|
سعد العميدي ... والتجني المُر
النصير أشتي
الحوار المتمدن-العدد: 2024 - 2007 / 8 / 31 - 10:16
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
سعد العميدي ...... والتجَنــــــــي المُـــــــــر
النصير : أشتي
من دون ريب ، لا أحدَ يستطيعُ أن يمنعَ أحدا ً، عن أبداء رأيه وما يفكر به ،أو يمنعه عن طرح تصوراته حول أية قضية يؤمن بها ، أو يمنعه عن مناقشة فكرة يؤمن بها الأخر ، شريطة أن يتجاوز التجني عليه . ولكن ما تناوله النصير سعد العميدي ( ابو اكتوبر) في موضوعه ( رابطة الانصار..بين الواقع والخطاب التعبوي) والمنشور هذا اليوم الخميس 30 أب على صفحة الحوار المتمدن ، يحمل الكثير من التجني على رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين وعلى جهود الانصار العاملين بها . وقبل أن أتناول ماورد في موضوع النصير ( أبو أكتوبر) أود أن اشير الى ظاهرة برزت لدى البعض ،بعد أنهيار المنظمومة الاشتراكيه وأنحسار الفكر الشيوعي في بداية تسعينات القرن المنصرم ، ألا وهي : لكي يقول أنني أصبحت ديمقراطيا، يجب أن أعلن العداء للشيوعيه والشيوعيين ، ولكي أصبح ديمقراطيا أصيلا ، يجب أن أشتم الشيوعيين ، حتى بدى للبعض ، وكأن معادلة ( أنا اشتم الشيوعيين ، أذن أنا ديمقراطي ) هي سوبر تزكية على ديمقراطتيهم . منذ أن جَمعتنا بلدان الشتات في بوتقة غربتها ، بدأ جليدُ النسيان يتسرب رويدا الى ذاكرتنا ، وبدأنا نشعر ُ من إننا سوف ندخل عالم الضياع عن كل تأريخنا الشخصي والجمعي ، ذلك التاريخ الذي عمدناه بدماء وتعب وسهر وتحمل الكثير من الاهوال والمصاعب ، من أجل قضية كنا نؤمن بها ، فهو تأريخنا الذي صنعناه بكامل وعينا ، ومنْ يختلف عن ذلك ، عليه أولا ً أن يلوم وعيه وينتقد ذاته ، قبل أن يُحمل الاخرين وزر قضية ، كان مؤمنا بها ، وضحى من أجلها بالكثير. ولكي لا تتكلس جبال الجليد على ذاكرتنا ، بادر مجموعة من الانصار في الدنمارك الى تشكيل جمعيتهم ، وسَموها ( جمعية متين ) أعتزازا بجبل متين الشامخ في كوردستان ، وكان من أهداف هذه الجمعية ، شد لحمة الانصار فيما بينهم لمساعدة رفاقهم الاخرين ، أرشفة تأريخ الحركة الأنصارية ، أستذكار شهداء الحركة وبطولاتهم ، تدوين المعارك التي خاضوها الأنصار ، تعريف أطفالنا الذين ولدوا في الغربة بتأريخنا ، مساعدة عوائل شهداء حركتنا الانصارية . كان ذلك في نهاية تسعينات القرن الماضي ، وقد قامت جمعية متين بالكثير من النشاطات ، الاجتماعية والثقافية ، مما حفز رفاقنا الأنصار في بقية بلدان الشتات ، على تشكيل تجمعات لهم ، تسعى وتعمل باهداف ، لا تختلف عن الاهداف التي ذكرتها أنفا ً. وبعد سقوط النظام ، ولدتْ فكرة توحيد هذه الفروع في رابطة واحدة ، مع أحتفاظ كل فرع بأستقلاليته ، وأعتقد أطلع أغلب الأنصار على بيان التوحيد ، قبل عقد المؤتمر الأول في 25 أب 2004 في جنوب السويد ،والذي إنتخب لجنة تنفيذية ، ثلثيها من الشيوعيين غير الحزبين ، وقد رسمت لها خطة عمل ، تطلبت تواجد الثلثين من أعضائها في العراق من أجل تنفيذها ، رغم تدهور الوضع الأمني ، وكانت مهمة تكوين ثقلا سياسيا للرابطة ،هو الهاجس الاساسي لهم ، أضافة الى الحصول على الحقوق الاخرى للانصار جميعا ً، أسوة ببقية بيشمه ركَة القوى الكوردية ، وكنا نسعى للحصول عليها من الحكومة العراقية ، ولكن للاسف لم نحقق ذلك لحد الان ، وقد