أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - فجر يعقوب - سبات تلفزيوني














المزيد.....


سبات تلفزيوني


فجر يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 2030 - 2007 / 9 / 6 - 05:08
المحور: الصحافة والاعلام
    


في إعلان تلفزيوني مصور تبثه فضائية عربية نشاهد مجموعة من الشباب اللاهين وهم يلقون بجهاز تلفزيون من نافذة عالية وذلك بعد أن وجدوا ضالتهم في الشراب الغازي الذي يعينهم – كما يفترض- على تحمل ضجر أيامهم، أو أيام ضجرهم. فما من فرق هنا، طالما إن التخلص من التلفزيون لا يكون بسبب عداوة مبيتة ضده، بمقدار ما يعني ذلك لهم سعادة لا توصف، وهم يحصلون على «مبتغاهم» الغازي.

يستمر المسلسل الاعلاني في حلقة ثانية، اذ سرعان ما نجد المجموعة ذاتها وهي تركض في عرض الشارع وراء سيارة جمع القمامة لتلقي بجهاز التلفزيون فيها.

ثمة حيرة هنا، مع ما يعكس هذا الاعلان من «ثقافة» فيها تحد، على رغم كونها ملتبسة وقاصرة، لأن جهاز التلفزيون لا يعكس أي صورة، فهو مطفأ... ولأن المجموعة تضحي به لقاء شراب. لذلك لا يمكننا القول إن هذه المجموعة، وقد اجتمعت على لهو وصخب، تتحدى ثقافة تلفزيونية عمومية، بقدر ما يشكل موقفها في الحالين من انشداه نحو تعزيز قيم استهلاكية هي سائدة ومعززة، ولها ما يؤكد حسن استيطانها في حياتنا.

تحار مرة أخرى في طبيعة المحاكمة العقلية التي ستجريها لهذا الاعلان مع ما يمثله من «ثقافة» قد يعجز المرء في توصيفها أحياناً، ولكنك تعرض لها مع مجموع ما تراه من ملايين الصور التي تبث يوميا عبر الفضاء، وتتذكر إنه بوسعك أحياناً أن تهرب من هذه «الفئة السعيدة» التي غدرت بالتلفزيون وأهله من باب العبث. تهرب ولكن إلى أين؟

في فضائية «نورمينا» الأردنية، تجد ضالتك في الصوت الذي ينبعث صباحاً في شكل يومي، وعلى مدى ثلاث ساعات. هو صوت ملائكي يخترق الأزمنة كلها دفعة واحدة، ويخفف عنك غلواء هذه الليالي القائظة. وتسعد لأنك لست مضطراً لتلقي بجهاز التلفزيون الذي يخصك من مكان سكناك العالي... وتبتسم لأنك لست مضطراً لتركض وراء سيارة من أي نوع. يأخذك الصوت في رحلة لا تستعاد، وتقول في سرك إن الدنيا لا تزال بخير. وما إن تفتح عيناك بعد غياب طوعي عن الصحو حتى تكتشف إن هناك ما يعكر على صوت السيدة فيروز، وتقلق لأن رسائل الهواتف النقالة تملأ ثلثي الشاشة تقريباً، وتصاب بالرعب عندما تتخلف عن سماع الصوت الذي تنحني له أعمدة بعلبك في كل زمان ومكان، وتبدأ بقراءة نماذج من هذه «الأساطير» الجديدة:

«كوكو طبشني طنشني بوسني واعمل شو مابدك بس جيبلي – غ – سألتك حبيبي» – «مهو كل من أركى دلالة نديم إلي ماله فزعة لافارس ولاكريم .... تفضل قهوتك» – «عاااجل رررراعية اااالهمر مبرووووك ااالبيبي.. صديقاتك « - « دخ حبوب صباحك تفاؤل».

تغرق في سبات تلفزيوني، وتعود بذاكرتك إلى الاعلان المؤلف من حلقتين، وقد أصبح قديماً جداً، ومن زمن بائد، الى درجة أنك تحس به كما لو أنه يعيش في ذاكرة أخرى لم تعد تقيم بيننا..!!



#فجر_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيلو تمر من أجل الجنازة
- سنوات البراءة
- ناس الغيوان والفضائيات
- رشيد مشهراوي يقتفي أثر الغائب في (أخي عرفات):حين تصبح الذكري ...
- الدراجة النارية في السينما:نزوات السائق في مقدمة التابوت الط ...
- الأقمار بعد الحرب في -فلافل-ميشال كمون:القتل في المخيلة
- فيلم سوري ينتصر للشعر ضد السينما
- همبورغر عراقي في معسكر قوة التحمل الأميركي
- الشقيقان جلادو على متن التابوت الطائر
- أفواه وأرانب
- صنع الله ابراهيم يستسلم لروحانيات الآلة الكاتبة
- تلك القائمة
- الصورة الانكشارية
- في فيلم رشيد مشهراوي الجديد
- انفلونزة كونية
- دمشق في السينما
- الماكييرة الصلعاء
- الصورة أصدق انباء من الكتب
- عنف أقل
- وجوه معلقة على الحائط للبناني وائل ديب:الغائب الذي يعذبنا با ...


المزيد.....




- تحليل للفيديو.. هذا ما تكشفه اللقطات التي تظهر اللحظة التي س ...
- كينيا.. عودة التيار الكهربائي لمعظم أنحاء البلاد بعد ساعات م ...
- أخطار عظيمة جدا: وزير الدفاع الروسي يتحدث عن حرب مع الناتو
- ساليفان: أوكرانيا ستكون في موقف ضعف في المفاوضات مع روسيا دو ...
- ترامب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي لأنها توقعت فوز هار ...
- بسبب المرض.. محكمة سويسرية قد تلغي محاكمة رفعت الأسد
- -من دعاة الحرب وداعم لأوكرانيا-.. كارلسون يعيق فرص بومبيو في ...
- مجلة فرنسية تكشف تفاصيل الانفصال بين ثلاثي الساحل و-إيكواس- ...
- حديث إسرائيلي عن -تقدم كبير- بمفاوضات غزة واتفاق محتمل خلال ...
- فعاليات اليوم الوطني القطري أكثر من مجرد احتفالات


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - فجر يعقوب - سبات تلفزيوني