|
قراءة في كتاب -اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة-
عمار ديوب
الحوار المتمدن-العدد: 2039 - 2007 / 9 / 15 - 12:27
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
قِيل الكثير في موضوع اللوبي الإسرائيلي ، عن قوته ، وسيطرته على السياسة الأمريكية ، خضوع الأخيرة لمخططاته في المنطقة العربية ، وفي هذا الكتاب يتعرض الكاتبان لهذا الموضوع من وجهة نظر المصالح الأمريكية .. ينقسم هذا الكتاب إلى قسمين رئيسيين ، فيهما عناوين فرعية ، عنوان الفصل الأول المحسن العظيم :يرى الكاتبان أن إسرائيل تعتبر المتلقي الأكبر للمساعدات الاقتصادية والعسكرية والأمريكية المباشرة السنوية منذ تأسيسها وقد اشتدت بعد حرب تشرين عام 1973 و بلغ إجمالي المساعدات الأمريكية ما يزيد عن 140 مليار دولار حتى العام 2003. كما أنها الدولة الوحيدة الذي لا يتوجب عليها تقديم كشف حساب عن كيفية إنفاق تلك المساعدات. وأنها تحصل على معلومات استخباراتية تُحظّر على حلفاء أمريكا في حلف الناتو وتغض أمريكا كذلك الطرف عن حيازة إسرائيل أسلحة نووية.وهي تحظى بالتأييد الدبلوماسي الراسخ ، وأن أمريكا منذ العام 1982 نقضت أثنين وثلاثين قراراً صادراً عن مجلس الأمن الدولي ينتقد إسرائيل ، وللمفارقة أن هذا الرقم يفوق ما نقضه أعضاء مجلس الأمن الدولي مجتمعين؟.. في عنوان فرعي "التزام استراتيجي": يحلل فيه الكاتبان هذا الالتزام بين أمريكا وإسرائيل ، ويؤكدا أنه ربما كان لإسرائيل منفعة إستراتيجية خلال الحرب الباردة حيث قدمت لأمريكا معلومات مهمة عن قدرات العسكرية السوفيتية ، إلا أنها عقّدت علاقات أمريكا بالعام العربي والإسلامي.حيث أن مساعدات أمريكا لإسرائيل بلغت عام (1973) 2,2 مليار دولار وهو ما دفع منظمة أوبك لفرض حظر نفطي سبّب أضراراً بمليارات الدولارات في الاقتصاديات الأوربية والأمريكية .. أما في حرب الخليج الأولى 1990- 1991 فقد تحولت إسرائيل إلى عبء استراتيجي ولم تستطع أمريكا استخدام القواعد الإسرائيلية وتكرر الأمر نفسه في غزو أمريكا عام 2003 رغم حماس إسرائيل المنقطع النظير لمهاجمة العراق. ويضيفان أن الدعم غير المشروط الذي تقدمه أمريكا لإسرائيل هو ما يسهّل الأمور على حشد التأييد الشعبي وجذب المتطوعين للمنظمات "المتطرفة" من أمثال حماس وحزب الله. يشير الكاتبان كذلك أن كثيراً من النخب الأوربية من برلمانيين وعلماء ومثقفين ومناهضين للحرب تعتبر أن تأييد إسرائيل معيب اخلاقياً ويشكل عائقاً أمام الحرب على الإرهاب . ثم يستعرض الكاتبان مجموعة الحجج الأخلاقية المستخدمة لمساعدة إسرائيل: الحجة الأولى :إن إسرائيل دولة ضعيفة ومحاطة بالأعداء . يفندها الكاتبان بالقول أن لدى الصهاينة قوات عسكرية وعتاد أفضل وتعتبر إسرائيل القوة العسكرية الأولى في الشرق الأوسط ، وهي الوحيدة التي تمتلك سلاحاً نووياً . أما الحجة الثانية: أن إسرائيل شريك في الديمقراطية المحاطة بالديكتاتوريات ، فيرد الكاتبان إن أمريكا أطاحت بحكومات ديمقراطية كثيرة وأهمها حكومة تشيلي عام(1973) ودعمت الديكتاتوريات في أمريكا اللاتينية وغيرها ، ثم أن إسرائيل ليست نظام ديمقراطي بل أنشئت كدولة يهودية وتأسست فيها المواطنة على مبدأ قرابة الدم.. وهناك حجة ثالثة : هي دعم إسرائيل لتعويضها عن جرائم عانى منها اليهود. يعلق الكاتبان إن رفض معاناة اليهود كان بإنشاء إسرائيل عبر جرائم ومجازر وتهجير طالت طرفاً بريئاً هم الفلسطينيون .. الحجة الرابعة : أن دعم إسرائيل ضروري لأن تصرفاتها أكثر أخلاقية من تصرفات العرب، يرى الكاتبان أن إسرائيل أنشئت عبر أعمال تطهير عرقي صريح ونفذت إعدامات ومذابح واغتصابات وكلها مدونة ومعروفة وقد طالت الفلسطينيين واللبنانيين والمصريين والسوريين والأردنيين وغيرهم.. أما الفصل الثاني فعنوانه اللوبي الإسرائيلي : يعرفه الكاتبان بأنه ائتلاف واسع من الأفراد والمنظمات ، يعمل على صياغة السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية في اتجاه مُوالٍ لإسرائيل . ودعم المرشحين للمناصب التنفيذية وجمع التبرعات المالية ودعم المنظمات الموالية لإسرائيل .. و يتضمن اللوبي كذلك مسيحيين إنجيليين بارزين يؤمنون بأن ولادة إسرائيل الثانية هي جزء من نبوءة توراتية ويعتقدون أن الضغط على إسرائيل يخالف الإرادة الإلهية. ثم