|
الجماعات المحلية والتنمية الثقافية
جمال بوطيب
الحوار المتمدن-العدد: 2024 - 2007 / 8 / 31 - 09:42
المحور:
المجتمع المدني
تعتبر المسألة الثقافية (1)مسألة ذات بعد مزدوج ، ومرد ازدواجيتها إلى كون طابعها التأثيري يؤثر في اتجاهين مزدوجين أيضا، فهو من جهة يؤثر أساسا في المفهوم ذاته ( أ ي الثقافة ) لأنه يؤسس لبقية المفاهيم( حتى وإن لم تكن ثقافية) ومن جهة ثانية يؤثر في المشاريع مادام يبنيها في علاقتها بمختلف مكونات المجتمع والدولة التي تعتبر الجماعة المحلية مكونا رئيسا فيها ، لارتباطها بالمواطن (المنمي والمحتاج إلى التنمية والمحور التنموي ) ارتباطا اجتماعيا وسياسيا وثقافيا. إن التنمية الثقافية منذ نزها عن الخلط بخاصيتين هما: 1- لم تعد واجهة للكر ولا واجهة للحضارة والإبداع. 2- صارت حاجة. منذ هذا النز صار لها دورها الاستثماري المؤثر في لاقتصاد، لأن الفعل الثقافي ليس في عمقه الا فعلا إنتاجيا ينبغي أن يسوق.(2) ان تسويق المتوج الثقافي بإنتاجه أولا وتلقيه ثانيا دونما تعليب او تنميط يجعل من الثقافة من جهة أخرى قرينا للإعلام في بعدين اثنين: اولهما : ان الثقافة مادة إعلامية وتنميتها هي تنمية لمادة اعلامية. ثانيهما: ان الثقافة مضمون إعلامي وتنميتها هي التعبير عن مدى النجاح في تنمية المادة الثقافية فاسم المؤلف و وعلامة الناشر وخطاب المقدم ..الخ كلها وكما حددتها الأدبيات النقدية السوسيولوجية لاسيما الجدلية تمييزا عن نظيرتها التجريببية تجعل من تنمية المادة والمضمون الثقافيين والإعلاميين تنمية اجتماعية بالأساس ربما يكون للجماعة المحلية فيها عميق الدور وبالغ الفعالية . حتى حين تدعم الجماعة ما يسميه الهتمون بالإعلام " التحتي " ذلك الإعلام الذي تمارسه بعض الجمعيات الثقافية الفاعلة " (3) فانها دعمه بإحدى ثقافتين ثقافة الطلب: ملفات طلب الدعم ما يتبعها. ثقافة الاختيار: اختيار ثقافة معينة ومعينة لبرنامج الجماعة. إن هذا التعارض بين ثقافتين اثنتين هو ما يفرض إعادة النظر في طبيعة العلاقة بين قطبين هما الجماعة المحلية من جهة والتنمية الثقافية من جهة ثانية.، فالجماعة المحلية ترتبط بالثقافة ارتباطا عضويا.لماذا؟ لأن الثقافة المنتجة سواء كانت ثقافة طلب أم ثقافة اختيار ليست في عمقها ا الا صدى للجماعة المحلية والجماعة المحلية بمكوناتها لاسيما المنتخبة او المصوت عنها هي أصلا صوت لثقافة معينة ( الثقافة السائدة ان لم تكن الغالبة) ان الثقافة التي وصفناها هاهنا بلتعيين تنتج فسيفساء من المستشارين هي نفسها المنتجة لثقافة الصدى من خلال تشكيلتها المسيرة ولجانها ودراستها للملفات ودعمها ورعايتها وقويمها. ومن خلال العلاقة بين الصوت والصدى وثقافة الطلب وثقافة الاختيار تمارس الجماعة المحلية تنمية ثقافية استثمارية في مختلف التجليات والحساسيات: حساية نسوية: مشاريع اميسية حساسية تريوية: موسيقى مسرح..الخ حساسية لغوية لسانية: امازيغية ،فرنكفونية..الخ حساسية سياسية : ثقافة الحزب او الجماعة او الجمعية حساسية دينية : أدب إسلامي- مهرجانات المديح ولا تخرج بذلك عن العنوان الكبير للثقافة لدي هو بالنسبة الى الدولة بشكل عام هو عنوان مضمونه الالحاق (4)سواء عللى مستوى السفارات او المجالس او التلفازات او الجرائد او المؤسسات ، ومن هنا تخضع الجماعة المحلية لثقافة معينة ، وحتى حين تفكر في التنمية تفكر فيها وفق ايديولوجية معينة هذه الايديولوجية حسب الجماعة هو ما يحدد الأولويات حسب الجماعة: 1- ثقافة البصر: وتركز فيها على ما يراه المواطن ويرضاه ويستحسنه او يستهجنه: جمع الفايات اطلاح الطرق الرياضة الإكراميات...