أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بوعبيد عبد اللطيف - الحداثة العربية الممسوخة بين ازدواجية الخطاب والسلوك














المزيد.....

الحداثة العربية الممسوخة بين ازدواجية الخطاب والسلوك


بوعبيد عبد اللطيف

الحوار المتمدن-العدد: 2032 - 2007 / 9 / 8 - 10:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أنطلق من إشكال جوهري لماذا الفكر الحداثي لم ينتشر في العالم العربي بينما الفكر الديني السلفي يكتسح جماهير شاسعة ؟
تعددت أسباب نكسة الفكر الحداثي في العالم العربي والتي عبرت عنها ولسنوات عديدة ومند النهضة العربية مجموعة من التيارات الفكرية والسياسية و رغم أن هذه التيارات كانت تعانق لفترة تطلعات الجماهير وتصبو للتغيير لكنها لم تصمد طويلا أمام مجموع الإكراهات التي فرضت عليها, كالحكومات العربية التي أجهضت جميع تلك المشاريع الفكرية النهضوية بتكريس الهاجس الأمني بدلا من تكريس الديمقراطية وكذلك تنامي التيارات الإسلامية التي أصبح خطابها يتناغم مع عقليات القواعد الشعبية المتطلعة للتغيير لكون هذه القواعد لم تستوعب الخطاب الحداثي لأسباب عدة منها أننا عندما نقلنا التقنيات الحديثة لم ننقل معها الفكر الذي أنتجها الشيء الذي وضع مسألة الهوية والخصوصيات الثقافية موضع التساؤل لدى المواطن العادي الذي لم يجد إجابات شافية إلا ضمن الخطاب السلفي الذي يتلقاه بشكل تلقائي نظرا للتنشئة الاجتماعية . الطرح الذي سأحاول أن أوضحه ضمن هذا المقال وهو كون أن الفكر الحداثي بشكل عام ليس لديه فقط أعداء من الخارج كما يعتبر العديد من المفكرين بل لديه أعداءه من داخله وهم مجموعة من الأفراد يدعون الحداثة والعلمانية وحرية الفكر والعقلانية وما إلى ذلك من النعوت التي يصفون بها أنفسهم بينما لازالوا يعكسون مجموعة من السلوكيات الذي لا تمث للحداثة أو العقلانية التي يتبجحون بها بشيء, فتراهم من جهة يدافعون عن حقوق المرأة على مستوى الخطاب لكن على مستوى السلوك لازالوا يكرسون الهيمنة الذكورية والوصاية على زوجاتهم وأخواتهم, أو يطالبون بتطبيق الديمقراطية بينما عند ممارستهم للسلطة فهم أول من ينتهك تلك الديمقراطية وهذا أمر عادي جدا لطبيعة التنشئة الإجتماعية المزدوجة بين خطاب ديني موروث وخطاب حداثي لا زال لم يستوعب جيدا أو يناشدون بحرية الاعتقاد ولا يتوانون عن التهجم المجاني والتافه على الدين لأنهم لا يميزون بين الدين والتدين أو بين السلوكيات الدينية والاعتقاد الديني؛ مجموع هذه الخصوصيات لبعض المتعلمنين تعيد الصراع الفكري التاريخي بين من الأقوى في التأثير الفرد أو الجماعة؟.
إن مطالبة محمد أركون المهمة جدا والتنويرية بتطبيق التحليل الهيرمونيطيقي على النصوص القرآنية والتي لم تجد صداها وللأسف في العالم العربي الإسلامي للأسباب التي أشرت لها أعلاه هي دليل على الفكر الحداثي العلماني المتنور الذي لم يستوعبه إلى جانب التيارات الإسلامية أولئك الذين ألقبهم بالمتعلمنون الجدد أعداء الحداثة من الداخل لكونهم يعتقدون أن العلمانية والعقلانية أو الحداثة بشكل عام هو اقتباس بعض النظريات الغربية وتطبيقها وتحويرها خطابيا بالتعرض بالنقد المجاني الذي لا يستحضر مجموعة من المتغيرات كالمتغير التاريخي أو الاجتماعي أو النفسي لأفراد, خاصة التعرض إلى الأديان بدون احترام معتقدات الآخر رغم أنهم يجهرون ويطالبون هم أنفسهم بحرية الاعتقاد ويطالبون الآخر بتبني ذلك التصور وبذلك يمارسون نوعا من التناقض بين خطاب يتبنونه, تلقوه ولم يستوعبوه بشكل كلي وشامل؛ لم يرقى لديهم إلى مستوى ثقافة سلوكية في حياتهم اليومية وبين سلوك تقليدي يفرضه انتمائهم إلى جماعة لها تصورات خاصة مغايرة, فلا غرابة إذن أن نجد أفراد يناشدون بالعقلانية ويمارسون عكسها هؤلاء المتعلمنون أعداء العلمانية تجدهم لدى اقتباسهم تلك الأفكار يتعالون على المجتمع كأنهم امتلكوا الحقيقة القطعية وأن المتدينين متخلفون وجاهلون, يؤكد اركون نفسه أن خطابه لم يستوعب من طرف الأفراد الدين يدعون أنهم علمانيين كمثال في حديثه عن الخطاب القصصي للقرآن والذي تمت ترجمته إلى الخطاب الأسطوري للقرآن رغم أن الترجمة الحرفية لنصه بالفرنسية يحيل مباشرة إلى الأسطورة وليس القصص, إن النقد ضرورة لا بد منها لكن ليس كما يتبنونه أولئك المتعلمنون الذين يشوهون الحداثة والفكر العلماني أو العقلاني بسلوكياتهم. إن الهدف الأساسي من جميع عمليات النقد الحداثي للأديان هو جعل السلوك الديني وحرية الاعتقاد مسألة فردية تخص الفرد وحده وعلاقته بما يعتقد به.
إن النقد المتطرف لنفي الآخر باسم الحداثة و العلمانية و العقلانية وحرية الفكر لا يعدو أن يكون انعكاس للوجه الآخر للتطرف الديني الذي نحاول محاربته.



#بوعبيد_عبد_اللطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلادة المقال أو مقال البلادة في نصوص أمل عبد الله
- مهلا إبراهيم القبطي, ماغي خوري, كامل النجار....
- القراءة بين تحقيق المتعة وإبدال جهد فكري وذهني.
- ارهاصات فلسفية: المسؤولية
- ارهاصات فلسفية: العمل والابداع
- انتصار الجهل
- أنا, أنا وأنت, أية علاقة؟
- الموت: الوجود الذي لا ننتمي إليه
- مشاهد


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بوعبيد عبد اللطيف - الحداثة العربية الممسوخة بين ازدواجية الخطاب والسلوك