أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عمر المقدسي - مصلحة الشعب: مع السلطة أو مع حلها؟!














المزيد.....

مصلحة الشعب: مع السلطة أو مع حلها؟!


عمر المقدسي

الحوار المتمدن-العدد: 626 - 2003 / 10 / 19 - 06:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


فيما كان عرفات وقريع يتنازعان حول أيهما يحوز على صلاحيات أمنية اكثر، كانت قوات الاحتلال تزرع الموت والدمار في مخيم رفح، في اعتداء جديد استشهد فيه ثمانية فلسطينيين وأصيب اكثر من سبعين آخرين، ودمر فيه قرابة مئتي بيت أما كليا أو جزئيا.

لعل المشهد السابق يطرح أسئلة من نوع: لمصلحة من تستمر السلطة الفلسطينية في الوجود؟ وهل يخدم وجودها نضال أبناء شعبنا؟ أم يصب في مصلحة طرفين لا يمتان للمشروع الوطني الفلسطيني بصلة : إسرائيل والفاسدون من مسؤولي السلطة؟


فكما يقول الكاتب الإسرائيلي يهودا ليطاني في مقال له:"ماذا يحصل إذا أعلن عرفات ذات صباح عن حل السلطة الفلسطينية؟ إسرائيل ستقف عندها أمام مشكلة حقيقية: إعادة السلطة الإسرائيلية المباشرة على كل الأجهزة المدنية في المناطق، والتي يديرها الفلسطينيون منذ تسع سنوات".

فخلال سنوات الانتفاضة الحالية دخلت قوات الاحتلال إلى كل مكان في الأراضي الفلسطينية  وخرجت من هناك مع نهاية عملياتها، وهو الأمر الذي سيصبح مستحيلا إذا ما حلت السلطة نفسها، إذ سيضطر الجيش الإسرائيلي إلى البقاء هناك لزمن غير محدود لسد الفراغ الأمني الناشئ عن غياب السلطة، وهو ما سيرهقه ماديا وبشريا ويؤجج المقاومة الشعبية ضده.

كما سيكون على إسرائيل مهمة تمويل الخدمات المدنية كالصحة والتعليم التي ستلقى حينها على عاتقها استنادا إلى القوانين والأعراف الدولية، وهو مبلغ تقدر كلفته بعشرة مليارات شيكل في السنة على الأقل، وهو ما لا تستطيع إسرائيل توفيره خاصة وأن اقتصادها شبه منهار حاليا بفعل الانتفاضة، إضافة إلى مهمة حماية رجال الحكم الإسرائيلي الذين سيتولون مسؤولية إدارة هذه الخدمات.

علاوة على أن  كل محاولة للاستعانة بعملاء فلسطينيين على أمل أن يتحملوا مسؤولية مهمات السلطة مآلها الفشل الذريع ، كما حدث في (روابط القرى)، وهو ما سيدفع قوى المقاومة الفلسطينية إلى تولي زمام المبادرة وقيادة الشعب الفلسطيني لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وفي مخيلتهم ما أنجزه حزب الله في جنوب لبنان.

وبهذا فإن وجود السلطة الفلسطينية وفر لإسرائيل - كما قال كاتب إسرائيلي  أخر هو ميرون بنفنستي- احتلالا فاخرا، يبقى جيشها نتيجته في الأراضي الفلسطينية فيما تتولى المساعدات الأجنبية التي تتلقاها السلطة مهمة تغطية مصاريف السكان.

والطرف الثاني أي معظم المسؤولين الفلسطينيين الحكوميين الذين أثروا ثراء فاحشا جراء حالة الفساد المالي والإداري الذي ينخر أجهزة السلطة المختلفة، وهو ما يلمحه ليس المراقبون فحسب بل والمواطنون العاديون.

