أنا فلسطيني ولد في يافا. وأجبرت حرب عام 1948 أسرتي على النزوح إلى غزة؛ لكنني لم ولن أتنازل عن حقي وحق أبنائي في العودة إلى مسقط رأسي، وأنا لم ولن أفوض أحدا بالتنازل نيابة عني في حقي في العودة.
أما التنازل عن طرح موضوع "حق العودة" الذي قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن المشاركين الفلسطينيين في ما عرف باتفاق سويسرا، قد قبلوا به؛ فهو تصرف شخصي ممن لا يملك حق التنازل عن حق الغير في وطنه، وهو تصرف ارفضه وأقاومه؛ وهو تصرف فئة من المنتفعين بمشروع السلطة الفلسطينية المتعجلين للتوصل إلى أية تسوية دون أن تلتزم هذه التسوية بما ينبغي أن تلتزم به وعلى رأس ما ينبغي الالتزام به التمسك بحق العودة قولا وفعلا.
لا حل للمسالة الفلسطينية ما لم يتأسس هذا الحل على مبدأ العدل. وليس من العدل أن يكون من حق يهودي لم يرتبط هو ولا أجداده بعلاقة بأرض فلسطين، أن يكون من حقه دخول فلسطين بغرض الإقامة فيها؛ بينما يمنعني قانون الظلم أنا المولود في فلسطين من العودة إليها. هذا ظلم مرفوض.. مرفوض..
وكل فلسطيني يوافق على التنازل عن حق عودة مواطنيه لفلسطين؛ هو ظالم لنفسه ولأبناء شعبه وهو محبط وخائر ويفتقد لقوة الروح ومنحاز للظلم الذي يتجسد في قيام دولة إسرائيل.. وعليه أن ينزوي عن المشهد النضالي؛ فهو ليس من المدافعين عن الحق وعن السلام الحقيقي وعن كرامة الإنسان..
فرض حل لا يقوم على العدل لن يحمل السلام ولكنه سيفرض استسلاما على الطرف الفلسطيني الذي يقف الآن في الجانب الأضعف ماديا.. لكن صاحب الحق والمظلوم هو الأقوى روحيا من ظالمه وغاصب حقه.. وإذا كنا – نحن المدافعين عن الحق والعدل والسلام الأصيل - لا نمتلك ما تمتلكه إسرائيل من قوة مادية؛ فإن هذا الواقع لا يبرر التنازل عن الحق الأهم في فلسطين وهو حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى موطنهم فلسطين؛ كل فلسطين..
نحن – الفلسطينيين - نملك الحق؛ ومن يملك الحق يملك قوة الروح..
وفي النهاية، لا بد أن تنتصر قوة الروح..
***************************
دير البلح - غزة – فلسطين
13/10/03