|
بدايات الغربة /13
محمد علي الشبيبي
الحوار المتمدن-العدد: 2028 - 2007 / 9 / 4 - 08:54
المحور:
سيرة ذاتية
بعد تدهور الأوضاع السياسية في العراق، عقدت اللجنة المركزية أجتماعها الكامل في 10 مارس 1978، أنتقدت فيه بشدة سياسة التبعيث القسري وممارسات الأجهزة الأمنية ومعاداة العراق لبعض الدول العربية وخاصة اليمن الديمقراطي وسورية، أضافة لسياسة الدولة في عملية التعريب الجارية في المنطقة الكردية والتطبيق السيء والمشوه لقانون الحكم الذاتي. كان رد فعل سلطة البعث زيادة هجومها العنيف، وبادرت صحيفة الراصد وبتوجيه من الأعلام السلطوي بشن هجوم قوي على أجتماع اللجنة المركزية وعلى سياسة الحزب. وللأسف كان موقف الحزب لا أباليا ولم يصدر منه أي رد على هجوم الراصد الوقح والمتمادي، ولم تواصل اللجنة المركزية عمليا في وضع نتائج أجتماعها موضع التطبيق، وبأشراف الأجهزة الأمنية والأعلام الحكومي البعثي تم طبع كتاب (أضواء على الحركة الشيوعية) بأسم مستعار للنيل من الحزب وزعزعة ثقة القواعد بقيادته. وأخذت الحملة الشرسة ضد الحزب بالتصاعد والتخطيط المنظم، وأختلف توقيت شراستها من مدينة لأخرى وحسب متابعاتي وأعتقد أن هذا ماحصل فعلا فأن الحملة بدأت بمناطق الجنوب وشمال الوطن. وليؤكد البعث إصراره في سياسته بالأنفراد في الحكم ومعاداته للقوى الديمقراطية وعدم أهتمامه لملاحظات وأنتقادات (حليفه) توج حملته هذه باصدار حكم الأعدام في 18/5/1978 بحق كوكبة مناضلة من الشيوعيين وأصدقائهم. كنت قبل أتصالي بالرفيق عادل حبه على أتصال برفيقي (ص.ح) وللأسف لم تصلنا من المنظمات الحزبية القيادية صورة واضحة ودقيقة عما يجري من ممارسات بحق رفاقنا وأصدقائنا في مختلف المدن العراقية، وأفضل المعلومات التي تصل للقواعد تتحدث عن توجهات معادية وصراعات داخل حزب البعث عن توجهاته (التقدمية والجبهوية) وأن مايحدث هو نتاج هذه الصراعات، بهذه الصورة الغير الدقيقة والمبسطة كانت تصل بعض التحليلات للقواعد. بينما أثبتت الأيام وما كتب عن هذه الفترة هو التراجع الواضح والأرتداد في سياسة البعث مع سيطرة عصابة صدام حسين على مقاليد الحكم بعد تصفيته العناصر المعيقة لأنفراده بالسيطرة. مقابل ذلك لم يكن موقف الحزب بالمستوى المطلوب والتردد أصبح سمة مميزة لسياسة الحزب ، والبعض تعكز على مقولة يمينية بدعوى الحرص على التحالف وضرورة عدم أستفزاز البعث، وأعتقد أن كل هذا التخبط في سياسة الحزب حدث بسبب تأثير بعض العناصر اليمينية في قيادة الحزب، وأنخداع البعض بشعرات وطروحات البعث البراقة. وأنعكس عدم الوضوح في المنظمات القاعدية والتي أوضاعها هي أنعكاس لما يجري في قيادة الحزب بسبب عدم الأنسجام فيها والفهم الخاطيء لما يجري وأسبابه، ولذلك لم تكن مهيأة لأتخاذ القرارات الصائبة والسريعة بما يتناسب مع سرعة الأحداث لتجاوز الهجمة الشرسة وتداعياتها والحفاظ على التنظيمات الحزبية. وكنت أسمع بمواقف متباينة في كيفية مواجهة أبسط القرارات البعثية، وأقصد به قرار التبعيث، وحتى مسألة هجرة الرفاق الى مناطق آمنه لم تكن مدروسة ومخططة، والتراجع صار عشوائيا وغير منظما، مما سبب أرباكاً في عمل جميع المنظمات في الداخل، حتى وصل هذا الأرباك لبعض منظمات الخارج. كانت حملة التبعيث القسري جارية على قدم وساق في الجامعات والمدارس ، وأسمع عن طريق الأصدقاء معلومات مختلفة عن الأساليب المتبعة من قبل