|
التنمية الإنسانية من مدخل علم التكوين المعرفي
محمد عبد الستارالأبيض
الحوار المتمدن-العدد: 2036 - 2007 / 9 / 12 - 10:53
المحور:
حقوق الانسان
من أجل الإنسانية ..... انطلاقا من مبدأ التنمية للبشر و بالبشر كما نص تقرير الأمم المتحدة عام 1990 و انطلاقا من مبادئ و أسس العلوم الإنسانية التي تدعو لتنمية الإنسان – بما هو إنسان – بعيدا عن الجنس و اللون و العرق و الأيدلوجيات المعقدة المعروفة . يجب علينا أن نحاول دفع الإنسان ليفكر بطريقة تحمل نمط الابتكار ليتحول فيما بعد لإبداع - الدراما الحياتية التي يعيشها – و طبعا لكي نتماشى مع هذا الفكر الذي يبدأ بمعرفة الإنسان لذاته ثم يتحول لإنسان مبتكر ثم مبدع للحياة يجب أن يمر بتسلسل المدرج المعرفي وهى نظرية علمية هامة سنتحدث عنها فيما بعد . ولنا أن نتذكر المفاجآت العلمية التالية التي قمنا ببحثها ومناقشتها فخرجنا بالنتائج التالية .
• يختلف المخ البشرى عن مخ الكائنات الحية بكثرة وصلاته و تلا فيفه اللانهائية وهو أثقل و أعقد جهاز نسبيا في أجهزة الكائنات الحية .
• { المخ } يطلق عليه الأطباء الجهاز العصبي بينما يطلق عليه في العلوم الإنسانية الجهاز المعرفي و هو الاسم الأصلي للوظيفة " فأن الجهاز الهضمي للهضم عن طريق المعدة و الجهاز التنفسي للتنفس و الجهاز المعرفي للمعرفة عن طريق الخلايا العصبية " المنتشر في كل أجزاء الجسم .
• إن الإنسان لم يستخدم حتى الآن الطاقة الإبداعية الكاملة لذات القدرة النشطة للجهاز المعرفي { المخ البشرى } الذي يقدر تكوين خلاياه بأكثر من 2بليون خلية تقريبا .
• حتى الآن لم يستخدم الإنسان سوى 5 % من قدرات العقل البشرى ( والعقل هو فعل الإدراك كوظيفة من وظائف الجهاز المعرفي كما يشير المعجم الوجيز 2000 .
• أن الجهاز المعرفي مازال في حالة انتظار لتفجير الطاقات الكامنة فيه و اكتشافها .
و الآن هل نسعى للتنمية الإنسانية الذاتية المستدامة ؟
على الإنسانية أن تتساءل و تحث البشر على السعي لإجابة متى يبدأ الإنسان في استخدام وتفجير طاقات المخ البشرى الكامنة لإبداع الحياة و الفرح بقيمتها ؟
أن الطاقات الإبداعية الحياتية للجهاز المعرفي البشرى لا حدود لها فحتى الآن لم نستخدم من إمكانات طاقة المخ البشرى سوى 5 % تقريبا في وظائف التعقل والإدراك و التميز وتكوين المعرفة و الفكرة و الاستدلال والاستقراء و الاستنباط و التركيب و التصورات و التخيلات و التصديقات ومعرفة دوافع الخير من دوافع الشر و وازع الحق من الباطل و الحسن من القبيح و مازال الجهاز المعرفي { المخ البشرى } بوصلاته العصبية و تلا فيفه الأكثر تعقيدا و المتعددة الملاين من الخلايا التي مازالت تنتظر الإنسان كي يفجر الطاقات الإبداعية الكامنة فيه . فقد توصل العلماء إلى أن المخترعين العظماء مثل " أديسون ، أينشتين " وغيرهم ممن أبدع في صنع استمرار الحياة على كوكب الأرض لم يستغل من طاقته الكامنة في الجهاز المعرفي سوى 5 % تقريبا ...... ! و نحن نزعم كمتخصصين في التعليم أن طلابنا حتى الآن لم يستخدمن عقولهم البشرية إلا في عمليات بسيطة مثل احتواء البيانات و تلقين المعلومات و تلقمها و بعض الطرق البسيطة