أخذت اللجنة التنفيذية على عاتقها تحقيق ذلك لجميع الأنصار ، الذين حملوا السلاح وخاضوا هذه التجربة ، لافرق بين شيوعي وغير شيوعي ، مثلما هو لا فرق بين حزبي وغير حزبي ، ويبدو أن ( لا كل مايتمنى المرء يدركه ....) كانت هي حصيلة عمل لعام كامل . بعد ذلك وبأكثر من عام عُقد المؤتمر الثاني للرابطة ، وقد طُرحت في هذا المؤتمر الكثير من الأفكار ،منها تحويل الرابطة الى منظمة من منظمات المجتمع المدني ، وكُلفت اللجنة التنفيذية بأعداد مشروع نظام داخلي ، يتناسب وهذا التحول ، وأود أن أ ُشير الى أن المؤتمرين الاول والثاني عُقدا تحت شعار ( من أجل المساهمة الفعالة في العملية السياسية الجارية في بلدنا ومن أجل تعزيز الديمقراطية ) وفيه تم أنتخاب لجنة تنفيذية من سبعة أشخاص أغلبهم من غير المنتمين للحزب ، بعدها بخمسة أشهر حصلت الموافقة على شمول القائمة المتكونه من أكثر من مئتين شخصا بالتقاعد (طبعا من ضمنهم النصير ابو أكتوبر والذي هو خارج التنظيم الحزبي وينتمي الى حزب سويدي على ما اعتقد ) وفي معاينة بسيطة لهذه القائمة وبحكم علاقتي مع أغلب رفاقي الأنصار ، فأن أكثر من 60% منهم خارج التنظيم الحزبي . كانت من توصيات المؤتمر الثاني أن يُعقد المؤتمر الثالث في بغداد وفي أسوأ الحالات يُعقد في كوردستان ، كما كانت هناك توصية بأقامة مهرجان ثقافي أنصاري في نفس الفترة ، وبالفعل تم تحقيق هذين التوصيتين مع الكثير من الثغرات التي تحصل لأول تجربة . وبالفعل فقد أعدت اللجنة التنفيذية ورقة عمل تخص تحويل رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين ، الى منظمة من منظمات المجتمع المدني ، وعند التصويت على الورقة ، فاز المقترح بأغلب الاصوات ، ومنذ المؤتمر الثالث أصبحت رابطة الأنصار ، منظمة من منظمات المجتمع المدني ، فاتني أن أُشير الى أن فرع بغداد تم تسجيله في وزارة التخطيط والتعاون الانمائي على انه منظمة مجتمع مدني منذ نهاية عام 2003 . وجرى العمل في جميع الفروع ، من أجل تحويلها الى منظمات مجتمع مدني ، منطلقين بذلك من فكرة ، أننا كنا نناضل من أجل إسقاط النظام الديكتاتوري ، وهذا يعني أول ما يعني هو إقامة نظام ديمقراطي ، وإلا ماذا يعني اسقاط نظام ديكتاتوري اذا لم يكن البديل ديمقراطيا ؟وقد حان الوقت لكي نواصل نضالنا الذي بدأناه منذ أنتماءنا الاول ، أو منذ حملنا للسلاح . وفي المؤتمر الرابع لم يجري النكوص عن كون الرابطة منظمة مجتمع مدني ، بل العكس تم تعزيز هذه الموضوعة ، وما التصويت على مشروع النظام الداخلي للرابطة إلا توكيدا على ما أقول ،حيث جاء في المادة الأولى في تعريف الرابطة ( هي تجمع ديمقراطي مستقل ) وكان حضور المندوبين متميزا ، وقد شكل اللاحزبين منهم اكثر من النصف ،وعند انتخاب اللجنة التنفيذية ، تم التصويت لأنصار لم يكونوا ضمن التنظيم الحزبي . من هذا الاستعراض الموجز لتأريخ تشكيل الرابطة ، أود أن أوضح للنصير أبو أكتوبر، أوجه التجني على رفاقه الأنصار أولا وعلى الحزب الشيوعي وقيادته ثانيا ً من خلال تناول بعض الحقائق والتي يبدو أن النصير أبو اكتوبر تغافلها أو هو في غفلة عنها ، ومنها . أولا ً- أن حركة الأنصار لم يدعو لها أشتي أو ابو أكتوبر وأنما دعا لها الحزب الشيوعي العراقي ، ولم يكن الأنصار الذين لبوا هذه الدعوة هم من الهاربين أو المتخلفين عن إداء الخدمة العسكرية ، وأنما هم