أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - البروتستنت والكاثوليك 1















المزيد.....


البروتستنت والكاثوليك 1


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2038 - 2007 / 9 / 14 - 11:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


البروتستنتية ناظلت كثيرا من أجل تحرير العقل الأوروبي من الخرافات , ونستطيع أن نشفق على أمراء أوروبا الذين كانوا يدعمون الحركة البروتستنتية وعلى رأسها مارتن هانز لوثر ,فقد كان أمراء المانيا يرون العشور والآلاف وهي تتدفق من المانيا إلى إيطاليا تاركة الشعب الألماني في حالة فقر وجاعلة إيطاليا تنتعش وتتخم على حساب الشعب الألماني .

وبذلك نستطيع أن نشفق إشفاقا كبيرا على رغبة أمراء ألمانيا بالإنشقاق على الكنيسة الكاثوليكية , ونستطيع أيضا أن نشفق على رغبة هنري الثامن الذي كان يسعى لولي عهد له من صلبه ذكرا يحمل إسم أبيه بعد مماته فلولى رغبة هنري تيودور الثامن بولي عهد له ما وقف أمام سلطان البابا متحديا الكنيسة .
وكانت الرأسمالية أيضا في بداية ظهورها في إنكلترا وقد ساعدت هنري بالإتشقاق البدائي والإستقلال عن سلطة بابوات روما وإيطاليا .

وساهمت البروتستنتية في تطوير الموسيقى لأنها كانت من إحدى أهم دعائمها وكانت الناس تشعر برهبة المسيح وهو يلمس قلوبهم من خلال التراتيل التي يرتلها أعضاء المذهب البروتستنتي وهي تتشابه مع الشيوخ المسلمين وترتيلهم العجيب للقرآن أمثال الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والسديسي والشريمبحيث يكون الترتيل بصوت جيد وعلى المقامات الموسيقية باعث للكنيسة وللدين بشكل عام على على اللعب بالرأس من خلال المقامات التي يجيدها المرتلون دون الخروج على قواعد المقام الموسيقي ودون نشاز في الأداء وهذه تشبه أيضا تطور الحركة الموسيقية في مصر إذ أن الشيوخ هم أول من حمل راية الموسيقى أمثال الشيخ أبو العلا محمد وسيد درويش, وأم كلثوم نفسها كانت في البداية تؤدي الأناشيد الدينية ولولى ذلك ما كان يسمح لها أبوها إبراهيم البلتاجي بالخروج للغناء كونه ريفيا يحمل عقلية قروية , ولم أتطرق لأم كلثوم هنا إلا ّ لتقريب مستوى التشابه والتعاضد بين البروتستنتية والديانات السامية وبهذا يكون محقا من يقول أن البروتستنتية هي السامية الجديدة أو اليهودية الجديدة .

وبذلك تكون البروتستنتية دافع على النهظة المدنية في بعض ميادين الحيا ة سواء أرضينا بذلك أم أبينا التصديق به .

وكان مارتن لوثر نفسه عازفا على آلة العود نفسها وبفضل دعم الكنيسة البروتستنتية للتراتيل تطورت الموسيقى في معظم أنحاء أوروبا الغربية , ويقال أن البروتستنتية مذهب تطور من خلال جماعة المتمتمين ويقال أيضا أن البروتستنتية هي : المسيحية اليهودية لأنها كانت تتشابه بتعاليمها مع تعاليم اليهودية في بعض الجوانب وليس في كل الميادين .

وجعلت البروتستنتية من كل رجل يمشي في الشارع بابا يحمل الكتاب المقدس ويقرأه بفضل الترجمة التي بدأها جون ويكلف في إنكلترا و تاندال في فرنسا 1525م ولوثر كان يطرب لذلك وكان مشرفا رسميا على ترجمة تاندال .

وفي سوآل وجه لتندال عن أسباب الترجمة قال تاندال ردا على ذلك : سأجعل من الصبي الذي يدز المحراث يعرف من الإنجيل أكثر مما يعرفه بابوات روما .

المهم أن البروتستنتية ساهمت في تطوير الحياة العامة في أوروبا وكانت أيضا رغبة هنري تيدور بولي عهد جديد محفزا له في الخروج على سلطة البابا أخيرا, ولا ننسى أيضا أن الطرق التجارية قد ساهت هي أيضا في نهظة أوروبا وتحولت عن مسارها الشرقي إلى مسارها الجديد ولهذه الأسباب أيضا تراكمت الثروة في إنكلترا وإضمحلت الحياة العامة في مصر والإسكندرية وتراجع نمو الطبقة الوسطى في مصر والإسكنتدرية وبدأت بالنمو في إنكلترا نفسها .

وبفضل البروتستنتية تضعضع الإيمان بسبب تحريك البروتستنتية لكافة المذاهب العقلية وتنشيطها ولم يمض قرن كامل على ولادة البروتستنتية حتى ماتت في أول قرن ولدت به وهذه حقيقة يجب أن ندركها وهي أن البروتستنتية ماتت في نفس القرن الذي ولدت به بسبب إحترامها للرأي والرأي الآخر ففي القرن الأول لها ظهر فرنسيس بيكون وشكسبير وأعلن بيكون أن القوة للعقل وحده وأعلن شكسبير أن اللغ ة الإنكليزية أعظم من لغة الإنجيل ولم يقل ذلك شكسبير علانية ولكن المسرح الشكسبيري هو الذي علم الناس أن لغتهم محترمة ولها تأثير أكثر من تأثير لغة الإنجيل نفسه .

