|
تارا مكّلفي .. تواجه الأسئلة عن كتابها( وحشية ).. الأكثر انتشارا في اميركا !!
فاروق سلوم
الحوار المتمدن-العدد: 2026 - 2007 / 9 / 2 - 11:54
المحور:
حقوق الانسان
تثير الكاتبة الأمريكية تارا مكلفي ردود فعل شتى جراء تصدر كتابها( Monstring - وحشية : السياسة الأمريكية السرية في التعذيب والتحقيق في الحرب على الأرهاب ) المرتبة الأولى في قائمة المبيعات منذ نيسلن الى تموز 2007 . انه كتاب يتخطى ماقيل عن فضائح التعذيب في سجن ابي غريب وغوانتا نامو الى وثائق ومتابعات ولقاءات اجرتها المؤلفة مع اطراف الفضيحة .. مثلما قرأت المؤلفة الاف الوثائق والمعلومات الأساسية المكتوبة حول الأمر .. .. تقول تارا مكّلفي : لقد وجدت في قانون الحرب على العراق انه يمنع استجواب اي سجين او اسير حرب دون امر رسمي موقّع من اعلى سلطة عسكرية .. لكني خلال بحثي لم اعثر على اي امر موقع بأستجواب احد وهذا يعني ان الأمر كان يجري طوعيا ومزاجيا وفي اقبية السجون ودونما اوامر .. وحين تواجه الأسئلة الحرجة .. التي تستهدف مصداقيتها ..وهي اسئلة وجهها صحفيون ومندوبون .. من امثال : مالذي اغفلته الصحافة في هذه الفضيحة او من هو المسؤول عن الأمر او مارأي رامسفيلد او هل سيعاقب المجرمون ..وماذا قال ابطال الفضيحة او السؤال السادس ما موقف السي اي ايه وهل قال جورج تينت رئيس هذا الجهاز شيئا ؟؟ فأنها - الكاتبة - تبدو محملة بأجوبة واسرار كثيرة .. وتجيب تارا مكّلفي المحررة الأولى في الأميركان بروسبيكت ببساطة : ان ثمة حقيقة قبل ان اجيب هي ان هناك مقولة في الفكر العسكري ..- و هي مقولة بسيطة وعقلانية.. ترددت كثيرا منذ سن تزو – المفكر الصيني صاحب كتاب فن الحرب – و جورج واشنطن .. الى كولن باول مفادها : انك ان لم تضع حدودا للتصرف في ميدان المعركة فأن الجحيم سون يندلع . ولذك اقول ردا على اسئلة من هذا النوع ان الصحافة اعتمدت الصور فقط وهذا فخ الميديا عندنا فخ الشكلانية المقززة .. لكن كتابي يبحث ماخلف الصور ومايحدث حقا ليس في ابي غريب فقط بل في سجن ام قصر وسجن شرطة سامراء وسجن مدرسة الجمباز ..وسجون وزارة الداخلية وسجون المليشيات والمقطورات الحديدية التي لايعرف الكثير عنها .. فأنه فعل فاجع وغريب وكنت اتأكد كل مرة ان هناك الآلاف من الضحايا المجهولين الذين لن نصل اليهم مهما حاولنا .. بهذه العبارة تفتتح مؤلفة كتاب مونسترنغ .. شهادتها الوثائقية في موضوع كتابها حول اسرار التعذيب والتحقيقات داخل السياسة الأمريكية في الحرب على الأرهاب . ان لقاءات شتى اجرتها المؤلفة ، مع وجوه الجريمة.. ويبدو ان وثائقية السرد وهذه اللقاءات هما اللذان منحا الكتاب هويته الخاصة .. وكرسا تميزه بين عشرات المؤلفات التي تصدر بكثرة حول القسوة والوحشية والفضائحية التي ترتكب في العراق باسم الحرب ..على الأرهاب تقول مكَلفي في التعليق على من هو المسؤل عن هذه الفضائح : هناك مسدس يطلق دخانا هو جون سي يو المستشار القانوني في وزارة العدل المريكية الذي يخفي – ويخفف كل شيء وهناك تيموثي فلانغات مساعد المستشار في البيت الأبيض البيرت آر غونزاليس الذين اقترحوا مشروع التعذيب القائم على الضغط العالي حد الأنهيار والمنع من النوم واستخدام التقنيات الحديثة التي استخدمت في تحقيقات غوانتا نامو .. واقرار تطبيقها على المدنيين العراقيين من الرجال والنساء والأطفال ولك ان تعرف حجم الكارثة .. بين ما يواجهه ارهابيون محترفون .. وبين ما يواجهه مدنيون عراقيون عزّل . وبصدد مسؤولية رامسفيلد وزير الدفاع السابق تقول: انه يجيب دائما بالقول : ان شيئا من هذا لم يحصل بالضبط .. مكررا مقولة بوش : ان مجموعة محدودة من الجنود فقط قد اقترفوا ذلك .. في محاولة ملتوية للهرب من المسؤولية .. لكن لدي الوثائق والشهود التي تقول ان رامسفيلد يوجز كل مساء ويطلع على ما تثمره التحقيقات كل يوم اثر تعذيب السجناء العراقيين .. وذلك يعني انه هو بطل اللعبة . وحول امكانية مواجهة المتهمين بأرتكاب هذه الفضائح تقول ان هناك حتى الآن 260- مائتان وستون جنديا متهما ينبغي ان يتعرضوا للمحاكمة .. لكن لن انسى ان اذكّر ان هناك اكثر من 100000 مائة الف متعاقد مع القوات الأمريكية على هيئة جنود وحراس ورجال حماية ومحققين .. وهؤلاء سيساعدون على اختفاء الأثر لكل دليل على جرائم التعذيب والتحقيق ..