حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 2038 - 2007 / 9 / 14 - 11:54
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لا يحتاج شعبنا بعد اليوم الى محللين سياسيين أو خبراء في العلوم السياسية ، لكي يحلوا لغز أسباب الصراعات والنزاعات بين الكتل والأحزاب السياسية العراقية بما فيها المشتركة في الحكومة والعملية السياسية أو خارجها ، لأن كل الأمور والقضايا أصبحت واضحة أمام الجميع .
حيث نشهد هناك حالة من السباق اللامبدئي بين الكثير من ساسة العراق وحكامه للحصول على المناصب العليا والوزارات السيادية وغيرها والمؤسسات المهمة في الدولة ، والإستحواذ على أكبر ما يمكن من ثروات العراق وخيراته ، حتى لو كانت على حساب الشعب الذي إبتلى بدكتاتورية وحروب وظلم الماضي وإرهاب وفساد وطائفية وفوضى الحاضر.
أن أغلب الذين يحكمون العراق اليوم كانوا في صفوف معارضة النظام الدموي المنهار ، وكانوا يناضلون ويعملون من أجل قيام دولة القانون والعدالة التي يتمتع فيها الجميع بالحرية والرفاهية والكرامة ، وأن يكون بناء الوطن وإعماره والحفاظ على سيادته في مقدمة المهام ، ولا شئ قبل ذلك .
ولكننا نرى أن الكثير من البرامج والشعارات التي سمعناها من قبل ، أصبحت مجرد يافطات ترفع في المناسبات وما أكثرها هذه الأيام ، وأن أصحابها يتصارعون على كراسي السلطة والنفوذ غير مبالين بهموم الشعب الكثيرة ومصائبه ، والتي تبدأ بإنقطاعات التيار الكهربائي المتكررة وشحة مياه الشرب ، وفقدان الأمان وإنتشار البطالة وتردي جميع الخدمات الضرورية ، ولا تنتهي بالركض اليومي وراء النفط والغاز .
فمتى يأتي اليوم الذي نجد فيه الأحزاب والقوى السياسية وقادتها ، يتنافسون ويتبارون من أجل سعادة الشعب وتحقيق أمانيه وبناء الوطن وإستقلاله ، بدلا من التنافس الذاتي المنفعي الذي يضر أكثر مما ينفع ؟ ، لأن المناصب والسلطات زائلة مهما بقيت ، أما الوطن فهو باق بإرادة وعقول وسواعد شعبه .
ونأمل أن نسمع من السياسيين العراقيين والحكام ، جوابا واضحا وصريحا وعمليا على سؤالنا هذا ، أيهما أهم ، السلطة أم الوطن ؟ .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