أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - هل سيطفئ برد فنلندا القطبي نار الصراع الطائفي في العراق ؟














المزيد.....


هل سيطفئ برد فنلندا القطبي نار الصراع الطائفي في العراق ؟


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 2028 - 2007 / 9 / 4 - 10:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مع تدهور الاوضاع الامنية في العراق ، وتعثر الحالة السياسية ، وبروز الازمات بشكل متعاقب، برزت الدعوات لتدويل الازمة العراقية ، واعتبر كثيرون ان تصويت مجلس الامن الدولي مؤخرا لصالح قرار يمنح الامم المتحدة دورا سياسيا موسعا في العراق لتعزيز المصالحة بين طوائفه المتناحرة والحوار مع دول الجوار ، يأتي كجزء من هذه الدعوات . فنلندا البلد الصغير ( 5 ملايين نسمة ) المرمي على حافة القطب الشمالي ، رغم شتاءها الطويل البارد ، ونهاراتها القصيرة ، الا انها احتلت مكانا بارزا في الصراعات السياسية العالمية ، منذ ايام "الحرب الباردة" والصراع بين القطبين المتناحرين ، الامريكي والسوفياتي ، وعملت لتكون وسيطا على الحياد ، ومن هنا كانت المكان المناسب لعقد اتفاقية اتفاقيات هلسنكي ، التي توصل إليها "مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا " خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين ، حيث ضمنت تعاونًا مُتزايدًا بين دول شرق أوروبا وغربها ، وتوج ذلك بتوقيع كندا، والاتحاد السوفييتي (سابقًا)، والولايات المتحدة الأمريكية، و32 دولة أخرى معظمها أوروبية على الاتفاقية الرئيسية في العاصمة الفنلندية هلسنكي ، وذلك في الاول من اب 1975 ، الاتفاقية التي لعبت دورا بارزا في الحفاظ على السلام العالمي . هذه المرة ، تريد فنلندا ان تاخذ دورها ، في تهدئة الازمة السياسية في العراق ، وجاءت الدعوة للحوار والتفاهم من منظمة " المبادرة لادارة الازمات " (Crisis Management Initiative) ، وهي منظمة فنلندية ، مستقلة ، مقرها العاصمة الفنلندية ، هلسنكي ، وتتمتع برعاية معنوية ومادية ، من الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة الامريكية ، ويسجل لهذه المنظمة انها نجحت في جمع اطراف النزاع في اندنونسيا الى طاولات مفاوضات ، في مفاوضات استمرت لفترة خمس جولات مضنية ، وانتهت في 15 اب 2005 بتوقيع اتفاق حدد انهاء الصراع بين المعارضة المسلحة والحكومة الاندنونسية ووضع حدا لمخاطر نشوب حرب اهلية في البلاد . منظمة " المبادرة لادارة الازمات " ، والتي تعرف في وسائل العلام ، بمختصر اسمها (CMI) ، والتي تؤمن باهمية معالجة الازمات من خلال الحوار وتؤمن بالترابط بين الامن والتطور الاجتماعي الحضاري ، اسسها عام 2000 ، ويرأسها حاليا ، الرئيس الاسبق مارتي اهتي ساري ، وذلك بمجرد انتهاء ولايته لرئاسة الجمهورية الفنلندية ، والتي بدأت بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 1996 . والسيد اهتي ساري ، من الزعماء التقليديين للحزب الديمقراطي الاجتماعي الفنلندي ، وهو معروف للعراقيين بشكل جيد، فقد كان مبعوث الامم المتحدة الخاص الذي زار العراق ، بعد طرد قوات صدام حسين من الكويت ، واطلع على حقيقة الدمار الذي الحقته قوات الولايات المتحدة الامريكية بالبنى التحتية للعراق ، وقدم تقريره الى الامم المتحدة ( نشر في حينه في طريق الشعب ) ، والذي انتقد فيه بشدة سياسة الولايات المتحدة الامريكية ، واشار الى ان اعمالها العسكرية في العراق تعدت حدود طرد قوات صدام من الكويت . والرئيس اهتي ساري ، الذي يحتل حاليا موقع المبعوث الخاص للامم المتحدة لحل الازمة في كوسوفو ، سوف لن يحضر اللقاء المرتقب بين السنة والشيعة من العراق ، الذي سيعقد في فنلندا مطلع ايلول القادم ، وحيث اعلنت وزارة الخارجية الفنلندية انها لن تكون طرفا رسميا في اللقاء ، رغم مباركتها له . التلفزيون الفنلندي في نشرته الصباحية ليوم 22 اب 2007 ، اذاع خبر اللقاء المرتقب ضمن نشرته الاساسية الصباحية ، وكان ايضا الخبر الاساس في صحيفة ( هلسنكي سانومات ) اكبر صحف البلاد (توزع 3 ملايين نسخة ) والقريبة الى المصادرالحكومية ومراكز صناع القرار . واشارت التقارير الاعلامية ، الى ان الاجتماع سوف لن يحضره اي مسؤول من الحكومة العراقية * ، وسيقتصر على مشاركة برلمانيين وبعض القادة الحزبيين ، من السنة والشيعة ، وبدون اي مساهمة من الجانب الكوردي، وسيكون اللقاء على شكل حلقة دراسية للتفاهم ، اكثر منه لقاء مفاوضات ، ومن اهدافه التعرف على تجارب الاخرين ، عبر محاضرات ستقدم عن نزاعات مماثلة في شمال افريقيا وشمال ايرلندا . ولا اعتقد ان اللقاء سينجح في ايجاد حلول للازمة السياسية في العراق ، لكون اللقاء لا يشمل كل اطراف النزاع في القضية العراقية ، ولكون اللقاء اسأسا ينظر الى الازمة العراقية من باب الصراع الطائفي بين السنة والشيعة ، ويلغي كل اسس الصراع ومكوناته الباقية ، وايضا لكون المساهمين في اللقاء بالاضافة الى كونهم كما هو متوقع من الاطراف الثانوية ، وغير الاساسية ، فهم سوف لن يكون بامكانهم التاثير على اصحاب القرار في الصراعات الدائرة داخل العراق باسم الطائفة في حين ان الاساس الحقيقي لهذه الصراعات هو من اجل السلطة والمصالح والثروة ، هذا من غير ان اللقاء المرتقب سيكون لقاءا مغلقا ، بدون اي شفافية ، حيث لا يسمح بالدخول اليه حتى للصحفيين ، وسيكون بدون مساهمة ما من ابناء الجالية العراقية المقيمين في فنلندا ، حيث لم يعلن بعد عن طريقة ما لمساهمتهم ونوعها ان وجدت . السيدة ماري يارفا من منظمة " المبادرة لادارة الازمات " ، قالت لنا ، في حديث هاتفي ، ان كل هذه الاجراءات الصيانية المتشددة ، وعدم ذكر اي معلومات عن اسماء ومكان وتأريخ اللقاء ياتي في اطار الاجراءات الامنية المشددة بسبب الاوضاع الامنية في العراق ، وهي تعتقد ان اللقاء سيكون مناسبة جيدة لتبادل وجهات النظر . وهكذا ، وبغض النظر عن عدد ونوعية مواقع المساهمين في اللقاء ، لكن ثمة سؤالا يبرز امام المتابع والمواطن العراقي المنتظر لنتائج اللقاء المرتقب : هل سيتمكن برد فنلندا القطبي ، في تهدئة نيران الصراع بين الخصوم ؟ نأمل ان اللقاء سيساهم في تعليم المتحاورين شيئا من فن الحوار بالكلام والحجج بدلا من الحوار بالبنادق والهاونات ؟؟