يحدد الكاتبان استراتيجيات نجاح اللوبي اليهودي في قضيتين اثنتين: أولاً: يمارس اللوبي ضغطاً بارزاً على مجلس النواب والشيوخ وعلى السلطة التنفيذية لتأييد إسرائيل .. ثانياً: يعمل اللوبي على تثبيت خطاب أمريكي عام يظهر إسرائيل بصورة إيجابية ويسيطر على وسائل الإعلام من اجل السيطرة على الوعي الأمريكي.. ويستطرد الكاتبان أن اللوبي يخلق منظمات صهيونية تتدخل بفعالية كبيرة في كافة المؤسسات الأمريكية ومن أشهرها منظمة "الآيباك" . و أن القوى الموالية لإسرائيل تسيطر على مجالس الخبراء التي لها دور أساسي في السياسات الأمريكية ، وتعتمد أحادية التفكير في تأييدها المطلق لإسرائيل ومن أهمها معهد المشروع الأمريكي Aeiِِ ومعهد بروكينغر ومركز السياسات الأمنية ومعهد أبحاث السياسة الخارجية والمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي.. للوبي كذلك دور في قمع المؤسسات الأكاديمية حيث ضاعفت الآيباك أكثر من ثلاث مرات نفقاتها على برامج مراقبة نشاطات الجامعات . يؤكد الكاتبان أيضاً أن أبرز تهمة يستخدمها اللوبي هي معاداة السامية : حيث أن كل من ينتقد أقوال إسرائيل أو المجموعات الموالية لإسرائيل يعتبر معادياً للسامية ، والتهمة بمثابة سياسة عامة لدى اللوبي في أمريكا وأوربا وإسرائيل.. في عنوان جانبي " الذيل الذي يهز أمريكا " يشبه الكاتبان اللوبي بالذيل والكلب هي الإدارة الأمريكية فيؤكدان أن تأثير اللوبي لا يقتصر على تأمين المساعدات الاقتصادية بل وصياغة العناصر الجوهرية في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط وإقناع القادة الأمريكيين بتأييد إسرائيل في قمعها المتواصل للفلسطينيين .. و يؤكد الكاتبان أن زمرة من المحافظين الجدد وثيقي الصلة مع الليكود الإسرائيلي كانوا القوة الدافعة الرئيسية للحرب على العراق وذلك من أجل حماية أمن إسرائيل بالدرجة الأولى وإبقائها القوة الإقليمية الأولى في المنطقة العربية. وتكليف المخططين العسكريين في أمريكا لإعداد خطط ملموسة لغزو العراق بعد أحداث أيلول مباشرةً. وهنا يستنتج الكاتبان أنه لولا جهود اللوبي ، لما كان قيام الولايات المتحدة الأمريكية بشن الحرب في 2003 أمراً مرجحاً.. أحلام التغيير الإقليمي: في هذا الجزء يؤكد الكاتبان أن الحرب على العراق كانت الخطوة الأولى في الإستراتيجية الأمريكية من اجل إعادة ترتيب الشرق الأوسط . ويستطردا أن سياسة "إبقاء توازن القوى المحلية متعادلة" لم تعد تكفي ، وكذلك سياسة" الاحتواء المزدوج " التي تعتمد على تمركز قوات أساسية في المنطقة وضرب قوى المنطقة ببعضها ، ولذلك أصبح "التدخل الأمريكي مباشراً وملموساً " ففي 1995 فرضت إدارة كلينتون مقاطعة اقتصادية لإيران وليبيا ومنعت الشركات أن تستثمر أكثر من أربعين مليون دولار في تطوير الموارد النفطية في هذين البلدين.. مع نهاية التسعينيات صعّد المحافظين الجدد من أجل تغيير النظام العراقي وتحويله إلى بلد ديمقراطي؟ وهذا برأيهم سيؤدي إلى تغيير بعيد المدى في الشرق الأوسط بأكمله وسيكون حكماً لصالح إسرائيل .. مؤلفو الكتاب هم الدكتور جون . جي . ميرشايمر وستيفن .م . والت . ترجمة عماد شيحا ، الناشر دار المركز الثقافي في دمشق ، الطبعة الأولى 2007 ، عدد الصفحات 174..
#عمار_ديوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة في أزمة حركة ناشطو مناهضة العولمة في سوريا
-
الشرط الامبريالي في البنية الاجتماعية المتخلفة
-
عام على الحرب الأمريكية على لبنان
-
المسألة الوطنية والعولمة
-
عصابتان فلسطينيتان ودولة صهيونية عنصرية
-
المشروع الأمريكي في ثلاث عواصم عربية
-
في نقد الديمقراطية والعلمانية عند برهان غليون
-
مشاكل في سلم تصحيح مادة الفلسفة
-
المشروع الأمريكي في نهر البارد
-
قراءة في كتاب ما بعد الحداثة
-
في الدولة العلمانية الديموقراطية
-
نقد بيان ووثيقة تجمع اليسار الماركسي في سوريا
-
انتخابات تحالف الجبهة والمال والعشيرة
-
القرارات الليبرالية قرارات مميتة
-
القومية، العلمانية، الديمقراطية
-
قراءة في كتاب ما الماركسية، تفكيك العقل الأحادي
-
القطري والقومي ومشكلة الهوية السورية
-
المرأة في زمن العولمة
-
الهيمنة البديلة للهيمنة الامبريالية
-
قراءة في كتاب الماركسية والديمقراطية
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|