أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - هل اضاعة حركة حماس الفرصة ؟















المزيد.....

هل اضاعة حركة حماس الفرصة ؟


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 2037 - 2007 / 9 / 13 - 06:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


" هل أضاعة حركة حماس الفرصة "

اكتسبت حركة حماس شرعيتها الوطنية عندما قررت المشاركة بفاعلية بالانتفاضة الشعبية الكبرى في تحول نوعي جديد تجاوزت به مقولات السابقة بضرورة التحضير والتريث من جهة وتجاوزت كذلك مناكفاتها مع التيارات الفكرية سواءً الوطنية او اليسارية السائدة بالمجتمع الفلسطيني تلك المناكفات التي كانت تستند إلى فلسفة التكفير ، حيث تجاوزت تلك المقولات والمفاهيم لتندمج مع باقي فاعليات العمل الوطني في إطار الكفاح الوطني للتخلص من الاحتلال ومن اجل تحقيق أهداف شعبنا بالحرية والاستقلال .
وقد تعززت هذه الشرعية في سياق استمرارية منهج المقاومة والكفاح الذي اختطته الحركة وعززته إبان الانتفاضة الثانية ، رغم الملاحظات العديدة التي وجهت لهم تجاه انتهاج بعض الأساليب التي لم ترق للمجتمع الدولي ولمفاهيم حقوق الإنسان .
ولقد ولدت تلك الأسس أرضية صالحة ومناسبة للحوار والعلاقة مع باقي فاعليات الحركة الوطنية وخاصة المنضوية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية ، وذلك عبر اندماج حركة حماس في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية والتي لعبت دوراً في توجيه الانتفاضة وفي بلورة آليات من العمل المشترك تتوج في إعلان القاهرة 2005 والذي تم بموجبه الاتفاق على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية العامة والتي تمت في يناير 2006 ، كما تم الاتفاق على ضرورة العمل على إعادة بناء وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية على أسس من الشراكة الديمقراطية .
لقد كان بإمكان حركة حماس وعلى ضوء نتائج الفوز الباهر الذي حققته الانتخابات التشريعية وعلى أرضية الشرعية الوطنية والانتخابية التي حققتها من إعطاء نموذجاً جديداً ومميزاً لقوى الإسلام السياسي باتجاه الاعتدال ، تلك القوى التي كثر الحديث عنها والجدل بالآونة الأخيرة ، والسؤال هنا يتحدد بالتالي هل إضاعة حركة حماس هذه الفرصة أي باتجاه إعطاء نموذجاً لقوى الإسلام المعتدل ؟؟ خاصة ان حماس تعتبر امتداداً لحركة الإخوان المسلمين كما أنها وقبل انخراطها بالعمل الوطني والكفاحي ، كانت تركز جهودها على مناكفة القوى السياسية والفكرية الأخرى المتباينة معها ، أكثر من تلك الجهود الموجهة لمواجهة الاحتلال ولعل العودة لأحداث الجامعة الإسلامية وجامعتي بيرزيت والنجاح عام 82 هو من باب التذكير لتلك الممارسات التي كانت تعمل على استهداف القوى السياسية والفكرية وخاصة قوى منظمة التحرير الفلسطينية والتي تختلف مع رؤية حركة الإخوان المسلمين .
كما كثر الحديث عن قوى الإسلام السياسي على ضوء الحرب التي شنتها الولايات المتحدة ضد تلك القوى في إطار إستراتجية الحرب على الإرهاب وفي سياق تقسيم العالم من قبل بوش إلى معسكري الشر والخير مستفيدين ومستغلين ولأوسع مدى نتائج أحداث 11 / سبتمبر /2001 الشهيرة ، تلك الأحداث التي غذت الماكنة الحربية والسياسية الأمريكية واستطاعت بموجبها التحضير لتحقيق نفوذها العسكري المباشر في العراق وذلك بهدف السيطرة على منابع النفط وتحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد المبنى على الصراعات الطائفية والعرقية والعشائرية من اجل تجزئة الوطن العربي وترسيخ إسرائيل كقوة متنفذة سياسياً واقتصادياً بالمنطقة .
ولذلك اعتقد انه كان من المفيد للمشروع الوطني والتحرري والديمقراطي العربي قيام قوى الإسلام السياسي بإعطاء نموذجاً بعيداً عن التعصب والانغلاق ومبنى على التعايش والشراكة والتعددية واحترام الرأي الآخر لتعززت القناعة لدى الجميع بما فيها الأنظمة الرسمية بضرورة السير باتجاه الإصلاح والديمقراطية والانتخابات الدورية ومبدأ التداول السلمي للحكم ،حيث من الضروري الالتزام بكل منظومة والقيم الديمقراطية بما فيها الانتخابات التي من الأهمية بمكان عدم التعامل معها فقط كمنصة للوصول للسلطة أو الحكم .
