أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامر عنكاوي - تنبيه: إلى الحكومة العراقية!! تعددت الأسباب والسرقة واحدة(1)















المزيد.....


تنبيه: إلى الحكومة العراقية!! تعددت الأسباب والسرقة واحدة(1)


سامر عنكاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2025 - 2007 / 9 / 1 - 11:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تنبيه: إلى الحكومة العراقية!! تعددت الأسباب والسرقة واحدة(1)
إلى أين أنت ذاهبة يا حكومتنا الموقرة؟

على كل من يؤمن بالعراق الجديد بعد سقوط الدكتاتورية ونهاية استبدادها وعلى كل حريص على الشعب العراقي والوطن أن يعمل جاهدا على تقويم وتصويب العملية السياسية بالعراق بوصفها الحل الأمثل المتاح في اللحظة الراهنة، اتساقا مع معطيات الواقع الموضوعي وظروفه الملتبسة المعقدة؛ وفي ظل مدّ ديني طائفي، مرارته أقل مخاطرها أنها قاتلة.. وهو على أية حال مدّ ما زال في بداية طريقه وستكون نتائجه الحتمية إذا ما استمر على هذا التغول والإيغال والمغالاة الموت والعذابات والأحزان والسواد للعراقيين والدمار والخراب والتقسيم للعراق رغما عن إرادتهم [إرادة العراقيين] في التعايش والفرح وتنوع أطيافهم ووحدتها، وبتقديري فإن المثقف هو من ينبغي عليه أنْ يؤشر على مواطن الخطأ ويعطي العلاجات والحلول وهو من يقول هذا خطأ وهذا صواب في ضوء نسبية الظواهر في الحياة والطبيعة، ولا وجود لصواب مطلق أو خطأ مطلق.

وانطلاقا من هذه المقدمة أرى بأن السرقة واستشراء ظواهر الفساد الإداري والمالي الواضح والمفضوح في جميع مرافق الدولة العراقية أصبح مفهوما و [مقبولا!] ما دمنا تحت قيادة طائفية لحكومة تسمى تعسفا [من بعضهم] حكومة وحدة وطنية على الرغم من التهميش والإقصاء للآخرين، وفي مقابل ذلك معارضة مقاومة أو إرهاب طائفي يسمى تعسفا بالمقاومة الشريفة وكأن كل من في العراق عدا المقاومة الشريفة لا شرف له.

أما أن يتعدى ذلك إلى أساليب وطرق أخرى مبطنة مستترة متعكرفة ملتوية جديدة ليست مسبوقة على الأقل في العراق، وبطرق غير مباشرة، وعن طريق استغلال أجهزة الدولة لصالح رجال الدين أو طائفة أو قومية معينة فهذا ما لم يكن يخطر لنا ببال أو يمر لنا بحسبان.

الدخل القومي أو الثروة القومية أو المال العام هو نتاج جهود العراقيين وملكهم جميعا، ولهم الحق في الحصول على عائداته عن طريق تفعيل أجهزة الدولة وتطويرها بتقديم الخدمات العامة مثل الكهرباء والماء والتعليم وبناء المستشفيات والمصحات وتجهيزها بأحدث الأجهزة الطبية وبناء المدارس والجامعات ومؤسسات البحث العلمي وتطوير النقل العام والطرق وبناء المصانع والمعامل وإيجاد فرص العمل ومعالجة البطالة ورعاية الأطفال وإنشاء مرافق اللهو العامة مثل مدن الألعاب والحدائق العامة وحدائق الحيوان والمنتجعات السياحية والمسارح والسينمات والصالات الرياضية والمسابح لإضفاء السعادة والفرح والجمال والصحة (الجسمية والنفسية ) على حياة العراقيين؛ وزيادة الدخل وتحسين الأحوال المعيشية، ورفع الحد الأدنى للأجور وبما يليق ويتناسب مع ثروة العراق الضخمة المتنوعة والدخل القومي المتنامي نتيجة لارتفاع أسعار النفط والتصنيع المرتقب، والعمل على تحويل العراق من دولة ريعية معتمدة على النفط كمصدر شبه وحيد للدخل القومي إلى دولة علمية صناعية متطورة تساهم في صناعة الحضارة العالمية.