مكاتب حزب البعث في المؤسسات التعليمية لأستحصال تعهدات من الأساتذة بعدم أنتمائهم لأي حزب غير حزب البعث وإلا سيتعرض الأستاذ لعقوبة وفق المادة 200، وكان الكثيرون يجهلون ماتنص عليه هذه المادة، وأذا رفض الأستاذ توقيع التعهد يتعرض للأعتقال والنقل بعيداً عن عائلته. وهذا ماتعرض له زوج شقيقتي فاروق العزاوي وكان مدرس لغة أنكليزية في أحدى مدارس بغداد، ولما رفض توقيع التعهد تم نقله الى معمل طابوق في محافظة العمارة ويبعد عن مركزها أكثر من 30 كلم، ولما وجدت أجهزة الأمن صموده وتقبله هذا العمل قررت أستدعائه وربما أعتقاله بتهمة مفتعلة فقرر الأختفاء ومغادرة الوطن!. خلال لقاءاتي بالرفيق عادل حبه كان يحدثني عن تدهور الأوضاع وشدة الهجمة على الحزب ورفاقه، ويعطيني صورة عن حملة الأعتقالات في المدن وخاصة مايجري في المدن الجنوبية والتعذيب البربري الذي يتعرض له رفاقنا وخاصة الشهيد ابا زيتون، ويؤكد على ضرورة الحذر في علاقاتي مع رفاقي ومعرفة مايتعرضون له من قبل الأجهزة الأمنية بين اللقاءات، ويحدثني عن محاولات الحزب في أطار العمل الجبهوي لأيقاف الهجمة، ومحاولات التسويف التي يمارسها حزب البعث. وأكد لي مجددا توجه الحزب في السماح لرفاقه بمغادرة الوطن لتجنب تداعيات الهجمة الشرسة، وكان كالعادة جوابي له بأني عدت للوطن للبقاء ولحد الآن لم أواجه أية ضغوطات تضطرني للمغادرة، كما أن رفاقي هم ايضا لم يفكروا بالمغادرة. أن حديث الرفيق معي حول سعة وهمجية الهجمة وما تعانيه منظمات الحزب ورفاقه من حملة الأعتقالات والتسقيط، كان يريد من خلالها وضعي ووضع رفاقي بالصورة الحقيقية لما يجري كي لانتفاجأ، ونكون مستعدين لها نفسيا، وفي نفس الوقت هي أمتحان لي ولرفاقي على الأستعداد لتحدي الحملة الشرسة والتواصل مع الحزب. بعد حديثي مع د.عيسى، معاون العميد لشؤون الطلبة، قررت العمل من أجل الأنتقال من المعهد ، ولاحظت من خلال حديثه انني مراقب من قبل السلطات الأمنية لحزب البعث وأنهم يعرفون توجهاتي وبدأت مضايقاتهم من خلال الدفع برفيقاتهم لأسقاطي، ووجدت من الأفضل البحث عن عمل في مؤسسة أخرى. راجعت وزارة الأشغال والأسكان بعد أن علمت أنها تقيم ندوة علمية حول البناء الجاهز سيحضرها الوزير، وقابلت الوزير في وقتها وأطلعته على دراسة عن البناء الجاهز كنت قد أنجزتها وسلمت نسخة منها للراحل مصطفى عبود للأطلاع عليها ونشرها في طريق الشعب، ولم تنشر ربما بسبب تدهور الأوضاع. أعجب الوزير لمعلوماتي وخبرتي رغم قصرها، وأبدى رغبته وأستعداده لمساعدتي من خلال تبادل المهندسين بين المؤسستين ، وأخبرني أن القرار النهائي للموافقة على التبادل لمجلس قيادة الثورة، وانه توجد أستمارة لتقييم المهندس بنقاط ومدى حاجة كل مؤسسة لخدماته، والمؤسسة التي تمنحه نقاطا أعلى هي التي تحصل على ذلك المهندس. أخبرته أيضا أن عملي في المعهد حاليا في قسم المساحة لتدريس مواد البناء وحساب كمياتها وكلفتها ومثل هذا العمل يمكن ان يقوم به أي مهندس خريج العراق، بينما البناء الجاهز أختصاص جديد في العراق وقد درسته وطبقت ذلك في مصنع الأبنية الجاهزة وفي التنفيذ، وأعتقد يمكنني أن اقدم خدمة أكبر في هذا المجال. وللأسف رفضت أدارة معهد التكنلوجية بحث هذا الموضع وأصرت على بقائي. في أحد الأيام كنت أراجع مدير القسم (قسم المساحة) فأخبرتني سكرتيرته أن الأستاذ أكرم الجميلي يبحث عني. سألتها من يكون أكرم، فأجابت وعلامات الأستغراب مرسومة على وجهها: الآ تعرف من يكون؟ أنه مسؤول مكتب المدرسين! فقلت لها، لو سأل عني فأنا موجود في الصف الثاني. اثناء التدريس طرقت الباب وبعد الأستأذان، دخل شخص ودون أن يقدم نفسه طلب مني اللقاء معه بعد الدوام الساعة الرابعة! قلت له بصوت مسموع وواضح كي يسمعه الطلبة جميعا: عفوا من حضرتك، لم يسبق أن تعارفنا من قبل؟ أجاب على عجل أنا أكرم الجميلي وذهب!. وبعد إنتهاء الدرس وأثناء الأستراحة جائني أثنين من طلبتي وسلما عليّ وهما يتلفتان بحذر، وأخبراني بأن أكرم أحد المسؤولين في منظمة البعث، وأنهم قلقين عليّ من هذا اللقاء لأن بعض رفاقهما لم يعودوا بعد أستدعائهم من منظمة البعث في المعهد، ومستعدان لمراقبتي حتى انتهاء اللقاء وعودتي للبيت سالماً! عدم معرفتي لتوجهات طلابي جعلني أكون حذرا حتى مع المتطوعين الذين ارادا تحذيري وحراستي، شكرتهما وقلت لست قلقا من هذا اللقاء ربما هناك مسألة يريد ان يحدثني بها. بعد انتهائي من حصص التدريس توجهت (لزميلي) مسؤول مكتب المدرسين، ولاحظت ان الطالبين الشجاعين كانا يراقبانني عن بعد، وقد أرتحت لشجاعتهما ومبادرتهما وأطمأن قلبي أكثر، فأذا أعتقلت أو أخفيت فهناك من يعرف أخباري وسيوصلها للأهل. صحيح أني لم أكن أعير أهتمام لتوجهات طلبتي فكلهم سواسية ومهمتي تدريس مادة هندسية وليس سياسية، والتزمت بدقة بتوجيهات الرفيق عادل حبه لأني كنت أقدر أية ضربة ستوجه للحزب فالنوايا الشريرة كشفت عنها قيادة البعث من خلال ممارسات أجهزتها الأمنية والضغوطات على رفاق الحزب وجماهيره خلال النشاطات الجماهيرية وأستمرت بالتصاعد واعتقال رفاقنا بتهم مفتعلة كالتجسس والنشاط في داخل المؤسسات العسكرية والأمنية، حتى أصبح الوضع لايطاق. ولا أستغرب ان يكون طلبتي قد أهتموا لمعرفة حقيقة توجهاتي، فهذه من طبيعة الطلبة وخاصة من يحمل فكراً سياسياً. كان أكرم الجميلي في حديثه مهذباً لحد ما، مستعرضا أمامي أنطباعات المنظمة عني، كوني أستاذ ناجح وجيد وذو شعبية بين الطلبة لذلك تم ترشيحي في دورة دراسية لمدة سنة الى جيكوسلافاكيا، ولايريدون التخلي عني، لكن ماوصلتهم من تقارير عني تقلقهم، وحسب هذه التقارير أنا مسؤول التنظيم الشيوعي في المعهد! واستمر في حديثه قائلاً: أنا مكلف من المنظمة الحزبية في الحديث معك، وأنت تعرف قرار مجلس قيادة الثورة لتبعيث التعليم، والتعليم بالنسبة للحزب يعتبر من أهم وأخطر المؤسسات وهو من يرفد المؤسسات بالكوادر المهنية، فأن لم تكن شيوعيا فنحن نطلب منك أن توقع تعهداً أنقله للحزب يؤكد عدم أنتمائك لأي جهة سياسية وخاصة الحزب الشيوعي. وبالنسبة للدورة الدراسية الى جيكوسلفاكية سنمنحها لك بالرغم من عدم أنتمائك لحزب البعث، لأن فيها بندا سريا يشترط على أن تمنح حصرا لأعضاء حزب البعث أو أنصاره. كان هذا ملخص لحديثه المطول حول مبررات التعهد ، واستغرق حديثه مايقرب الربع ساعة وأنا أستمع له وأعلق أحيانا، وأحيانا أخرى كنت أفكر بكيفية ردي والتهرب من طلبه في نهاية المطاف. خلال أستماعي له كنت أفكر بالرد على أتهاماته بطريقة لا أستفزه بها وأن تكون أكثر أقناعا، قلت له مامعناه: ان كنت تثق بالتقارير التي وصلتكم فهذا مايعقد الحديث بيننا ويصبح من الصعب أن أكسب ثقتك بحديثي، أنت تعرف أني يوميا أخرج من البيت قبل السابعة صباحا للتوجه الى المعهد في الباص المخصص للمعهد، وأعود بعد أنتهاء