أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - مرحى لأستراليا














المزيد.....

مرحى لأستراليا


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2035 - 2007 / 9 / 11 - 11:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعيش في أستراليا قرابة النصف مليون مسلم ينعمون بحالة مثلى وفريدة من الحرية والكرامة الإنسانية والبحبوحة والتقدير والاحترام مما لم يعرفوه يوما في ممالك القهر والتجويع والتشليح والتشبيح والاستبداد. قيم المواطنة والحرية وحقوق الإنسان العظيمة التي أنتجها الغرب "الكافر"، ولم تكن موجودة يوماً في تاريخنا المجيد الطويل والمليء بقصص الحروب والتصفيات والانتقام والثارات والكراهية والحقد والبغضاء والمذابح والمجازر والعداوات المستفحلة التي لا تنتهي بنهاية التاريخ نفسه، والحمد كل الحمد لله الذي لا يحمد على استبداد وظلم وقهر سواه. ومع ذلك يبدو أن البعض لا يحلو له ولا يعرف أصلاً، كيف ينعم بتلك النعم الإنسانية العظيمة التي قدمها للإنسانية "اليهود والصليبيون أحفاد القردة والخنازير" حسب خطاب أحفاد أبو العباس السفاح والحجاج والبقية الباقية من جلادي التاريخ العربي الزاهي بأفانين القتل والتنكيل والتشنيع والسلبطة والسادية والإرهاب.

وقد خيـّرت أستراليا المتطرفين والتكفيريين ومن يحذو حذوهم، من أن لا مكان لهم في هذا البلد وأن عليهم الاندماج والقبول بتقاليد هذا البلد المضياف وإلا سيكون مصيرهم الترحيل إلى حيث أتوا إلى غابات القهر والظلم والدجل والسحر والخرافات وكهوف التاريخ المدلهمة. ويأتي القرار الأسترالي بعد أن طفح الكيل بسياسيي أستراليا وبعد سلسلة طويلة من الفضائح التكفيرية والسلوكيات المشينة والفتاوي المضحكة التي يقوم بها نجوم التطرف والإرهاب هناك وتهديد الأمن والسلم الاجتماعي في أستراليا عبر الدعوات لرفض قيم المجتمع ونبذها والتمرد والثورة عليها. ولا حاجة بنا للتأكيد على أن كثيرين من المسلمين الطيبين والمؤمنين بريئين من تصرفات أمراء الجهاد الأجوف، غير أن هذا القرار الحكيم يأتي بعد أن تفاقمت الأمور وبلغ التكفيريون في غيهم حدوداً غير مسبوقة في تحدي قيم وعادات المجتمعات التي أووا إليها هرباً من بطش أنظمتهم المستبدة والجاثمة على رقابهم، مستغلين بدناءة ولؤم بدوي، أبشع استغلال، مناخات الحرية والديمقراطية وحرية التعبير والكلام واحترام حرية وخصوصية الناس، وسيادة سلطة القانون والدساتير العلمانية وتقديس قيم المواطنة والمساواة التي لا تفرق بين إنسان وآخر.

لقد أسدى هؤلاء "اليهود والنصارى" خدمات جليلة للمسلمين الفارين من ولاة الأمر المغاوير الأبرار أبطال القهر والتجويع والحرمان والإذلال فليس من الجائز ولا من الأخلاقي في شيء مقابلة الإحسان والمعروف وإغاثة الملهوف والفار بالإجحاف ونكران الجميل، فأهم صفات المؤمن هي الصدق والوفاء، وعدم الاستماع لأولئك الجهلة الذي لا يريدون خيراً لا بالإسلام ولا بالمسلمين، ولا بالإنسانية جمعاء.

