الرجل الحامل

زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 625 - 2003 / 10 / 18 - 04:18
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

   يتسائل العديد من العراقيين والأخوة المتابعين للمشهد العر اقي عن أسباب قيام القوات الأمريكية بأخلاء سبيل بعض الوزراء في العهد البائد قبل أن يكتمل التحقيق معهم أو يصدر قرار بعدم كفاية الأدلة ضدهم لأحالتهم على المحاكمة ، كما يستمر الأخوة بالسؤال عن سبب قيام سلطات الأحتلال بتمكين بعض المتهمين من أزلام السلطة الهروب من العراق والأيعاز الى دول مجاورة حمايتهم ورعايتهم .
وقد بررت أدارة الحاكم المدني في العراق أن الأدارة لم تقم بتسهيل أمر هروب أحد من المتهمين سوى أنها قامت لأسباب أنسانية بتهريب النساء فقط خشية من أنتقام العراقيين من هذه النساء .
حيث تم تهريب بنات صدام الى الأردن وتم تهريب زوجته البائدة ساجدة وأبنته الصغرى حلا الى اليمن .
وأذا كان تبرير الأدارة الأمريكية أنها قامت بتهريب النساء فقط فهل أن محمد سعيد الصحاف وظافر العاني من النساء أيضاً .
ومن يدري فلربما برر الصحاف نفسه في برنامجه الممل ( حرب الصحاف ) ،  أنه ليس رجلاً ؟
وتذكرني هذه الحالة بحالة كان بطلها معلم صدام وعمه والحكيم الذي كان يستمد منه الحكمة  ووالد الثلاثي العراقي الشهير  برزان ووطبان وسبعاوي المدعو أبراهيم الحسن ، حيث كان راكباً في سيارة للأجرة قبل أن يتردى الزمان ويصبح صدام ملكاً على العراق ، وكان وباء الكوليرا منتشراً في العراق ، وقد شنت السلطة حملة للتلقيح وشرعت أوامر وقوانين تلزم أي مواطن أن يقوم بالتلقيح ضد مرض الكوليرا خشية من أنتشاره ، ولهذا فعلى أي مواطن أن يبرز في نقاط التفتيش بطاقة التلقيح ليسمح له بالسفر خارج مدينته .
في نقطة السيطرة الخاصة بمدينة تكريت طالب الشرطي الركاب بعد أن أوقف سياراتهم التي تقلهم  أبراز البطاقات الخاصة بالتلقيح ضد الكوليرا ،  فردت عليه أحد  النسوة الراكبات أنها ( حامل ) ، وبأعتبار أن الحامل لايلزم تلقيحها   فأقتنع الرجل ، وأشار الشرطي  الىابراهيم الحسن الذي بادر لأجابته بأنه ( حامل أيضاً ) ، وللحقيقة أن الرجل ظن بهذا التخريج أنه سيتخلص من ورطة بطاقة الكوليرا ، أذ ليس من المعقول أن يكون أبراهيم الحسن حامل دون باقي الرجال .
وهذه الحادثة يتندر بها أهالي تكريت للدلالة على غباء الرجل الذي كان الرئيس البائد يستقي منه الحكمة والحيلة في عمله أثناء حكم العراق .
وعزت ابراهيم من أكثر من يقع في هذه الأشكالات حين يعتبره بعض ممن لم يعرفوا عنه شيء أنه فتاة مليحة تدعى ( عزة )   ،  ويتخيلوا شكلها الجميل وظفائرها الطويلة وصدرها الناهد ، وحين يعلموا أنه يشبه الرجال في بعض الأخلاق والشكل ويتفرسوا في ملامحه يتأكدوا قطعاً نظرية المرحوم دارون في أن أصل الأنسان قرد .
وحتى أذا افترضنا أن الأدارة الأمريكية منحت النساء عطفها وحنانها وتقديرها بتسفير النساء وتخليصهن من أنتقام أهل العراق ، فكيف تجد الأدارة الأمريكية تبريراً لأخلاء سبيل المجرم
( محمد جواد عنيفص ) المسؤول عن المقابر الجماعية في المحاويل حيث تم أنتشاله من بين الآف المعتقلين في معسكر الفاو ليتم أيصاله الى قريته شمال الحلة ليختفي بعدها ، وأن تبرير الخطأ الذي وقعت به هذه الأدارة بالأسم لايقنع أحداً .

 

#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات