أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - يحيى السماوي - الى الرئيس بوش : الرجاء زيادة سعر الانسان العراقي














المزيد.....

الى الرئيس بوش : الرجاء زيادة سعر الانسان العراقي


يحيى السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2034 - 2007 / 9 / 10 - 06:45
المحور: حقوق الانسان
    


كم مئة مليار دولار ، ستحصدها اسرائيل من الولايات المتحدة الامريكية ، لو أن ضحايا قنبلتي البنتاغون على هيروشيما وناكازاكي ، كانوا يهودا وليسوا يابانيين ؟ وما عدد مليارات الدولارات التي سيتحتم على حكومتي روسيا وفرنسا ، دفعها الى حكومة تل ابيب ، لو أن ضحايا الشيشان والجزائر كانوا يهودا وليسوا مسلمين وعربا ؟وما حجم المبالغ التي سيتعين على لبنان دفعها الى اسرائيل ، لو أن ضحايا مجازر" دير ياسين " و " قانا " كانوا يهودا ؟
وهل كانت الادارة الامريكية " ومن خلفها دول القرار السياسي العالمي " ستسمح باستمرار حرب الخليج الاولى ثماني سنوات متواصلة ـ لو أن الحرب كانت بين الارجنتين وبريطانيا ، وليست بين العراق وايران ؟ وهل ستتظاهر دول القرار السياسي العالمي بالعمى حين كان صدام حسين يقيم مقابره الجماعية ويبيد مدنا كاملة ـ لو أن الضحايا كانوا من مواطني النصف الشمالي من سكان الكرة الارضية ـ وليسوا من سكنة أهوار الجنوب أو كردستان العراق ؟

هذه الاسئلة ـ وغيرها الكثير ـ انتصبت أمامي من تلقاء نفسها ، وأنا أقرأ مقالا عن مؤسسة "مركز الوثائق اليهودية " في مدينة " لينز " النمساوية ، والذي أنشأه " سايمون وايزنثال " عام 1947وأخذ على عاتقه مهمة ترسيخ " الهولوكست " في ذاكرة العصر ، وممارسة شتى الضغوط على حكومات وشخصيات سياسية ومالية عديدة ، فنجح في تحصيل مئات مليارات الدولارات لاسرائيل كتعويضات عن اضرار مادية ومعنوية ، بل ، وفي تعقب ومطاردة المتهمين وإلقاء القبض عليهم ، على غرار ماحدث للمتهم الالماني " أنيجمان " الذي قام المركز بشحنه الى تل ابيب في صندوق بعد اختطافه وتخديره ..

لست بصدد التشكيك بالهولوكوست اليهودي ... فالذي أريد قوله ، هو ، إن العرب قد تعرضوا الى اكثر من هولوكوست سواء على أيدي الحكومات الاسرائيلية ، أو على أيدي الاستعمار في عصريه القديم والحديث ـ ومع ذلك ، فلم نجد مؤسسة أو مركزا عربيا يأخذ على عاتقه مهمة تذكير الرأي العام الانساني والدولي بدمائنا التي سُفحت هدرا ، وبثرواتنا التي سُرقت ، كخطوة أولى على طريق التعويض عما لحقنا من أضرار ..
وبقدر تعلق الأمر بالمأساة العراقية ، فإن ما حدث في ظل النظام الديكتاتوري ،وما يحدث منذ الاحتلال وحتى الان ، هو هولوكوست بكل المقاييس يتحمل وزر جريمته المحتل والنظام المقبور معا ـ وعساني لا أجانب الصواب إذا قلت إن النظام الجديد يتحمل هو الاخر ، جانبا من تلك المسؤولية لرضوخه الى مبدأ المحاصصة الطائفية والحزبية والقومية ، وتماهله في استعادة الهاربين من وجه العدالة ، سواء منهم الذين كانوا أدوات بطش بيد الديكتاتور ، أو الذين سرقوا وهدروا مليارات الدولارات قبل فرارهم والاقامة في دول معروفة .

نصت وثيقة الاعلان العالمي لحقوق الانسان ، على ان الناس متساوون في القيمة لمجرد كونهم أناسا بغض النظر عن العرق واللون والمعتقد .. فلماذا يتحدد سعر الانسان العراقي ، في حوانيت الجيش الامريكي ، ممن يقتـَلُ سهوا ، ببضع مئات من الدولارات ، بينما سعر الانسان الامريكي ، عشرة ملايين دولار بالتمام والكمال ـ وهو المبلغ الذي دفعته خزينة "الجماهيرية الشعبية الاشتراكية الديمقراطية العظمى " لصاحبها معمر القذافي وعائلته ؟

نتمنى عليك سيادة الرئيس جورج بوش ، إعادة النظر في سعر الانسان العراقي في سوق الهولوكوست الجديد ـ أو توصية جنودك بالكف عن القتل العشوائي ، والتمييز بين الطفل النائم في حضن أمه ، وبين الحيوان الإرهابي ـ إذ يبدو أنك لم تقرأ بعد ، رسائل د . صاحب الحكيم رئيس المركز الثائقي العراقي لحقوق الانسان ـ ربما لانشغالك بمتابعة نتائج الاجتماعات السرية التي تعقدها ادارتك مع بقايا حزب البعث العراقي لإعادة تأهيله من جديد في وقت لم يعد فيه العراق يمتلك مزيدا من الدم لتهدره في هولوكوست آخر .



#يحيى_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتحار السياسي
- أضغاث يقظة
- من دفتر الأحلام
- أربعون ألف جثة مجهولة الهوية في مقبرة النجف وحدها !!!
- ثلاث رباعيات
- رسالة ثانية الى سيادة الرئيس الطالباني : مظفر النواب ( جيفار ...
- تبريرات مشروعة
- بذور في الحقل السياسي لانقلاب جديد
- دعوة لتحليل فكر حزب البعث العراقي
- تََسَلُّق
- لماذا يريدون إسقاط حكومة المالكي ؟
- لوحة لحياة جامدة
- أمنيات قتيلة
- يا معالي مستشار الأمن الوطني
- لكي تزكي المقاومة الوطنية نفسها
- شاهدة قبر من دموع الكلمات - الى روح أمي طيّب الله ثراها -
- يا كافرا بعذابات الملايين الى عبد الرزاق عبد الواحد
- دفعا للإلتباس
- حين أصبح شقيقي شبه الأميّ مفكرا ودكتوراه فلسفة
- حيرة المتسائل


المزيد.....




- حماس تدعو للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لجلب نتنياهو و ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يوقف الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن ...
- 133 عقوبة إعدام في شهر.. تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في إيرا ...
- بعد مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت.. سيناتور جمهوري يوجه تحذي ...
- قادة من العالم يؤيدون قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الا ...
- معظم الدول تؤيد قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الاحتلال ...
- اتحاد جاليات فلسطين بأوروبا يرحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغال ...
- الأمم المتحدة: نتائج التعداد بيانات عامة دون المساس بالخصوصي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي ينهي الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن ...
- من هم القادة الذين صدرت بحقهم مذكرات اعتقال من المحكمة الجنا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - يحيى السماوي - الى الرئيس بوش : الرجاء زيادة سعر الانسان العراقي