فبعيدا عن التقارير الأجنبية والإسرائيلية التي قد يشكك الكثيرون بصحتها والغرض منها، يمكن الاستشهاد بالتقرير المقدم من المجلس التشريعي عام 1997 حول تقرير هيئة الرقابة العامة، و الذي عاب أداء غالبية الوزارات والمؤسسات العامة الفلسطينية متهما إياها بالفساد وإساءة استغلال المنصب وسرقة المال العام.

ونتساءل: كيف يمكن لمسؤول فلسطيني اتهمه التقرير بالفساد كياسر عبد ربه، أن يستمر حتى وقت قريب بتقلد المناصب الوزارية – مع العلم أن خروجه منها سببه مماحكات فردية وحزبية وليس صحوة ضمير السلطة فجأة-؟، بل وأن يذهب ليفاوض الإسرائيليين في سويسرا ويتنازل عن حق العودة؟

ولا ننسى هنا أن بقاء السلطة عاد بالنفع على بعض قادة وكوادر المعارضة الذين سمحت تنظيماتهم لهم بشغل مناصب إدارية رفيعة في مؤسسات السلطة.

وبالفساد وجدت الولايات المتحدة وإسرائيل منفذا للتدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني باتجاه إملاء شروطهما من ناحية، وتشويه سمعة الشعب الفلسطيني بأسره من ناحية أخرى.


إن الزعم بأن  وضعية كوضعية السلطةالفلسطينية مستحدثة في التاريخ ليس صحيحا، فالتاريخ شهد كثيرا من مثيلاتها: كحكومة فيشي في فرنسا وحكومة فيتنام الجنوبية والحكومة الموالية للروس في الشيشان  ومجلس الحكم الانتقالي في العراق وغير ذلك الكثير،كما سجل كيف جوبهت برد عنيف من المقاومة التي رأت فيها حليفا للاستعمار إن لم نقل امتدادا له.

ولكن إذا كانت السلطة تنفي أي ولاء يربطها بالاحتلال، فعليها أن تبرر سبب وجودها، خاصة وأن سيرتها توحي فقط بتمثيلها مصالح فردية، وليس اقل القليل مما ينبغي على أي سلطة وطنية أن تضطلع به وهو حماية أبناء شعبها، ولعل في مقدمة المقال ما يدل على ذلك.

والسؤال هنا أين تقع مصلحة الشعب: مع الاحتلال؟ أو مع سلطة فاسدة؟ أو مع جبهة وطنية متحدة  تضع استراتيجيتها وفق رؤيا محددة تخرج الانتفاضة من الفوضى إلى التنظيم ومن  رد الفعل إلى الفعل وبالتالي إلى الحرية والاستقلال، وهو ما تجمع عليه كافة الفصائل الفلسطينية، وأخر ذلك مبادرة الجبهة الشعبية لإنشاء قيادة وطنية موحدة.

 



#عمر_المقدسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثقفون ولكن
- وحدة وطنية ولكن على مشروع المقاومة


المزيد.....




- روسيا تعلن استعادة إحدى آخر القرى في منطقة كورسك من القوات ا ...
- -الاتفاق أفضل-.. ترامب يعلن عن محادثات مهمة مع إيران حول برن ...
- لماذا يُحب ترامب أردوغان؟
- طهران تعلن عن موعد الانطلاق لمحادثات -غير مباشرة- مع واشنطن ...
- Ph?c m?n ???ng 789club – T?a game c?c hot dành cho bet th?
- Ng? long sicbo 3D 789club – Tr?i nghi?m c? c??c m?i l? và th ...
- مشاركة عزاء للرفيق ثائر تيم بوفاة خاله
- الخارجية الروسية: الاتفاقية بين روسيا وإيران لا تنص على تباد ...
- -يديعوت أحرنوت-: تراجع أعداد المليونيرات في إسرائيل.. 1700 م ...
- الإعلام الروسي يكشف تفاصيل عن حياة ماهر الشرع في روسيا (صورة ...


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عمر المقدسي - مصلحة الشعب: مع السلطة أو مع حلها؟!