دروس في النحو الإملاء الدرس الخامس عشر :النحو الساكن / الهدف والكيفية

علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 620 - 2003 / 10 / 13 - 03:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

  الهدف من الأخذ بالنحو الساكن  هو تبسيط لغة الكتابة والقراءة " الفصحى " ولغة الكلام " العامية " ،  والتقريب بين الملفوظ والمكتوب ، وهذه خطوة جريئة لإحياء اللغة العربية ، وإخراجها من كهوف الإكليروس اللغوي والقواعد المحنطة ، وتحويلها إلى لغة سهلة  مطواعة تأخذ مكانها اللائق في حديقة لغات البشر الحية الخلابة .

  يكتب العلوي في " المقدمة "  : ( يمكننا استشراف لغة عربية متكاملة : نحوا وقاموسا تميل في الجانب الأول إلى التخلص من الإعراب فيلتقي طرفاها ، المكتوب والمنطوق ، في وحدة شمولية تتأكد بالتقنين الواعي وتُراعى فيها الفروق الطبيعية بين شطريها وتنزع في الثاني إلى استيعاب مجمل القاموس الكلاسيكي الموزع بيت لغتي الكتابة والكلام . ولعلنا نستطيع تحقيق هذه السيرورة عبر المطالب العملية التالية :

1-    التخفيف من قيود الإعراب في لغة البحث العلمي والفكري والفلسفي والاكتفاء منه بما يلزم لضبط الفكرة والأمن من الالتباس .

2-    تخفيفه ، أو إهماله ، في اللغة العامة ، لغة الإذاعة والصحافة والأدب والسياسة – عدا الشعر الذي يقبل الخيارين بطبيعته : الإعراب والتسكين .

3-    إدخال الصيغ العامية في لغة الحوار القصصي والمسرحي وإلى حدود معينة في اللغة العامة .ومعروف للمتخصصين بالتراث العربي أن الكاتب العربي "الجاحظ" كان أول من دعا وأخذ بالحوار باللغة البسيطة العامية غير أن  النساخ أجهزوا على الكثير مما كتبه الجاحظ في هذا الباب ظنا منهم أن نساخا آخرين نسخوا كتابات الجاحظ خطأ فصححوها أي كتبوها بالنحو المعرب خلافا لرغبة الجاحظ ، ومع ذلك ظلت من تطبيقات الجاحظ  بقية .     ثم يأتي الراحل العلوي ببعض الأمثلة من الصيغ العامية المعاصرة كأدوات الاستمرار ومنها حرف الباء في الشام ( جيش أنطون لحد  بينافق المحتلين  .. محمود بيكتب رسالة ) أو الدال العراقية (  مجلس الحكم المعين  دينافق المحتلين الأمريكيين ) وأداة الاستقبال في ( راح تنهار سلطة بريمر تحت أقدام الجماهير ) ( راح ينال صدام جزاءه قريبا  ) وأداة النفي ( مش / موش ) وهي اختزال من ( ما شيء ) كأن تقول ( المقاطعة السلمية مش الطريق الوحيد لطرد الغزاة ) وذلك لقلة أدوات النفي في اللغة العربية وعموم اللغات السامية . وثمة اختزال شبيه بهذا نجده في لهجة الجنوب العراقي هو " ما مش " اختزالا من عبارة " ما من شيء " كما في قول الشاعر العراقي ( ما مش بمامش و للمامش  يا ميزان الذهب وتغش و احبك ..) والألف في ياء النداء مُمالة أي أقرب إلى الفتحة ، والهمزة في أحبك "وصلية " للضرورة الشعرية .

وهناك أيضا أدوات الاستفهام المأخوذة من العامية ذات الأصل الفصيح مثل ( أيش ؟  وليش ؟ وعليش ؟ وكيفك ؟ و قديش ؟ وين ؟ وفين ؟ ) وبعض هذه         المفردات مستعمل في كتب التراث القديم وحتى المتعلق بالفقه منه وكتابات الصوفيين حيث ورد في إحدى كرامات القطب أبو يزيد البسطامي  أنه أراد أن يعبر نهرا فانطبقت الضفتان بلمح البصر كرامة له فقال مخاطبا السماء ( أيش هذا المكر الخفي ؟) و رجع لم يعبر !

  وكذلك كلمة " تبع " المهمة جدا ، والتي تفيد الملكية وليس لها مقابل في الفصحى سوى " خاصة " وهذه الأخيرة كلمة  قليلة الاستعمال فيمكن أن تقول  ( هذا الكتاب تبع عباس ) أو (هذا الكتاب مال عباس)  بدلا من أن تقول ( هذا الكتاب خاصة عباس ) . ويمكن أيضا استعمال المفردة اليمنية المقابلة لتبع وهي " حق " فتقول ( هذا الكتاب حق عباس )  . أما المفردة العامية المغربية " ديال " فيرفض العلوي - ونؤيده في رفضه - استعمالها لأنها أجنبية قادمة من الأسبانية ولها بديل من العربي العامي . )

4-    يجب أن يباح للكتاب استعادة المفردات العامية الموجودة في القاموس ، والمهمة في لغة الكتابة إذ لا يجوز اعتبارها مفردات ميتة لأن المثقفين والكتاب يجهلونها بينما هي منطوقة وحية في الملفوظ . كما يجب أن تباح المفردات العامية المشتقة أو المولدة .

وإلى اللقاء في الدرس القادم / السادس عشر مع جرد سريع لنماذج من الكلمات العامية الفصحى أو الفصحى العامية .

#علاء_اللامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات