أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ابراهيم البهرزي - عن الكتابة ايضا ...مشاعية الكتابة غاية الحضارة والتمدن















المزيد.....

عن الكتابة ايضا ...مشاعية الكتابة غاية الحضارة والتمدن


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2039 - 2007 / 9 / 15 - 12:25
المحور: الصحافة والاعلام
    


من المؤسف ان لا اتذكر اسم مؤلف كتاب (دعوة للقراءة)فقد قرات هذا الكتاب منذ عهد بعيد ,وتحديدا مذ كنت تلميذا في المتوسطة ,واذكر ان من اشار علي باستعارته من مكتبة المدرسة هو استاذي في اللغة العربية يومها(الدكتور فيما بعد)منجد مصطفى بهجت والذي اهداني حينها كتاب المسرحي المصري المبدع نعمان عاشور والموسوم (صور من البطولة والابطال)وقد دبج بخطه الانيق كلمات اهداء معبرة استعدت قراءتها توا من الكتاب الذي لا زلت احتفظ به بمحبة منذ اكثر من خمس وثلاثين عاما فعمرا مديدا لاستاذي الذي اجهل اين دار به الدهر! ,غير ان مؤلف (دعوة للقراءة )لا يتجاوز واحدا من اثنين (سلامة موسى)او (طه حسين)عسى ان اكون قد وفقت في الذكرى بعد هول السنين الخوالي والحواضر..
ذكرني الصديق العزيز صائب خليل الذي اكن لكتابته تقديرا خاصا لسعة افقهاواهتمامها بالتوثيق الذي يلحقه بها هوامشا ضافية وصراحته الواثقة التي تضرب في العظم دون خشية لائم,ذكرني بدعوة سبق ان وجهها عبر الحوار المتمدن للقراء قاطبة ان يحاولوا استخدام حقهم الطبيعي في ممارسة الكتابة والنشر وذلك تعقيبا على ما نشرت في الحوار المتمدن من تقريظ للقاريء الذكي ودوره المحوري في العملية الثقافية ,واذ اجدني عاجزا عن الازادة على ما كتبه صائب فانني ساقف مساندا لدعوته مفسرا لمضامينها دالا على سبل تفعيلها دونما استذة تتلبس هيئة الناصح البيداغوجي...
نعم ! الكتابة كما كانت دالة للحضارة في اول عهود الانسان العاقل فينبغي ان تكون مشاعيتها دالة لبلوغ الانسانية رشدها الحضاري ,ولكن من اجل ان لانتهم بالبطر (صائب وانا)بدعوتنا للكتابة في مجتمع ينحدر الى نسب مخيفة من الامية الابجدية ,دعنا ولمرة واحدة لا نكون شيوعيين ننتظر الشيوعية عبر طريق التطور اللاراسمالي الذي يمر عبر الطريق الزراعي زرباطية-قزانية ولا يرجع ابدا بسبب الاوحال والسلابة..
فلندعو لمسارين في ان :دعوة للمقتدرين على القراءة للكتابة وهي الاسهل
ثم دعوة للمحرومين من قابلية القراءة للسعي اليها وهي الاصعب لانها تتطلب جهد الدولة وبيروقراطيتها التي لا تجعل زينبا تزرع ولا راشدا يحصد !
اذن لتكن الدعوة للكتابة مشروعا ثقافيا ستراتيجيا في ظل غزارة وسائل الاتصال المتكاثرة انفجاريا ولتكن دعوة منظمة يسهم فيها المتطوعون لحث القراء قاطبة على استخدام حقوقهم الطبيعية في ممارسة هذه الملكة التي لا اعتقد من خلال ممارستي المتواضعة لها انها فوق طاقة الانسان القاريء ,وكما يدعو صائب الى البدء بالمحاولة اولا والحث عليها فانني اوضح بان المحاولات ينبغي ان تتسم بروح التحدي فهنالك ممن يقومون على وسائل النشر الكثير من المرضى الذين يستخفون حينا بمحاولات القراء ويتعالون حينا على مجهولية الاسم دون الاحتكام للنص وممن يقيمون الكانتونات النوعية التي بروح الوصاية الاسلوبية والفكرية للمحرر على رعاياه الكتبة وامراض كثيرة اخرى قد تصدم المحاولين تيئيسا واحباطا وتعيدهم القهقرى الى الرضا بنعمة القراءة فحسب ..و
لتلافي مصائد هؤلاء النرجسيين من اصحاب وصايات النشر فان فكرة قيام موقع الكتروني راع لبرنامج الكتابة المشاعة تبدو ضرورة ملحة ,ومن الافكار التي يمكن ترويجها لهذا المشروع فكرة استحداث جائزة ,حسب الامكانية ,لاول محاولة ناجحة للكتابة يقوم بها قاريء ,فضلا عن اسهام الراسخين بالكتابة بتقديم خلاصات لتجاربهم في هذا المجال مع قيام اتصالات الكترونية مباشرة بين المتطلع للكتابة وممارسها من اجل حوار بيني خلاق يساعد القاريء المتردد في تجاوز مخاوفه المتوهمة غالبا,ويتيح له جراة المحاولة والالحاح دون وجل على ممارسة حقه الانساني والحياتي في الكتابة ..
لا يعني ما ذكرت اطلاقا انني اسم الكتابة بالفعل المجاني ,فالكتابة شانها شان اي جهد معرفي تحتاج الى شروط وادوات ,ولكن هذه الشروط والادوات ليست من الاستحالة بحيث يسلم لها بالتخصيص ويناى بنفسه عن مزاحمة المتخصصين .
فالميزة الاروع لفن الكتابة انه فن واسع الافاق متعدد المجالات هو غرفة بالف بوابة ان امتنعت عليك باب فحاول في سواها متمثلا بقول الشاعر:
اذا لم تستطع امرا فدعه..........................وجاوزه الى ما تستطيع
وطالما ان الكتابة مراة الحياة التي نحيا فمن المحال ان لا يجد الواحد منا ضالته في نوع كتابي يتوافق ومزاج الحياة التي يحيا ,بل ان البعض قد يجد اكثر من نوع ملائم وذاك يعود لثراء التجربة التي عاش ويعيش ,فمن منا بلا تجربة ؟الموتى فقط هم الذين لا يستطيعون رواية تجاربهم ..
يبقى هنالك مشكلة الاسلوب ووسيلة التعبير
بالنسبة للاسلوب فهو كما يقول بلزاك عنه :ان الاسلوب هو الرجل !نعم فلا يتشابه اثنان في اسلوب الا اذا كان احدهما مقلدا وهذا مقتل له ,ولا اظن الا احمقا من يسعى لمقتله,حين تكون الكتابة تعبيرا صادقا عن النفس فلن تحتاج لاساليب الاخرين, تكلم بصوتك حتى وان كان نشازافهو سيبقى صوتك الذي يميزك عن الاخرين كاسمك ووجهك اللذين يواصلان معك محنة العيش,وليست المسالة بالنسبة للتعبير بذلك التعقيد الذي يصوره النقاد ,فالنقاد هم في الحقيقة مجموعة من البلهاء الذين يستمتعون بمشية الاعرج ويتفننون وصفها دهرا دون ان يفكر احدهم بجلب عكازة لهذا المعاق تحسن من طريقة سيره ,فمن اراد ان يصغي لهذه المجاميع البلهاء عليه ان لا يكلف نفسه عناء المحاولة ..
هنالك مشكلة اخرى يتعرض لها الراغبون بالكتابة وهي مشكلة خطيرة جدا نكاد ننفرد بها كمجموعة ثقافية عن المجاميع الثقافية الكونية الاخرى وهي مشكلة تسلط النمط الادبي على شكل الكتابة عندنا,فمفهوم الكتابة يكاد يتلخص في اذهان البعض بشكله الادبي الصرف (شعر ,قصة,رواية,مسرح,نقد ...الخ)وهذا من العيوب التي فرضتها التقاليد الثقافية على نمط انتاجنا المعرفي,فيكاد ذهن القاريء ينصرف الى واحدة من التسميات التي ذكرت كلما ورد مصطلح الكتابة وهو الامر الذي ادى الى افلاس انشطتنا الثقافية من اي جهد فكري واضح في مجالات الكتابة المعرفية المغايرة في صنوف العلوم النظرية والاجتماعية والاقتصادية ,وافلسنا في انتاج كتاب مفكرين في الحين الذي اسهبنا جدا ,بل جدا جدا ,في تكديس الاف الاسماء التي تقف على الاعراف بين الابداع الشحيح والتقليد المريح
عليه فان التخلص من النزعة الادبية في انتاجنا الفكري او تحجيمها يضيف مساحة واسعة لكتاب جدد وافاق معرفية اكثر سعة وجدة
خلاصة الامر :ان الدعوة لمشروع كتابة يحتوي الجميع هو حلم انساني يقضي على عنصرية النوع الثقافي وامراضه المتمثلة بالتكتلات الفارغة والعصبيات المثيرة للشفقة ويجعل من كل قلريء كاتبا حتى نصل الى نمط ثقافي يساهم فيه الجميع فتكون الكتابة من الجميع للجميع ,وهذا رهين بمسالة التنمية الثقافية التي توسع وسائل الاتصال الحديثة مدياتها وتسهم المنابر الثقافية الجادة في توكيدها وترصينها بعيدا عن روح الاثرة والانعزال والتقوقع الثقافي النوعي..
انها (دعوة للكتابة).




