فطواكي الحنصالي
الحوار المتمدن-العدد: 2032 - 2007 / 9 / 8 - 10:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مرة أخرى و كالعادة هل هلال الا نتخابات, لا ليعلن عن ميلاد زمن آخر كما يدّّعون, بل ليعلن تكريس زمن مضى ومع كل 5 سنوات يأبى النظام القائم بالمغرب إلا أن يفتح من جديد قسم المستعجلات ليدخل جسده المترهل إلى غرفة الإنعاش و يصارع قدره المحتوم إلى الزوال و يجري كل العمليات من أجل تجديد إقامته الثقلية على نفوس و قلوب و أجساد المغاربة .
ليبدأ في التقطيع و التفصيل ثم بعمليات الشفط و الإستأصال و التجميل، و هي ورشة كبرى يراد منها منح النظام اللقيط شرعية و همية وتحويل كائناته الهلامية من أحزاب و غيرها من الجمعيات المسماة "مدنية" -التي تساهم في عرس الذئب هذا- إلى صراصير تحدث أكثر فأكثر من الضجيج للتشويش ما أمكن على أي إنبعاث لفعل جماهيري واع و تؤجل إلى وقت لاحق حتمية زوال أسيادها. و في هذا الصدد تأتي جرعة الإنتخابات الهدف منها تنويم الجماهير و إلهائها و صرفها عن تطلعاتها في الحرية و الإنعتاق من القهر الطبقي المسلط على رقابها لتصبح محطة الإنتخابات حلقة جديدة ضمن سلسلة الهجوم الطبقي الحاد حيث تستعمل فيه كل وسائل التمويه و التحايل و بمكر إديولوجي يتفنن جهاز الدولة القائم في إستعراضه و هو ماض لتثبيث مخططاته اللاوطنية اللاديموقراطية اللاشعبية إقتصاديا و سياسيا و ليتمكن من إكمال المشهد الطبقي الذي يستهوي التحالف الطبقي السائد.
فعلى طول خريطة الوطن و على إيقاعات إنتخابوية, تكثر السهرات الليلية المتعددة في المدينة الواحدة في محاولة لإمتصاص الغضب الدفين للشباب المغربي خاصة و لعامة الجماهير من جرّاء الثقل اليومي الذي تعيشه بحثا عن لقمة العيش.
و علىإيقاع الصخب و العويل بكل المدن المغربية تقريبا, انطلقت فنتازيا الإنتخابات مبكرا حيث تزاوج الماركتينغ الإقتصادي و السياسي و الذي لن ينجب في كل الأحوال سوى مولودا مشوها.
فتم التعامل مع المغاربة كمادة إستهلاكية سواء تعلق الأمر بالرأسمال الذي يقوم بتصريف و تسويق منتوجه -سهرات إتصالات المغرب، باين, ميديتل... – أو تعلق الأمر بالدكاكين السياسية و الجمعوية و أجهزة الدولة التي تقوم بتسويق منتوجها السياسي "إستحقاقات 2007" فعلى سبيل المثال الظهور القوي لجمعية "2007 دبا" الممولة من ضرائب المواطنين و التي عرف القائمون عليها من أين تأكل الكتف بالنظر إلى الأموال الطائلة التي تتصرف فيها وهي تصول و تجول على طول خريطة الوطن . لكن محاولتها أكل "أمخاخ" المواطنين لم ولن تستطتيع بالنظر إلى الأرقام و النسب الرسمية التي تفضح كل الدعايات التي تراهن على إنجاح وهم " الديموقراطية و التحديث" . فكل الأرقام تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنكم مرفوضون من غالبية الشعب المغربي.
فالجماهير لفظتكم بوعيها الحسي فلتنتظروا أن تسحقكم في أي وقت عندما ستمتلك أداتها في صراعها معكم أيها الخفافيش, متصيدوا الفرص, طحالب تتصيد في الماء العكر. سيحل ذات صباح لنجدكم في غياهب التاريخ بكل أطيافكم و أجناسكم التي و إن إختلفت في الأسماء, إنطبقت في الأهداف و المواقع: أحضان النظام الدافئة, فهنيئا لكم بمدفئة ولي نعمتكم التي ستحرقكم يوما عندما ستنتهي صلاحيتكم.