الخ 2- ثقافة الإكراميات 3- ثقافةالرفق: مهرجانات للخيول والاكباش والأغنام والعسل و... 4- ثقافة النبتة: مهرجانات الورد والزيتون و اللوز و حب الملوك... هذه الالولويات الثقافية الجماعية قد تكون اهم من فعل ثقافي مضمونه دعم كتاب او دعم مؤسسة ثقافية او عقد شراكة معها او لاستماع إليها على الاقل او قبول النقد عند توجهه.ان هذه الايديولوجية تنتج ثنائيتين اثنتين هما ثنائية الوعد وثنائية الوأد: - ثنائية الوعد من خلال الثقافة لاستثمارية التي اشرنا إليها. ثنائية الوأد من خلال قتل ما كان بإمكانه أي يكون بادرة ثقافية او على الأقل بادرة لتنمية ثقافية: مجلس يعد وجلس آخر يئد والمجلس الوائد هو نفسه واعد لما يمكن ان يكون موؤودا من طرف مجلس ثالث لاحق....الخ ومن هنا نفهم الوأد الذي تعرضت اليه مهرجانات نعتبرها مهمة - مهرجان ريبع فاس الشعري - مهرجان سلا الشعري - مهرجان الوطني الزجل : - مهرجان الشعر والأغنية. - ان الحديث عن الجماعة المحلية في ارتباطها بما هو ثقافي هو حديث يستدعي بحثا في أصولها. ان الجماعة الجاهزة التي هي موضوع الحديث والتي وصلت صوتا في ظل شروط معينة يعرفها الخاص والعام وفي ظل آليات قانونية وتشريعية معينة ،وصلتنا بالاقتراع الذي قد تغيب فيه شروط الحصانة الفردية التي قد تكون ثقافية بالأساس والحصانة الموضوعية التي هي حصانة لتشريع والقضاء المستقل. - ان الشروط المعينة أعلاه تؤكد أن ما يعطى للثقافة وللتنمية الثقافية جوهرها الفاعل هو ان فعللها ينحو منحى التوحيد في ظل الاختلاف...ولكي يكون للثقافة دورها الطبيعي والطليعي في ظل الاختلاف فانها مدعوة إلى ان تخلق شروطها الموضوعية. - ان التنمية الثقافية لا ينبغي ان تكون شعار ولا جزءا من شعار. انها ككل تنمية اذا لم يتم اعداد استراتيجية لها فان مآلها التعثر والفشل ونعتقد ان اهم مكون استراتيجي لهذه التنمية هو أن نغير الصوت الثقافي للجماعة المحلية حتى يتغير الصدى. - الهوامش: - 1- من اهم المؤلفات التي تناولت الموضوع في المغرب - -عبد الغني ابو العزم- الثقافة والمجمع المدني –سلسلة شراع- كتاب الشهر 9 الطبعة الاولى 1996. - احمد شراك : الثقافة ولسياسة - سلسلة شراع- كتاب الشهر 70 الطبعة الاولى 2000. - محمد مطفى القباج: الامية في المغرب هل من علاج، سلسلة المعرفة للجميع، منشورات رمسيس1998 - احمد شراك : سوسولوجيا التراكم القافي: منشورات المركز الوطني للابداع المسرحي والسينمائي: الطبعة الاولى 2004 - احمد شراك: فسحة المثقف.منشورات اتصالات سبو ، الطبعة الاولى 2006 - محمد المعزوز: مؤسسة البطل الاسطوري ، مضمرات الممارسة السياسية بالمغرب، الطبعة الاولى 2001 - 2-تعتبر الادبيات النقدية ان الكتاب او الفعل الثقافي هو خطاب مسنن في وضعية تسوق والفك الطبيعي لمسنن يؤدي الى تبادل الحضور والفعل الثقافيين قراءة واقتناء وفهما ونقدا وانتاجا - 3 و 4 - انظر مجموعة من المفاهيم المجترجة من طرف الدكتور احمد شراك لا سيما في مقالتيه - طائفية ثقافية - ثقافة جديدة في السياسة المقالتان معا ضمن كاب السياسة والثقافة- م.س - و أساسا في كتابه الذي استقينا منه المفهومين : - مسالك القراء ة، منشورات اتحاد كتاب المغرب، الطبعة الاولى 2001
#جمال_بوطيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
-
كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت
...
-
خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال
...
-
صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق
...
-
أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
-
كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ
...
-
مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
-
ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم
...
-
كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا
...
-
أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|