ابراهيم سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 2038 - 2007 / 9 / 14 - 11:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما دخل الإخوان الحجاز وهدموا القباب وأزالوا البدع و مظاهر/ الشرك / كما يظنون .. والغوا تسفيه عقل الإنسان ووضعوا حدا لسيطرة الخرافة و الأسطورة على العقل .. فعلوا حسنا وجميلا في حق الإنسان .. ولكنهم مع الأسف لم يكملوا جميلهم .. فلازالت القبور العارية من مظاهر التقديس المعمارية .. لا زالت تحظى بالاهتمام والزيارة والبكاء والمناشدة والطلب .. خاصة من الضعفاء والمرهقين من طول سنين القمع والاستحواذ .. فليت الأخوان أكملوا عملهم ..وقاموا بنقل الجثث من مكانها المعروف إلى مكان أخر في أمس الحاجة لها ولبركاتها المزعومة .. إلى بنبان ؟
نعم إلى بنبان الى تلك الصحراء القاحلة التي تقع على ضفاف الرياض الشمالية .. إلى بنبان حيث الموت الحقيقي .. لعل هذه الجثث المقدسة تبعث الحياة في هذه الأرض الخربة يوما ما .. عندما ينتهي النفط ونكتشف ان ما بأيدينا هو مجرد رمل وريح ساخنة .. تخيلوا معي لو أن تلك المقدسات تقع اليوم إلى الشمال من الرياض .. ستظل مهملة ومحرمة وسنلقي القبض على من يرتادها للعبادة مادامت الدنيا والبترول بخير .. ولكن عندما تحين ساعة الشدة .. وتحين ساعة الحاجة .. لن نجد إلا تلك الأجداث تنقذنا من بؤس الحاجة والفقر .. ستكون ميراثنا المقدس .. السنا نحن ابناء العروبة والإسلام الأوائل السنا أولى بها من غيرنا .. وفي الحجاز ما يكفي من القداسة فلن يضرهم لو منحونا بعضا منها حيث سيفرح أهل الرياض حينها بإقامة القباب والأضرحة والسياجات المذهبة .. و إلى جوارها المطار والفنادق والمطاعم والمقاهي ومواكب الإيمان وكتيبات أدعية الزيارة والمطوفين وكافة أنواع الخدمات والأسواق المساندة .. وستحفل أيام السنة بمناسبات ميلاد واستشهاد وذكريات كثيرة تجلب المؤمنين من إيران والعراق والهند وباكستان وإفريقيا .. يأتون إلى بلادنا / الطاهرة / ليحيوها ويبعثوها بما في أيديهمِ من مال وما في عقولهم من خراب ونفوسهم من مرض .. سنجعلها منطقة جذب للسياحة الدينية .. والعلاج الروحي لكل الأمراض .. تخيلوا فقط لوان قبر فاطمة الزهراء عليها السلام .. فقط .. موجود لدينا .. بينما سيكون إلى جوارها قبور كبار أئمة أهل البيت .. وكبار شيوخ الصوفية .. فنحن أهلهم ونحن المصدقين ولو ادعى الآخرين أن لديهم قبر فلان أو علان المقدس .. كم بلد يوجد فيه قبر الحسين ..؟ سننقب عن القبور قبرا قبرا .. وسنبعث الماضي يوما بيوم .. ونحتفل به يوما بيوم ..
لا استطيع أن أتخيل حال الرياض بعد نضوب البترول .. من سيأتي إليها وأين مصدر عيشها .. فلا نفط ولا ماء ولا أولياء .. وبما أننا لا نستطيع اختراع النفط ..ولا اختراع البحيرات والأنهار .. فأننا نستطيع بناء الأضرحة وجلب السياح لينفقوا أموالهم لدينا فالإنسان كائن اقتصادي وتجاري وأيضا كائن غيبي لا يحتمل القمع بدونها إما هذا .. أو ستعود مدن الملح .. إلى حال الرمل والريح الساخنة .. دائما الحل في الماضي .. في ميراث حبيبي محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم .
#ابراهيم_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