في جو ديمقراطي بهيج , وبحضور ممثل السيد الرئيس مسعود البارزاني وقيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني , والسيد شوكت شيخ يزدين وزير شؤون مجلس الوزراء -ممثل رئاسة مجلس وزراء لحكومة إقليم كوردستان و وزير الداخلية والسادة الوزراء , ورؤساء وممثلي الأحزاب والحركات الثقافية والسياسية الكوردستانية والعراقية , وبأشراف الحاكم فاضل عباس ممثل محكمة عدل اربيل , وبمشاركة عدد غفير من أعضاء وانصار ومؤازري جمعيتنا أنهت الهيئة العامة لمؤتمر جمعيتنا جمعية الثقافة التركمانية لكوردستان العراق أعمالها بنجاح في الخامس من شهر تشرين الأول من العام الجاري ( عام تحرير العراق من العبودية والدكتاتورية البغيضة ) , وذلك في قاعة المؤتمرات بفندق دم دم السياحي في اربيل العاصمة .
استهل المؤتمر في جلسته الافتتاحية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم والوقوف دقيقة واحدة إجلالا وحدادا على أرواح شهداء الحركة التحررية الوطنية الكوردستانية والعراقية , ثم ألقى السيد نائب رئيس الجمعية كلمة رحب من خلالها بالضيوف الكرام , ومشيرا الى ابرز نشاطات وفعاليات جمعيتنا منذ تأسيسها , ومؤكدا على الدور المشرف لأعضائها في تجسيد التآخي الأزلي التركماني – الكوردي وبقية القوميات الأخرى ومساعيهم التي بذلت بهدف ترسيخ الوحدة الوطنية الكوردستانية من خلال النشاطات الثقافية التركمانية التي أولت جمعيتنا اهتماما بالغا بها , والمح أيضا الى ابرز الإنجازات التي تحققت لشعبنا التركماني في ظل برلمان وحكومة اقليم كوردستان , خصوصا الكابينة الرابعة من إتاحتها الفرصة لمشاركة التركمان فيها وتهيئتها للمناخ الديمقراطي للتركمان بغية ممارسة كافة نشاطاتهم السياسية والثقافية والإعلامية والتربوية.
ثم ألقى السيد فاضل ميراني ممثلا عن الرئيس بارزاني وقيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني الحليف كلمة تاريخية عبر من خلالها بصدق بالغ عن عمق العلاقة التركمانية – الكوردية وأصالتها موصفا هذه العلاقة بالأخوية الأزلية التي لا يمكن التنصل منها, كما أشاد بالدور الملهم لجمعيتنا في ترسيخ الأسس الثقافية والسياسية الأصيلة في أذهان التركمان , ومساعيها في توطيد وتوحيد أواصر التآخي الكوردستاني والنضال المشترك مؤكدا على ضرورة اقتداء كافة الحركات والتجمعات التركمانية الأخرى بالنهج السليم والأصيل الذي تمارسه جمعيتنا , وفي سياق حديثة أكد السيد ممثل الرئيس مسعود البارزاني على ضرورة مشاركة التركمان في المجلس الوطني الكوردستاني قائلاً " كان الأجدر بالاخوة التركمان ان يعتلوا مقاعد البرلمان الكوردستاني للدفاع عن حقوقهم القومية والمزيد من المكتسبات وهم مصانون يتمتعون بالحصانة البرلمانية التي تمكنهم وتسهل عليهم أمور المطالبة بالمزيد من المكتسبات ورفع الحيف , أسوة بالكورد والآشوريين " .
وضمن الجلسة ذاتها ألقى السيد شاخوان عضو قيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني كلمة قيمة عبر فيها بجلاء عن حتمية وأحقية حصول التركمان على كافة حقوقهم المشروعة في الاقليم والعراق , وضرورة مشاركتهم في المجلس الوطني الكوردستاني , ومطالبا جمعيتنا تعزيز علاقتها مع الاتحاد الوطني الكوردستاني وكافة الأطراف الأخرى بغية الحفاظ على المكتسبات التي أنجزت للشعوب كوردستان بعد صراع مرير وكفاح عصيب ضد النظام البعثي الشوفيني , خصوصا إزاء التحديات الإقليمية التي تسعى الى التدخل في الشؤون الداخلية لوطننا تحت ذرائع غير منطقية . وبالمناسبة ذاتها , بعثت رئاسة مجلس وزراء حكومة اقليم كوردستان برقية تهنئة متمنية من خلالها النجاح للمؤتمر , و مثمنة الدور الريادي لجمعيتنا في تعزيز أواصر التآخي الوطني الكوردستاني , ومواقفها الراسخة تجاه كافة المسائل التي تتعلق بالأمن الوطني الكوردستاني , ومساندتها الدائمة لبرلمان وحكومة اقليم كوردستان .أكدت البرقية على مواصلة دعم الحكومة لتوجهات الأصيلة للجمعية .كما تخللت الجلسة الافتتاحية إلقاء كلمات عديدة وقراءة البرقيات التي أرسلتها الأطراف الشقيقة والصديقة التي تضمنت أحقية التركمان في تحقيق كافة حقوقهم المشروعة أسوة بإخوانهم من بقية القوميات الأخرى .
