أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الولايات المتحدة الأمريكية والمقبرة النووية القادمة















المزيد.....

الولايات المتحدة الأمريكية والمقبرة النووية القادمة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2026 - 2007 / 9 / 2 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في هذا الزمن كل شيء ممكن ولا سيما وجود القطب الواحد في العالم الذي يهيمن ويسيطر ويفعل ما يريد دون رادع يمنعه من تنفيذ مخططاته وأهدافه هذا القطب المتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها المقربين من القوى الرأسمالية التي لا يهمها إلا الاستغلال والربح والسيطرة على الأسواق واستغلالها للشعوب بما فيها شعوبها ، القطب الواحد يعني بالمفهوم الاستراتيجي العام التحكم المفرد بمصير العالم وقيادته والسيطرة على الثروات الوطنية وعلى الأسواق وتحقيق مصالحها الأساسية وتوجهاتها لخدمة مصالحها وأهدافها الاستعمارية بدون اعتراض متوازن وعدم التقييد بأي قرار دولي صادر من الأمم المتحدة أو مجلس الأمن أو أية منظمة أو جهة دولية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في العديد ضاربين بعرض الحائط الاحتجاجات والمعارضات والقرارات التي ارتفعت بالضد منها.
المقبرة النووية مفهوم استراتيجي جديد لحد ما والتي أشار إليها الرئيس الأمريكي وهي تهديد ليس للحكام الإيرانيين الذين ظاهرياً يركبون العناد الإعلامي ويدعون أنهم أصبحوا دولة نووية فحسب إنما تهديد لدول المنطقة جميعها بان الولايات الأمريكية التي استعملت القنبلة النووية ضد اليابان وجعلت من هيروشيما وناكازاكي مقبرة نووية بامكانها إعادة الكرّة بدون أي حسيب أو رقيب ولا أي مانع ، ويركب حكام إيران رؤوسهم ويصرحون على لسان الرئيس محمود أحمدي نجاد تصريحات استفزازية بما فيها الإعلان على الطريقة الصدامية التي جلبت الكوارث والويلات والاحتلال والطائفية للعراق بأنهم يمتلكون الأسلحة التي ستحطم أمريكا وقواعدها وأساطيلها ومتصورين أنها لعبة وان المستنقع العراقي للأمريكان يجعلهم لا يندفعون للشر والكل يعرف أن الرأسمالية عندما ترى نفسها في نهاية الأمر خاسرة فهي تقوم بأي عمل عدواني شرير لإنقاذ مصالحها الثابتة ولن يثنيها أي شيء في إعلان الحرب والتدخل المسلح واستعمال كافة الأسلحة التي تمتلكها لأن المصير المحتم تاريخياً لن تقبله بهذه السهولة إلا كانت مضطرة تماماً.
المقبرة النووية قالها دبليو بوش بما معناه إذا امتلكت إيران القنبلة النووية فستكون المنطقة مقبرة نووية وهذا يعني تهديد بالردع النووي ولا نعرف مثلما حدث للعراق حول الأسلحة المحرمة دولياً أن كانت إيران تمتلك ذلك السلاح أم لا؟ أمام اتخاذ أمريكا القرار بالردع النووي ولنتصور فقط مقدار المقبرة النووية التي ستمتد إلى مساحات جغرافية غير محددة وستكون الضحايا بمئات الآلاف من البشر أكثريتهم من الفقراء الكادحين والفئات المتوسطة وستكون مساحات جغرافية واسعة بمياهها وغاباتها ومزارعها وبساتينها وحيواناتها مخربة وملوثة ومهجورة، إنها فعلاً ستكون مقبرة لا مثيل لها في التاريخ إذا استمر الحكام الإيرانيون في سياستهم المتطرفة ومحاولاتهم لامتلاك السلاح النووي وتدخلاتهم في شؤون الدول المجاورة.
الحكام الإيرانيون الذين يدفعون العجلة النووية والتوجه للردع النووي متشبعون بفكرة الردع الإسلامي على طريقتهم الخاصة وهم قد يعتقدون أن الردع النووي لا يختلف عن الحرب التقليدية ويتصورون أنهم يستطيعون توجيه ضرباتهم إلى أمريكا ومواقعها في العالم ( على حد تعبير محمود أحمدي نجاد ) لكنهم يقعون في فخ كذبة عصرية طريفة بأنهم لن يجدوا مكاناً لاستعمال أسلحتهم إذا قدر ونفذت أمريكا ومعها بالتأكيد إسرائيل وحلفائهم تهديدهم وأصبح واقعاً للحال، إننا في الوقت الذي نتحدث ونحذر من ذلك الوضع الخطير لا نريد أن نخيف أو نرعب الشعوب ونجعلهم ينكفئون على أنفسهم في نضالهم من اجل حرياتهم واستقلال