صائب خليل
الحوار المتمدن-العدد: 2034 - 2007 / 9 / 10 - 12:11
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
تنشغل الصحف العراقية والعربية والأمريكية والإنترنيت هذه الأيام كثيرا بمناقشات وتحليلات وتقارير عن افكار ومشاريع لخفض القوات الأمريكية في العراق، وشمل الجدال الشرطة حين اراد الكونكرس حل الشرطة وقوات الأمن العراقية باعتبارها تسجل "تقدماً مضطرباً"، فتصدت له وزارة الدفاع الأمريكية وقالت: "لا نعتقد أنه من الضروري حل قوات الشرطة" وأن "جهوداً تبذل لتحسين أدائها"، وكانوا قد وضعوا لها "مشروع إعادة تأهيل من أجل إعادة تدريب وإعادة دمج ضباط في الشرطة، على أمل التخلص من أي تقصير."
وهنا لابد من الإشادة بالموقف الحضاري المشهود للحكومة والبرلمان العراقيين حين امتنعا عن الإحتجاج او التدخل في هذا الجدل معتبرين على مايبدو ان لاعلاقة لهما بموضوعه.
حول تخفيض القوات الأمريكية في العراق قالت نيوزويك ان بترايوس ابلغ بوش انه " قد يقبل سحب نحو 4000 جندي ابتداء من كانون الثاني. أحد المعلقين الأمريكان امتدح قائلاً انه لم ير في حياته ضابطاً يؤيد خفض عدد القوات العاملة تحت امرته. لكن هذا الـ بيتريوس الرائع يفعل ذلك متجاوزاً مصالحه بغيرية غير مسبوقة، فعلينا ان نذكر ذلك له شاكرين فضله.
بيترايوس يعود ليعطي موعداً محتملاً ابعد، في آذار القادم، والناطق باسم البنتاغون يدفع الآمال ابعد ويعطي تواريخاً مشوشة فيقول:" إن تشكيل الجيش العراقي، وجعله مستقلاً، هو مشروع طويل الأجل... ولا أعلم ما إذا كان سيكون ستة أشهر، أو 12 شهراُ، أو أكثر."
بترايوس قال ايضاً ان التخفيضات قد تكون اكبر كثيراً و قد "تؤدي الى هبوط مستويات القوات الى 130 الفا!
130 الف؟.... الم يكن هو بالضبط عدد القوات الأمريكية قبل بضعة اسابيع وقبل ان يرفعوا العدد؟
في بداية حياتي في هولندا حين كنت استفسر وامحص كل شيء في هذا البلد لأعرف رأسي من رجلي فيه، سألت صاحبي الهولندي ونحن ندخل محلاً للملابس يوماً:
"وما ادرانا ان هذه "التنزيلات الهائلة" المعلنة ليست غشاً؟ من سيتأكد من ان السعر القديم كان كما يدّعون؟".
اجاب صاحبي مطمئناً:"هناك لجان تتابعهم وتقارن بين اسعار الأسبوع الماضي واسعار التنزيلات المعلن عنها".
لكني الححت: " لكن يمكنهم رفع الأسعار مؤقتاً في الأسبوع السابق لتبدو التنزيلات التالية حقيقية...اليس كذلك؟"
ابتسم وقال: "صحيح...والعديد منهم يفعل ذلك, لكن إذا لم تقتنع بالسعر، فلك الخيار دائماً ان ترفض البضاعة."
قالت الـ ( CNN) اليوم ان بيترايوس اوصى بالحفاظ على معدل الحشود الحالية وان السفير كروكر سينظم اليه في ذلك اضافة الى العديد من المستشارين العسكريين!
يبدو ان بيترايوس، وبعد ان رفع اسعاره تمهيداً لإعادتها لسعرها القديم بشكل "تنزيلات هائلة"، اغرته الأسعار الجديدة، ولم يجد مبرراً حتى لإعادة الأسعار القديمة. فعلى العكس من المبتضع الهولندي، لايملك زبائن بيترايوس لجنة لمراجعة اسعار الأسبوع السابق، والأهم من ذلك ان زبون بيترايوس ليس له خيار ان يرفض "البضاعة"!
#صائب_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