#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القراء الاصحاء هم عماد الثقافة ..لا المرضى من كتبتها
- يوم القارعة....امريكا ماذا فعلت بنفسك؟
- دعوة لتجمع وطني عراقي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين ومقاومة الت ...
- دموعها في خريف النظر
- الاحتماء بالجنون....المجنون السياسي محكوما-3
- الاحتماء بالجنون...المجنون السياسي حاكما-2
- الاحتماء بالجنون..التداول السلمي للجنون بين الحاكم والمحكوم- ...
- TRY ME!
- اسرق واقتل واهرب الى امريكا!
- حين تقف الوثيقة ..بين الحرية والحقيقة
- لقد بقيت وحيدا ايها الذئب العجوز1
- اية اغنية ستحط على راسك لحظة الموت؟
- الاحتلال وتهديم النظام الاداري للدولة العراقية..تجربة شخصية
- توضيحات لاسئلة مضمرة واخرى معلنة ..عن السياسة واليسار والشعر
- الكفر بالانتماء...اذا كان السودانيون الاكثر وفاء ا قد فعلوها ...
- ايها الشعب القتيل ,ماذا ستخسر بعد؟فاما عصيان مدني شامل ,او ث ...
- بلاد الحميرالوديعة..................الحمار والاضطهاد الانسان ...
- للعبرة والذكرى والتامل.............جورج حاوي وابراهيم نقد... ...
- INTERNET NAGARI!! يابو الحسن ياباب كل محتاج........جانه الفر ...
- علي السوداني مجرم خطير اول من استخدم الفلافل في انتاج المتفج ...


المزيد.....




- مشتبه به بقتل فتاة يجتاز اختبار الكذب بقضية باردة.. والحمض ا ...
- في ظل استمرار الحرب والحصار، الشتاء يضاعف معاناة نازحي غزة و ...
- قصف إسرائيلي عنيف يزلزل الضاحية الجنوبية لبيروت
- صدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات ...
- البيت الابيض: لا تطور يمكن الحديث عنه في اتصالات وقف النار ب ...
- نائب رئيس البرلمان اللبناني: لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء ...
- استخدمت -القرود- للتعبير عن السود.. حملة توعوية تثير جدلا في ...
- -بيروت تقابلها تل أبيب-.. مغردون يتفاعلون مع معادلة حزب الله ...
- مشاهد للجيش الإسرائيلي تظهر ضراوة القتال مع المقاومة بجباليا ...
- ماذا وراء المعارك الضارية في الخيام بين حزب الله وإسرائيل؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ابراهيم البهرزي - عن الكتابة ايضا ...مشاعية الكتابة غاية الحضارة والتمدن