فهناك طوابير طويلة ولا نهاية لها من الفقراء والمضطهدين البائسين الذين تقطعت بهم السبل تحت رحمة جنرالات القمع والسلب والنهب المنظم، وتنتظر فرصتها الأخيرة في حياة كريمة على أبواب سفارات "الصليبيين والكفار" للخروج من جحيم السلالات المستألهة إلى جنان الحرية والديمقراطية في أحضان "الكفار". وإن استمرار البعض في إعطاء صورة مشوهة عن شعوبنا المنكوبة والمقهورة يساهم إلى حد كبير في حرمان أولئك البؤساء المحاصرين بقراقوشيات الزمان، من فرصة الخروج من جهنم هذه الأنظمة البدائية المتخلفة القهرية، ويئد نهائياً آمالهم وأحلامهم في التحرر من ربقة الأغلال نحو حياة تحمل أبسط مقومات العيش الكريم والخدمات البسيطة التي استكثرتها عليهم منظومة الاستبداد الشرق أوسطية التي لا تنظر إليهم ولا تعاملهم إلا كرعايا وعبيد وسبايا في مزارع خاصة تستغلهم وتفلح عليهم وتجوّعهم وتسرق البسمة من وجوه أطفالهم الصغار في آخر النهار وتضن عليهم بأبسط الأشياء.

والسؤال الذي يقض المضاجع، ويفج الرأس، لماذا يلجئون إلى هذه البلاد إذا كانت لا تعجبهم، ولا تروق لأمزجتهم، ويكنـّون لها هذا الكم الهائل من الازدراء والاحتقار؟ ولماذا يفر أولئك من أوكارهم فرادى ومثنى وجماعات وبالبيجامات وبقوارب الموت تحت جنح الظلام، ومن ثم يحاولون ثانية، وبكل تناحة وغباء ويباس في الرأس، إنتاج نفس ظروف القهر والاستبداد التي فروا منها عبر بعث، والتمسك بـ، والإصرار على العيش في نفس المنظومة القيمية والسلوكية والمعرفية التي شكلت تلك البيئات الجهنمية التي لا تطاق، ولا يحاولون، ولو لمرة واحدة، تجريب معنى الكرامة، والتغيير والتأقلم والاندماج مع مجتمعاتهم الجديدة والعيش كبشر أسوياء وأحرار والتخلص نهائياً من العاهات والتشوه الخلقي والفكري والدماغي الذي أصابهم وعانوا منه قروناً من الزمان. فمن لازال يحن إلى مناخات الاستبداد والقهر والتلويع والاستفشار والتفنن في دوس الرقاب فما يزال لديه خيار العودة إلى ديار الموت والاستبداد التي تحفل، وبحمد لله وفضل منه، بصنوف عجيبة وغريبة وفريدة من القهر والإذلال اليومي وامتهان كرامة الناس والتنكيل بهم ولإفقارهم وسلبهم إنسانيتهم وآدميتهم التي وهبتهم إياها الطبيعة، وترك تلك الشعوب والأمم الحرة بحالها تنعم بالحرية والعيش الكريم والرفاهية والازدهار.

إنها خطوة صغيرة، ولا بد منها، في المشوار الطويل لمحاربة هذا الوباء التكفيري السام ودحره إلى غير رجعة. فمرحى لأستراليا على قرارها الإنساني الشجاع ومسك الختام والعقبى الكبرى حين تحذو حذوها بقية عواصم النور والألق والضياء.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد محافظ اللاذقية
- المثلية الجنسية ومنع الاختلاط
- هل المثلية الجنسية عيب وعار؟
- خطر الفكر الديني
- الاتجاه المعاكس والأمن الإعلامي العربي
- هل تشفع لنا النذور؟
- بيان من أمير الجماعة الفنية
- إمارة -فنّستان- السورية
- بيان ثوري
- من قصص ولاية خازوقستان
- العصاب السوري
- فرمان من سالف الزمان
- رسالة تهنئة إلى وزير الاتصالات السوري
- الحركات الجهادية والشرق أوسطية
- وزارة قطع الكهرباء
- هل تصبح أوروبا مسلمة؟
- المتنبي وأمراء الجهاد الإسلامي
- أطباء بحدود
- حوار نضال نعيسة مع جريدة العرب اليوم الأردنية
- مافيات المعارضة السورية -2


المزيد.....




- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - مرحى لأستراليا