لمعالجتها مثل تذكرها كما يفعل أبنائنا الطلاب في الامتحانات من إدخال للبيانات و المعلومات و إخراجها في صورة إجابات على الامتحان و هذا ما هو مرفوض إنسانيا فإن العلم الحديث يحث على الاكتشاف والاكتساب المعرفي الذاتي و هذا ما يسعى علم التكوين المعرفي لتحقيقه و تأكيده فعلينا أن ندفع الإنسان لاكتشاف ذاته واستعمال ميوله في التنمية وصقلها بالخبرات المكتسبة آلتي تصنع مواقف درامية ومسارات حياتية جديدة له فعند استخدام الإنسان لأحد الميول فهو يقوم بتنشيط المخ في هذه الخلية المختصة بهذا الميل فتعمل وصلاته العصبية في المخ على ربطها بمواقع الإنتاج ومواقع تكوين المعرفة الجديدة عن هذا الميل واستخدام التفكير ذا المعنى و المعرفة السابقة تشكل ركن أساسي لبناء ما يجد و تكوين معرفة حديثة عليها وتعمل الخلية على ربط الفكر بمعنى معين يجذب المعرفة السابقة من أسفل الذاكرة ومن أعماقها لأعلى عند استدعائها فتظهر وتترابط المعرفة السابقة بما يجد وتتكون المعرفة الجديدة آلتي يسعى لهل الإنسان و يستمر العطاء وتظل الخلية نشطة تجاه هذا الميل و هذا الفكر طالما ينشطه الإنسان بذاته ولن ينساه ولكن إذا أستمر فترة زمنية طويلة دون أن يفعل هذه القدرة النشطة في المخ البشرى و إعمال ميول أخرى مثلا فإنها تضمر و من الممكن أن تتلافى الخلايا هذا الميل ليحل محله ميل أخر منشط و فكر أخر تتكون محله معرفة وفكر ذا معنى جديد كما توصلنا إليه في الدراسات و الأبحاث الخاصة بعلم......................... التكوين المعرفي COGNITION المستحدث من علم المعرفة الوراثي GENETIC EBISTEMOLOGY و الذي قام بإبداعه و تنظيره العالم السويسري الفرنسي GEAN PIGET وكان على رأس الرواد و المريدين المنظرين العرب على سبيل المثال لا الحصر د / مريم سليم , بيروت ، أ / كمال زاخر لطيف , الإسكندرية الذي أضطلع بتأسيس عدد من الجمعيات الأهلية آلتي تحمل نفس الاسم و المعنى و المنهج العلمي الخاص بهذا العلم الذي يسعى لحث الإنسانية على أستخدم المعرفة كطاقة موجهه للحب و الخير و السلام و نشر الفرح بين البشر كما قال المسيح عليه السلام للناس المسرة و كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بشرو ولا تنفرو و قد نص تقرير الأمم المتحدة على أن أول ما تنشأ المنازعات و الحروب تنشأ في عقول الناس فعلينا اليوم مخاطبة هذه العقول جيدا بالأسلوب العلمي والفكري المعرفي الإنساني المبسط والسماح بالحوار البيني وعرض الأفكار الاقتصادية و الاجتماعية و الإنسانية الشابة على أرضية المجتمع العالمي عن طريق المؤسسات الأهلية التي تبرز أفكار الشباب و الدور الذي يلعبه و الاحتياجات التي يؤول لها السوق في العمل وفى الإنتاج و في الإدارة وفى الجودة فإن المنتج الجيد خلفه تسويق جيد قبله تغليف ورقابة جودة جيدة يتعاون في ذلك خط العمل المدرب المتأهب المثقف ويحيط بهم إداريون أكفاء ترعاهم قيادة ناجحة و إعلام نشط فبعد أن اضطلعت الحكومات و فشلت في تحقيق التنمية والتطوير المتكامل DEVELOPMENT للشعوب حيث أن هناك معادلة عكسية ومضطربة للتنمية و الزيادة السكانية و غيرها من المشكلات المعروفة تقضى على كل جديد في ميزانيتها وتأكل كل فائض ذاد عن حاجتها أو حاولت توفيره أو استخدامه في تجديد أو زيادة البنية الأساسية التحتية أو إنشاء مجتمعات عمرانية حديثة .