والسؤال الآن هو هل يتم توظيف المال العام لصالح المجتمع كما هو المنطق الموضوعي؟ الجواب: كلا؛ لا يحدث هذا البتة، فالمال العام يتبعثر ويستغل هنا وهناك في غير محله، ولا تخضع أوجه الصرف في الدولة العراقية لرأي المتخصصين أو السياسيين الوطنيين ويبدد في أنشطة وفعاليات خاصة بقيادات أو فئات طائفية أو قومية باتت معروفة لا علاقة لها بالشعب العراقي.

وللمثال وليس الحصر نتناول في هذا المقال المناسبات الدينية
ولنأخذ مثلا الزيارات المليونية سيرا على الأقدام ولعديد من الأيام من كل أنحاء العراق إلى المدن المقدسة حيث مراقد الأولياء الصالحين الأطهار الذين كانوا مثلا للتطلع لعمار الأرض المستخلفين عليها.

هذه الزيارات وهي عديدة متعددة مستمرة تقريبا طوال أيام السنة ولا يخلو شهر منها، إذ لا تكاد تنتهي زيارة حتى تبدأ أخرى والتي تستغرق أياما وبعضها قد يستغرق الأسابيع [مع الاستعدادات والتحضيرات وما يلزم لها...] وغالبا ما تكون خاصة محصورة بفئة من طائفة بعينها ولا علاقة لها برؤية الطائفة بأجمعها ولا نقول بالعراقيين كافة!؟ فضلا عن حالة استغلال المناسبات الدينية العامة للمسلمين. ولم تعد هناك مناسبات وطنية جامعة لأنها استبدلت معظمها بمناسبات طائفية تزيد الاحتقان وتعبئ للتفرقة والتخندق والتشنج وتعميق التوتر وتمهد الطريق لمليشيات الطوائف المختلفة [من أبناء الدين الواحد والشعب الواحد] للاقتتال والتصفيات الجسدية.

لنرصد بموضوعية وعلمية فوائد ومضار هذه الزيارات المليونية وتأثيرها على أحوال العراقيين وعلى مستقبل العراق ونحاول أن نشخص المستفيد:

فوائدها:
أولا روحية ونفسية ولجزء بعينه من طائفة وليس لجميع أبناء الطائفة دع عنك الحديث عن العراقيين جميعا، ولا ضير في ذلك والناس أحرار فيما يعتقدون وما يمارسون من طقوس ومراسيم على أن لا يكون في هذه الممارسة ضرر للآخرين أو للعراق.
ثانيا مردودات مادية ومالية لرجال الدين والقيِّميين على هذه المراقد المقدسة ومعنوية لادامة سيطرة وسطوة المعممين على الجموع.
ثالثا إطالة أمد تدخل الدين بالدولة لصالح رجال الدين والمعممين.
رابعا إشغال الوعي بالمهم عن الأهم والحيلولة دون تطور وعي المدركات الضرورية للحياة.