وعليه فإن انقضاض حركة حماس على الانجازات السابقة التي انبثقت من خلالها عبر مبدأ الحسم العسكري واللجوء إلى أدوات القوة والعنف لحسم التناقضات او الاختلافات السياسية مرة ، ومن خلال محاولات فرض سلطة الإكراه والقمع مرة أخرى أي عبر قيام القوة التنفيذية بالاعتداء على الصحفيين وحرية الرأي والتجمع السلمي والصلاة بالعراء .
إن تلك الممارسات وغيرها تؤكد ان حركة حماس لم تستغل الفرصة التي أتت لها عن طريق إعطاء نموذجاً لقوى الإسلام السياسي باتجاه الاعتدال والتعايش أي السير عبر آليات الحوار و الإيمان بالتعددية والرجوع إلى القانون أو الدستور أو رأي الناخب عند اشتداد الأزمة واستعصائها أو الاحتكام للرأي العام ...........إلخ من أدوات الحداثة والديمقراطية ، بل أكدت أنها عادت إلى أصول تكوينها القائم على نفي الأخر واستهداف القوى السياسية التي تختلف معها فكرياً والانكفاء للقضايا الثانوية في إطار تكوينة المجتمع في محاولات لفرض مفاهيم خاصة وحاكمية من طراز معين تحقق المصالح والأهداف للنخبة السياسية المتنفذة في توجه واضح يعكس شهوة الحكم والسلطة أكثر من استمرارية نهج الكفاح والمقاومة من اجل تحقيق أهداف شعبنا بالحرية والاستقلال ، أي بتأجيل الصراع الرئيسي مع الاحتلال أو تجميده نسبياً واستبداله بالصراع مع القوى ذات التوجهات الوطنية واليسارية .
إن تحويل التناقض الثانوي إلى رئيسي وتجاهل العدو المركزي المتربص بالوطن والأرض والإنسان الفلسطيني سيؤدي بالضرورة إلى حرف مسار أي تيار أو قوة سياسية والتي سيتم النظر لها بوصفها تشق وحدة الصف الوطني وترمي لتحقيق منافعها الخاصة .
صحيح ان القوى الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وكذلك إسرائيل لم تتجاوب مع المبادرات التي قدمتها حركة حماس ، حيث تم إجهاض وتقويض حكومة الوحدة الوطنية والتي انبثقت من اتفاق مكة ، وتم تشديد الحصار على الحكومة والشعب ، كما تعرضت حركة حماس لمحاولات جادة من العرقلة والإعاقة من قبل النخبة السياسية والأمنية المتنفذة في حركة فتح وخاصة ذات النفوذ بالأجهزة الأمنية حيث لم تعترف وتمارس مبدأ التداول السلمي للسلطة على ضوء نتائج الانتخابات التشريعية والتي حققت بها حركة حماس فوزاً متميزاً ، ولكن الصحيح كذلك أن حماس تجاوبت مع تلك المحاولات والمعيقات وتعاملت بعقلية من ردة الفعل أدت بها بالنهاية إلى تكرار نماذج من الحكم بعيدة عن الديمقراطية وعن احترام الرأي الآخر والإيمان بالتعددية الفكرية والسياسية ، حيث استبدلتها بآليات وأدوات القوة والإكراه والتي تمارس بحق القوى السياسية المنافسة وكذلك بحق الصحفيين والمتظاهرين والمصلين ، رغم أن مبدأ الاختلاف السياسي والتعددية وكذلك التجمع السلمي والإضراب والتظاهر هو حق مصان بالقانون الفلسطيني ، هذا القانون الذي يحكم كافة القوى السياسية بما فيها حركة حماس .
كان بإمكان قادة الحركة ان يكونوا أكثر حكمة وتبصراً وان لا يستخدموا أدوات القهر والقوة العنيفة بحق الآخر ، خاصة أنهم كانوا في اقوي مراحلهم حيث يملكون الشرعية الوطنية والانتخابية ويحظوا على تعاطف قطاعات شعبية واسعة من الجماهير ، ولكن واضح أن هذا التعاطف تبدد على ضوء الاعتداءات التي قامت بها حركة حماس على الديمقراطية وعلى أسس وتقاليد العمل الوطني والتي تعتبر تلك التقاليد ومنها رفض اللجوء للقوة المسلحة لحسم التناقضات الداخلية بوصفها تناقضات ثانوية تعتبر أسس النظام السياسي الفلسطيني ومرتكز تشكيل الحركة الوطنية الفلسطينية شأنها شأن أية حركة تحرر وطني بالعالم ، أي اعتماد مبدأ الجبهة الوطنية أو الوحدة الوطنية لدحر الاحتلال وتحقيق الاستقلال .