الدوام في الخامسة وأيضا بنفس الباص، وعندما أصل للبيت تكون الساعة تجاوزت السادسة، ولابد أن عيونكم تراقبني، وبعد أن اصل للبيت أكون متعب بعد يوم عمل شاق ، وعليّ أن احضر المواد الدراسية لطلبتي وأن أدقق واجباتهم، أضافة لما تتطلبه الحياة من أمور أخرى مثل التسوق وأنجاز بعض الأعمال في البيت، ومثلما ترى فأن يوم عملي في المعهد يبدأ يوميأً قبل السابعة صباحا وينتهي بعد السادسة مساء ليبدء عملي الخاص في البيت حتى ساعة الذهاب لفراشي للنوم. وأنا أعتقد لايمكن لأي أستاذ في المعهد أن يقوم بواجبه التعليمي بصورة جيدة ، وفي نفس الوقت يكون مسؤولا عن نشاط حزبي، فلابد ان يكون نشاطه الحزبي على حساب مهماته التدريسية أو العكس، وأنت لو لم تفرغ من التدريس لايمكنك أن تبدع وتخدم حزبك في المعهد. كما أني فكرت أن أجنبكم مشكلة التبعيث فحاولت الأنتقال الى وزارة الأسكان وأنتقالي يجنبكم ويجنبني هذه الأحراجات ولكن أدارة المعهد رفضت نقلي وأصرت على بقائي! كان الحديث طويلا وتبادلنا النقاش وأعتقد اني نجحت لحد ما بأقناعه، أو هكذا تظاهر ليؤجل حديثه معي لجولة قادمة، بعد أن ينقل مادار بيننا من حديث لمنظمته الحزبية لتقرير الخطوة القادمة في التعامل مع هذا المتمرد. طالبني بالتوقيع على الأستمارة وهو يؤكد قناعته بما أقول، ولكن منظمته تريد ان تتحقق من موقفي بتوقيعي على التعهد!. قلت له لآ أعتقد ان قيادة منظمتك لاتثق بك وتشكك بما تنقله لها عني، ولا أجد ضرورة للتوقيع فلتكن الثقة بيننا متبادلة، أما الأصرار لأستحصال توقيعي، وكأنما الهدف هو التوقيع وليس ما أقوله لك، وهذا يدل على عدم ثقتهم بي والأفضل الموافقة على نقلي الى وزارة الأسكان! أنتهى اللقاء وطلب مني أن يكون هذا سراً بيننا، وعند توديعه وقبل أن أفتح الباب طلب مني التفكير جدياً وأنه سيتحدث معي مجدداً! بعد أن غادرت القسم المدني حيث لقائي بأكرم الجميلي متوجها الى قسم المساحة لأخذ حاجاتي من غرفتي شاهدت الطالبين مازالا واقفين يراقبان المنطقة، وأيقنت أنهما كانا فعلا حريصان عليّ فودعتهما شاكراً موقفهما الجريء والشجاع. بعد يومين من أستدعائي كان موعدي الدوري مع الرفيق عادل حبه، وكانت هذه فرصة لي للحديث مع الرفيق عن هذه الضغوط. وذهبت كالعادة لآنتظاره في المكان والوقت المحدد، ولكن أنتظاري كان عبثا ولم يأتي الرفيق. عدم مجيء الرفيق للموعد اقلقني، وكان عليّ أن أستطلع مواقف بعض من أعرفهم من رفاق لمعرفة أذا ما أستجدت مواقف جديدة لمواجهة ضغوطات المنظمات البعثية والأمنية على رفاقنا، ومحاولة معرفة طبيعة وطريقة ممارسة هذه الضغوطات كي يتسنى لي أتخاذ الموقف الصائب وفي الوقت المناسب. وفي لقاءاتي مع رفاقي أبلغني بعضهم وخاصة العاملين في التدريس عن الضغوطات عليهم من أجل توقيع التعهدات. وتعرض بعض الرفاق في مناطق سكناهم الى الأستدعاءات الأمنية والتهديد بالأعتقال. طرحت على رفاقي موافقة الحزب على مغادرة أي رفيق لخارج العراق لتجنب تداعيات الهجمة الهيستيرية على الحزب، وسألت رفاقي بمدى أمكانيتهم في المساهمة المتواضعة لمساعدة الرفاق الآخرين ماليا وقد أبدى معظمهم أستعداده للمساهمة وحدد كل واحد منهم مقدار أمكانياته، وبذلك كونت صورة عن الأمكانيات المالية التي يمكن تقديمها للرفاق الراغبين للمغادرة وبحاجة للمساعدة. كنت أستمع الى روايات رفاقي عن أستدعائهم وأطلب منهم أن يسردوا لي كل التفاصيل، بدء