وكان الكاثوليكي يكره نظام العشور ولكنه لم يكن يرغب بالخروج على الكنيسة وبذلك أجبرت الحركة البروتستنتية الكنيسة الكاثوليكية على فتح ملفات الإصلاح داخل الكنيسة الكاثوليكية على الإطلاق.

ومجدت الكنيسة البروتستنتية الملوك والحكام الزمنيين وتسامحت مع الربى لا لأنه ربا بل لأنه تأجير لرأس المال وتركت الفقراء أكثر فقرا ولكنها سمحت للطبقة الوسطى بالنمو التدريجي ليصبح فيها الإنسان ثر يا بفضل قوة نشاطه وذهنه العملي وقدرته على الإنتاج.

ولا ننسى أن للكاثوليكية الفضل في إرساء قواعد الفن في فرنسا الكاثوليكية وإيطاليا وبفضل الرسومات حظي الفنان بإحترام كبير في المجتمع الكاثوليكي وما زلنا حتى اليوم نحترم لوحة العشاء الأخير وحنان الأم وآكلي البطاطا ولكن البروتستنتية قللة من أهمية الفن متهمة الكاثوليك من أنهم يعبدون الصور والمنحوتات أكثر من عبادتهم للرب نفسه غير أن قيمة الفن الكاثوليكي لا تقل أهمية عن موسيقى وتراتيل مارتن هانز لوثر بنظر الأديب والمتذوق للفن في الكاتدرائيات الكاثوليكية لقد أعطت البروتستنتية للموسيقى لونا وطعما روحيا وأعطت الكاثوليكية للفن التشكيلي إحساسا لا يقل عن إحساسنا ونحن نستمع لتراتيل موسيقية عذبة رغم أن هظم الموسيقى عند عوام الناس أسهل من هظم الفن التشكيلي والتفكير برمزياته وإشاراته وإيحآته فالموسيقى البروتستنتية ليست بحاجة إلى تفكير بينما هظم الفن كهظم الفلسفة بحاجة إلى فهم وثقافة عالية وبهذ إبتزت ريشة الفنان الموسيقي ريشة الرسام .

لا يمكن للدين أن يكون سببا لإسعاد البشرية طالما هو جامد لا يقبل بالتطور فلولى نهظة البروتستانت لما أصلحت الكنيسة حالها وإن ظروف المنافسة بين المذاهب الدينية هي نفسها ظروف المنافسة بين الماركات التجارية فلولى المنافسة لما حصل المواطن على الأجمل لبيته ومنزله وبأرخص الأثمان وبأقل الوعود تكلفة على الإنسان .
شكرا للكاثوليك على جمودهم الطويل الذي حرك المشاعر البروتستنتية وشكرا للبروتستنتية التي جعلت الإنسان العادي يلتقي بيسوع في الشارع ويلمس قلبه بالإيمان المباشر كما فعل بالأم تيريزا وساعدها على النهوظ وأحست الناس بالمعجزات التي حدثت قرب قبرها الذي أصبح بعد وفاتها مزارا للمتعبين من آلام الرأسمالية التي فتحت البروتستنتية الطريق لها .

ولولى البروتستنتية ما كنا نلمس ترجمات الكتاب المقدس بيد الإنسان العادي وبيد الولد الذي يدز المحراث في فرنسا وشكرا لغيرة أمراء ألمانيا السكسونية على أموالهم وهي تتدفق بسرعة إلى إيطاليا ونقول كلمة أخيرة وعن مرادنا من كتابة هذا المقال :
إننا نرغب من الملوك والحكام العرب أن يغاروا على أموةالهم وهي تتدفق إلى مكة والسعودية تاركة نصف الشعب العربي في حالة جوعى وإرباك وإن السياحة الدينية تشبه صكوك الغفران مع إختلاف التسمية والنتيجة واحدة وأعرف أناس يبيعون أراضيهم من أجل الإنفاق على رحلة الحج لمكة تاركين أبناأهم في فقر مدقع لكي تتخم شيوخ مكة بأموالهم .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة برونو : الدين للناس والإلحاد للعلماء 1548-1600م
- حياتنا كعرب
- المرأة تعادي المرأة
- مدينة بلا حب
- الحب النقدي
- رسالة من إمرأة مثلها مثله1
- الملك حسين رجل كبير في بلد صغير
- حياتنا العامة أحيانا ليس لها علاقة بالسياسة
- العلمانية والداروينية هي الحل
- من ذكريات عامل في الريف والمدينة
- أحبيني
- العرب وإسرائيل؟
- أمسية مظفر النواب
- أخطاء في الإقتصاد الإسلامي
- المثقف العربي والإستعمار
- إستحالة فكرة الدولة القومية العربية
- المعارضة السياسية في الأردن
- أحبوننا مرة واحدة
- لوعة قلب على بحر الرمل
- مبروك: رزكار عقراوي و بيان صالح


المزيد.....




- السيسي يناقش -خطة غزة- مع رئيس الكونغرس اليهودي وولي عهد الأ ...
- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - البروتستنت والكاثوليك 1