|
في القدس / مع بداية العام الدراسي الجديد / مدارس - سوبر - وطلاب بلا مدارس
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 2035 - 2007 / 9 / 11 - 10:57
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
.....مع بداية العام الدراسي الجديد تتكشف حجم المأساة التي يعيشها طلاب مدارس القدس العربية، ليس المدارس الحكومية وحدها، والتي تديرها بلدية الإحتلال ودائرة معارفها ، بل والمدارس الخاصة والأهلية والتي تتبع جهاز التربية والتعليم الفلسطيني، فالتعليم في المدارس الحكومية قلنا فيه ونشرنا عنه المقالات ،أكثر مقاله مالك في الخمر وقيس في محبوبته ليلى، ومن خلال صلتي في هذا القطاع وكوني رئيس لجنة أولياء أمور مدارس المكبر، ألخص لكم المشكلة بالقول، أنها أكثر من كارثية، حيث الكثير من الطلبة ليس لهم أماكن، والذي يجد له مكان بصعوبة، فيحشر في صفوف هي أقرب إلى غرف الإعتقال منها إلى صفوف تعليمية، وفي غرف ليست مجهزة ومعدة لأن تكون غرف صفيه، حتى أن الغرف الصفية للمدرسة الواحدة ، تكون موزعة على أكثر من بناية ومتباعدات عن بعضهن بشكل كبير ، مما يسبب مشكلة وإرباكاً في المتابعة والإشراف وضياعاً للوقت والجهد، وبعض المدارس بل أغلبها أصبحت تشترط في الطلبة الذين يأتون إليها من مدارس أخرى، الحصول على معدل ثمانين فما فوق، والتقدم لإمتحان قبول، وكل ذلك حتى لا يؤثر على نسبة النجاح عندها في إمتحانات التوجيهية العامة، ولكي يكون لها مبرراً عندما تنشر إعلانات التهنئة في الصف المحلية ، للتفاخر والقول بأن نسبة النجاح عندها كانت قريبة من المائة، وان لديها طاقات وكفاءات علمية وأكاديمية، وهذا يتطلب رفع الأقساط " وحلب أكثر لذوي الطلبة " أما الدور الذي لعبته في تسريب الطلبة من خلال عدم قبولها للطلبة ذوي المعدلات المتوسطة والمنخفضة ، فهذا لا تتحدث عنه ولا تتحمل مسؤوليته، حتى أن إحدى المدارس الثانوية ألزمت سبعه وعشرين من طالباتها ذات القدرات الأكاديمية المتوسطة والضعيفة، بعدم التقدم لإمتحان الدراسة الثانوية العامة، تحت يافطة التقدم لإمتحان الثانوية المهني، لكي نكتشف لاحقاً، عدم وجود توجيهي مهني وضياع إمتحان التوجيهية على الطالبات، والمشكلة هنا لا تخص مدرسة لوحدها، بل أن المدارس الخاصة والأهلية أكثر لجوءاً لهذا الأسلوب من المدارس الحكومية، وهناك مسألة أخرى يجب التوقف أمامها من كافة الهيئات والجهات المسؤولة ، ان العديد من المدارس الخاصة والأهلية، تتلقى من بلدية القدس دعماً مالياً مقابل إستيعاب الطلبة، وفي المقابل أقساطها خيالية، وفي كل سنة تفرض شروطاً إضافية على الأهالي بالنسبة للقبول، والحق يقال هنا أن أهالي الطلبة ذوي المدارس الخاصة والأهلية يلقى عليهم أعباء كبيرة في تدريس ومساعدة أبنائهم في الواجبات المعطاة لهم، والمأساة هنا أن العديد من الأهالي لا يقومون بتدريس أبنائهم في المدارس الحكومية، ليس من باب المستوى التعليمي والإلتزام والإنضباط في تلك المدارس، بل من باب " الفشخرة " والتباهي الإجتماعي، وبكل المعايير والمقاييس، فإن المستويات التعليمية بين القطاعين الحكومي والخاص، أصبحت إلى حد كبير متقاربة، وما ينطبق على القطاع التعليمي الحكومي، من حيث نقص المباني والغرف الصفية، فإنه يبدو بشكل أكثر وضوحاً في القطاع الأهلي والخاص، حتى أن إحدى المدارس العريقة في القدس، ولفترة قريبة كانت مهددة بالإغلاق، لكون السلطة لم تقم بدفع بدل الإيجار إلى صاحب الملك، والسلطة ليست فقط لا تبدي إهتماماً في القطاع التعليمي الحكومي، والتي تعتبر أن هذا الشأن لا علاقة لها به، بل أن الإهمال والقصور يطال القطاعين التعليمي الأهلي والخاص، وهناك مشكلة على غاية الأهمية ، تعاني منها مدارس القدس عموماً، وهي النقص الحاد في عدد المدرسين للتخصصات المختلفة، والمفترض لو كان هناك إهتمام جدي في هذا الجانب، أن يتم تخصيص عدد من المقاعد في الجامعات المحلية لمجموعة من الطلبة، وعلى حساب السلطة وفي تخصصات يحتاجها القطاع التعليمي في القدس، وإلزامهم بالتدريس في هذه المدارس من خلال توقيع عقود معهم، وخاصة أن الجدار ألحق ضرراً بالغاً بالقطاع التعليمي في القدس ، حيث لا يسمح لمدرسين ولا طلبة من خارج ما يسمى بحدود بلدية القدس بالتدريس والدراسة في هذه المدارس، وبما يؤشر إلى سعي الإحتلال الجدي لتدمير العملية التربوية والتعليمية في القدس، وضمن السياسة الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد المدينة المقدسة وأسرلة سكانها، وبالتالي فالتصدي لهذه السياسة وتحديداً في هذا القطاع الهام جداً ، لا يكون عبر البيانات والتصريحات والشعارات ، بل لا بد من وضع خطط ورسم إستراتيجيات ووضع حلول عملية ، تنقذ هذا القطاع من الكارثة المحدقة به، وإلا ما حدث في اللد والرملة سيحدث في القدس، فالمعطيات التي صدرت عن المكاتب الرسمية الإسرائيلية ، أشارت بشكل جلي وواضح إلى حجم الكارثة والمأساة ، عندما إعترفت لأول مرة، بأنه من كل طالبين من طلاب المرحلة الثانوية في المدارس الحكومية العربية ، يتسرب طالب ، ناهيك عن النقص الحاد في الغرف الصفية والذي لا يقل عن 1350 غرفة صفية، والمتابع لأوضاع هذه المدارس يلمس هذا بشكل بارز، حيث أن مدرسة الرشيدية الثانوية ، إحدى أهم المدارس الحكومية الثانوية في القدس، إستوعبت زيادة عن العام الدراسي السابق مائة وعشرين طالباً، وبقي العشرات على قائمة الإنتظار، دون أن تتوفر لهم مقاعد دراسية في الرشيدية أو غيرها من المدارس الثانوية، وعلى هذا المنوال قس على بقية المدارس، ليس الثانوية فقط بل الإعدادية والإبتدائية بنين وبنات ، وهذا جيش كبير من المتسربين والأمية من الطلبة المقدسيين، والذين يشعرون أن لا أحد يكترث بمصيرهم ومستقبلهم، وحالهم كحال القطاعات الأخرى، وهذا يتطلب ضرورة إستشعار الخطر والهجمة على المدينة المقدسة من قبل الجميع سلطة وأحزاب وفصائل ومؤسسات مجتمع مدني، والمسألة يجب أن لا تبقى في إطار ورش العمل واجتماعات واللقاءات وإعداد الدراسات ، فحتى ننتقل إلى خطوة عملية، يكون الإحتلال قد أجهز على المدينة المقدسة وأحكم سيطرته عليها بالكامل، ولهذا فالمطلوب من الإتحادات الشعبية، لجان أولياء الأمور، وإتحاد المعلمين العمل والضغط على كل الجهات والدوائر المختصة، من أجل الشروع في حلول عملية لهذه المشكلة التي تزداد تفاقماً يوماً بعد يوم من خلال بناء أو إستئجار مدارس تستوعب الطلبة ، وكذلك وضع سياسات محددة فيما يخص الأقساط في المدارس الخاصة ، والتي أضحت أقساطها أغلى من الأقساط الجامعية، وكذلك خوض نضال جماهيري وشعبي ضد بلدية الإحتلال ودائرة معارفها للقيام بواجباتها والتزاماتها فيما يختص بالتعليم في القطاع الحكومي .
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رمضان والناس
-
الكتابة في حقل الألغام
-
ماذا بعد إنتخاب غول رئيساً لتركيا
-
ليس دفاعاً عن أسرى48 ، بل دفاعاً عن الحقيقة
-
في ذكرى رحيل القائد الوطني أبو على مصطفى
-
شاطر .... شاطر ....
-
في بوادر حسن النوايا الإسرائيلية
-
بين سماحة الشيخ حسن نصر الله ووليد جنبلاط
-
الساحة الفلسطينية ومسلسل الجواسيس
-
القدس قبل عشرين عاماً
-
القدس هجمة إسرائيلية
-
ضيعونا ما بين غزة ورام الله
-
الملف الفلسطيني بين - لافروف - و - رايس -
-
أعراس - للفشخرة - والجاه الإجتماعي
-
دور مؤسسات المجتمع المدني في الخروج من المأزق الفلسطيني الحا
...
-
حسن النوايا / تمخض الجبل فولد فأراً
-
فلسطينياً / المطلوب توحيد الجهد المبادراتي
-
من مالكي بغداد إلى مالكي رام الله
-
لا يجوز الإستقواء بمؤسسات فاقدة لشرعيتها
-
بعد تحرير - آلن جونستون - المطلوب جمع سلاح العشائر و- طخيخة
...
المزيد.....
-
أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم
...
-
الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
-
تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
-
بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م
...
-
موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو
...
-
بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا
...
-
شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ
...
-
بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت
...
-
بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|