سماوة القطب
22 اب 2007



* ملاحظة متأخرة : اعلن مؤخرا ان السيد اكرم الحكيم ، وزير الحوار الوطني في الحكومة العراقية الحالية ساهم في الاجتماع المذكور .





#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتل الأيزيدي والمشي بجنازته !
- شئ من تأريخ -عوعو- والرياضة العراقية !
- حكاية قلب طاف بين أروقة المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي
- من اجل ان ينال كل المجرمين المشتركين في جرائم الانفال جزائهم ...
- فضائية الفيحاء وما جاورها
- على حافة الشعر : بطاقات أنصارية لميلاد الحزب الشيوعي العراقي ...
- جاسم الحلوائي في رؤيته للحقيقة ! 3 3
- جاسم الحلوائي في رؤيته للحقيقة ! 2 3
- جاسم الحلوائي في رؤيته للحقيقة ! 1 3
- محمد حمام القلب اليساري !
- العراق في فلم وثائقي في التلفزيون الفنلندي
- على هامش أحوال الثقافة العراقية !
- أوراق عائلية 4 : أنا وزوجتي والشهداء
- نحو المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي : هل يجوز أن ...
- تداعيات عند باب العام الجديد : حكايتي مع - الخنزير الصيني - ...
- هاجس عن العراق الذي نعرفه !
- سر القبور الجماعية المكتشفة في فنلندا ؟
- رسائل الاطفال الفنلنديين الى رئيسة جمهوريتهم
- اطفال الانفال 8
- نيكاراغوا ودروس نضالية جديدة


المزيد.....




- عائشة كاي ممثلة سعودية- كندية تلفت الأنظار في -شارع الأعشى- ...
- ترامب: أجرينا محادثات مع حركة -حماس- ونساعد إسرائيل
- -الخيار واضح-.. الدفاع السورية توجه رسالة لفلول النظام الساب ...
- بوتين: سنختار صيغة السلام الأنسب لنا
- ترامب يشكك في استعداد أعضاء -الناتو- للدفاع عن الولايات المت ...
- ترامب يرد على ماكرون بعد عرض الأخير توفير مظلة نووية فرنسية ...
- رمضان يفاقم معاناة سكان غزة
- الحكومة اللبنانية تقر موازنة 2025
- سوق الأسماك في طرابلس.. عراقة بروح العصر
- الجزائر تطلب توضيحات من فرنسا بشأن مناورات مغربية فرنسية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - هل سيطفئ برد فنلندا القطبي نار الصراع الطائفي في العراق ؟