من طبيعة الأسئلة والمحقيقين وملاحظاتهم وشكوكهم والأسباب لأستدعائهم وذلك كي أتأكد من صحة مواقفهم وصمودهم وقوة معنوياتهم والتأكد من عدم حدوث أختراقات، ونقل تجربتهم لرفاقي الآخرين وحتى للحزب كي يكونوا مستعدين لمثل هذه الأستدعاءات. طلبت من جميع رفاقي الحذر وعدم حمل أوراق حزبية وتنظيف بيوتهم من الأوراق والوثائق التي قد تجلب لهم المتاعب. بعد أيام من حديثي مع أكرم الجميلي، وفي أحد أيام الأربعاء حيث أكون وحيدا في الغرفة بسبب عطلة الزميلين، دخل عليّ ثلاثة أشخاص لم يسبق لي ان شاهدتهم، لكن طريقة دخولهم وغلق الباب خلفهم بخشونة وعدم الأدب الظاهر في تصرفاتهم وخاصة في طريقة مخاطبتهم لي أثار الريبة في نفسي، وشعرت بأن ساعة أعتقالي قد أقتربت. وبلهجة آمرة سألني أحدهم عن أسمي وقال انهم من أمن المعهد، وبلغة آمرة طلب مني أن أفتح له ديلابي للتفتيش! قلت لهم لن أفتح الديلاب إلا بحضور الأستاذ مدير القسم. أرسلوا أحدهم لأخبار مدير القسم، وعندما وصل مير القسم لاحظت كم كان مرتبكا وخائفا، وأقترب مني وترجاني بما معناه أن لا أعقد الوضع وأسمح لهم بالتفتيش لأنهم من جهات أمنية من خارج المعهد، قال ذلك هامساً. قلت له بصوت مسموع لا يا أستاذ أنا لا أريد أن أعقد مهمتهم، ولكنني معذوراً لعدم معرفتي من هم كما أنه من الأفضل أن تكون أنت على علم بما يوجد في ديلابي وما يحدث في قسمك. تم التفتيش ولم يجدوا سوى مجموعة من الكتب الهندسية وكتاب الله القرآن الكريم والف ليلة وليلة كنت قد أستعرته من زميلي الدكتور محمود عبد الله الجادر. بعد خروجهم تنفست الصعداء وأحسست بأن المضايقات في المعهد بدأت تتصاعد وسوف لن يتركونني بسلام. بعد حملة المضايقات التي واجهتها في المعهد كنت بحاجة ماسة للقائي بالرفيق عادل حبه لأروي له بداية المتاعب التي تواجهني وربما تضطرني للأختفاء أو مغادرة الوطن. وقبل موعدنا المتفق عليه فكرت بضرورة الأتصال بالرفيق عادل حبه تلفونيا في بيته وترك له أشارة وتذكيره بموعدنا من خلال ترك أسمي الحركي (أبو هاشم) وابلاغه برغبتي لرؤيته وكنت أرى أن هذا كافيا كي يلتقي بي الرفيق أذا كان مازال موجودا في العراق وظروفه تسمح للقائي. أنتظرت في المكان والزمان الذي أتفقنا عليه ولكن الرفيق لم يأتي. حاولت من خلال علاقاتي ومعارفي أن أسمع آخر الأخبار والأعتقالات، وخاصة فيما أذا كانت هناك أعتقلات بين أعضاء اللجنة المركزية أم لآ، لم أسمع مايشير الى مثل هذه الأعتقالات في تلك الفترة. وكلما أيقنت من عدم حدوث أعتقالات كنت أجري مخابرة للسؤال عن الرفيق وترك أسمي الحركي قبل موعد اللقاء المفترض. كررت الأنتظار في الساعة المحددة من كل أربعاء ولعدة مرات، حتى وصلت لقناعة أن هناك أسباب قاهرة لهذا الأنقطاع. كان بالأمكان الذهاب اليه للبيت أو المقر، ولكن حذري من المراقبة أو حتى ألأعتقال جعلني أتجنب ذلك. أستمرت علاقاتي الفردية بالرفاق وكنت أزودهم بالمعلومات التي أحصل عليها من زوج شقيقتي، وكان جميع رفاقي جيدين ومصممين على مواصلة العمل الحزبي. أكدت على رفاقي أهمية الألتزام بدقة المواعيد في ظل هذه الأوضاع الصعبة التي نعمل فيها. وكنت أروي لهم أخبار الحملة الشرسة على مقرات الحزب ورفاقه وأصدقائه في المدن، وكان هدفي من هذا الأسلوب أختبار أستعدادهم لمواصلة العمل في صفوف الحزب. التزم جميع الرفاق بدقة المواعيد الفردية ولم يتخلف منهم إلا رفيق واحد