معارضة السوريين لا تكون الا في "التيار"، ولا يكون" التيار" الا في معارضة السوريين. لازمة جرّب العونيون تطبيقها في عدد من المحطات، نجحت في أماكن وسقطت أحياناً.
نقاط ضعفهم وقوتهم لم تكن يوماً ثابتة. فهم يتنقلون صعوداً أو نزولاً، وهذا الأمر ان دلّ على أمر فعلى قوتهم التي لم تتوقف عن التنامي والتطور.
أقوياء في ثبات خطابهم، لم يتخلوا يوماً عن موقفهم رغم التهديد والاعتقال. وأقوياء في حركتهم الشبابية الجاهزة للنضال في الشارع من دون خوف. وهم قادرون على الانفتاح والاتصال بأي مجموعة، رغم كل الحصار المفروض عليهم. ديموقراطيون أحياناً في بلد تنقصه الكثير من الديموقراطية.
تيار حزبي قوي في بلد مات أكثر أحزابه والبقية تجلدت. مارسوا العمل الحزبي وحصلوا على جمهور تحلم كل الأحزاب الحصول على جزء منه.
حديثهم منفتح عن الموضوع الفلسطيني في مخيمات لبنان، والتحاور في شأن حقوقهم المدنية، في الوقت الذي يعتبر الفلسطيني مخلاً بديموغرافية البلد في بعض المناطق الاسلامية.
لم يتعاملوا بعنصرية مع موضوع الوجود السوري، واصرارهم على النضال الديموقراطي في مواجهة السلطة، شكّل المعاناة التي مروا بها.
أما بعض نقاط ضعفهم فهي جزء من اختلاف وجهات النظر: إصرارهم على قضية الوجود السوري من دون سواها من القضايا الثانية أي الاقتصادية والاجتماعية والجامعة اللبنانية والفساد الاداري والسرقات والمدرسة الرسمية والضمان الاجتماعي، والتي تظهر معهم كأنها ستحلّ بلمسة ساحر بعد الخروج السوري من لبنان. وكأن النضال لا يكون الا بالوقوف فقط أمام السوري ومطالبته بالخروج من لبنان.
خطأهم اعتبار ان كل من ليس معهم ليس حراً ولا سيادياً، كأنهم مدرسة في اعطاء الشهادات والتي تشبه في مكان ما أصحاب السواطير في الاتهام والتخوين. كما ان ثمة اختلافاً كبيراً بين القيادة الشبابية للتيار وبين القاعدة وخصوصاً في موضوعي الطائفية وفلسطين. ومن نقاط ضعفهم أيضاً بعض القرارات غير الحكيمة والتي تؤدي الى بقائهم منفردين في أي تحرّك (إضراب آب 2001)، وانتظارهم موافقة الجنرال على أي تحرك أو قيامهم بالتحرّك فقط لأنه طلب من الجنرال.
يريدون صورة المصلوب لقيامة الوطن، ولم ينتجوا شراكة حقيقية حتى اليوم. لكنهم أفضل حزب أو تيار أو قوة سياسية يمكن التعامل معها. يظلون واضحين ويريدون العمل مع كل الوطن من شماله الى جنوبه بكل طوائفه.
عمر حرقوص
(طلاب شيوعيون)