لهذا جاء دور الجمعيات الأهلية لتعمل من الداخل للخارج ومن أسفل لأعلى و تعبر عن الشباب وتحدث التعاون المشترك بين الدول و تفعل المشاركة الوجدانية الفكرية التنموية البشرية المستدامة . التي تهدف إليها الأمم المتحدة كما أقرت عام 1990 على أن التنمية البشرية لها أركان ثلاثة علينا الاهتمام بهم وهم التنمية الصحية ، التنمية التعليمية ، تنمية الحالة المعيشية للفرد و في هذه المرحلة العثرة - التاريخية – آلتي يمر بها العالم .......... وقد أصبحت الانفتاحيات الكونية هي سبيل الإنسان المنتج البسيط لأنها باتت تعترض طريقة في العمل وتقف عقبة في تحقيق ما يتمناه بدلا من مساعدته وقبل أن يتعثر فيها الإنسان المثقف حيث إنها أصبحت تمس القوت اليومي من الناحية الاقتصادية فنحن نتطلع لمستوى أفضل فما يحدث في قطر يؤثر في تل أبيب وما يحدث في طهران يؤثر في واشنطن وما يحدث في كوريا يؤثر في موسكو وما يحدث في القاهرة يؤثر في باريس وما تتفق عليه الهند وباكستان يؤثر في غيرهما وما تتفق عليه دول جنوب ووسط أفريقيا يؤثر في شمالها وما في ذلك القبيل ........ فإن دول العالم ذات حلقات متصلة اقتصاديا و اجتماعيا وثقافيا وكل ذلك يدخل تحت شعار المجتمع التنموي المعرفي فكيف يكون هناك مجتمع معرفي ولازالت هناك حروب في القدس و في أفريقيا وفى أسيا فلم يبدع البشر حتى الآن إلا في عدد كبير جدا وغير محدود أو معروف من الحروب وهناك من يزعم أنه يمتلك المعرفة و يمتلك المعلومات ويمتلك البشر أحيانا . ويمتلك مفهوم السلام العالمي WORLD PEACE و يمتلك حق نشره المطلق ورغم ذلك يفشل في تحقيق مأربه غالبا ولكن ما هي الحلول المقترحة بعد هذا الحديث الذي يكشف لنا عن أسرار متباينة عن المخ البشرى وفعل إدراكه العقل البشرى وطرق تكويناته المعرفية فعلى المختصين بالعلوم الإنسانية العودة للعمل مرة أخرى بعد أن توقفن و تركن البشر ضائعين بين الحروب سنوات وسنوات و التعامل مع الأفكار الحديثة لعلم المعرفة الوراثي { التكوين المعرفي } الذي يؤكد على أن التطبيق يجب أن يبدأ من القاعدة من أسفل الهرم من الشعوب و من المؤسسات الأهلية لبناء المجتمع المعرفي لإيجاد إنسان متكون معرفيا ..... له مذهب تنموي مستدام وله ميوله البناءة .
#محمد_عبد_الستارالأبيض (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
-
11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
-
كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت
...
-
خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال
...
-
صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق
...
-
أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
-
كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ
...
-
مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
-
ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم
...
-
كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|