وفي الجلسة الثانية للمؤتمر تمت طرح ومناقشة التقارير التي رفعتها أعضاء المؤتمر ومسؤول مكاتب الجمعية والمقترحات التي قدمت بهدف تعديل النظام الداخلي للجمعية وصياغته بشكل يلائم متغيرات العصر والمناخ السياسي الجديد للساحة العراقية بشكل عام , والتركمان بشكل خاص . وبعد دراسة مستفيضة لكل المقترحات المقدمة اقر المؤتمر النظام الداخلي الذي تم تعديله , ثم حلَّ مجلس إدارة الجمعية نفسه وبديمقراطية بالغة رشَّح عدد من الأعضاء أنفسهم لتسنم الأدوار ضمن مجلس إدارة جديد للجمعية في قائمة ضمت 16 مرشحا ممثلين لمحافظات اربيل وكركوك وبغداد وقضائي جلولاء والسعدية ,حيث صوَّت لهم 453 ناخب لاختيار 11 عضوا لمجلس إدارة الجمعية وعضوين احتياط ليختاروا فيما بينهم رئيسا لهم , وكذلك انتخاب 40 عضوا لمجلس الشورى , وبإجماع الصوت تم انتخاب الأستاذ جودت النجار رئيسا للجمعية .كما اتخذ المؤتمر المواقف التالية إزاء ما يلي ليكون منهاج الجمعية في دورتها القادمة لحين انعقاد مؤتمرها الثالث :-
على الصعيد العراقي ….
رحب المؤتمر بالتغيير الذي حصل في العراق , وعبَّر عن فائق شكره لقوات التحالف التي خلصت الشعب العراقي من ظلم وعنجهية النظام البعثي الشوفيني الذي استفرد بشكل دكتاتوري على دفة حكم الوطن لاكثر من ثلاث عقود من الزمن . وهنئ المؤتمر خطوة تشكيل مجلس الحكم العراقي الذي يضم في صفوفه ممثل التركمان , وطالب المؤتمر كافة الأحزاب والأطراف العراقية بذل جهود مضنية لاعادة الأمن والاستقرار للعراق بالتكاتف مع قوات التحالف , ومطالبا القوة الدولية تسليم الملف الأمني الى العراقيين .كما دعى المؤتمر كافة الدول الصديقة التعاون مع الشعب العراقي في أزمته من خلال مجلس الحكم لاعادة بناء البنية التحتية المدمرة للبلد , أصر المؤتمر على ضرورة صياغة دستور دائم للعراق يراعى فيه حقوق الفسيفساء القومي والطائفي والمذهبي العراقي بالتساوي , أي دستور يصون حقوق الإنسان والقوميات المتآخية , كما طالب المؤتمر أيضا الشعب العراقي الواعي الى ضرورة التصدي للمؤامرات والدسائس التي تحاك في جنح الظلام التي يقصد من ورائها تمزيق الوحدة الوطنية عن طريق زرع أفكار عنصرية مستفيدا من التعددية العراقية , واستنكر المؤتمر بشدة الأعمال التخريبية التي ترتكبها أيادي خفية ضد مصالح الأبرياء والمدنيين , كما اتخَّذ المؤتمر موقفا رافضا للتدخلات الإقليمية وخصوصا التدخل التركي في الشان الداخلي للعراق وتحت أي ذريعة كانت لان ذلك سيفقد العلاقة المتينة بين الشعب العراقي والتركي . واقَّر المؤتمر قرار الشعب الكوردستاني في ترسيخ الفدرالية نظاما لأقاليمنا ومطالبا كافة الأطراف العراقية السعي لتحقيق هذا المطلب .
على الصعيد الكوردستاني :-
جدد المؤتمر موقف الجمعية الراسخ المتعلق بضرورة توطيد العلاقة مع كافة الحركات والفصائل السياسية الوطنية الكوردستانية مطالبا إياهم التمسك والعمل من اجل تطبيق قرار الفدرالية الذي اقره برلمان كوردستان في 1992 والذي يمثل إرادة شعب كوردستان . وطالب المؤتمر كافة الأحزاب والحركات الصديقة والشقيقة في اتخاذ موقف واضح تجاه تلك الأطراف المصطنعة المعادية لآمال وطموحات شعبنا , وطالب المؤتمر المجلس الوطني الكوردستاني بضرورة تشكيل مجلس استشاري تركماني في البرلمان لإيصال صوت هذا الشعب الذي يعاني من عدم تمثيلهم في هذه المؤسسة التي تمثل إرادة كافة الشعوب الكوردستانية .