و إذا كان البعظ يحسن درس الجغرافيا لأن حفظ درس التاريخ يؤرقهم و لأن الإنتهازية الجديدة ليسراوييي العهد الجديد إنفضحت للقاصي و الداني و إتضح تعارض الخطاب و الممارسة لديها لدى الجماهير فبالأحرى لدى المناضلين الشرفاء و ما عاد التبجح بمصطلحات ثقيلة من حيث المعنى و الدلالة و لكنها خفيفة و فاقدة للمعنى عندما تخرج من أفواهكم وأنتم تطلون على الجماهير البسطاء من منابر الخطابة و عبر مربع شاشة التلفزة الذي هوأكبر من حجمكم وتشنفون مسامعنا بكلمات رنانة: الديموقراطية, الحداثة, الطبقة العاملة, الفلاحين, الكادحين, النضال, الثورة ... إن الأزهار لا تنموا حول القاﺫورات, والجماهير التي تتوددون صوتها الإنتخابي طلقتكم طلاق الخلع.
وهاهي وحدها الجماهير الصامدة و مناضليها الجدريين و الحاملين بحق و عيها الطبقي تعرف أن التاريخ سيقف حتما يوما ما عند اللحظة الحاسمة ليدينكم و يلفظكم و يكنسكم كما تُكنس الزبالة و يرميكم في قمامة التاريخ بدون رجعة.
و على شاكلة قوارب الموت التي يمتطيها الشباب المغربي هروبا من وطن المهانة و المذلة )أو الهجرة الغير الشرعية كما تسمونها. فمتى كنتم أنتم شرعيون؟)
يركب البعض وهم آخر من إلتحق بطابور تسول الكراسي و المناصب و المواقع من أسيادهم ضمن الخيمة المهترئة للنظام القائم و التي ستسقط على الجميع حتما يوما ما؛ يركبون قوارب الإنتقال/المسلسل الديموقراطي المزعوم و قوارب العهد الجديد المفلس بدريعة خلق قطب يساري جديد معارض داخل المؤسسات ناسين ان هذا الخيار قد سبقهم إليه "رفاق" لهمىمند السبعينات و لم يؤكد سوى حقيقتين إثنتين: أن النظام القائم بالمغرب هو نظام تيوقراطي فاشي يستمد شرعيته من اللّه و من جهاز الدولة كأداة قمع و تأديب للرعايا. أما الحقيقة الثانية و هي أن لا بديل عن الإصطفاف إلى جانب الجماهير و توعيتها, النضال معها و إلى جانبها, تطوير أدائها النضالي و التنظيمي في أفق خلق أداتها الثورية التي ستزرع الرعب في صفوف البنية القائمة و ستزرع الأمل و المستقبل نحو مغرب إشتراكي.
قد خنتم بخزي و عار قضية النضال التي طالما إدعيتموها و إرتميتم في أحضان النظام اللقيط ووصلتم حدود التمسح على حذائه كما تفعل القطط الداجنة, وبوصوليتكم المعهودة تحتالون على إحتجاجات الجماهير و تقفزون على واقع العزوف و رفض الجماهير الحسي للمسلسل المزعوم بأجمعه و كل المشاركين فيه. إنتهازيتكم التي وصلت إلى حد الإرتزاق ستدفعكم إلى البحث عن شمّاعة تعلقون عليها فشلكم الذريع لمخاطبة ود الجماهير التي تعرف في الميدان من يناضل بجانبها و يواجه كل المخططات في الشّغل و التعليم و التي أعلن ولي نعمتكم في خطابه الأخير عن فشل الميثاق المزعوم بالملاحقات و المضايقات و الإعتقالات.
لا تثوير لإرادة الجماهير, لا تحريض يستنهض الجمهور, لا توضيح للشعارات, مفاوضات من تحت الطاولة لتلطيف الصراع. فمتى كان الإرتماء في حظيرة النظام اللّقيط واقعية سياسية و متى كان التجذّر وسط الجماهير,تحريضها, قيادة نضالها عدمية سياسية. إنها الشماتة السياسية التي أوصلتكم إلى مشيتكم العرجاء. إن هدفنا ليس الكراسي التي زحفتم وتزحفون للوصول إليها بل في تطوير وعي الجماهير و رفع مستوى وعيها السياسي و التنظيمي في أفق تحررها من واقع الإضطهاد و دك البنية الطبقية السائدة.
#فطواكي_الحنصالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