وهو الرفيق (ر)، وكانت لقاءاتي به دورية لكن لم تتجاوز أكثر من أربعة لقاءات. وحاولت أن أجد له عذراً فهو يعمل أستاذاً في جامعة الموصل، ورفض ترحيله للموصل وفضل البقاء على صلته الفردية معي، وكان الرفيق الوحيد الذي يعرفني شخصيا من بين كل المجموعة، كونه رفيق سابق وقد عملنا سوية لسنوات. كررت أنتظاري للرفيق (ر) في الأسبوع الثاني في نفس المقهى بأبي نؤاس وأخترت زاوية يمكنني مراقبة الوضع جيدا منها ومراقبة الداخلين للمقهى دون جدوى، وكررت ذلك عدة مرات حتى يأست وأنقطعت أخبار (ر)، لكني تأكدت لو كان هناك أي موقف منه يسيء لأستدعتني الأجهزة الأمنية وأعتقلتني، فعملي أستمر في المعهد أكثر من شهر ونصف بعد أنقطاعه. كنت حينها أعيش في بيت شقيقتي وزوجها فاروق، وكان فاروق على أرتباط بالحزب، وكنا دائما نتحدث عن التدهور الحاصل في الوضع السياسي حتى أن زوج شقيقتي أستضاف أحد الرفاق المتخفين والهاربين من الناصرية (أبو أنس) ولعدة أيام. وكان الرفيق يحدثنا عن الأعتقالات في الناصرية وأختفاء البعض في أقبية الأمن وأنقطاع أخبارهم وما يشاع من أنكشاف المنظمة أمام الأمن بسبب بعض الأندساسات والأعترافات. ومن بغداد كنت أتابع أخبار كربلاء، وأسمع بالأعتقالات، وأقلقني أعتقال (ص.ح) الرفيق الذي كنت على صلة به قبل قطع علاقتي بمنظمة كربلاء، وقد طمنني والدي طيب الله ثراه بعد أتصاله بالرفيق بأنه لم يكشف أسرار الحزب. كانت تلك الأيام عصيبة، لاتعرف ماذا حدث لرفيقك بعد يوم من لقائك معه، ففي خلال يوم يحدث الكثير. كنت الاقي في شوارع بغداد بعض الأصدقاء والرفاق من كربلاء، والحذر يجبرني للتهرب من مقابلتهم والحديث معهم. حتى رفاقي في لقاءاتي معهم، كنت أقف من بعيد أراقب المنطقة الى أن يحضر الرفيق وأستمر في مراقبته جيدا، وعندما أطمأن من سلامة الوضع أتوجه أليه معتذراً. منذ كنت على صلة بالرفيق عادل حبة أبلغت رفاقي بتوجيهاته بأمكانية مغادرة الوطن أذا ماوجدوا في بقائهم خطورة، والجميع رفض مغادرة الوطن ماعدا أحدهم الدكتور (ك) أخبرني بأمكانية سفره الى لندن لمواصلة دراسته هناك. وبسبب أنقطاع صلتي بالحزب أخبرته بعدم أمكانية أعطائه أية توصية وترحيله قد يطول بسبب الأوضاع الأمنية، أخبرني بأنه سيتدبر ذلك وتوادعنا وتمنيت له الوصول بسلامة، ولم أسمع بأخباره لغاية اليوم. أما الرفيق (ش) ، وهوخريج معهد التكنولوجية ببغداد وقد أنهى الخدمة الألزامية ويبحث عن عمل، أخبرني في آخر لقاء معه بالمضايقات وأستدعائه من قبل أمن المنطقة وطلبوا منه مراجعتهم يومياً! يسكن (ش) في محلة السكك مع عائلته وقد التقيته أول مرة في بيته، وعندما بلغته بأرتباطه معي فرح كثيراً وأخبرني أنه كان يتحرق شوقاً لعودة الصلة معه، فقد أنقطعت العلاقة الحزبية به منذ تخرجه بسبب ألتحاقه بخدمة العلم. سألته أن كان يرغب بمغادرة العراق ليتجنب مضايقات أمن المنطقة، قال لي بألم أن عائلته بذلت الكثير من أجل تخرجه وهم ينتظرون أن يساهم في معيشتهم ولاتوجد لديه أمكانيات مادية للسفر، وربما والده يوافق على سفره لكن المشكلة بموافقة والدته، وأقترح علي اللقاء بعائلته لأقناعهم بضرورة السفر، لأنه معرض للأعتقال في أية لحظة. التقيت بوالده وكان أنساناً طيباً وسبق وأن أعتقل في فترة أنقلاب 8 شباط الدموية، وهذا ماسهل علي المهمة. بعد مقدمات ونقاش طويل حول ضرورة مغادرته، قلت له بأختصار مامعناه أن بقاء شاكر قد