أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - وليمة في زمن فاسد














المزيد.....

وليمة في زمن فاسد


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 2033 - 2007 / 9 / 9 - 10:45
المحور: المجتمع المدني
    



في وليمة عمل تقليدية سألني براين العجوز الذي تجاوز الخامسة والثمانين : مارأيك في العمل ؟
قلت ُ : العمل جيد ..،فحدق في عينيّ ..وفهمت عدم رضاه على الجواب ،فأضفت ُ العمل جيد بحيث ليس لدى الإدارة أية شكاوى ...
براين العجوز وزوجته تيلا هما والدا رئيسي في العمل وصاحبا الشركة التي أعمل فيها ،وأنا أجلس معهما مع عشرة آخرين على مائدة من البطاطا الجافة والمقبلات والكثير من البيرة والنبيذ ولايمكنني التدخين حسب القوانين ،وبراين مستمرا ً بأسئلته عن العمل ومشاكله ،وأنا دائخ بورطة الكرسي الذي جعلني لصقه ..

قال براين :هل صحا ً أنت عراقي ..؟
- نعم بكل تأكيد ..
- وكيف تتشرف بذلك ؟
- لأني ولدت وتربيت هناك ،ولدي أم وأب وناس وشوارع وذكريات ...كلّها هناك ..
- وما رأيك بـ (هنا )
- أحب البلد وما يتعلق فيه من الحريات والخدمات والقوانين والتطوير المستمر ..حياة مترفة وسهلة ،وصعبة وحادة ..في آن ..

إرتسمت عل محيا العجوز بعض السعادة وأخذ يتجرع بيرته ، فتعذرته للذهاب الى بيت الراحة أو للحصول على فسحة للتدخين فلحقني جاكوب الكيني صاحب الوجه (الزنجاري ) الذي يعد نيلسون مانديلا هو نبيّه على الرغم من إنه مسلم متدين ..وهمس مالذي جرى أيها الصديق ..أرى الرجل الكبير مهتما ً بك ..

فأقترحت :فلنغير الأماكن ..،مانحا ً جاكوب فرصة التقرب من الدون الكبير ..
وقال الكيني بملأ شدقيه :شكرا لك .. أنت رجل عطوف ..عطوف جدا ..!

وحين عدت أخذت مكان جاكوب الكيني لأجلس ،فهتف براين العجوز لماذا تسرق مكان الآخرين ،عد إلى مكانك أيها اللص ّ..

قال العجوز :لماذا تهرب من رجل عجوز ثرثار ؟.
- لا.. لا ليس الأمر كما تظن ..فقد تبادلنا الأماكن ..
- أنت تكذب ،تعيش في هذا البلد ولم تتعلم الصدق ..
- لم أكذب ..لكني وددت تغيير المكان ياسيدي ..
- ولمَ..تضايقت ..

صمت ّ ُ..وأنا أجرع بيرتي ،وأفكر ،هذا رجل أسترالي في أواخر عمره ،فما الذي سأغيره ..فيه ،إن أعطيته زخا ً من الألام ،وهل يتألم ..نعم حتما ً سيتألم ،وربما سيقترح كلاما ً سمعته طوالا ً وتكرارا ً عن النفط والنساء والدين ،ثم يبدأ بإبداء تواريخ وأحداث ،ويعطف على الشرق وثقافته ، ربما ،وربتما العكس ، أخذت أنحني أمام الكأس ،وأنسلّ ُ وسط ضجيج الضحكات والهرج لأشعل لفافة أضيع مع دخانها ...

قال العجوز براين : هل تأكل الدجاج ؟
- نعم أأكله ...
- أيّ ُ نوع ؟
- أيّ َ نوع ٍ..
- الحلالّ أم الحرام ..
- الدجاج بكل أنواعة سيد براين وخاصة صدوره المنزوعة الجلد ..
- وما رأيك بطعم الدجاج الحلالّ ..أنا وتيلا نحب طعمه ،فهو يبقى بالثلاجة لأشهر عديدة ولاتمسه البكتيريات التي ُتفسّخ الأطعمة ..كما تقولون..
- وما هو شأن الدجاج الحرام ياسيد براين ؟
- هذا شأنك ..أنت الذي عليك أن تفسر الأمر ؟
- الناس يأكلون كل شيء في المجاعات حتى البشر ..
- النيوزلنديون الأصليون (الماوري ) أكلوا بعضا ً من أجدادنا ...،قالها العجوز براين وقد بدى السكر عليه ..
قلت ُ لأتركه وتيلا العجوزة ..وأذهب فرئتاي ينشدان الدخان...ثم غيرت المكان .



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقب المقدس
- قائد شرطة عراقي
- ستربتيز كيفن راد
- عود شخّاط
- الحروفي والخروفي ومابين النقطة
- العراق : يا حريمة ويا حسافة
- أمّنا الأرض مريضة ..
- المسرح العراقي في سيدني :المنطقة الصفراء تحاكي المنطقة الخضر ...
- لماذا دائما ً فلسطين ولبنان والعراق ؟
- مابين فوزي كريم وسعدي يوسف
- زمان حزب الدعوة العميل !!
- هجرة الرسول وهجرة العراق
- هوشيار زيباري في أستراليا
- المهدّيون في الجنوب
- كربلائيات غير- لطمية-... حول الأنفال
- أم صباح المندائية وأم حسين العلوية
- يمه كرصتني العكربة : للعوائل فقط
- في كمال سبتي عطلت ُ عن الرغبة
- ولماذا لايقيم الأكراد دولتهم !!؟
- حديث


المزيد.....




- قائد الثورة : اصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو غير كاف بل يجب ...
- قائد الثورة: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكيان الصهيون ...
- حملة اعتقالات بالضفة تطال 22 فلسطينيا بينهم صحفي وجريح
- هيومن رايتس:-إسرائيل- استهدفت صحافيين بلبنان بأسلحة أميركية ...
- عاجل | المرشد الإيراني: إصدار قرار الاعتقال لقادة إسرائيل لا ...
- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- هآرتس: ربع الأسرى الفلسطينيين في سجون -اسرائيل- اصيبوا بمرض ...
- اللاجئون السودانيون في تشاد ـ إرادة البقاء في ظل البؤس
- الأونروا: أكثر من مليوني نازح في غزة يحاصرهم الجوع والعطش
- الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - وليمة في زمن فاسد