على الصعيد التركماني
قدم المؤتمر تهانيه القلبية الى أبناء شعبنا التركماني خصوصا في المناطق التي تم تحريرها مؤخرا من ظلم ودكتاتورية النظام البعثي المقبور الذي مارس ابشع الجرائم ضد ابناء الشعب خلال الحقب المنصرمة , وطالب المؤتمر منهم عدم الانصياع وراء المحاولات الضبابية والأبواق المأجورة التي تسعى الى إعادة التركمان الى الاستعباد , وطالب المؤتمر كافة الأطراف التركمانية التي تدعي الوطنية توحيد صفوفهم وتجمعهم تحت خيمة تركمانية أصيلة وتخصيص نشاطاتهم لخدمة شعبهم الذي طالما تأخر عن أقرانهم بسبب تشعب أفكار حركاتهم السياسية . وانتقد المؤتمر وبشدة الموقف اللامسؤول التي تمارسها التنظيمات التركمانية المصطنعة والتي دأبت منذ تأسيسها على السير عكس آمال وطموحات شعبنا التركماني الأصيل والغيور .
على الصعيد الثقافي والإعلامي
أشاد المؤتمر بالإنتعاش الذي لاقته الثقافة التركمانية بعد انتصارات الانتفاضة الجماهيرية عام 1991 خصوصا خلال السنوات الأربع المنصرمة حيث شهدت الثقافة و الأعلام التركماني طفرة تاريخية شجعت في إعادة بناء تلك الثقافة الحرة الأصيلة من جديد وساعد على ذلك الحرية الإعلامية التي يشهدها اقليمنا واستطاع التركمان الاستفادة من هذه الفرصة وعبر المصادر الإعلامية الثلاث ( المرئي .. من خلال الفترة المخصصة في فضائية كوردستان وتلفزيون الاقليم ) و ( المسموع .. من خلال إذاعة الحقيقة الخاصة بالجمعية والفترة المخصصة في إذاعة الاقليم وبقية القنوات الإذاعية الأخرى والتي تخصص فقرات من فترة بثها باللغة التركمانية الخاصة بالأحزاب والحركات ) و كذلك المد الصحافي الذي شهدته الصحافة التركمانية خصوصا مجلة – دوغرو – المتخصصة في الثقافة التركمانية التي تشرف على إصدارها جمعيتنا والتي استطاعت ان تجمع شمل مثقفي التركمان , وجريدة الحقيقة التي هي لسان حال جمعيتنا , وصحف تركمانية أخرى . واقر المؤتمر على ضرورة فتح قناة إذاعية تركمانية وطنية أصيلة في مدينة التآخي كركوك لتتمكن من توعية ابناء شعبنا وفق برامج ثقافية ووطنية تركمانية . إضافة الى كل ما سلف هناك انعطاف مهم في تاريخ الثقافة السياسية التركمانية المعاصرة إلا وهي استحداث مديرية للثقافة التركمانية في وزارة الثقافة لحكومة اقليم كوردستان التي تتكفل بإصدار مجلة – بارش – التي تنشر نتاجات مثقفي التركمان باللغات التركمانية والعربية والكوردية والتركية اللاتينية .
على الصعيد التنظيمي
تقرر في المؤتمر فتح مكاتب وفروع جمعيتنا في بغداد العاصمة و كركوك الحبيبة ومدن تلعفر وجلولاء والسعدية خصوصا بعد ان حاز مندوبي تلك المناطق على نسبة من الأصوات بحيث أهلتهم لنيل شرف العضوية في مجلس إدارة الجمعية ومجلس الشورى , وبهذا يفسح المجال أوسع لكافة ابناء شعبنا من ممارسة نشاطاتهم التنظيمية في هذه المناطق التي تفتقر بحق الى من يمكَنه من لمهم وتوجيههم وفق أسس قومية صائبة .
على الصعيد التربوي
أشاد المؤتمر بالدور الذي أولته جمعيتنا في تقديم عجلة التطور العلمي فيما يتعلق بالدراسة التركمانية , والجهود المضنية التي تبذلها في هذا الصدد ,وأشار المؤتمر الى التضامن القائم بين الجمعية والمديرية العامة للدراسة التركمانية التابعة لوزارة التربية في حكومة اقليم كوردستان معبرا عن رضائه بمشاركة مندوب مديرية الدراسة التركمانية في اجتماعات وزارة التربية لحكومة إقليم كوردستان وكذلك الاجتماعات التي عقدت في مدينة بغداد برعاية منظمة يونسكو بهدف تعديل وإعادة صياغة البرامج التربوية في المناهج الدراسية .
* المجد والخلود لشهداء الحركة التحررية الوطنية .
* عاش التآخي الوطني الكوردستاني والعراقي
مجلس إدارة
جمعية الثقافة التركمانية
لكوردستان العراق