يسبب خسارتكم له، فالأوضاع سيئة جداً، وهو معرض للأعتقال. أقتنع الوالد وتعذر من ضيق الحال، قلت له نحن أصدقائه سوف لانتركه من دون أن نساهم معكم، وعليه أن يقوم بأنجاز معاملة جواز سفره حتى وأن لم يقرر السفر. في اللقاء التالي مع (ش) جاء ومعه جواز السفر وأخبرني بأقتناع والدته خاصة بعد أستدعاء شقيقته الطالبة في الثانوية وتهديدها بأسلوب لا أخلاقي وعادت الى البيت مرعوبة بالرغم من توقيعها على تعهد في مكتب الأتحاد الوطني في مدرستها، وقد حدثتهم باكية كيف عاملوها وهددوها ببث الأشاعات عنها لتشويه شرفها. طلبت منه المغادرة بأسرع وقت، ولأنقطاع صلتي بالحزب كتبت له رسائل شخصية لرفاقي في بولونية وأخرى لرفيق في بلغارية طلبت منهم مساعدته، وهكذا ودعته عند الباص المتوجه لدمشق، وللأسف لم أراه ولكن سمعت أنه وصل بلغارية ثم غادرها الى تركية للبحث عن عمل وكم أتمنى الآن أن أسمع أخباره وأخبار الرفاق الآخرين، فرفيقهم هلول*، هذا هو الأسم الذي كانوا يعرفونني به، ينتظر بشغف سماع أخبارهم. وجدت من الضرورة في ظل هذه الأوضاع الصعبة أن أختصر لقاءاتي بالرفاق، فقسمتهم الى خمسة مجاميع آخذا بنظر الأعتبار مستوياتهم متجنبا تقارب سكناهم، وكلفت أحد الرفاق بالأتصال فرديا بمجموعته، وهكذا أصبحت لقاءاتي مع أربعة رفاق فقط بدل من 22 رفيقا. استمرت علاقتي بالرفاق بهذه الصورة، وكنت أتابع أوضاع بقية الرفاق من خلال الرفاق الأربعة. مع أقتراب العطلة الشتوية وأستمرار أنقطاع صلتي بمرجعي الحزبي وتواصل الضغوطات في المعهد وأقتراب ألتحاقي بالعسكرية، فكرت أنها الفرصة الوحيدة لي للمغادرة ، وإلا سيكون أعتقالي أكيدا ونتائجه في كل الأحوال ستكون وخيمة. قدمت طلباً للعمادة للموافقة على أجازتي للسفر خارج العراق خلال العطلة الشتوية، فجاء الرد من أدارة المعهد، لايجوز لي السفر لأن موعد أنتهاء فترة تأجيلي من العسكرية شارفت على الأنتهاء (تنتهي في 12 آذار). لم تنفع مقابلتي للعميد بأقناعه أن منعي ليس من صلاحية المعهد وأن دائرة التجنيد هي التي تقرر ذلك! لكن عميد المعهد فاجأني بصراحته الوقحة عندما سألني ساخراً: هل صحيح مانسمعه من أن الحزب الشيوعي أوصى رفاقه بمغادرة العراق؟ أجبته دون تفكير أو تردد: لاتهمني هذه الأخبار. سؤاله هذا وبسخرية جعلني أتأكد من أن منظمة البعث في المعهد وأجهزتها الأمنية وضعتني تحت المراقبة والحصار، وهم يعرقلون سفري لممارسة ضغوطهم علي مستقبلا. بعد مراجعتي مديرية الشؤون القانونية في وزارة الدفاع أكدت لي المديرية بأن أدارة المعهد هي التي تعرقل الموافقة على سفري، ولايمكنها منحي موافقة سفر أذا لم توافق أدارة المعهد على سفري. أخيراً تمكنت من أقناع مديرية الشؤون القانونية بحل هذه الأشكالية بكفالتي من شخص يضمن حضوري للألتحاق بوحدتي يوم أنتهاء فترة تأجيلي. كان هذا يتطلب مني السفر الى دائرة تجنيدي بكربلاء لأنجاز الكفالة والتوقيع على التعهد وأستلام الموافقة، وقد تحدثت عن ذلك في (ذكريات الزمن القاسي) حيث كلفت الصديق الراحل صادق الحلاق لأنجاز معاملتي، وحضرت مساء أحد الأيام لأستلام الموافقة وكانت مناسبة لتوديع عائلتي، وحصلت على الجواز قبل أنتهاء العطلة الشتوية بثلاثة أيام! كنت خلال أيام التحضير لمعاملة السفر وفي لقاءاتي مع رفاقي أخبرتهم بأحتمال ترحيلهم لرفيق آخر، وأن أشارة الأتصال والعناوين ستبقى هي نفسها التي أستلمتهم بموجبها، وأكدت