بلدانهم من براثن الاستعمار والشركات فوق القومية بقدر ما نهدف إليه من تخوف على مصير أولاً الشعوب الإيرانية وثانياً شعوب المنطقة والسلام في العالم واختيار الطرق النضالية التي تجعل من القضية الوطنية والحريات العامة والديمقراطية وحقوق الشعوب قضية مشتركة تحظي بتأييد ومناصرة جميع شعوب المعمورة كما إننا لا نريد أن نجعل من أمريكا بعبعاً يستطيع أن يفعل أي شيء بدون رادع وفي اعتقادنا أن الشعوب تستطيع الدفاع عن نفسها لكننا نحذر من أن حكام أمريكا الرأسماليون الحاليون لا يختلفون عن من سبقهم من الحكام في نهاية الحرب العالمية الثانية ولا يختلفون عن فكرة اليمين المتطرف الذي حكم بواسطة الحزب النازي بزعامة هتلر والقيام بالحرب ضد جيران ألمانيا وضد العالم بعد ذلك إذا ما أدركوا أن لا طريق آخر سوى الدمار الشامل لأنه كامن كعدوانية في جوهر الرأسمالية الإمبريالية ، ونحذر حكام إيران في الوقت نفسه من مغبة هذا التوجه المتطرف الإعلامي الدعائي أكثر منه حقيقة ونسيق تجربة النظام الصدامي الماثلة أمام جميع العقلاء وهي تجربة حيّة وملموسة ولم تكن أسطورة من الأساطير وان ما يفعلونه في سياستهم المتطرفة وتدخلهم في شؤون العراق وارتكابهم جرائم الابادة وتشجيعهم على التطاحن الطائفي سوف ينقلب ضدهم آجلاً أم عاجلاً وسوف يلفظهم التاريخ مثلما لفظ الكثير من الحكام المستبدين والمستهترين بحقوق شعوبهم وشعوب البلدان الأخرى ، ونطالبهم بدلاً من جعل الساحة العراقية ساحة تصفية للحسابات وجعل الشعب العراقي حطباً للنار المستعرة مساعدته بالاعتماد على نفسه وإخراج الجيوش الأجنبية بعد إنجاز بناء الدولة ومؤسساتها المختلفة.
المقبرة النووية وذراعها الفعلي الردع النووي ليس شكلاً دعائياً استهلاكياً وهو موجود في أيدي الرأسماليين الأمريكان، والمنطقة لا تحتاج إلى إشعال فتيل للحرب الواسعة لأن الفتيل موجود وهو مهيأ للاشتعال منذ بدأ الحروب والاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني والبلدان العربية وعلى حكام إيران استيعاب الأمر وإدراك الحقيقة والامتناع عن المزايدات والبهلوانيات وإتباع سياسة حكيمة من اجل مصلحة الشعوب الإيرانية وشعوب المنطقة وفي مقدمة هذه السياسة الإفراج عن الحريات والحقوق الديمقراطية والقومية للشعوب الإيرانية والعمل من اجل تحقيق السلام والتعاون والالتزام بمبدأ الاحترام وحسن الجوار المتبادل وعدم التدخل في شؤون البلدان الداخلية المجاورة والانضمام إلى جبهة القوى التقدمية العالمية التي هي البديل الحقيقي للوقوف ضد الأطماع الاستعمارية ونهب الشركات المتعددة الجنسيات وسياسة العولمة الرأسمالية التي تهدف إلى السيطرة ونهب الشعوب.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهم أسباب تعثر العملية السياسية في العراق
- لماذا لا تجري إدانة القصف الإيراني والتدخل في الشأن العراقي؟
- مسؤولية الحكومة لوقف مخطط التطهير العراقي والديني والطائفي ف ...
- جياد النوارس
- الحقوق والحريات النقابية وقرار 150 لسنة 1987 السيء الصيت
- طائر التذاكر المفقودة
- المأزق الذي ولد جنيناً وأصبح يافعاً
- لن تغيب يا عراق
- الجيش العراقي وحجج تباطؤ التسليح الحديث
- إلى عدنان جبر رحلة الانبهار الأخيرة
- اللعبة الأمريكية المزدوجة وتسليح قوى جديدة
- حكام تركيا والحقوق القومية للكرد والقوميات الأخرى
- التحالفات المطروحة والقضية العراقية
- الجمود وإاغاء الآخر عقدة الفكر التكفيري السلفي الأصولي
- الزمن الأغبر
- مكتبة الخلاني ونازك الملائكة وموروث الفكر الظلامي
- حكومة الوحدة الوطنية بالمحاصصة الحزبية علامة إستفهام
- المليشيات الطائفية المسلحة والإرهاب التكفيري علّة العراق وال ...
- شر البلية ما يضحك.. ليتعرى الشعب العراقي بسبب انقطاع التيار ...
- الأخوة الأعداء وضياع الحقوق الضائعة


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الولايات المتحدة الأمريكية والمقبرة النووية القادمة