أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - حين يبحث -الغريق- عن قشته في -طبخة حصى-














المزيد.....

حين يبحث -الغريق- عن قشته في -طبخة حصى-


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2035 - 2007 / 9 / 11 - 08:02
المحور: القضية الفلسطينية
    


قد تكون المراهنة على " طبخة حصى " مقنعة حين تنحسر مسارات الحلم في البحث عن " القشة " التي تقي من الغرق ، ويتحول القفز في الهواء الى فن الممكن ، وتجاهل الامر الواقع سبيلا للتغلب عليه .

ولكن قساوة الراهن الفلسطيني ، وخياراته المعدومة ، لا تبرر اجترار الاوهام واعادة تسويقها .

فالوضوح في التعاطي مع " مؤتمر الخريف " الذي دخل قاموس المنطقة من اوسع ابوابه شرط للتعامل العقلاني مع شارع لم يصح بعد من خيبات مؤتمر مدريد واتفاق اوسلو وتوابعهما .

ولتجاهل هذا الشرط تبعات تغفلها بعض اوساط المحيطين بالرئيس محمود عباس في غمرة سعيها نحو خطاب سياسي يتجاوز افرازات الانقلاب الذي نفذته حركة حماس في قطاع غزة .

فالخطاب الرسمي الفلسطيني يتكئ منذ اسابيع على فرضية الخروج بتسوية سياسية من المؤتمر .

وتوحي التحولات التي ينطوي عليها الاتكاء المفاجئ بمتغيرات سياسية قادرة على فرض حلول للازمات المستعصية من خلال اجبار الجانب الاسرائيلي على تقديم التنازلات التي يحتاجها التوصل لاتفاق يفتح افاق التسوية .

الا ان هذه الايحاءات لا تقوى على التقاط انفاسها لدى مقاربتها مع المؤشرات المتداولة ، وحقائق الواقع ، واتجاهات الاحداث ، وموازين القوى .

فالاعلان الذي تضمن " مؤتمر الخريف " حلقة في سلسلة متقطعة من مبادرات اطلقها الرئيس الاميركي جورج بوش خلال السنوات التي قضاها في البيت الابيض ، واخرى اطلقها رؤساء اميركيين سابقين.

وكثيرا ما انعشت مبادرات الرؤساء الاميركيين اوهام التحرك الاميركي الجاد والمتوازن ، ورهانات الضغط على اسرائيل ، وتفهم المواقف العربية.

وفي بعض الاحيان تلازم تلاشي الوهم وتبدد الرهانات مع جلد للذات على الفرص الضائعة .

وانطوى اعلان " مؤتمر الخريف " على غموض ترك الاطراف المرشحة للمشاركة فيه حائرة حول تعريفه ،وصلاحياته ، ومدى الزامية قراراته .

وتراجعت اهمية الاعلان الى حد كبير خلال جولة كونداليزا رايس وروبرت غيتس في المنطقة حيث تبين انه في احسن الاحوال يحتل المرتبة الثالثة على الاجندة الاميركية في المنطقة بعد الملفين العراقي والايراني .

وفي ظروفها الاقليمية والدولية تحاكي الجولة التحرك الذي قام به ديك تشيني في المنطقة قبيل اندلاع حرب اسقاط النظام العراقي السابق حيث حاول القادة العرب استغلال الاندفاع الاميركي نحو الاطاحة بصدام حسين في الوصول الى تسوية سياسية للقضية الفلسطينية .

ولكن المحاكاة لا تعني التطابق ففي تلك الفترة كان للقضية الفلسطينية حضورا مختلفا على الصعد العربية والاقليمية والدولية .

و الوضع الرسمي العربي الذي تعامل معه تشيني خلال تحركه في المنطقة كان اكثر تماسكا مما هو عليه الحال لدى زيارة رايس وغيتس .

ففي ذلك الوقت عملت الادارة الاميركية جاهدة على عدم اشراك اسرائيل في مهاجمة النظام العراقي ولكن الجانب الاسرائيلي بات شريكا استراتيجيا لا يمكن تجاهله في الضربة العسكرية المحتمل توجيهها لايران .

ولا شك في ان استعادة اسرائيل لدورها الاستراتيجي الذي نحي جانبا في حرب العراق يترك اثرا على نظرة صناع القرار الاسرائيلي للعملية السلمية .

وتترافق استعادة دور الشريك في الاستراتيجية الكونية مع ضعف حكومة ايهود اولمرت امام خصومها الداخليين مما يجعلها عاجزة عن اتخاذ قرارات مصيرية مثل تقديم التنازلات اللازمة للوصول الى تسوية مع الجانب الفلسطيني وان كانت قادرة على خوض حروب اقليمية .

وهذه الحالة ليست جديدة على اسرائيل التي اعتادت خوض حروب تخلط الاوراق وتخلق وقائع جديدة للخروج من ازماتها السياسية .
وتقابل الحالة الاسرائيلية المازومة حالة فلسطينية اكثر تازما مع وصول الكتلتين الاكبر " فتح وحماس " الى حد انعدام القرة على التعايش في داخل المؤسسة الواحدة .

ومن الطبيعي ان تتيح الحالة الفلسطينية الاكثر تأزما هامشا اوسع لمناورات الجانب الاسرائيلي المازوم داخليا في ظل غياب الكوابح الدولية الامر الذي اغفله الجانب الفلسطيني تحت وطئة اندفاعه لترتيب اوضاعه وتسجيل نقاط جديدة على الحالة الانقلابية .

ولاغفال هذه الحقيقة والاستخفاف بها محاذيره على الوضع الداخلي الفلسطيني ، فمن شان الاستقواء بالمراهنة على عملية سلام كسيحة ان ياتي بنتائج عكسية ، و يمكن لتفاؤل في غير محله ان يضيف جديدا الى رصيد حجج اصحاب التفكير العدمي .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي يحترف اللعب على التوازنات
- دوامة قصور الهواء
- لهاث اللحظات الاخيرة
- حواف الهاوية
- رهينة الحلف الطائفي
- استراتيجية اكياس الرمل
- التحولات الجذرية في السياسة النجادية
- منزلق الفيدرالية
- وهم المصالحة الوطنية
- الشيفرة الايرانية
- حوارات الوقت الضائع
- حروب الطوائف
- رهائن الجغرافيا السياسية
- صيف دمشق
- سكة التقسيم
- خريف السلطة
- تحولات الغموض
- لعبة الوقت
- خطاب الانتحار السياسي
- في الازمة العراقية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - حين يبحث -الغريق- عن قشته في -طبخة حصى-