عليهم أن مقترح الحزب بالمغادرة مازال قائما، ويمكنهم المغادرة متى وجودوا ذلك ضروريا، حتى وان أضطروا للمغادرة قبل الأتصال بهم مجدداً، فربما يحصل أنقطاع فجائي وقد تطول فترة الأتصال بسبب الظروف الأمنية. بعد أنقطاع لقاءاتي مع رفيقي لم أتسرع في إيجاد صلة حزبية بديلة وفضلت التروي كما طلب هو مني، وفي نفس الوقت كنت أريد أن أختبر أستعداد وأصرار رفاقي للتواصل مع الحزب. وكنت مطمئنا من سهولة إيجاد الصلة الحزبية البديلة، فزوج شقيقتي فاروق مازال على صلة حزبية وأني أثق به ثقة عالية. بعد حصولي على موافقة السفر من دائرة تجنيدي بعد كل هذه العرقلات أصبح من السهل أستحصال موافقة إدارة المعهد. حملت كتاب الموافقة وتوجهت في اليوم التالي للمعهد، ومن حسن حظي كان العميد (للأسف نسيت أسمه) مجازا ومعاونه لم يكن يعرف بخلفيات معاملتي واسباب عرقلة العميد لسفري، ووافق على سفري دون عرقلة. وفي نفس اليوم أنجزت براءة الذمة وحصولي على سلفة زواج لتساعدني في سفري. حصلت على الجواز وبسرعة لم أكن أتصورها، وتم تمديده خلال ساعات ليس هذا وحسب وأنما طلبت من ضابط الجوازات أن ينقذني من مشكلة تشابه الأسماء وعرقلة سفري بسبب وجود منع على أسماء مشابهة. وفعلاً ثبت ضابط الجوازات كل أوامر المنع بحق كل من يسمى بأسم ثلاثي (محمد علي محمد)، وكتب أمامها ليس المقصود بمناشيرنا أعلاه. أتصلت ببيت رفيقي عادل حبه ولآخر مرة وطلبت من عائلته أخباره بمغادرتي (أبو هاشم) للعلاج وأن عائلتي (أقصد رفاقي) تركتها بمسؤلية أخي الأكبر. علي أن أرتب صلة مجموعتي من الرفاق بالحزب قبل المغادرة، ولم يبق لي من الوقت سوى ثلاثة أيام بعد أن أصبح سفري مؤكداً بأستلامي الجواز. عرضت على زوج شقيقتي فاروق مشكلة أيجاد صلة برفاقي بعد مغادرتي، وبعد أن تحدث مع تنظيمه، تم الأتفاق على ترحيل المجموعة لهم وقد أستلمهم الشهيد مجيد فيصل، وسلمت رسائل ترحيلهم السابقة التي أستلمتها من الرفيق عادل حبه بعد أن سجلت ملاحظاتي على كل واحد منهم والتغييرات التي أجريتها في العلاقات فيما بينهم، ولم أتمكن للأسف من أشعار رفاقي بهذا التغيير إلا رفيق واحد أتصلت به تلفونيا.
يتـبـع * هلول أسم التحبيب الذي كان ينادى به الشهيد عبد الأله الرماحي الذي أستشهد تحت التعذيب في مقر الحرس القومي (المكتبة العامة في كربلاء) أيام أنقلاب 8 شباط 1963.
السويد/كربلاء/العباسية الشرقية [email protected]
#محمد_علي_الشبيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بدايات الغربة /12
-
ملاحظات حول كتاب الاستاذ سالم عبيد النعمان (الحزب الشيوعي أل
...
-
ملاحظات حول كتاب الاستاذ سالم عبيد النعمان (الحزب الشيوعي أل
...
-
ملاحظات حول كتاب الاستاذ سالم عبيد النعمان (الحزب الشيوعي أل
...
-
بدايات الغربة/11
-
بدايات الغربة /10
-
بدايات الغربة /9
-
جوعان يعلجله بعلج (علكة) وعريان لابس قندرة (حذاء)
-
أن كنتم لاتستحوا قولوا ماتشاؤا الى حكومتنا ونوابنا أسود المن
...
-
بدايات الغربة/8
-
بدايات الغربة/7
-
بدايات الغربة/6
-
بدايات الغربة 5
-
بدايات الغربة/4
-
بدايات الغربة 3
-
بدايات الغربة/2
-
بدايات الغربة/1
-
وقفة على القبر
-
ياصليباً – مرثية المربي الراحل علي الشبيبي لأخيه الشهيد حسين
...
-
اُمك – مرثية للراحل علي الشبيبي لأخيه الشهيد حسين الشبيبي
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|