أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابو الفضل علي - معيار اليقين عند ديكارت














المزيد.....

معيار اليقين عند ديكارت


ابو الفضل علي

الحوار المتمدن-العدد: 2038 - 2007 / 9 / 14 - 07:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد عبر ديكارت عن معيار اليقين الذي طبقه على جميع ماتلقاه من معتقدات بالقاعدة . وهي احدى القواعد الشهيرة في ((منهجه)) التي تنص على انة لن يقبل من المعتقدات الا مايبدو له انه صادق على نحو واضح متميز وكان يقصد بهذا الوضوح والتميز وذلك النوع من الوضوح الذاتي الضروري الذي تبين انه يميز ابسط قضايا الرياضة والمنطق وهي تلك القضايا التي يمكن لاْي انسان ان يتبين صدقها عن طريق ((النور الفطري )) للعقل ما ان ينظر بعقله اليها على حدة .

وقد وصف ديكارت هذا النوع من القضايا ايضاً بانه((غير قابل للشك ))
وهو لايعني بذلك ان من العسير الى حد بعيد ان توضع موضع الشك فحسب ولكن يعني انها غير قابلة لاْن يشك فيها بحكم طبيعة ذاتها . ومن هنا كانت المحاولة التي يرمي بها ديكارت الى استكشاف المعرفة اليقينية تتشكل في اخص صورة تميزها حينما تتخذ صورة البحث عما هو غير قابل للشك فلقد اخذ على نفسه ان يشك في اي شي يقبل الشك وان يبحث عما اذا كان قد سلم له من الشك شي ما تتبين مناعته ضد هذا الاجراء المنهجي

لقد تبين ان في مقدوره ان يشك في كثير من الامور التي تعد بين الناس عامة على درجة كبيرة من اليقين , ومن هذة الامور عل سبيل المثال مايحيط به من اشياء مادية ، وراى في تبرير ذلك انه وان كان يشعرفي لحظه بعينها انه جد موقن من انه يرى بعض الاشياء الماديه ويحس بها الاانه طالما شعر بصدد اشياء كهذه في مناسبات اخرى كثيرة بيقين لايقل عن ذلك اليقين‘ ثم تبين له فيما بعد انه انما كان يحلم وان جميع الاشياء التي كانت تحيط به لم تكن الا وهماً ‘ كيف يمكنه اذن ان يكون على يقين من ان الاشياء التي تبدو محيطة به في تلك اللحظه ليست بدورها اوهاماً ؟ بل انه يستطيع ان يشك في انه له بدناً –فبدنه ليس سوى شي مادي من بين سائر الماديات وقد يكون هذا الشيْ بدورة وهماً اي شي اذن يمكن ان يكون مناعة من الشك ؟ هناك على الاقل شي واحد . هو ان يشك لانه لوشك في انه يشك فسيظل من الثابت على نحو يقيني انه يشك ويترتب على هذا انة محال عليه ان يشك لانه يفكر لان الشك ليس الامن تفكير فهو اذن وجد قضية واحدة على الاقل غير قابلة للشك وهي (انا افكر ) الا ان هناك قضية اخرى تترتب على هذة القضية وهي (انا موجود ) وذلك لانه لايمكن ان يفكر دون ان يكون موجود وبذلك يستطيع ديكارت ان يكون على يقين من وجوده لانه يفكر وهي حقيقة عبر عنها في الصيغة الديكارتية المشهورة ((انا افكر انا موجود )) لكن لاينبغي لنا ان ناخذ تعبير (انا افكر) بمعناه الضيق فحسب معنى (انا اشك )لانه على الرغم من ان ديكارت يتناول الكوجيتو (كما تسمى هذة الصيغة عادة ) في (المقال ) على وجه الخصوص من ناحية استحالة ان يشك في انه يشك فمن الواضح تمام الوضوح انه قد قرر في (الكوجيتو ) اكثر من القضية الواحدة التي هي (انا اشك) فهو يندرج تحت كلمه الافكار (cogitations) نطاق من المعاني اوسع من ذلك بكثير هو النطاق ((الخبرات الخاصة )) وهي التي يعدها باسرها واضحة امام الوعي وضوحاً مباشراً فهي غير قابلة للشك فديكارت وان كان يستطيع ان يشك –مثلاً –في ان هناك اشياء من حوله وفي ان له بدن فهو لايستطيع ان يشك فيما يعتقد في انه على اقل تقدير يمر بخبرات تبدو له هذه الاشياء من خلالها وكاْنها موجودة من حوله من هنا كان ديكارت يقرر في الكوجتيو وجود هذه الافكار وجوداً يقينياً باعتبارها مجرد خبرات ذاتية .

فجميع الخبرات التي هو على وعي مباشر بها على هذا النحو هي- فيما يرى متاْملاً ((خبراته ))وهو لابد ان يكون موجوداً بحيث يتعرض لها .
لكن هنالك سوْال ترى ماهي طبيعة الوجود؟ لقد تبين له اعني (ديكارت ) انه يستطيع ان يشك في ان له بدناً . لكنه لايستطيع يشك في انه موجود طالما كان يفكر . من هنا يستنتج ان ((الانا )) التي انبت وجودها هي شي ما ماهيته ان يفكر وعلى هذا النحو اوجد وجوديته من حيث التفكر او كائناً ((مفكراً )) اوانه ((جوهراً ))اهم صفة فيه انه يفكر .
لقد اوجد ديكارت ان من بين ما لديه هي فكرة كائن كامل اوفكرة الله من خلال تاملة استنتج وجود شيىْ خارج ذاته يويد فكرته .

(يقول ديكارت ) ان الله لابد ان يكون موجوداً في واقع الامر وليس موجوداً في افكار ديكارت فحسب ففكرة الكائن الكامل لايمكن ان توجدها قدرة ناقصة والشك في طبيعته ادنى مرتبة من المعرفة اذن فلابد من وجود كائن كامل هو مصدر هذه الفكره ولقد اخذ (ديكارت )هذه الفكرة من اوغسطين .



#ابو_الفضل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في دهاليز السياسة
- العقلية الجدلية في وادي الرافدين
- لعبة العقول المتخلفة
- التهافت الامريكي
- الصحافة على مذبح الحرية
- لعراب.. الخارجي
- وقفة / صراع الارادات الصحفية
- الدكتاتوريات السبعة
- شهادات بريئة
- برلمان السلطة الرابعة
- منافذ التمويل لمسلحي العراق
- وهب الامير مالا يملك
- إثبات الصانع بالدليل الاستقرائي
- الدين .. والاخلاق .. والدولة


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابو الفضل علي - معيار اليقين عند ديكارت