طارق الحارس
الحوار المتمدن-العدد: 2032 - 2007 / 9 / 8 - 06:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما الغرابة في أن " تهلهل " امراة عراقية ؟ ليست هناك غرابة ، لكن الغرابة تكمن في أن أم الدكتور حسن ناظم هلهلت مرة أخرى خلال عام واحد ، إذ أنها لم تهلهل منذ أكثر من سبعة عشر عاما .
المرة الأولى التي " هلهلت " فيها هذه المرأة كانت يوم اعدام الطاغية المقبور صدام ، أما هذه المرة فحين دخل كأس آسيا بيتها .
لم تكن تحلم أم الدكتور حسن يوما أن يأتي كأس آسيا الى بيتها وأن تحتضنه وتبتسم الى المصور فرحة فرحا حقيقيا به .
هذه الأم التي أعدم لها النظام السابق ثلاثة من أفراد أسرتها فقد أعدم أحد أبنائها ( صالح ) وراح زوجها وابنها الآخر ( حيدر ) ضحية المقابر الجماعية .
تبتسم أم حسن اليوم محتضنة كأس آسيا في بيتها في الكوفة العتيقة ، أنها معجزة الرياضة التي تدخل السرور على القلوب الحزانى ، تلك القلوب التي لم تذق طعم السعادة منذ عقود فأم الشهداء التي رفعت كأس آسيا مبتسمة لم يسبق لها أن فرحت منذ سنوات طويلة .
لم تكن أم حسن لتتمكن من الابتسام للمصور ونسيان أحزانها لولا هذا الكأس – الرمز – الذي أظهر محبة العراقيين الغامرة لوطنهم ولبعضهم بعضا ، أنه الكأس لرمز التضامن الحقيقي والبديل الحقيقي ( للقائد الرمز ) .
هذه المرأة التي ظلت حزينة طوال الأعوام الماضية فرحت كثيرا حينما قرر الاتحاد العراقي تكريمها بحمل كأس آسيا الذي تمكن أبناؤها الشجعان ، أسود الرافدين ، من الفوز به على حساب منتخبات كبيرة .
أم حسن لا تختلف عن أم حيدر ، تلك الأم العظيمة التي قالت بعد سماع استشهاد ابنها المحتفل بصعود المنتخب العراقي الى نهائي كأس آسيا قالت : فدوة للمنتخب ، لم تكن لتقول ذلك لولا وجدانها الأصيل المليء بالمحبة للعراق .
شكرا للاتحاد العراقي على تكريمه هذه الأم ، أم الشهداء ، لأن هذا التكريم يعد تكريما لأمهاتنا جميعهن ، وشكرا للرياضة ومعجزاتها التي تفوقت على معجزات السياسة .
* مدير تحرير جريدة الفرات في استراليا
#طارق_الحارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