إن الارتداد على تقاليد العمل الوطني والديمقراطي أدى إلى وقوع الحركة في خانة القوى المتطرفة والتي تحتكر الحقيقة وتقصي الآخر وترفض التعددية السياسية وتستخدم أدوات القوة والعنف بدلا من الحوار الوطني أو اعتماد رأي المواطن عبر صندوق الاقتراع ، كما تستخدم فلسفة التخوين والتكفير في مواجهتها للحجة والرأي الآخر ، وذلك بعيداً عن تقاليد الفكر الحداثي والمعاصر المبنى على اعتماد آليات الديمقراطية والأسلوب السلمي كأداة وحيدة لحسم الاختلافات في بنية وتركيبة المجتمع .
كان بإمكان حركة حماس الاستفادة من تجربة حزب العدالة والتنمية التركي أو تحقيق نموذجها الخاص ولكن الذي يسير باتجاه الاعتدال وقبول الآخر بدلاً من نفيه وإقصاؤه .
ولكن يبدو أن الحركة لم تقرا الأمور جيداً وآثرت التصرف بعقلية من ردة الفعل والتي بموجبها عملت على إضاعة الفرصة التاريخية والتي أتت لها ولكنها لم تستثمرها جيداً ، أي فرصة إعطاء نموذجاً لقوى الإسلام السياسي منسجم مع منظومة الحداثة ، ومبنى على قيم التعايش والتسامح والتعددية واحترام الرأي الآخر .
اعتقد أن واحداً من اكبر المستفيدين من الأداء العنيف والإكراهي التي تقوم به حركة حماس في غزة هي القوى الاستعمارية الكبرى والتي تستخدم تلك الممارسات كوسيلة إعلامية فاعلة دولياً لإقناع العالم بعدم جدارة الشعب الفلسطيني بإدارة الحكم وبأن الصراع الرئيسي هو صراع بين الفلسطينيين أنفسهم وليس ضد الاحتلال الإسرائيلي هذا ناهيك عن إعطاء المزيد من المبررات لماكنة المحافظين الجدد بالإدارة الأمريكية في سياق تبرير الحرب العالمية ضد الإرهاب ، تلك الحرب التي أصبحت لا تجد من يؤيدها سواءً داخل الولايات المتحدة من خلال احتجاج ونشاط الحزب الديمقراطي إضافة إلى انسحاب دول العالم التي كانت متشاركة ومتحالفة مع الولايات المتحدة عسكرياً في غزوها للعراق ، والتي كان آخرها قيام القوات البريطانية من الانسحاب من البصرة .
اعتقد أن المجتمع العربي بحاجة إلى نموذج متسامح ومتعايش لقوى الإسلام السياسي في إطار ترسيخ قيم التعددية والرأي الآخر وثقافة الديمقراطية المبنية على احترام الحق بالاختلاف ، حيث أن هذا النموذج سيعزز فرص الإصلاح باتجاه الحرية والديمقراطية والحكم السليم .
واعتقد كذلك بان حركة حماس إذا تراجعت عن ممارستها وفي مقدمتها التراجع عن السيطرة العسكرية المباشرة في غزة وإعادة الاعتبار لآليات الحوار الوطني والديمقراطي فإنها ستكسب على المستوى البعيد باتجاه محاولة إعادة بناء نموذجاً نوعياً لقوى الإسلام السياسي .
فهل سيتعظ قادة الحركة من ذلك ويقوموا بتصحيح المسار أم أنهم سيستمروا في سياسة ردة الفعل والتعصب والتطرف واستبدال التناقض الثانوي وجعله رئيسي ، الأمر الذي إذا ما استمر فإنه سيغلق الباب على آفاق تحولهم إلى قوى إسلامية سياسية معتدلة ، هذا الاعتدال الضروري والمفيد إذا ما تحقق لتكوين الحركة الوطنية وللمسار الديمقراطي الفلسطيني .



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة أخرى عن الانتخابات والديمقراطية


المزيد.....




- بسبب الحرارة الشديدة.. ذوبان رأس تمثال شمعي لأبراهام لينكولن ...
- في جزر الفارو.. إماراتي يوثق جمال شاطئ أسود اللون يبدو من عا ...
- -قدها وقدود يا بو حمد-.. تفاعل على ذكرى تولي أمير قطر تميم ب ...
- النفس المطمئنة و-ادخلي في حب علي وادخلي جنتي-.. مقتدى الصدر ...
- مبان سويت بالأرض أو دمرت تمامًا.. مشاهد من البحر تظهر الدمار ...
- حرب غزة: قصف إسرائيلي عنيف على مختلف أنحاء القطاع وسط استمرا ...
- عملية إنقاذ ناجحة لثلاثة متسلقين بولنديين في جبال الألب
- تقليص مشاريع عملاقة بالسعودية.. هل رؤية 2030 في ورطة؟
- طهران: اتفاق التعاون الاستراتيجي الشامل مع روسيا ينتظر اللمس ...
- ستيلا أسانج تعلن نهاية -حملة قذرة- لاحقت زوجها لسنوات


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - هل اضاعة حركة حماس الفرصة ؟