مناضلون لهم موقف سياسي واضح من النظام الديكتاتوري . ثانيا ً- عندما حملا السلاح أبو اكتوبر وأشتي ، لم يخطر في بال أي منهما ، ان يحصلا على راتب تقاعدي عند انتصارهم أو عند سقوط النظام ، وانما كان هناك هدف أسمى من كل هذا ، إلا وهو مصلحة شعبهم ووطنهم ثالثا ً- منذ تشكيل التجمعات الأولى للانصار الى هذا اليوم ، لم يكن هناك أي تدخل لقيادة الحزب أو لأية منظمة من منظمات الحزب فيها ، والدليل على ذلك ، من المؤتمر الأول للرابطة حتى المؤتمر الرابع ، لم يحضر رفيق واحد من قيادة الحزب ، إلا في المؤتمر الرابع ، والرفيق الذي حضر، هو من احتل موقعا قياديا في حركة الأنصار ، ولم يتدخل في أي شئ سوى لتوضيح موقف قيادة الحزب من الرابطة ، كما أنه قرأ كلمة الحزب في الأفتتاح الرسمي للمؤتمر الرابع إسوة ببقية الاحزاب الأخرى التي حضرت حفل الأفتتاح ، ومثلما نعرف جميعا أن قيادة الحزب الحالية أغلبهم من الأنصار، بما فيهم الرفيق سكرتير الحزب . رابعا ً- أن ما تم الحصول عليه من تقاعد لأكثر من الف نصير ، هو لم يكن ، إلا تقديرا لدور الأنصار الشيوعيين وحزبهم ، ولم يكن منة ً من حكومة الأقليم ، وإنما هو إعتزازا بماقدموه الأنصار الشيوعيين ، وهذا ما تناوله السيد رئيس ألأقليم في كلمته التي إفتتح بها المهرجان الثقافي للانصار . خامسا – انت تعرف جيدا ً، وربما أكثر من غيرك ، إن من بين هؤلاء الانصار ، الذين حصلوا على راتب تقاعدي ، النسبة الاكبر هم خارج التنظيم ، لا بل أن هناك من يعادي الحزب بشكل علني ، مع هذا لم تُشطب أسمائهم ، ولم يكن هناك أي موقف سلبي أتجاههم . سادسا – إن التجني والأساءة الى رفاقك الأنصار ، هو إساءة لك قبل ذلك ، لأنني أعتقد ، ليس هناك في كل تنظيمات الاحزاب الشيوعييه أو القومية في كل المنطقة ، من يملك جرأة وشجاعة وصراحة الأنصار الشيوعيين العراقيين ، فلماذا تتهمهم بالأنتهازية والنفعية ؟؟ سابعا – يقول الامام علي ( إن بين الحق والباطل أربعة أصابع ) وللاسف الشديد أنك لجأت الى الباطل ،أي الى أذنك قبل عينك ، كان عليك أن ترى بأم عينك حتى تصدق نفسك ما تدعي ، وحتى لا تسمح لنفسك بتكرار مايقوله الاخرون ، مثل نسبة 10% وغيرها من الأكاذيب ، والتي هدفها الأساءة ،ومثلما أعرف انت لا تحب الأساءة . ثامنا ً- إن ما كتبه النصير أبو نهران هو وجهة نظره ، والتي من حقه أن يطرحها ، وأن يدافع عنها مثلما تدافع انت عن وجهة نظرك ، وأن ماذكرته أنا أنفا هو الواقع الفعلي لوضع الرابطة كونها من منظمات المجتمع المدني ، وليس هناك أي تدخل من قيادة الحزب الشيوعي العراقي في أي جانب من جوانب عملها ، ولك بالغ الود سلفا ً
#النصير_أشتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك
...
-
مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
-
بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن
...
-
ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
-
بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
-
لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
-
المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة
...
-
بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
-
مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن
...
-
إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|