أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يحيى السماوي - رسالة ثانية الى سيادة الرئيس الطالباني : مظفر النواب ( جيفارا الشعر العربي )














المزيد.....

رسالة ثانية الى سيادة الرئيس الطالباني : مظفر النواب ( جيفارا الشعر العربي )


يحيى السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2027 - 2007 / 9 / 3 - 10:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رغم أن رسالتي الأولى إلى سيادتكم لم تنل منكم الاهتمام ـ وربما لم تحظ حتى بمجرد قراءتها قراءة عابرة قبل أن ينتهي بها المطاف الى سلة المهملات إلآ أنني عزمت على كتابة رسالتي الثانية هذه ـ ولي خيط صغير من بُردة الأمل في أن سيادتكم سيلقي عليها نظرة اهتمام فتتحقق الغاية التي هدفت اليها من وراء كتابتها ...

قرأت كلمتكم الأخيرة حول ضرورة أن تهتم الدولة العراقية بمبدعي الشعب ورموزه الفكرية والثقافية ، وحسنا ما قلت ـ غير أن هذا القول سيبقى مجرد ذرٍّ للرماد في العيون ما لم يُشـفع بالعمل الفوري ، ليغدو القول عملا منجزا على أرض الواقع ، وليس حبرا على ورق ..

في 28 /8 / 2006 وجهت الى سيادتكم رسالة عبر اكثر من منبر اعلامي عراقي تمنيت عليكم فيها إيلاء الاهتمام بفنان الشعب العراقي المناضل " فؤاد سالم " يوم كان نزيل أحد مستشفيات دمشق يشكو خللا في قلبه ، استوجب إجراء عملية جراحية أخرى في لندن ، في وقت لم يكن فيه فناننا الكبير يملك إيجار شقته الضيقة ـ وليس ثمن بطاقة السفر ومصاريف إجراء العملية ، حتى إذا مرّت الايام والاسابيع ، وازدادت حالته الصحية تدهورا ، دون أن تمدّ الدولة يد العون ، لجأت عائلته الى بيع بعض مقتنياتها ومدخراتها ( والاستدانة ) ليواصل فنان الشعب العراقي رحلة العلاج مشفوعا بدعاء ملايين العراقيين الذين عرفوه مناضلا أرخص عمره ذائدا بحنجرته عن أحلامهم وطموحاتهم ....أما الدولة ، فلم تكلف نفسها عناء السؤال عن صحته ـ باستثناء زيارة عابرة من مسؤول كردي ، بدأت بـ " السلام عليكم " وانتهت بـ " تمنياتنا لكم بالشفاء العاجل " ...

***
قبل شهور ، كان الشاعر الكبير المناضل مظفر النواب نزيل أحد المستشفيات الأمريكية بعدما استفحلت عليه آلام عموده الفقري وحالت دون قدرته على الوقوف أكثر من بضع دقائق ( وليس التمشـِّي في شارع حين اقترحت عليه نزهة في متنزه أو سوق ) ، فتداعت نخبة من الأطباء العراقيين المقيمين في امريكا للعمل على وضع حدٍّ لآلامه ، فأقنعوه ـ بعد جهد شاق وطويل ـ بقبول دعوتهم لزيارة أمريكا وتحمُّل نفقات علاجه على حسابهم الخاص ( وهو الذي لم يكن يملك غير بيت صغير في دمشق حملته ظروفه الصحية على بيعه لتسديد فواتير علاجه في وقت سابق ) ...

النواب ـ جيفارا الشعر العربي ـ يتلوّى ألما ً ويبيع بيته من فاقة ، وتسديدا لمستلزمت علاج ، بينما دولتنا تهدر ملايين الدولارات كرواتب لأعضاء في البرلمان يقيمون في عمان ولندن وواشنطن ، و لحماية بيوت وعوائل وأبناء وأحفاد أفراد ٍ لم يقدموا ربع ما قدمه النواب الكبير شعرا ونضالا ومحبة ... هذا الهـَرَم الشعري الكبير ، يتكفل بعلاجه أطباء عراقيون مغتربون مثله ، في وقت لم يبخل فيه سيادتكم بمنح عشرات آلاف الدولارات الى أديب عربي يملك ملايين الدولارات ( ولا اعتراض على ذلك ـ لو أنكم أوليتم الاهتمام ذاته لرموزنا المبدعين المعوزين في أوقات محنتهم ) ..وسؤالي سيادة الرئيس : هل كانت حكومتنا الموقرة ، ستترك النواب الكبير يبيع بيته لينفق ثمنه على مستلزمات البقاء على الحياة ، لو كان " روزخونا " وليس الشاعر الكبير الذي تتباهى به الجماهير العراقية والعربية وأبجدية الضاد والحرية ؟

وهل كانت حكومتنا الموقرة ستترك النواب الكبير يتلوى ألما ً لو أنه كان ناطقا بلسان " طائفة " أو قومية " أو " حزب " أو " مذهب " وليس بلسان الحرية والعدالة والمحبة ؟

يقال إن القائد الوطني العراقي الخالد " عبد الكريم قاسم " كان يتجول ذات ليل ، فدخل أحد أفران الخبز.... فلفتت انتباهه صورته الكبيرة في واجهة المخبز ، وتحتها أقراص الخبز ـ وقد بدت صغيرة ـ فقال للخبّاز : عليك بتقليل حجم الصورة .. وتكبير حجم رغيف الخبز ...

أقصد سيادة الرئيس ، التقليل من حجم الاقوال ، والزيادة في حجم الافعال فيما يتعلق بالإهتمام بمبدعينا ورموزنا الذين أسهموا في صنع وجداننا الوطني والابداعي .

***



#يحيى_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبريرات مشروعة
- بذور في الحقل السياسي لانقلاب جديد
- دعوة لتحليل فكر حزب البعث العراقي
- تََسَلُّق
- لماذا يريدون إسقاط حكومة المالكي ؟
- لوحة لحياة جامدة
- أمنيات قتيلة
- يا معالي مستشار الأمن الوطني
- لكي تزكي المقاومة الوطنية نفسها
- شاهدة قبر من دموع الكلمات - الى روح أمي طيّب الله ثراها -
- يا كافرا بعذابات الملايين الى عبد الرزاق عبد الواحد
- دفعا للإلتباس
- حين أصبح شقيقي شبه الأميّ مفكرا ودكتوراه فلسفة
- حيرة المتسائل
- يا ولاة أمرنا : إتخذوا من منتخبنا لكرة القدم قدوة لكم
- هل هذه بغداد ؟
- روضة ٌ من قُبل
- صراخ خفيّ
- كفى عتبا*
- حكاية في ليل بهيّ


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يحيى السماوي - رسالة ثانية الى سيادة الرئيس الطالباني : مظفر النواب ( جيفارا الشعر العربي )