لا تغير مظهرها كل يوم تكاد أن تشعرك بالتقزز وأنت تنظر إليها والمرأة التي لا تلبس ثوبا جديدا تبقى إلى الأبد في داخل جسمها دماء فاسدة في جسد حي ويقظ.

ويجب على المرأة أن تكرر نفسها مثل الدعاية والإعلان بالتكرار وبهذا فهي تجعلني أشعر وكأنني آكل ثمرا جديدا وأشرب ماءا جديدا وألبس ثوبا جديدا وهي في النهاية حتما سوف تعمل على تغيير حياتي من الداخل إذا هي إستمرت بتغيير نفسها من الخارج .
النظرة الجديدة تخلق في النفس شيئا جديدا وتجديد حياتنا يجب أن يستمر ليس على سبيل المرأة فحسب وإنما على صعيد الثقافة والشعر والأدب والحياة والفن التشكيلي بكل مذاهبه التعبيرية .
يجب أن نجدد حياتنا ويجب على الأزواج أن يطلبوا من نسائهم أن يجددن ثيابهن وحالهن وتسريحات شعرهن فإن لم يفعلن ذلك سوف تستحيل بيوتهن إلى بيوت كبيرة من الخردوات والعتق القديمة والربش والنفايات القديمة .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البروتستنت والكاثوليك 1
- مأساة برونو : الدين للناس والإلحاد للعلماء 1548-1600م
- حياتنا كعرب
- المرأة تعادي المرأة
- مدينة بلا حب
- الحب النقدي
- رسالة من إمرأة مثلها مثله1
- الملك حسين رجل كبير في بلد صغير
- حياتنا العامة أحيانا ليس لها علاقة بالسياسة
- العلمانية والداروينية هي الحل
- من ذكريات عامل في الريف والمدينة
- أحبيني
- العرب وإسرائيل؟
- أمسية مظفر النواب
- أخطاء في الإقتصاد الإسلامي
- المثقف العربي والإستعمار
- إستحالة فكرة الدولة القومية العربية
- المعارضة السياسية في الأردن
- أحبوننا مرة واحدة
- لوعة قلب على بحر الرمل


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - المرأة مثل الإعلان تجدد نفسها بالتكرار