وعلى حد معلوماتي انه منذ اكتوبر / تشرين اول عام 2001 لم يحاسب الاّ جندي واحد ويتعرض لحكم مخفف الآن .. وعندي ان هذا الأمر سيعرض صورة امريكا لأجيال قادمة الى المزيد من التشويه والكراهية . اما دور السي اي ايه واجابات تينيت كما تقول مكيلفي ..فانها تنطوي على تلفيق وعزل للمعلومات الحقيقية لكني اؤكد ان براءة الأختراع لوسائل التعذيب المسماة ( الأعدام الفلسطيني – القائم على تعليق السجين من الخلف ويداه مغلولتان ) وتقنيات حديثة اخرى لخلق حالة الضغط العالي نفسيا حد الأنهيار هما وسيلتان من بين العشرات من وسائل التعذيب التي ابتكرتها السي اي ايه في هذه القضية . ومن بين من قامت بمقابلتهم تارا مكلفي .. المرأة الأولى التي ظهرت في الصور ويندي انغلاند فتقول انها تقضي محكوميتها في الخدمة في مطبخ في موري فيلد غرب فرجينيا وكل ردودها على اسئلتي تقوم على النفي وعدم فهم الدافع الذي دفعها الى التمتع بتعذيب الناس .. تاركة العرق يتصبب من وجهها وجبينها امامي .. وهي في صمت مطبق !! ان التعذيب الذي اشرت اليه في الكتاب واسراره كسياسة امريكية يتخطى الدوافع السيكوباثية لصديق وندي انغلاند الذي شاركها التعذيب .. انها قضية منهجية ستعرض الكثير من القيم والمفاهيم اللتان تقول بهما امريكا الى عدم المصداقية وتؤكد الصدمة المؤثرة على صورتنا في عيون الآخرين في كل مكان . ومكّيلفي ، تكتب مونسترينغ ، من خلال الحديث المباشر مع الشهود واطراف الفضيحة الذين يمثلون اللاعبين الحقيقيين في هذه الجريمة التي تشكل نموذجا للتكتم والسرانية حول مايرتكب من اهوال داخل السجون الأمريكية من غوانتا نامو الى سجن ابو غريب الى سجن ام قصر الذي تشرف عليه القوات البريطانية وتعرف حقائقه الأدارة الأمريكية . وتهزأ تارا مكيلفي من مقولة بوش امام الصحفيين حين سؤل عن الفضيحة في مؤتمر صحفي عام 2004 : ( انهم قلة من الجنود ارتكبوا مثل هذه الحماقة !! ) وتعتبر المؤلفة ان وسائل عديدة استخدمت لأخفاء وقائع المأساة عن الرأي العام .. بما في ذلك الأسرار الحقيقية التي تكشف الوحشية والفضاضة التي نتحمل وزرها على حد قولها .. وتستطرد قائلة : ان جون يو الأستشاري القانوني في وزارة العدل الأمريكية لايتبرأ من الأمر .. معتبرا ان ما حدث في هذه القضية قد حصل من قبل في فيتنام .. لكنه لايشكل خرقا لقوانين الحرب .. محاولا في تعويم اللغة هذه افراغ الفضيحة من المسؤولية القانونية التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية ، كما يحاول ان ينجو بنفسه من السؤال الملحّ .. وهو مستشار وزارة العدلية الأمريكية الذي يوجه محاكمة كبش الفداء الوحيد الذي تم اختياره .. ستيفن جوردان 51 عاما .. بغية خروج الأدارة الأمريكية من المشكلة نهائيا . وتسمي المؤلفة ..المتهمة الأكثر شهرة وندي انغلاند .. - المرأة ذات الرسن - كما وردت في اغنية ( الجمال الخطر ) للمغني مايكل جاكر الذي يقصد ويندي بالذات . هذه المرأة التي ظهرت في سلسلة الصور وهي تمسك الرسن الذي يشد رقبة سجين شبه ميت .. وتؤشر بيديها علامة القتل الى راس احدهم كما لاتتورع ان تعترف انها هي التي صورت الهرم البشري من الأسرى العراة .. لكنها كما تقول المؤلفة تكتفي بالقول كلما كررت السؤال .. لماذا فعلت ذلك ؟ تكتفي بالصمت تاركة العرق يتصبب من جبهتها وخديها بشكل كبير .. محاولة الهرب من النظر الي وجها لوجه . انها تشعر بالتبكيت والم الضمير القاتل اليوم . في( وحشية ) تكشف المؤلفة .. شيوع استعمال عقاقير وادوية مختلفة لأنماط من الخدر والسمو النفسي من قبل الجنود الأمريكان لمواجهة متطلبات واجباتهم في السجون فتقول : انهم يستعملون حبوب فيفارين و روبتوسين واضرابهما للحصول على نشوة الخروج من واقعهم المر الذي يجبرهم على تنفيذ واجبات تتعارض حتى مع اخلاقياتهم التربوية . وتشير الى نمط من انماط انتزاع المعلومات ( حين تم اغتصاب عشرين أمراة وصبي ) بعد ان اختير الجنرال جيفري ميللر المسؤول الأول عن سجن غوانتا نامو ليلتحق بسجن ابو غريب وتحويله الى مختبر لصناعة عملاء متطوعين مغسولي الدماغ من هؤلاء السجناء ..يزودون القوات الأمريكية بالمعلومات بعد اطلاق سراحهم المشروط .. والأخبار عن ( المسلحين ) ووسائلهم وخططهم ومخابئهم .. وذلك في خطة طموحة وغير واقعية لدحر الأرهاب .. وتقول مكلفي ّ: ان الحديث مع صاموئيل بروفنس وهو احد وجوه العملية يمثل حديثا مع نافخ البوق على حد التعبير الشائع فهو كثير الجعجعة قليل المعنى لأنه يعرف فن الأبتعاد عن منطقة الخطر .. و( وحشية ) الكتاب الذي يقع في 300 صفحة الصادر عن كارول & غريف – نيويورك لمؤلفته تارا مكفلي ( 1952) هو نموذج للبحث والتقصي – الأيجابي - الذي خلقته رغبة الخلاص من عقدة الذنب لدى الشخصية الأمريكية اليوم ، بعد ان قامت الولايات المتحدة بفضائع لم يشهدها التاريخ من قبل خلال غزوها لأفغانستان والعراق بحجة الحرب الأرهاب .. وتقول المؤلفة في عبارة فصيحة عن الكتاب : ان اسماء مثل عادل نخلة ومحمود وديع وديفيد منتراس وغيرهم هم اسماء ابطال الفضيحة و واسرار محنتنا في فضائع سياسة التعذيب والتحقيق السرية .. ولذلك فأنني لم اكن اريده كتابا ضمن الكم الذي كتب عن فضائعنا بل اريده ارضية لمكاشفة حقيقية .. لأن الأمر قد يخرج عن السيطرة اذا بقيت ادارتنا السياسية تقول شيئا في وسائل الأعلام وتنفذ فضائع العصر في الجهة الثانية . و تغض هذه القيادة الطرف عن ممارسة الجنود لكل انحراف اخلاقي من تناول الحبوب والعقاقير الى ممارسة الجنس بكل معاني الأنحراف والمثلية .. فيما يتحدث القادة عن فضيلة الديموقراطية الأخلاقية التي نؤمّل بها شعوب العالم .
#فاروق_سلوم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بأنتظار صحوة النخب .. ومحنة خدر العوام !!
-
الخبير الدولي .. الفنزويلي فرناندو باييز : رأيت بعيني وسجلت
...
-
رؤية معمارية للفضاءات السبع لجسر الصرافية !!
-
الفيلاّ الخضراء :استعادات في مخبأ غريتا غاربو السري !!
-
جارلس سيميك .. جائزة الأكاديمية الأمريكية للشعر
-
عمارة الكلام ..وعمارة المكان ..بين شارع الأميرات ..وشارع جبر
...
-
كانت الذات الأنسانية ميالة الى الجريمة دائما !
-
مهرّب الخيول النرويجي بير باتيرسون ينال جائزة أمباك للرواية
-
خالد السلطاني :معرفة العمارة وتأويلها
-
تقشير الفستق :فوتوغرافيا الغروب الأخير على شفق بغداد
-
وداعا انغمار بيرغمان شاعر السينما العالمية
-
آخرة الحكمة : مندايا الرحيل .. مندايا الأياب
-
اعادة لمقولة الغياب
-
مندايا سفر الخروج
-
عيون عميه ....
-
مندايا ..ملكا نورا
-
مندايا
-
غونتر غراس في ليلة الصعود
-
بداية أخرى للحزن.. والنفي
-
احوال البلدان ..وأحوال..بغدان
المزيد.....
-
صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق
...
-
أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
-
كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ
...
-
مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
-
ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم
...
-
كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا
...
-
أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه
...
-
أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
-
-وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس
...
-
الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|