المضار:
أما المضار فمعظمها تثقل كاهل الشعب العراقي وتكلفه الأموال الطائلة التي يمكن أن تصرف في تحسين أحوال العراقيين لا سيما وهي استحقاقاتهم المالية وحقوقهم الطبيعية على الحكومة العراقية.
ومن أشكال التعطيل وبعثرة الجهود تكمن في:
أولا تشكيل غرفة عمليات خاصة بكل زيارة وهذا يعني إشغال من يعمل لدى الدولة بعمل خاص معين وانشغاله عن وظيفته الأساس ويعني أيضا صرف رواتب من المال العام.
وثانيا إشغال المستشفيات وسيارات الاسعاف وهي عامة لكل العراقيين، وترك من هو بحاجة إليها من العراقيين فريسة للموت، لتأمين متطلبات الزيارة المليونية وطبعا الصرف يكون من المال العام.
وثالثا تخصيص قسم كبير من الجيش والشرطة والعديد من الأجهزة الأمنية لتأمين الطرق لزوار العتبات المقدسة يدفع لهم طبعا من المال العام، بدلا من الضرورات التي تتطلب التركيز اليوم على حماية العراقيين من اعتداءات الارهابين وقطاع الطرق، وبدلا من العمل على الحد من القتل اليومي ووقف ظاهرة العثور على جثث من دون هوية وهكذا يبقى الهمّ من أجل حماية مسيرات دينية مفتعلة ويمكن العمل بها في ظروف أهدأ لأتباعها وللعراقيين جميعا فحتى الحج أبيح للمؤمن به ألا يؤديه إلا في ظروف مناسبة فما الذي يُلزِم بممارسة طقس في غير تهيئة ولا ظرف ملائم هذا دعونا عن مسائل من نمط الحاجة لإقامة شبكة واسعة كبيرة من نقاط التفتيش وعلى جميع الطرق من المحافظات والمدن العراقية إلى كربلاء والنجف وسامراء وغيرها.
رابعا لنقرأ في تصريحات وزارة الدفاع: طائرات القوة الجوية العراقية تقوم بجولات استطلاعية ضمن خطة تأمين الطرق وحماية زوار العتبات المقدسة، وهذه تكاليف ورواتب تصرف من المال العام طبعا.
خامسا غلق كثير من الطرق وحظر سير المركبات وتقسيم العراق وتقطيع اوصاله بنقاط تفتيش وتعطيل وشل الحياة بمجملها خلال أيام الزيارة ومن ثمَّ ايضا خسائر مادية كبيرة للدولة وللمواطنين.
سادسا تعطيل عجلة العمل والانتاج والخدمات العامة والدراسة ولايام كثيرة من السنة ما يزيد من تخلفنا عن ركب الامم التي تسير حثيثا إلى الامام وتاثير ذلك على الدخل القومي في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى التنمية.
سابعا استفزاز واستنفار بقية العراقيين من هذه الحالة والتخوف المشروع من الاستئثار بالسلطة والدولة والثروة من قبل فئة في طائفة معينة وبأدلة ملموسة واقعية ما يدفع بالمعتدلين الى معاداة العملية السياسية والحكومة وتدفع بالمتطرفين الى مزيد من الارهاب. وهنا نؤكد أن المغالاة بالشعائر والطقوس الطائفية بطرائق لا تراعي الأوضاع العامة سيعمِّق الارهاب ويزيد من القتل والتمزق والفرقة ويستنزف المال العام من دون وجه حق.
ثامنا تعريض جزء كبير من شعبنا للخطر كما حصل على جسر الائمة، أو بانطلاق الارهاب في رحاب العراق بعد انشغال الاجهزة الامنية بالزيارات المليونية، أو ما قد يحصل نتيجة الانقسامات في الطائفة الواحدة والتي لا يمكن للاجهزة الامنية رصدها في الزيارات، لا سيما وان الارهاب لا يزال يعصف بالعراق وباغلب مدنه من الشمال إلى الجنوب. ولن ينفع ضحايانا عزل شرطي من عمله ولن يعيدهم إلى الحياة أو يعوضهم عن خسائر في الأرواح وفي الممتلكات.....
تاسعا استغلال واشغال الفضائية العراقية أكثر ما هي مشغولة بالبرامج الدينية لهذه الطائفة، اذ عليها تغطية هذه الزيارات وشرح ماهيتها وحيثياتها واستحضار زمانها بصراعاته والتي لا دخل للعراقيين بها لانها ليست مناسبات عراقية عامة أو وطنية.

والفضائية العراقية ستكون موضوع المقال التالي

تراجي ذهب
تدخل الدين بالسياسة له عدة وجوه أجملها بشع





#سامر_عنكاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورات المقاومة المسلحة المنفلتة لتحقيق أهداف الاحتلال
- شمشونات أو شماشنة العصر وهدم العراق على من فيه
- صائب خليل والإسلام السياسي المتطرف والعقيدة العقدة 1
- الاحتلال ..... واهل العروة الوثقى
- احزموا حقائب عقائدكم للرحيل..... فالنساء قادمات
- محاولات يائسة لإحياء الهوية الوطنية العراقية المفقودة
- لن تستوي المعادلة العراقية الحالية ابدا
- تفجيرات جسر الصرافية ومطعم البرلمان العراقي من؟ ولماذا؟
- مهام أبناء العراق لإنهاء الاحتلال والتصدي للإرهاب
- تهم باطلة للعلمانيين من شيوعيين وغيرهم
- الحزب الشيوعي العراقي بسمة فرح العراقيين
- صدام والاحتلال والخراب الآني والمستقبلي في العراق 1
- المغالطة الكلامية وحيرة الجواب والمنطق الطائفي
- الجمود العقائدي - الكارثة المحدقة بالعراق -
- تقييمات صدئة للحزب الشيوعي العراقي!
- مشروع الدولة الاسلامية بين التكفير والالغاء
- محاولة رد على تساؤلات عراب# جيش المهدي
- مقتدى الصدر وجيش المهدي، والموقف الإيراني
- مقتدى الصدر وجيش المهدي والموقف الايراني
- انه بحق حزبا للوطن


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامر عنكاوي - تنبيه: إلى الحكومة العراقية!! تعددت الأسباب والسرقة واحدة(1)